بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 24 يوليو 2014

عصر اينانا المستعاد رواية لعادل كامل -الفصل الرابع

لتحميل الفصول الاربعة على رابط 4شير التالي
http://www.4shared.com/account/home.jsp#dir=EwCcFc6N

همنجواي في الحلة (15)-أحمد الحلي



همنجواي في الحلة (15)
كتاب في حلقات

أحمد الحلي
سمك مسكوف على مشارف القصر الجمهوري

عُرف عن شبان منطقة الكرادة في ذلك الوقت ، أنهم كانوا شباناً متطلعين إلى كل ما هو جديد في عالم الموضة والملابس مع احتفاظهم وتمسكهم بالقيم الاجتماعية التي درج عليها آباؤهم وتلقفوها منهم ، كما عرف عنهم حبهم وولعهم بتزجية أوقات فراغهم ولا سيما في العصر بالتنزه على ضفاف نهر دجلة المحاذية لبيوتهم ، وقد اعتاد بعضهم على امتطاء زورق والتوجه به إلى منتصف النهر أو قريباً من الضفة الأخرى التي جرى تشييد القصر الملكي الجديد وملحقاته فيها ، إلا أن قيام ثورة 14 تموز عام 1958 جعل تسمية القصر الملكي تتحول إلى القصر الجمهوري ، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن عبد الكريم قاسم لم يتخذه مقراً له وإنما كان مستقرّه الدائم في وزارة الدفاع ، حيث جعل القصر مكاناً خاصاً للتشريفات واستقبال زوّاره ، في إحدى المرات وبالتحديد في أواسط ثمانينيات القرن الماضي ، انزلق بزورقه إلى وسط نهر دجلة ، ولما صار في منتصف الشط أخذت تضرب انفه رائحة السمك المسكوف القادمة من الجهة المقابلة ،  وقد كانت من القوة والنفاذ بحيث أنها تملكت مشاعره وبعد أن جال ببصره رأى ضبّاطاً برتب عسكرية وهم يقومون بعملية الشواء، فرمى مرساته وأوقف زورقه قبالتهم وهو يتلمّض في سره ، ومضى وقت قليل فإذا به يسمع أصواتاً تناديه ، فانتبه ورآهم يشيرون إليه أن يرفع مرساته ويتجه إليهم ، ففعل ، وبعد أن وصل إليهم ، عرف أنهم كانوا منتشين بفعل الخمرة الراقية التي يحتسونها ، وأدرك انه يقف إزاء ضبّاط كبار من المؤكد أن بعضهم قادة للفرق والفيالق العسكرية أو الأجهزة الأمنية في مدينة بغداد ، إلا انه تمالك نفسه وقرر المضي بالمغامرة قدماً ، كان أول سؤال يوجه إليه بطريقة مازحة ؛ لماذا نراك متوقفاً قبالتنا وتنظر إلينا ؟ أجاب على الفور ، عذراً أيها السادة ، فانا فنان تشكيلي وأي منظر طبيعي جميل يستهويني ، وكان السؤال التالي ؛ من أين أنت ، قال ؛ من منطقة الكرادة وبيتنا هناك وأشار إلى الجهة المقابلة ، سأله احدهم مشككاً ؛ إن كنت فنان تشكيلي حقاً فهل تعرف الفنان نوري الراوي ؟ أجاب السائل وأعطى تفاصيل دقيقة عن الفنان ، سأله الضابط  ذاته عن الفنان رافع الناصري فأجاب صاحبنا بان رافع صديقه وكانا معاً يدرسان في الابتدائية والمتوسطة ثم اخذ يتكلم وفق ما تسعفه ذاكرته المتقدة بشأن الفن والفنانين ، إلا أن سؤالاً أخيراً بقي في جعبة السائل ؛ إن كنت فناناً حقاً وتسحر مخيلتك المناظر الطبيعية فلماذا لم تصطحب معك عُدة الرسم المعتادة ، أجابهم بثقة ؛ هنا يكمن سر اختلافي عن الآخرين ، فانا ارسم لوحتي بعد أن أعود إلى البيت  بناءً على ما يظل عالقاً بذاكرتي ، لاسيما وأنا أرى في ذلك نوعاً من التحدي ، وعند هذه النقطة اسقط في يد السائل ، ودعوه إلى المشاركة في لذتهم وتناول السمك المسكوف معهم ، وصعد إلى زورقه ووعدهم بأنه سيرسل إليهم اللوحة بعد أن ينتهي منها ، بعدها ودعهم وعاد من حيث أتى ، فوجد أصدقاءه يجلسون في ذات المكان من الشاطئ ، وقد انتهوا للتو من تناول (الهبيط) وهو نوع من تشريب اللحم ، واعتذروا له لكونهم قد أتوا على نصيبه من الطعام ، فقال لهم بصدر رحب ؛ هنيئاً ومريئاً لكم ، قال احدهم ؛ ولماذا نراك منشرح الصدر هكذا ، وأين كنت ؟ أجاب ؛ كنت آكل السمك المسكوف هناك مع قادة القوات المسلحة ، حيث بمقدوركم أن تروا بقايا لدخان ما يزال تتصاعد !!

