بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 14 مايو 2011

قصة من التراث الصيني-عن مجموعة حمورابي





منذ زمن بعيد في الصين ، فتاة اسمها لي-لي تزوجت وذهبت لتعيش مع زوجها وحماتها (ام زوجها). وفي وقت قصير

لي-لي وجدت نفسها غير قادرة على التوافق مع حماتها نهائياً. شخصياتهما كانتا مختلفة تماماً.

وكانت لي-لي تغضب من عادات كثير لحماتها. وبالاضافة الى ان حماتها كانت تنتقد لي-لي باستمرار.مرت الايام ، ومرت

الاسابيع. لي-لي وحماتها لم يتوقفا عن الجدال والشجار.لكن ما جعل الوضع يصبح اكثر سوءاً هو، حسب العادات

والتقاليد الصينية القديمة، لي-لي يجب ان تنحني لحماتها وان تطيع كل طلباتها. كل الغضب والتعاسة في البيت كان

يسبب لزوج لي-لي حزن عظيم.
اخيراً، لم تستطع لي-لي ان تحتمل مزاج حماتها السيء والدكتاتوريتها أكثر من ذلك، وقررت ان تفعل شيئاً حيال ذلك!

ذهبت لي-لي لرؤية صديق طيب لأبيها، السيد هوانق، الذي يبيع الاعشاب.
أخبرته بالوضع وسألته إن كان يستطيع أن

يعطيها بعض السم حتى تحل المشكلة نهائياً.
السيد هوانق فكر لفترة قليلاً، وقال : “لي-لي انا سوف اساعدك في حل

مشكلتك، لكن يجب ان تستمعي الي وتنفذي ما اقول لك”
لي-لي قالت، : “نعم، سيد هوانق، انا سوف افعل اي شيء

تخبرني ان لفعله” ذهب السيد هوانق الى الغرفة الخلفية، وعاد بعد عدة دقائق ومعه حزمة من الاعشاب. اخبر لي-لي،

“انت لا تستطيعي ان تستخدمي سم سريع المفعول للتخلص من حماتك، لان ذلك يجعل الناس يشعرون بالشك لذلك،

انا ساعطيكي عدد من الاعشاب التي سوف تشكل سم ببطؤ في جسم حماتك. كل يوم حضر وجبة شهية وضعي قليل

من هذه الاعشاب في طبقها من الطعام.
الان، للتاكد من ان لا احد يشك بك، عندما تموت، يجب ان تكوني حذرة في

التعامل معا بشكل لطيف، “لا تتجادلي معها، طيعي كل طلباتها، وعامليها مثل ملكة.” لي-لي كانت بغاية الفرح.

و شكرت السيد هوانق واسرعت الى البيت لتبدأ مؤامرة قتل حماتها.
اسابيع مرت، واشهر مرت، وفي كل يوم، لي-لي

كانت تقدم الوجبة المعدة خصيصاً الى حماتها.وكانت تتذكر ما قاله السيد هوانق عن تجنب الشك،لذلك سيطرة على

مزاجها، واطاعت حماتها، وعاملتها كما تعامل امها.
بعد ستة اشهر، الاسرة باكملها تغيرت. لي-لي تمرنت على السيطرة

على مزاجها لدرحة انها وجدت نفسها تقربياً لا تغضب او تستاء.
لم تحصل اي مجادلة بين لي-لي وحماتها لانها الان تبدو

اكثر لطف واسهل التعامل معها.
سلوك حماته لي-لي تغير باتجاه، وبدأت بحب لي-لي كابنتها. كانت دائما تخبر اصدقاءها

واقاربها ان لي-لي افضل زوجة ابن يمكن للمرء ان يجد. لي-لي وحماتها الان تتعاملان مع بعضهما كأم وابنتها.
زوج لي-لي كان بغاية السرور برؤية ماذا يحدث.


