بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

الباحثون عن خبز العراق-كاظم فنجان الحمامي


الباحثون عن خبز العراق

كاظم فنجان الحمامي

ربما تظنون أن مفردة (خبز) تعني رغيف الدقيق والحنطة والشعير، لكن معاجم اللغة تؤكد على أن الفعل (خبز) يعني: ضرب، وأن جملة (خبزه على ظهره) تعني: ضربه بقوة، فرغيف القمح يُضرَب مرات ومرات حتى يتمدد ويتسع، ونحن ضربنا الدهر على ظهورنا مئات المرات فتبعثرنا في المخابز المليونية نبحث عن لقمة العيش بين منعطفات مدن العراق الواسعة الفسيحة الرحبة، وبين أرضه المعطاء التي قال عنها الأنبياء: لن يجوع في أرض العراق فقير. فمنابتنا قصب، وأنهارنا عجب، وثمارنا رطب، وماؤنا عذب، وعيشنا خصب، وحقولنا ذهب. لكن العجب كل العجب عندما يهيم العراقيون على وجوههم خوفاً من بطش الدواعش، أو خوفاً من همجية الغارات العشوائية، أو هرباً من التصفيات العرقية والطائفية والمناطقية. يقف المشردون والمهجّرون والنازحون في طوابير في أحياء بغداد ليستلموا الخبز بالمجان. أثرياء ووجهاء وأغنياء ضربتهم عواصف التقلبات السياسية فهاموا على وجوههم في البوادي والوديان حتى استقرت بهم أجنحة النوى في قلب بغداد.
البغداديون لم يتخلفوا لحظة واحدة عن مؤازرتهم ومواساتهم، وظهرت في أسواق العراق أسعار مخفضة للضيوف، لكن الطامة الكبرى أن منظمات المجتمع المدني والوزارات المعنية بأمور النازحين والمتضررين لم تتفاعل كما ينبغي مع تداعيات هذه المصائب والويلات.
أعراقيون يبحثون في العراء عن الملاذ الآمن، ويفتشون عن رغيف الخبز في الأفران والمخابز. من فيكم يصدق هذا الكلام ؟. لكن دهشتكم ستنفجر بصوت مدوي إذا علمتم أن ميزانية العراق بلغت في العام الماضي (138) ترليوناً، و(424) بليوناً، و(608) مليوناً من الدنانير العراقية، بما يعادل (125) مليار دولار أمريكي. تكفي لشراء كل الخبز المخبوز في كوكب الأرض منذ السنوات العجاف التي ضربت مصر في زمن سيدنا يوزرسيف الابن البكر للصابرة راحيل، وحتى يوم رحيلنا الذي صارت فيه منظمة اليونيسيف تتصدق علينا.
الفقراء في بلادي كثيرون ويتكاثرون، والنازحون في بلادي كثيرون ويتكاثرون. ما مر عام والعراق ليس فيه جوع. فقراؤه يموتون جوعاً ويتقاسمون رغيف الفقر في مكبات القمامة، وزعماء القوم غارقون في ممارسة الرذيلة السياسية.
كيف يغفر الضعفاء لمن سرقوا منهم حقوق الأمن والأمان، وسرقوا منهم لقمة العيش ؟. وكيف يغفر الله لمن سرق مستقبل أرض الحضارات، واقتلع جذور الميزوبوتاميا، وأغرق سفينة أحفاد أتونابشتم في المأساة الأخيرة للطوفان الفوضوي، وطغيانه الطائفي المدمر ؟.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين

عرق مشبع بالقات- الدكتور الاستشاري رافد علاء الخزاعي


الخميس، 23 أكتوبر 2014

عدنان المبارك بين الكتابة والرسم-من السرد إلى الصمت : العلامة ومتغيراتها



كتاب





عدنان المبارك بين الكتابة والرسم
من السرد إلى الصمت : العلامة ومتغيراتها

لتحميل الكتاب انقر على الرابط التالي

http://www.4shared.com/account/home.jsp#dir=EwCcFc6N


عادل كامل


الفصل الأول: احتفاء ً بعدنان المبارك في عامه الـ 75
[ممرات الذات من قيود أنظمتها إلى تفكيك حرياتها ]
الفصل الثاني: قراءة في قصة (سفر الفناء )
الفصل الثالث: قراءة في نص تشكيلي 