مقلب
عرف والدي بين أوساط الناس في محلته بدماثة خلقه وطيبته واستعداده لتقديم المساعدة للآخرين ، إلا انه عرف أيضاً بولعه بتدبير المقالب مع الآخرين ، حتى وان جاء بعضها ثقيلاً ، ففي إحدى المرات ، والوقت كان خلال سني الحرب العالمية الثانية ، حيث شحت المواد الغذائية ولا سيما الأساسية كالرز والطحين والسكر والشاي ، الأمر الذي أدى بالحكومة آنذاك أن تتخذ قراراً باعتماد نظام البطاقة التموينية الذي تعرف إليه العراقيون ثانية في أعقاب غزو صدام للكويت ، وما نجم عن ذلك من الحصار الاقتصادي القاسي الذي تم فرضه على العراق .
شاهد أبي عن بعد وهو يوقف سيارته نوع بيكب . حشداً كبيراً من أهالي المحلة تجمعوا أمام احد الدكاكين ، ولما استفسر عن الأمر اخبره احدهم بان الناس يقفون منذ ساعات في هذا الطابور الطويل على أمل أن يستلموا حصصهم التموينية المقررة ، اطرق ملياً ، ثم هداه تفكيره إلى مخرج ، قاد سيارته باتجاه الحشد وتوقف بالقرب منهم ونزل من السيارة ، وصاح بأعلى صوته ؛ يا لكم من حمقى ومغفلين ، انتم تقفون هنا تنتظرون الماء الذي يتساقط من  ناگوط الحِب بينما أهالي المناطق المجاورة يهرعون الآن إلى مكان سقوط إحدى طائرات التموين الانكليزية الضخمة التي سقطت بحمولتها  عالبرة أي في الكرادة خارج ، وهم الآن منهمكون بالاستيلاء على جزء من الغنيمة السماوية ، فصاح الجميع ؛ وكيف عرفت ذلك ؟ قال ، ها إني قد عدت للتو من ذلك الطريق وشاهدت الواقعة بأم عيني وأخذت حصتي من الغنيمة ، فتحمس الجميع وهرولوا إلى بيوتهم جالبين معهم الأكياس والأواني وأبناءهم واتجهوا صوب المكان الذي أشار إليه .
أسرع أبي  إلى استخراج البطاقة التموينية الخاصة بعائلتنا ، وذهب إلى الدكان ليستلم منه المواد الغذائية بكل سهولة ويسر ، ولم يمض وقت قصير حتى عاد الحشد المغرر بهم من رحلتهم الشاقة وتجمعوا أمام منزلنا على شكل مظاهرة صغيرة غاضبة ، فخرج إليهم ، فتكلم احدهم بحدة ؛ لابد انك كنت تضحك علينا حين دبرت لنا هذه (الداوركيسه)* ، فأجابهم وكأنه ينتظر ذلك منهم ؛ وما ذنبي أنا إذا كنتم مغفلين هكذا إلى هذا الحد ، وكيف تعقلون أن طياراً انكليزياً يمكن أن يدع طيارته تسقط في غير المعسكرات التابعة لهم وما أكثرها ؟!