في يوم، لي-لي ذهبت لرؤية السيد هوانق وسألته المساعده مجدداً و قالت،”عزيزي السيد هوانق، رجاءاً ساعدني ان


امنع السم من قتل حماتي. لقد تغيرت الى امرأه لطيفه، وانا احبها كأم لي. انا لا اريدها ان تموت بسبب السم الذي انا


اعطيته لها.”
السيد هوانق ابتسم و أومأ راسه. ” لي-لي، لا يوجد شيء تقلقي عليه. انا لم اعطيك سماً. الاعشاب التي اعطيتك كانت


فيتامينات لتحسن صحتها. السم الوحيد كان في عقلك وموقفك باتجاها، لكن هذا كله اختفى بالحب الذي اعطيته لها.


العبرة : هل ادركت ان طريقة معاملتك للناس هي تماماً طريقة معاملة الناس لك؟ هنالك مقولة صينية حكيمة :


“الشخص الذي يحب الاخرين سوف يحبه الاخرين في المقابل “ـ

الخميس، 12 مايو 2011

شخبطة على الحائط-نكبة البرامكة في تاريخ بغداد العباسية



شخبطة على الحائط
نكبة البرامكة في تاريخ بغداد العباسية صعود الى القمة ثم هبوط الى الجحيم
البرامكة عائلة فارسية مجوسية عريقة الاصل في التاريخ الفارسي، كان عميدهم احد سدنة بيت النار وخدامه الكبار، ساهمت في مقارعة الامويين وفي قيام الدولة العباسية، كانت لهم مآثر وفضائل في الدعوة العباسية ثم تاسيس الدولة العباسية، وبعد نجاحهم في الدعوة جعلوا اسماهم عربية وقد على نجمهم أيام الرشيد؛ فالأب يحيى بن خالد البرمكي كان المسؤول عن تربية الرشيد، وزوجته أرضعت هارون الرشيد، وهو الذي حافظ لهارون على ولاية العهد عندما هم الخليفة الهادي بخلع أخيه الرشيد، خدم الرشيد في الوزارة أفضل قيام حتى فوضه الخليفة الرشيد كل الأمور، أما ابنه الفضل البرمكي، وكان أكبر ألاخوة، كان أخو الرشيد في الرضاعة والمسؤول عن تربية الأمين ابن الرشيد، واستطاع أن يقضي على فتنة يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم، وولي خراسان وغيرها، واتخذ من جندها جيشًا كبيرًا تعداده 50 ألف جندي، جعل ولاءهم له مباشرة، وسماهم (العباسية). يرجع أصل أسرة البرامكة إلى جدهم الأول برمك المجوسي، كان من سدنة بيت النار ولم يتخذ الاسلام دينا، وكانت بغداد تضم مجاميع كبيرة من الفرس الذين ساهموا مساهمة لا نضير لها في قيام الدولة العباسية، بعضهم اتخذ الاسلام وبعضهم تظاهر بالاسلام ظاهرا وبقي مجوسيا باطنا ومنهم الشاعر بشار بن برد. اما الشاعر ابو نؤاس فقد كان فارسي الاصل من انصار (الشعوبية) وهي معادات التراث العربي اذ كان يعيب على الشعراء العرب البكاء على الاطلال كما قال امرؤ القيس في معلقته (قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل) فيعيب ابو نؤاس ذلك قائلا (قل لمن يبكي على رسم درس واقفا ما ضر لو كان جلس) (اترك الربع وسلمى جانبا واحتسي كرخية مثل القبس) الا ان ابو نؤاس بقي على اسلامه اذ قال قبل موته (عفوك ثم اني مسلم).