خطاب الجسد في التشكيل العراقي المعاصر أطياف وطقوس وبشر د. شوقي الموسوي -



خطاب الجسد في التشكيل العراقي المعاصر
أطياف وطقوس وبشر
                                                                    د. شوقي الموسوي






     احتلت علامة الجسد في العصور الشرقية القديمة ، مكانة متميزة ، حاضرة في الفن والحياة ، فأغلب الاشكال الآدمية المنفذة – الجسد الانثوي على وجه الخصوص -  في فنون الفخار او النحت آنذاك ، كانت بمثابة خطاب بصري  مُحمل بالرمزية ، خاضع للتأويل والجدلية .. فالاجساد قد تحولت من شكلها الواقعي الطبيعي الى الايقوني ومنه الى اشكال رمزية مجردة الى حدٍ ما ؛ على اعتبار ان مفهوم الجسد كوجود متعدد الدلالات  قد تمرحل من الايقنة والنمذجة الى الترميز والتجريد ، وفق عمليات التسطيح والتركيب التي يتجاوز بها الجسد حدوده الطبيعية (الموضوعية) الى الثقافية وصولاً الى الجوهرية ؛ بوصف ان الجسد حاول في كل مرة ان يترجم الوعي الثقافي ، لتحقيق الآثر المعرفي على ذهن التلقي ، ليصبح في النهاية الرمز المقدس الاول والاسمى في عالم الصورة قديماً وحديثاً .
جغرافية التعبير والتجنيس :  



     أصبح خطاب الجسد في الفكر الحديث يحتل موقعاً مركزياً باعتباره  كياناً متعدد الدلالات تتراوح ابعاده الدلالية بين الواقعية والرمزية والتعبيرية وصولاً الى التجريدية ، ضم قيم ووظائف يكون محورها تعاببر الجسد التي أصبحت فيما بعد بمثابة رسائل اتصالية تتجاوز حدودها الطبيعية المباشرة لصالح مضامينها الخصبة . وفي حدود  تاريخنا التشكيلي المعاصر في العراق ، نجد هنالك الكثير من النتاجات الفنية في النحت والرسم والخزف والعمارة قد شهدت  مع الفنانين ( جواد سليم – فائق حسن – أكرم شكري – عطا صبري..) تنوعاً في الطروحات الفنية ، المحتفلة بالثقافات المتجاورة والتي تحيد بذاتية الفنان بعدم الاكتفاء بتحليل الواقع العياني وإعادة صياغته ، وإنما البدء بإنتاج تكوينات خاضعة للتأويل منفتحة على الآخر ،تتجدد بتجدد فعل القراءة في رحلة البحث عن الأعماق .
التراث والمعاصرة :
     فالفنان جواد سليم  نجدهُ قد استعان بدلالات الخط ـ المنحني على وجه الخصوص ـ والذي يؤلف مع العناصر الأخرى ، تكوينات دائرية ممتلئة بطاقات حركية كامنة فيها ، ذي أبعاد ذهنية متمفصلة بالبنية الزمانية للمشهد الفني ..، كما في رائعته النحتية نصب الحرية    .. عندما  كثـّف فيها العديد من العلامات والرموز الفلكلورية والحضارية وفق بناء درامي رصين .
ثقافة تمارس طقوس :