الثلاثاء، 22 يوليو 2014

همنجواي في الحلة-ح14




إنهم يصنعون بشراً

احمد الحلي
كنتُ انظر ، وجرّاء الأحوال الاقتصادية المريرة التي مررنا بها إبان فترة الحصار الاقتصادي ، إلى حياة العزّاب من أصدقائي بحسد ، وكنت أرى في العزوبية إغواء ما وفلسفة حياة ، وأن من اختار سلوك هذا النهج لا بد وأنه يحمل في داخله حكمة ما ، كان أحد  هؤلاء صديقاً مقرّباً مني ، وكان هو محسوباً على فئة الأدباء والكتّاب ، وطالما استأنست بآرائه السديدة في قضايا كثيرة ، خاصة في ما يتعلّق بالثقافة والفكر ، في أحدى المرّات أسرّ إليَّ أنه قرر أن  يتخلّى عن عزوبيته قريباً ، وأنه ما عاد مقتنعاً بأفكاره وتبريراته التي كان أصدقاؤه العزّاب يتلقّفونها عنه ، ويردّون بها سهام الآخرين تجاههم ، قلتُ له ؛ هل لك أن تبيّن لي ؟ قال ؛ نعم ، بالأمس حضر إليّ أحد أصدقائي من العزاب ، ودار بيننا الحوار التالي ؛
- لقد سئمتُ من العزوبية ، ما الذي أفدناه منها ؟
- ألا ترى معي أن العزوبية تتيح لنا أفقاً أرحب للحرية وتجنّبنا الوقوع في شظف العيش مثلما حصل ويحصل لآخرين  ؟
- ولكن ، ما الذي يستطيع المرء تحقيقه من خلال العزوبية ؟
 بل وحتى بالنسبة لك ، هل تعتقد أنك بإصرارك على العزوبية قد حققتَ شيئاً ؟
- نعم ، أنا أفتخر أنني حققت شيئاً ، واستخرج من درج مكتبه كتاباً صغيراً هو ديوانه الشعري البكر الذي جهد طويلاً من أجل إخراجه وترتيبه ، وكان طبعه على حسابه الخاص قبل بضعة أشهر .
- أعلم أن ديوانك الشعري هذا يحمل أهمية ما ، لا سيما وأن عدداً من نقّادنا وكتّابنا المهمين قد أثنوا عليه ، ولكن ، هل هذا يكفي ؟  وهل يُشبع نهم المرء إلى ما هو أفضل وأكثر حيوية ، بالنسبة لي أنا لا أعتقد ذلك ، أنتَ تتحدث عن ديوانك الشعري بوصفه منجزاً تعتد به ، وهذا من حقكَ ،  بينما أقل المتزوجين شأناً وأبعدهم عن الثقافة وعوالم الفكر يحققون منجزاتٍ أكثر أهمية بكثير من منجزك ؛ إنهم يصنعون بشراً !