قيل ان جعفر البرمكي كان سبب نكبة البرامكة فهو نديم الرشيد وخليله في المجالس، وله من الأعمال الكبيرة أيضًا؛ فهو الذي قضى على العصبية القبلية في الشام، ثم جعل له ولاية خراسان والشام ومصر، وجعله مسئولاً عن تربية ابنه المأمون. أما موسى الأخ الثالث فكان كل همه القتال والغزو بحكم شجاعته الفائقة، وتولى أمر الشام سنة وكانت هذه الشجاعة أحد أسباب نكبتهم؛ حيث غار منه بعض القواد الآخرين وسعوا فيه عند الرشيد. أما محمد الأخ الرابع فليس له ذكر في التاريخ، إلا أنه كان بعيد الهمة، ودوره في هذه الفترة يحيطه الغموض. اختلف المؤرخون فيما بينهم في السبب الذي دفع الرشيد الى افناء الأسرة البرمكية بكاملها على الرغم من أعمالهم العظيمة، واختلقت روايات كثيرة اهمها ان العباسة أخت الرشيد كان لها علاقات غرامية مع جعفر البرمكي، الا ان الكتبة العرب والمسلمين يرفضون هذه القصة والامر معهم معروف فالعباسة أخت الرشيد عربية قريشية النسب وجعفر البرمكي فارسي النسب وربما كان الامر انه كان يختلي بها سرا فشاع امرهما بين الناس مما اثار حفيظة الخليفة العباسي الرشيد، وبعضهم يعزو الامر الى حادثة يحيى بن عبد الله الطالبي الذي خرج إلى بلاد الديلم واعلن الملك لنفسه هناك، وبايعه كثير من الناس، ومن ثم قويت شوكته، عام 176 هـ، فأرسل إليه الرشيد الفضل بن يحيى البرمكي، واستطاع الفضل أن يستنزل يحيى بالسلام على أمان له عند الرشيد، وذلك من غير اهراق دم، وعد ذلك من أفضل أعمال الفضل البرمكي، وبعد فترة ظهر من يحيى البرمكي ما أوجب عند الرشيد نقض الأمان، فأمر بحبسه عند جعفر بن يحيى البرمكي، وفي ليلة اجتمع يحيى مع جعفر البرمكي، وما زال به حتى أطلقه جعفر وزوده بالمال اللازم لخروجه من بغداد، فوصل الخبر للرشيد، واعتبر ذلك خيانة عظمى عند العباسيين لشدة خوفهم من الطالبيين، فخاف الرشيد من تآمر آل برمك مع الطالبيين من أجل إقصاء العباسيين، فأمر بقتل جعفر البرمكي وحبس جميع البرامكة.

اما السبب الآخر لغيض الخليفة الرشيد من البرامكة فهو انهم كانوا يعيشون في ترف لامثيل له رغم ان الترف مارسه كافة القادة الذين غزوا وسبوا البلدان وكان الخليفة الرشيد واحدا ممن استلموا ملكا كله نتيجة غزوا وسبي. كان البرامكة يعيشون ترفا ليس به ضريب، فقد كانوا يبنون قصورهم مزوقة فيها الحوائط والارض بالذهب والفضة، وبنى جعفر البرمكي بيتًا كلفه عشرين مليون درهم، كان الخليفة الرشيد في سفر ذات يوم، فوجد في كل إقليم وقرية قصورا قال له الناس هذا لجعفر البرمكي، وعندما عاد الفضل جعفر البرمكي من حربه في الديلم أطلق لمادحيه ثلاثة ملايين درهم. كل ذلك جعل الرشيد يتابعهم في الدواوين والكتابات، فأكتشف خللا كبيرا في مصاريف الدولة. ومن الروايات الاخري عن نكبة البرامكة فقد كان الفضل بن الربيع وهو من موالي العباسيين، وكان شديد العداء للبرامكة، ويقال أنه هو الذي سعى بهم عند الرشيد, وأظهر عيوبهم فعين الخليفة الرشيد الجواسيس حولهم، حتى استطاع أن يرصد حادثة هروب يحيى الطالبي عند جعفر البرمكي، فأخبر بها الرشيد، وزين له أن البرامكة يريدون الخلافة للطالبيين.