     ونلاحظ ان الثقافة منذُ خمسينيات القرن الماضي  قد مارست طقوسها في الفن بعد ان حاولت إلى حدٍ ما ، لحظة  ارتباط الثقافة بالكتابة ، القضاء على خرافة الأشباح ، فمن خلال العلم والعمل الفكري المتواصل ، يعمق الفنان العراقي كيانه الروحي بالثقافة ، ليتسامى بالوجود إلى مناطق المثال ، لتمتد العلاقة الجدلية ما بين الجسد كمقولة والفن كثقافة ، إلى جوهر الحضارة كما في اعمال الفنانين العراقيين (فائق حسن– شاكر حسن ال سعيد – سعد شاكر – جميل حمودي – حافظ الدروبي – كاظم حيدر – ليلى العطار ..) ، التي  ارتكزت على  طروحات الفكر الفلسفي والجمالي والتي تـُحيل صورة الجسد إلى لغة تسبح في فضاء ممتليء بالعلامات والإحالات المقدسة .
      بعيداً عن الايقنة (القشور) :  
    ان التراث هو صورة الروح والجوهر وهو المعنى الكامن خلف المجهول ..، وهو الطيف المتجسد بالروح ، والتي يُحاول من خلالها الفنان العراقي أن يمنح أشكاله المعاصرة بعداً حضارياً ، اسطورياً  كما في نتاجات الفنانين (محمد غني حكمت - خالد الجادر- اسماعيل فتاح الترك..) ، ليتجهوا الفنانين نحو أسرار الرموز والإحالات المشفـّرة بالممارسات الإيمائية للجسد ... حيث اتجه الفن العراقي منذ ستينيات القرن الماضي باتجاه المفاهيم والأفكار ، بعيداً عن الأقنعة الجاهزة ..، وخاصةً عندما انتبه الفنان إلى التراث الممتليء بالإشارات المثالية المعمقة كما في تكوينات الفنان " شاكر حسن آل سعيد " الذي توصل من خلال بحثه عن الاصالة إلى دراسة البيئة والتراث من خلال الجدران واللقى الاثارية في العراق ..، فضلاً عن الفنان فائق حسن والفنان حافظ الدروبي وتكويناتهم الجسدية القريبة من الواقعية والمحملة بخطاب الثقافة .. فضلاً عن ألاجساد الانثوية في رسوم الفنان إسماعيل الشيخلي والفنان محمد عارف التي نجدها مهتمة بشكل واضح في موضوعة الجسد الانثوي ومفرداتهم (الوجه المدور – العيون الواسعة – الازياء ذات السواد ..) وغيرهم من الفنانين أمثال (نوري الراوي - ضياء العزاوي – صالح الجميعي .. )  الذين جسّدوا رؤاهم التأملية في أسلوب معاصر ؛ كون الجسد قد تمسك بالانساق والعلاقات التكوينية في الفن المعاصر المحتفلة بالمضامين على حساب الايقون .
جيل الاحتفال بالمرموز :      
      مرورا بسبعينيات القرن العشرين .. تواجدت العديد من التجارب التشكيلية التي تناولت موضوعة الجسد كدلالة حضارية اسطورية رمزية فضلا عن الدلالة الايقونية ..منذ رسومات الفنانين (محمد مهر الدين - عادل كامل – عامر العبيدي- علاء بشير ..) ، عندما إشتغلوا على موضوعة الجسد الانثوي اللذين أحالوه الى رمز اسطوري ممتليء بمناخات وطقوس روحانية ذات طابع مثيولوجي ، يكاد يكون مثالي  نحو محاكاة الجوهر بعيداً عن آليات السرد المباشر ، للتزوّد بالمعنى المخفي (الطيف) القابع وراء المرئي في مناطق الصمت .
موت المؤلف ورحلة البحث عن الهوية:
         ومرورا بتجارب فناني الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي نجد خطاب الجسد قد اختلف لكون الفنان العراقي قد استلهم من طروحات الحداثة وما بعد الحداثة الفكرية ، تطبيقات – خاصة التفكيكية ونظرية التلقي – أثارت مشكلة (( موت الإنسان )) ، التي شكلت – التطبيقات – تدمير للمراكز الثابتة والايديولوجيات الوضعية وبؤر المعاني المرتبطة بها ..؛ ولكون التفكيكيين – أمثال دريدا - قد ابتغوا من ذلك ، تأسيس خطاب جديد يقوم على أنقاظ خطاب الحداثة ؛ اذ يكون موت الإنسان المُعلن هنا ، موت شكل إنسان وليس الإنسان ، وخاصة في تجارب الفنانين العراقيين نهايات القرن الماضي (فاخر محمد- هناء مال الله- ماهر السامرائي- عبدالسادة عبد الصاحب - عاصم عبد الامير – حسام عبد المحسن – سلام عمر – ضياء الخزاعي – عامر خليل – كريم سيفو – شنيار عبدالله - أوانيس بدراوس..) التي احتفلت بالشكل المفتوح واللعب الحر والى الأدائية الفردية والغياب ، فضلاً عن سيادة الدال والأثر وعدم ثبات المعنى ، فلا شيء تحت  القشرة سوى القشرة ولا شيء تحت التجربة سوى التجربة .
تقويض المراكز وبؤر المعاني :    
     من خلال محاولات الفنان العراقي المعاصر – الثمانيني – في جعل الدال استدعاء للأشكال كدوال عائمة ومنزلقة - على حد تعبير (لاكان) – جعلت المتلقي القاريء ، يلتجيء في كل قراءة إلى مخزونه اللاشعوري ، بحثاً عن حالات تقبل التأويل ، أي تمكنه من ان يفهم الخطاب البدائي المفتوح ، من دون الاستعانة بالمؤرخ ، لينتج من خلالها تحرير الدال لإحداث الاثر في ذاته، بعيداً عما يُريده الآخر ... ووصولاً الى الفنانين التسعينيين (كاظم نوير- عبدالكريم السعدون- شداد عبد القهار- مكي عمران – محمد الكناني - زينب عبد الكريم- عبد الامير علوان – سيروان باران - شوقي الموسوي- هايدي الاوسي – عبد الكريم السعدون– فاضل نعمة– محمد علي جحالي - طه وهيب –عاتكة الخزرجي ..) الذين حاولوا خرق قوانين الجسد (اللعبة التصويرية) ، عن طريق تقويض المراكز الدلالية وبؤر المعاني ، من خلال تسطير لمجموعة من آليات الإدراك الحدسي التي يرتضيها اللعب ، والقاضية بإحالة الدال إلى دوال ، مع تغييب مقصود للمدلول ، مما يؤدي إلى تعدد القراءات وتشظي الدلالة ، فضلاُ عن انتشار المعنى للتأويل في ككل قراءة .
تعرية الجسد :
     صور الفنان التسعيني (حسني أبو المعالي - سيروان باران – نادية محمد – فادية محمد..) في أكثر نماذجهم أجساد متداخلة ومتقابلة . بعضها بلارأس . تتواجد على مساحة بيضاء دائرية تقف عليها الاجساد كانها في رقصة ما. من أجل الوصول إلى منطقة بينية ، تربط بيننا وبين طفولتنا البكرية ، لتأسيس خطاب وزمن جديدين ، متداخلين مع أزمنة  البكر تحتفل بعمليات التعرية والتسطيح والتحديث لاجساده الانثوية على وجه الخصوص ، مثلما تتعرى عشتار لحظة نزولها الى مملكة العالم السفلي في الفكر العراقي القديم .هنا استذكر مقولة الفنان الرائع استاذنا " شاكر حسن آل سعيد " عندما قال : ان التعرّي او التعرية بمثابة حفريات آثارية  ، تزيل المظاهر المتراكمة للطبقات الآثارية ، من أجل الكشف عن الهوية  حيث شكلت الاجساد الانثوية سمة متسيدة في أغلب أعماله الاخيرة ، مرتفعاً بها على المظاهر الطبيعية الى مستويات العاطفة لتسجيل احدى مظاهر السعادة والامل والوطن .
الجسد خطاب الذاكرة :