طيورٌ ولكنْ
أتيح له من خلال حضوره إحدى الندوات الثقافية أن يتعرّف على مثقف متأنق بشدة يمتلك حقلاً للدواجن . وبعد عدة لقاءات أصبحا صديقين حميمين ، ولكنه بعد مرور مدة من الوقت اكتشف مدى خواء وهشاشة هذا الكائن ...
وفيما يلي تدوين لخلاصة انطباعاته بشأنه ، ولكن عبر حكاية فنطازية ...
أطل الصباحُ على إحدى الدجاجات وهي تلتهم طعامها المعتاد في الحقل الكبير جنباً إلى جنب مع مجموعة كبيرة من أفراد جنسها ، وهي اعتادت أن تنظر إلى الأمور والأشياء المحيطة بها من ذات الزاوية ؛ كمية الغذاء ووفرة الماء المقدم لها في أوقات محددة بدقة ، ذات الرعاية والاعتناء من قبل العامل الموكل إليه هذا العمل
بيد أن هذه الدجاجة تحديداً ، ولسبب غير مفهوم ، أخذت تنتابها مشاعر مبهمة فيها شيءٌ من التوجس والحيرة عن المكان الجديد الذين تذهب إليه قريناتها الأكبر سناً بعدة أسابيع ، حيث كانوا يأتون في مواعيد محددة ، مصطحبين معهم عدداً كبيراً من الأقفاص ، ليشرعوا بحشرها فيها بطريقة أبسط ما يقال عنها إنها تفتقد إلى اللياقة وحسن المعاملة .
وعلى أية حال ، فهي ، شأنها في ذلك شأن أفراد جنسها ، لم تكن ممن تتملكهم المشاعر السوداوية إزاء ما يجري من حولها ، ولا ترغب بأن يعكر صفوها شيء .
هذه الدجاجة ، بدأت تطرأ على تفكيرها مشاعرُ وأحاسيس جديدة ، وجدت نفسها تنظر إلى السماء ، هذه المساحة الشاسعة الزرقاء الممتدة ، كانت تحدق فيها وكأنها تراها للمرة الأولى ، وجدت نفسها سعيدة باكتشاف هذا العالم الجديد ، من بين ما لاحظته ؛ مجموعات سابحة من الطيور وهي تطير بمستويات متعددة وأخرى تطير فرادى بسرعة أو بتمهل ، أمعنت التفكير ملياً في هذه المسألة ، وجدت أن الفضاء الذي تسبح فيه هذه الطيور لم يكن بعيداً عنها ، كانت تحس به قريباً جداً من وجدانها وكينونتها .
فجأة طرأ على تفكيرها السؤال ؛ لمَ هي بمعية هذا الحشد الكبير من رفيقاتها يتوجب ويتحتم عليهن العيش أسيرات لهذا الحقل وما تحيط به من أمور مريبة ، بينما آفاقٌ أخرى مذهلة يمكن أن تكون بانتظارها ، ألقت نظرة إلى جناحيها وريشها بزهو واختبرت قوتهما بحركة مألوفة ، إنهما قويان كفاية لينطلقا بها بعيداً ، أخفت سرها مع نفسها خوفاً من  انكشاف أمرها بانتظار فرصة سانحة .
على مقربة ، وضمن ذات المساحة ، كان صاحب الحقل لا يعوزه شيء وجه ممتلئ بشاربين كثين وجسم ضخم بمنكبين عريضين ، كل شيء تقريباً كان متاحاً له ، الممكنات المادية والحياتية كانت طوع أمره ، فمنذ وقت مبكر علمته دروس  الحياة القاسية أن يرى في الفقر والفاقة فشلاً في اختبار الحياة ، لذا فهو قد وضع ، ومنذ البداية لنفسه هدفاً محدداً يتمثل في اختراق حاجز الفقر الذي كانت تعاني منه عائلته قبل زواجه ، ليصل إلى مرحلة الغنى والثراء مهما كلفه هذا الهدف من تضحيات ومشقات ، وكان له ما أراد .
بيد أنه ، وعلى غير عادته ، وجد نفسه في الآونة الأخيرة وقد راحت تداعب مخيلته بعض الأفكار والرؤى التي لم يعتد عليها من قبل ، فقبل مدة يسيرة أتيح له أن يتعرف من خلال أحد أصدقائه على أحد الشعراء ، فأخذ هذا يتردد عليه في مكتبه بين الحين والآخر ، وكان هو ، لا يبخل بالترحيب بضيفه الجديد ، وبصفة خاصة حين لا يكون هناك ثمة عمل وكشوفات حساب وأرقام .. واجداً في قربه منه نوعاً من السلوى والتعويض بل وحتى الفضول ، كان يتعجب أن لا يرى إمارات الفقر والعوز البادية على هيئته وملامحه متمكنة من روحه وعنفوانه ، كان بوسعه أن يرى الشعاع الخفي الذي ينطلق من عيني ضيفه والحيوية الغامضة المنطلقة عبر نبرة صوته الذي ينطلق على شكل جمل وكلمات لم تألفها لغته أو لغة أقرانه ذات الحواف الخشنة ، ومن أجل ذلك فقد أخذت تعكر صفو أيامه نوباتٌ مقلقة من التفكير والأرق ، أحس أن شيئاً ما بدأ بالتسرب داخل روحه ، وهكذا وجد نفسه يستفيق فجأة على عالم آسر لم يكن يعيره اهتماماً والتفاتاً في السابق ، فأخذ يستزيد من زيارة أدباء وشعراء آخرين ، بالإضافة إلى أنه لم يكن لتفوته فرصة الذهاب إلى مقر اتحاد الأدباء للاستمتاع بالأماسي الثقافية المتنوعة والالتقاء بأكبر عدد من الأدباء الذين أصبح ينظر إليهم وكأنهم كائنات خرافية قادمة من كواكب أخرى ..
وضمن إطار هذا التوجه وجد أنه من المحتم عليه أن يتعلم فنوناً أخرى ذات صلة بالثقافة والأدب ، من بينها الموسيقى ، واجداً نفسه ، بين فينة وأخرى في أحد المكاتب لتعليم أصول الموسيقى ، وأصر هو منذ البداية  أن يتعلم السلم الموسيقي ، إلا أنه في كل مرة يطلب فيها معلمه منه أن يردد معه ؛  دو - ري - مي - فا - صول - لا - سي  ،
سرعان ما يتبادر إلى ذهنه ؛ قو- قي- قا - قوق -قا - قي ... !!
ومهما يكن من أمر ، فقد كانت الرؤى والأخيلة السعيدة تتفتح أمام عينيه كأنها شلال متدفق ، وفي الأيام التي يتحتم فيها عليه أن يبيت في حقله الكائن بإحدى ضواحي المدينة ، كان بوسع عينيه حين يستفيق صباحاً أن تريا السماء وهي تحشد بطيور مختلفة وهي تعبر صفحتها على مستويات مختلفة ، في تلك الأثناء كانت تجتاحه رغبة عارمة بالطيران معها ....