وقيل ان السبب الآخر في نكبة البرامكة هو الشكوك في اعتناقهم الاسلام، ذكر بعض المؤرخين ان البرامكة لم يتخلوا من مجوسيتهم، بل حاولوا إعادة المجوسية، وأنهم أدخلوا النار في الكعبة حتى تعبد هناك، والذي ساعد على ترويج هذه الفكرة مصاحبة جعفر بن يحيى البرمكي لبعض الزنادقة ومنهم أنس بن أبي شيخ الذي قتله هارون الرشيد بيده، وكان الكثير من اصحاب الاصول المجوسية يتظاهرون الاسلام لكنهم كانوا مجوسا في دواخلهم.

ولعل المهم من جملة اسباب نقمة الخليفة الرشيد على البرامكة هو انشائهم جيش البرامكة وأصل هذا الجيش كان جيش الفضل بن يحيى من جند خراسان المعروفة بولائها للعباسيين، وكان ميلهم أكثر نحو الطالبيين اي آل البيت، وكان عدد جنده خمسين ألفًا بدل موالائهم للبرامكة مباشرة دون غيره، ثم استقدم منهم عشرين ألفًا لبغداد وسماهم (الكرنبية) مما اثار هواجس الرشيد، غير أنه لم يتحرك حتى جاءه خبر من والي خراسان علي بن عيسى بن ماهان أن السبب في اضطراب خراسان هو موسى بن يحيى من بغداد، فتحقق الظن عند الرشيد، لهذا قرر الرشيد عند رجوعه من الحج، وفي آخر ليلة من المحرم سنة 187 هـ بالإيقاع بالبرامكة، فأمر بقتل جعفر وصلبه على جسر بغداد، وحبس باقي البرامكة في السجون، والاستيلاء على أموالهم وقصورهم وكل ما لديهم وساموهم في السجن سوء العذاب، وتبدل نعيمهم بؤسًا، وماتوا واحدًا تلو الآخر في السجون ولقد ظهر من يحيى بن خالد كما قيل صبر عظيم ورضا بقضاء الله وقدره، ومن عجيب ما يذكر في أسباب هذه الحادثة أن يحيى بن خالد كان يحج ذات مرة، فوقف عند باب الكعبة, ودعا قائلاً: (الهم إن كان يرضيك عني سلب جميع مالي وولدي وأهلي فافعل ذلك) فكان الأمر كما دعا هو بنفسه، والله أعلم بالعاقبة وتلك رواية يرويها الكتبة في عهود متأخرة ولا يعلم صحتها او بطلانها. وربما قتل البرامكة ذبحا وهذا ما حدث في التاريخ فالاميون ابادوا بني هاشم احفاد النبي ولم يسلم واحدا منهم. ثم جاء ابو عبدالله السفاح فاباد جميع امراء بني امية في عشاء اعد لهم ثم ذبحهم ذبح النعاج ثم تعشى هو، الا ان واحدا منهم هرب وانشأ الخلافة الاموية في الاندس ثم ابادهم المرابطون في الاندلس ثم ابيد العباسيون للظلم الذي اقترفوه والجدير بالذكر ان بني هاشم وبني امية وبني العباس ابناء عمومة من قريش وكل واحد انتقم من الآخر، واذا كان ابناء العم من قريش يحمل كل فرع منهم الحقد على ابن العم الآخر فما شأنهم في البلاد التي سبوها واستباحوا نسائها.
توما شماني – تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب

سعدي الحلي نكات وطرائف -بقلم: محمد علي محيي الدين



سعدي الحلي نكات وطرائف

بقلم: محمد علي محيي الدين

ولد الفنان الشعبي المعروف سعدي الحلي في مدينة الحلة كما ذكر قريبه الأستاذ رحيم الحلي في عكد الكرعين في محلة المهدية عام 1930 في ظروف عائلية قاسية حيث توفيت والدته وهو في سنواته الأولى تركته لدنياه الصعبة مع أخيه هاشم الذي يكبره بسنتين تزوج والده من امرأة بغدادية اسمها هندية التي اشترطت أن يكون أعزب ، وترك ولدّيه عند أقرباءه ، ولقرابته بأسرتي فهو ابن عم والدتي ، فقد عاش سنوات عديدة في بيتنا وعاش مع والدي حيث كانا في عمر متقارب وكان شقيقاً لوالدي في الرضاعة ، وفي سنوات صباه بدء الغناء ، وراح يغني أثناء عمله في صناعة الأسرة والأقفاص من جرائد النخيل ، في محل يطل على نهر الحلة في حي الجامعين ، وانتبه الى جمال صوته كل الذين استمعوا إليه ، وصار يغني في الأفراح والمناسبات ، انتبه إليه الشاعر محمد علي القصاب الذي أخذ بيديه وعلمه فن الأداء والأطوار وكتب له المواويل وأعطاه أغانيه الأولى ، وسجل أشرطته الأولى في تسجيلات أبو عامر في الحلة وكان شريط يخمري شريطه الأول ، وقد اختط له طوراً خاصا سمي الطور الملائي .

في أواخر الستينات سجل أغنيته الأولى في الإذاعة بعنوان أريدك دوم تدلل كلمات الشاعر محمد علي القصاب وهي استنساخ لحني من أغنية صباح فخري قدك المياس يا عمري، ثم أغنية يمتة الكاك ، أما الأغنية التي أطلقته الى عالم الشهرة كانت أغنية ليلة ويوم كلمات الشاعر كاظم الرويعي .

أما أخيه هاشم الذي كان يمتلك بدوره صوتاً شجياً حاول أن يتقدم الى برنامج ركن الهواة تقديم الراحل كمال عاكف ولكن لم يقدر أن يخطف أضواء الشهرة حيث غطت شهرة أخيه على إمكانية ظهوره ، ولم ينتبه أحدا الى جمال صوته فبقي مغموراً يغني وهو يدفع عربة الدهين في الحلة ، إضافة الى إن سعدي لم يساعده في توجهاته الفنية فقد كان يخشى من تطور قدرته الغنائية وشهرته ،وفي أواخر أيامه رأيته مريضا يمشي على عكازات ،

عرف عن الفنان الشعبي نكات كثيرة معظمها يدور في فلك خاص والكثير منها مما لا يكتب وإنما تداوله الناس في سمرهم وأوقات لهوهم ،وأغلب هذه النكات مما صاغته الذائقة الشعبية ولا مكان لها من الحقيقة ولكنها تعكس جانبا اجتماعيا يتحاشى الخوض فيه الكثيرون،وقد أحببت أن أدون نكاته السياسية التي تعبر عن مرحلة عاشها العراق،وهذه النكات رغم ما فيها تعبر خير تعبير عن روح السخرية الشعبية وكيفية استغلالها في المواجهة مع الظالمين ولعلها تنحوا في أهدافها الى ما تنحوا إليه النكات المأثورة عن قراقوش التي كانت بمثابة معارضة سياسية لحاكم ذاق منه الناس الأمرين،وهناك الكثير مما تجنبت إيراده لأنه من النوع المكشوف الذي يخدش الأسماع وتمجه الأذواق ولكنه في مجمله تعبير عن رفض لواقع مر عاشه العراقيون ويعبر بشكل أو آخر عن واقعية شعبية يحاول الكثيرون الابتعاد عنها غم أنها تشكل ظاهرة كبيرة لها أثرها في المجتمع العراقي،وكان الأولى تدوينها وتسجيلها والحفاظ عليها كما هو حال المؤرخين الذين سجلوا الكثير من الأخبار والحكايات التي تمثل هذا الجانب من حياة الناس وارى إن الواقعية تحتم جمع هذا التراث الضخم وتدوينه لأنه يمثل جزءا من واقع لا يمكن إنكاره أو تجاوزه لدارسي المجتمعات في حقبها التاريخية المختلفة.