    صور الفنان التسعيني (عبد الكريم السعدون –اسعد الصغير – محمد الكناني - صفاء السعدون - عاتكة الخزرجي ..) مشاهد عديدة لاجساد  بلارؤوس تحلق في فضاءات العمل الفني . فقد حاولوا الفنانين ان يتأملوا الجسد وعلاقته بالخطاب الفني داخل الزمن الجديد ، المُقترح ، وفق العلاقة الجدلية بين المُعلن والمخفي ، الظاهر والباطن (( وجود باطن يُغلف الباطن )) ليُذكرنا بتأملات "ميرلو بونتي " الحدسية التي تشتغل في العلاقة بين الكلمة والصوت ، عندما أكد بوجود صمت يُغلف الكلمة بعد أن لاحظ ان الكلمة قد غلفت الصمت ..؛ على اعتبار إن التسعيني لا يُريد أن يُقدم الجسد كثقافة بوصفه قناعاً خالياً من المضامين الروحية ، المؤجلة بسبب غياب المعايير ، والأخلاقيات البعيدة عن آبار الصدق القديم ؟!! بل بوصفه خطابا ذاتياً، يتخذ من الذهني انطلاقة جمالية ، لبناء خطاب العصر الجديد ، عصر الحروب ، بعد ان عانت في الأمس أسطورة اسمها الصمت !!.
   الجسد وواقعية التعبير :
    رسم بعض الفنانين التسعينيين  خطواتهم الاولى لرؤيتهم التصويرية في الفن ، متخذين من الواقعية النقدية ، انطلاقة أبدية نحو الوجود ، جاعلين موضوع الجسد له صلة بالأفكار الجديدة ، المُستلهمة من مرآة الواقع المعاصر.. فأعمال الرسام " عبد الأمير علوان والرسام ماجد شاليار، نجدها تصور العالم الواقعي (الجسد) ، كمرايا للزمن ، على وفق رؤية بانورامية شاملة للخطاب الواحد ، تنتج تكوينات وجودية متشحة بألوان الأرض والسماء والإنسان ، تبعث فينا شعوراً  بالحياة .. على اعتبار ان الرسم  طريقة للوجود على حد تعبير بولوك وثانيا للتعبير عن عمق افكاره ورؤيته الفنية وفق المكان المتخيل وليس المكان الموضوعي ؛كونه يصب اهتمامه في مطابقة تخيلاته وليس مطابقة الاصول .
    رنين وحياة وجسد :                                                        
      تستحضر تجارب الفن العراقي الثمانيني والتسعيني طقوساً من الحضارة  بأسلوب بانورامي ..؛ إذ نجد هنالك تحاوراً وتجاور ما بين المرئي واللامرئي يُنشط ذاكرة البكر ، للإفصاح عن الجوهر .. هذه التجارب بشكل عام وفي رسوم الفنانين (مكي عمران –محمد علي جحالي – كريم الوالي ..) بشكل خاص ، تستعين إلى حدٍ ما بآليات التشكيل الحداثوي المُناهض للايقون ، من أجل إخصاب عملية التلقي التي تستنطق المسكوت عنه (الطيف) داخل العملية النقدية ، فقد اشتغل على بنية الأساطير كمنقب في حضارة الذاكرة والهوية ، لتجعل مفرداته (( الجسد الأسطوري – النخلة – الأقنعة – الزقورة ...))  للتركيز على النسق كرغبة بالتمعن فيما وراء النتاج الفني ، بغية فهم ما يشكل ذلك النتاج من أطياف (اللامرئي) .
بمثابة خاتمة :
ان خطاب مابعد الحرب قد ساق تجارب الجيل التسعيني ، بفعل قناعاته الأخلاقية والتصويرية ، إلى اتخاذ موقف  جمالي ، يبحث عن حقيقة الجسد بعيداً عن القشور ، باتجاه الأعماق ؛ كونه قد تمرد على الواقع الذي اعتبره مظهراً  مزيفاً ، يخفي حقائقه وراء أقنعته المؤدلجة بالظلام ، ليصبح التعبير في النهاية كالموسيقى التي تخفي خفاياها عبر العصور . ان خطاب الجسد لدى الفنان العراقي المعاصر ، قد أصبح بمثابة نقطة تحول وارتكاز رياضي في الفن المعاصر، تجعل من ألذات والخيال وجوداً حقيقياً يمتلك جوهر المرئيات قبل الولوج في تمظهراتها الجزئية ...؛ لان فكرة المرئي – على حد تعبير غوغان – هي التي تجعل الجسد ملائماً للرسم والذاكرة لاتحتفظ بكل التفاصيل الجزئية ، بل ما يُثير الروح والقلب فقط .