عريان السيد خلف / مات جيفاره-




عريان السيد خلف / مات جيفاره
لاكلشي الجليته..ايطيح زنجاره
ولاكلمن يموت... يضيع تذكاره..هلبت....
مات جيفارة ...؟
اوهلبت...
((هوشي منه))..
انكطعت اخباره..؟
عمت عين الوجاغ الماتشب ناره
ولو دنياك غداره
ولو...جرحك
تغفه الاخ باكتاره
لجن..
جرف تعبان...بيه العتب شاره
امن اشوفن...دانك السفان...
صار الروج ...
حداره
يالمبشر.. خيال الليل..
وترد..
كاصره اشباره
اعله هونك...
بيه الك حسبات....
كلها غيوم مطاره
ابدمع ..يا دمعة المهظوم...
ما تعتاز ....تسياره
يناري..
الماجوت ناره..
يعاري...
المالجم عاره
اعله هونك...
من يهاب السيل..
لو ينخاض تياره
اعله هونك...
من تربه هلال..
غطت غيمته انواره
دذر..جرح الصبر..
بارود...
خل يتباهن اكتاره
بيارغ...من تضيف الموت..
خطاره.. يخشى الموت
انه لجرحك..
عشت مجروح....
وانته...
ابعشر معشاره

الاثنين، 21 يوليو 2014

همنجواي في الحلة كتاب في حلقات ح -13



كتاب في حلقات-احمد الحلي


اتركها ، فإنها سمكتنا !