الثلاثاء، 10 مايو 2011

تجارب جديدة للفنان عادل كامل بعنوان اختام عراقية معاصرة





فســــاد .. في السويد !!!!!‏ -عن مجموعة حمورابي


فســــاد .. في السويد !!!!!‏

يقول الخبر الذي شغل وسائل الإعلام :
ان عمدة ( أو حاكمة ) مدينة استكهولم السويدية
( وهي سيدة معروفة في بلادها اذ هي عضو في البرلمان
ورئيسة حزب إضافة الى كونها عمدة استكهولم )
أحدثت فضيحة مدوية اتهمت من جرائها بالفساد الإداري
وتهم أخرى شنيعة ،

حدث كل هذا حين أقدمت هذه السيدة على ملء خزان
وقود سيارتها الخاصة واستقطاع الثمن من دفتر بطاقات حكومية ،

وهنا تزلزل العالم من حولها وحصلت تداعيات خطيرة
جراء ما أقدمت عليه
: بأي حق تستخدم البطاقات الحكومية لتسديد
ثمن وقود سيارتها الخاصة ؟
لماذاتصرفت في ملكية عامة لشأن خاص ؟
لماذا خانت الأمانة وهي حاكمة المدينة ؟!.

ونشطت الصحافة ( بأنواعها ) وكذلك الجمعيات والمنتديات
المهتمة بالحقوق العامة ومكافحة الفساد
وتناولت ( الفضيحة ) الكبرى وكشفت للرأي العام
القضية المثارة من جوانبها المختلفة
ومبلغ الأضرار التي أحدثتها على سمعة الوطن !..


وقد حاولت العمدة الدفاع عن نفسها أمام المحكمة بالقول
(( أنها اضطرت لذلك لأنها لم تكن تملك في جيبها النقود ))

فرد عليها القاضي مؤنبا :
(( هذا لا يبرر فعلتك الشنعاء إذ كان بإمكانك ان تركني
عربتك وتصعدين بالقطار العام !)).

وقد انتهت التحقيقات القانونية وحيثيات المحاكمة
والمواكبة اليومية من وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي
إلى إدانة شديدة لتصرف العمدة
( الذي وصف بالفاسد والمشين )

ومن جراء هذه الإدانة اضطرت السيدة إلى تقديم استقالتها
من منصبها كعمدة للمدينة
كما تم رفع عضويتها من البرلمان وجمدت مناصبها جميعا
فقضي عليها وجلست في بيتها !..

فمن اجل ثمن بسيط وتصرف شخصي اضطراري
لم يشفع لها احد في بلاد الكفّار !!!!،
ولم يدافع عنها واحد من ( شللها ) العديدة

كما لم يبادر ( حزبها ) ويلفلف القضية
وفق نظرية ( عفا الله عما سلف !)

ولم تسّود الصحف بتسفيه التهم وخلط الأوراق
ورميالفضيحة على رؤوس المحاصصة والمناطحة !

كما لم يحاجج متنطع من كون ( المتهمة ) حاكمة المدينة
وعضو في البرلمان مما يجعل تصرفاتها مأمورة من عند الله !.


من سوء حظ هذه الحاكمة أنها ولدت في بلاد الأحياء ،
وكان يمكن أن تحكم كما تشاء وأنّى تشاء
( وفق مبادئ الحق الإلهي )
فقط لو أنها حكمت شعبا مكتوبا عليه ألا يفيق من نومة الكهوف !!.