روى لي ابنه الذي أتيح له أن يعود من الأسر في إيران بعد 20 عاماً قضّاها هناك في أعقاب أحداث عام 2003 ، روى حكاية طريفة وقعت أيام صباه مع والده ، فحينما ذهبوا للصيد على نهر الحلة في احد الأيام ، جلسوا هناك منذ ساعات الصباح الأولى عند حافة معروفة لدى أهل المدينة بـ (السورة) والقوا سنارتيهما على أمل أن يصطادا بعض السمك ، وبقيا يرميان سنارتيهما ويخرجانها فارغة من الطعم لوقتٍ طويل ، " شك أبي من أن ثمة جنيّاً يختبئ في أعماق النهر يقوم بسرقة (الطُعم)  بهذه الطريقة الماكرة ، وارتفع صوت آذان الظهر من المرقد القريب ولكن دون جدوى ، بعد قليل جاء احد الأشخاص مرتدياً دشداشة على دراجة هوائية متهالكة ، واتخذ مكانه على مقربة منا ، ثم استخرج عدة الصيد التي كانت متخلفة قياساً إلى العدة التي جلبناها ثم رمى سنارته ، ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى اهتز خيط سنارته فسحبه بقوة فإذا هو عالق بسمكة كبيرة تزن أكثر من كيلوغرامين ، امسك بها الصياد الوافد ووضعها في كيس كان معه ، ثم رمى سنّارته للمرة الثانية ، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى اهتز الخيط بقوة ، ليحصل على سمكة أخرى أكبر من الأولى ، ذهب إلى دراجته وهيأها للانطلاق ؛ كنتُ أراقب أبي في هذه اللحظة  وما قد يبدر منه ، إلا أن الصياد لم يعبأ للأمر وأمسك درّاجته وشرع بتهيئتها لينطلق بها  فصاح به أبي بحدة ؛ توقف ! ، إلى أين أنت ذاهب ؟ أجاب الصياد والدهشة تعقد لسانه ؛ وما شأنك أنتَ ، أنا ذاهب إلى بيتي ، فقال أبي ؛ إذن يتوجّب عليك أن تترك لنا إحدى السمكتين .
 - ولكن لماذا ، أليستا هما  سمكتيَّ ؟!
 - كلا ، ليست السمكتان تعودان لك ، فهما أو إحداهما على الأقل كانتا تأكلان طعامنا منذ الصباح ولحد الآن ، وتريد أنت بكل بساطة أن تأخذهما منا هكذا ؟
اسقط في يد الصياد المسكين بعد أن رأى عزم أبي وانه لا طاقة له على مغالبته وبقي حائراً ماذا يفعل ، فما كان من أبي إلا أن أطلق ضحكة مجلجلة ثم قال مخاطباً الصياد ؛ لقد كنت امزح معك ، خذهما هنيئاً مريئاً ، فهما سمكتاك بالفعل ، وهذه هي أحوال النهر ومقالبه     ...