الأحد، 8 مايو 2011

بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى -ضياء الدين الخاقاني


بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى
ضياء الدين الخاقاني
1933 - 2008
................................................
اِيماءةُ الفجرِ أو اِشراقة الشهُبِ ... هذا الذي فاض من جفنيْكِ في أدبي
بغدادُ هذا الذي اسْتوحيتُهُ انطلَقتْ ... نعْماه تبني الهوى في أفقِهِ الرّحِبِ
بغدادُ يا منبَتَ الذكرى مشرّدة ... ما بيْن مبتعدِ المأوى ومُقتربِ
سمِعْتُ موجَكِ أنغاماً مبعْثرة ... مع الريّاحِ بأوتارٍ من الذهبِ
ورفّ كلّ شعاعٍ منكِ في أفقي ... وحياً من الشعْرِ كالنعْمى يُحلِّقُ بي
فطارَ قلبي وكمْ من طائرٍ بلَغتْ ... شواهقُ الغيبِ فيهِ رفعَة الطلَبِ
يرشّ فوق شواطيكِ التي انبَعَثتْ ... منها الروائحُ ما تزكو من العتَبِ
ويسْتقي الروحَ من واديْكِ غالية ... ويحْصِدُ الضؤَ من اِشراقِكِ الذهَبي
بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى ... مع السطورِ شموخاً في حياةِ نبي
جرى النسيمُ الذي اسْتهويْتُ عاطرَهُ ... في كلِّ ما رسَمَتْ كفّاكِ من عجَبِ
ففي الحروفِ رياحينٌ مهلهلَة ... وفي التعابيرِ أنغامٌ من الكُتُبِ
اِنّي لأصطافَ لا في روضة عَبَقَتْ ... ولا كما قيلَ في خدٍّ لِذي شنَبِ
اِنّي لأصطافَ في حلْمٍ سمِحْتُ بهِ ... من الخيالِ بما أوحيْتُ من أدبِ
وحسْبُ عينيَّ طيْفٌ منكِ يلْهِمُني ... معانيَ الشعْرِ في ثوبٍ من اللهَبِ
فلسْتُ أوّلَ مَنْ يحْيا الخيالَ هوىً ... ولسْتُ أوّلَ مَنْ يسْمو مِنَ العَرَبِ
..........................................
*ديوان : من وحي الأنتماء / قصيدة: بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى
الاديب العلامة المرحوم ضياء الدين الخاقاني

لا تتأخّر/ سليمان دغش -من ديوان امرأة على خط الاستواء )


لا تتأخّر/ سليمان دغش



إِذا ما خَطَرتُ ببالِكَ يَوْماً
وزارَكَ طَيفٌ مِنَ الأَمسِ أَشقَرْ


وهبَّتْ عَواصفُ حُبٍّ قَديم ٍ
تَشفُّ الفؤادَ كَطَعنةِ خِنجَرْ


وتَحملُ أَلفَ سَحابةِ حُزن ٍ
تَفيضُ بِعَيْنَيكَ دَمعاً وتمُطِرْ


إِذا ما تَذَكَّرتَني يا حَبيبي
ولا بدَّ يوماً بأنْ تتذَكَّرْ


وعُدتَ إِليَّ كَطفل ٍ صَغير ٍ
بجفن ٍ بَليل ٍ وقَلبٍ مُكسَّرْ


سَتعرفُ أَنّكَ كُنتَ ضَعيفاً
وأنَّ الهوى قدَرٌ ليسَ يُقهَرْ


غداً سَتعودُ إليَّ وَتبكي
على كَتِفيَّ كَطفلٍ مُحيَّرْ


فتعرفُ أَنّي انتَظرتُكَ عُمراً
وأَنّي أُحبُّكَ أَكثرَ.. أَكثرْ


تغيّرتُ شَعْري سَحابةُ تيهٍ
وثغري جَداولُ شَهدٍ وعَنبرْ


وصَدري الذي قدْ تركتَهُ طِفلاً
نَما يا حَبيبي نَما وتدَوَّرْ


يرفُّ عليهِ القميصُ ارتِعاشاً
فإنْ لامسَ الناهِدَيْن ِ تخدَّرْ


يفيقُ الصباحُ ببسمةِ ثغري
وتغفو الليالي بجفني وتَسهرْ


أَنا ما حَقدتُ عَليكَ حَبيبي
فلا تتوانَ ولا تتأَخَّرْ


أَخافُ انكسارَ مرايا الحَريرِ
وهجْرَ الطيور ِ ..فلا تتأَخَّرْ..


( من ديوان امرأة على خط الاستواء )