أمنية تتحقق
روى رمضان ، وهو ابن عم لي ، وكان يشغل منصب (محاسب) في الوقف السني ، روى لي حكاية طريفة تتعلق بعمله ، حيث كانت المزارات الشيعية خاضعة لديوان رئاسة الجمهورية ، وكان ابن العم هذا عضواً في لجنة فتح أموال العتبات المقدسة ، ومن بين أعضائها آنذاك ؛ محافظ كربلاء ومدير شرطتها وعدد من المسؤولين الآخرين .
في إحدى المرات ، وعند فتح باب الضريح ، كما جرت العادة ، بصورة دورية ،  لغرض إحصاء وتصنيف الموجودات ، التقط مدير الأمن من كدس الموجودات التي أمامه ، مظروف رسالة ، فتحه وقرأ ما مكتوب في الورقة التي بداخلة ، ولم يتمالك نفسه إلا أن ضحك ، فأثار ضحكه المكتوم ولكن المرئي محافظ كربلاء ، فطلب منه أن يعطيه الظرف ، فناوله إياه ، وبعد أن اطلع المحافظ على محتواه طواه وأعاده إلى المظروف ، ثم وضعه في جيبه .
كان محتوى الرسالة يتضمن التماساً مقدماً من امرأة شابة موجهاً إلى الإمام الحسين تطلب فيه تحقيق أمنيتها أو مطلبها بالاقتران بحبيبها ، وقد ثبتت المرأة في رسالتها اسم الشاب ووظيفته مع عنوانه الكامل ، بالإضافة إلى اسمها وعنوانها .
وقد ظهر فيما بعد ، أن هذا الشاب سبق وأن تقدم لخطبتها عدة مرات ، ولكن طلبه رد من قبل أهلها بشدة لأنه كان موظفاً بسيطاً ، بالإضافة إلى أن طبقة عائلته لم تكن من طبقتها ، كان ذلك إبان فترة الحصار الاقتصادي ، الذي انحدرت فيه منزلة الموظفين الصغار إلى الحضيض .
وفي اليوم التالي ، أوعز المحافظ إلى معاونيه أن يجلبوا إليه هذا الموظف من دائرته ، وبعد قليل من الوقت أحضروه ، وكانت علائم الذعر والترقب بادية على وجهه ، لاسيما وأن ذلك تم في أعقاب الانتفاضة الشعبانية التي حدثت في العام 1991 ، وبعد أن طمأنوه ، وقدموا إليه الشاي ، سأله المحافظ ؛
- هل أنت متزوج ؟!
- كلا ، كلا يا سيدي ..
- وما هي أسباب عدم زواجك لحد الآن ؟
- لقد تقدمت لخطبة امرأة أحبها وتحبني مرّاتٍ عديدة ، إلا أن أهلها رفضوا طلبي .
قال المحافظ ؛ هل هي فلانة بنت فلان ؟
فتعجب الشاب من معرفة المحافظ باسم حبيبته ، وهنا سأله المحافظ ؛ هل تريد أن أساعدك في التزوج منها ؟
فأبدى الشاب موافقته وتحمسه ، على الرغم من أنه ظن للوهلة الأولى أنهم يدبرون له مقلباً .
وفي اليوم التالي ، ذهب المحافظ برفقة عدد من معاونيه إلى بيت الفتاة المثبت لديه في الرسالة ، طرق الباب ، فخرج الأب ، وذُعر عندما رأى المحافظ يحوطه بعض معاونيه ، وعلى أية حال لم يملك الأب إلا أن يستقبله بما يليق بمقامه كمسئول أول في المدينة ، وبعد ذلك جرى كالعادة تقديم الماء والشاي .
 بعد قليل سأل المحافظ الأب ؛ هل عندك بنت اسمها كذا ؟ قال مندهشاً ؛ نعم ! قال المحافظ ؛ هل تستطيع إحضارها الآن ، لأوجه إليها سؤالاً على انفراد ؟ 
       لم يملك الأب خياراً إلا أن يحضر ابنته ، وأخلى لهما غرفةً أخرى ، وبعد أن صاراً معاً لوحدهما ، سألها بعد أن أخرج من جيبه مظروف الرسالة وناوله لها ؛
- هل هذا الظرف يعود لك ؟ قالت الفتاة  وقد عقدت الدهشة لسانها ؛ نعم ، سألها ؛ أترغبين حقاً بالتزوج من هذا الشاب ، قالت ؛ نعم !
بعد ذلك نادى المحافظ على أبيها ، وتوجّهً إليه بكلامه ؛ سوف يتقدم الشاب الذي رفضتم طلبه سابقاً لخطبة ابنتك مرة أخرى ، وسوف تكون جميع تكاليف ونفقات الزواج على عاتقنا ، وبالإضافة إلى ذلك سوف يجري تمليك بيت للشاب من البيوت المخصصة للموظفين ، فهل أنت موافق على ذلك؟
قال الأب ؛ ألف نعم يا سيادة المحافظ .
وهكذا تحققت أمنية هذه المرأة الشابة .