ذاكرة ثقافية : انه عادل كامل ولاغرابة !-حسن العاني




ذاكرة ثقافية : انه عادل كامل ولاغرابة !



حسن العاني
هو الذي يستعصي على الفهم اذا ما تيسر فهم الآخرين، الرجل الذي يغريك بأنه ما جاوز عهد الفتيان وقد بلغ الأربعين، والرجل الذي تقول لك مواجعه انه بلغ الثمانين حتى تشفق عليه من نفسه.
طفل ضاج يمتلئ المكان بضحكاته، وقور هاديء صامت يملأ المكان سكوتا ً حد الكآبة، تجتمع في نفسه وظنونه كل مكتشفات علم النفس وأمراضه في ساعة من الزمن، وتجتمع في بدنه واحمرار خديه وقدراته على العمل والحركة كل معاني الصحة وإمارات العافية في اللحظة الواحدة، في اللحظة نفسها، وهو يقضم (لفة) الكباب، يناقش الشلة عن معرض من معارض الرواق وأمامه ورقة يكتب عليها موضوعا ً عن فن القصة ما بين عام 1947 وعام 1987، رسم من اللوحات وأقام من المعارض وكتب من القصص والروايات والكتب الفنية ما يعجز عن تقديمه خمسة رسامين وخمسة أدباء وخمسة صحفيين يواصلون عملهم ليل نهار دون راحة أو استراحة، وقد بلغ من أمر نشاطه الكتابي المتنوع انه كان يفاجأ بموضوع أو دراسة له في هذا المطبوع وتلك المجلة وهذه الجريدة مرة باسمه وعشر مرات بأسماء وهمية ومائة مرة بدون اسم، بعد ان نسي متى كتب الموضوع ومتى بعثه ومن كلفه بكتابته.












وخلال الأربعين عاما ً من العمل الأدبي والفني يستطيع عادل كامل لو مزق نصف الموضوعات التي نشرها وجمع البقية الباقية من قصة ورواية وكتابات فنية ونقدية وصحفية وأدبية وأضافها إلى لوحاته ومعارضه لأصبح واحدا ً من المرشحين لنيل جائزة نوبل.
أكمل المعهد والأكاديمية وأقام ستة معارض ويحمل عضوية اتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين وجمعية التشكيليين، اصدر ستة كتب في النقد الفني ومثل هذا العدد في مجال القصة والرواية واصدر مؤلفات مختلفة في ميادين الأزياء والآثار والفن الآشوري والمدن وشغل مواقع تحريرية مختلفة آخرها في ألف باء، له 30 بحثا ً أو يزيد في مجال تاريخ الفن، وله بضعة آلاف تحقيق ومادة صحفية ...

لقد أتعبني وأتعبكم هذا الإنسان الآلي الوديع القريب إلى القلب، الصديق الذي يحسن فن الصداقة ويحترم أصولها، المستعجل في كل شيء، القلق من كل شيء والذي طلبت منه ان يضع لنفسه أسئلة ويجيب عليها، ففعل وسأل وأجاب قبل ان انتهي من طلبي... انه عادل كامل ولا غرابة ... وهذا يسير من يسير مما يستعصي على الفهم.
بدأ حياته رساما ً ولم ينته أديبا ً، ولكنه غير أجواء أداته وأدواته وبين هذا التحول ظل في النفس حنين إلى اللون، وقبل ان يسعى عائدا ً إلى اللوحة قرر إكمال دراسته العليا، هل نقف قليلا ً عند حواره,
* لماذا غادرت فن الرسم إلى القصة؟
ـ مازلت ارسم، لا اعني اعن أني حاولت ان أعوض الرسم بالكلمات، بل اعني شخصيا ً: لماذا الرسم؟ أقول بعد تجربة أكثر من ربع قرن في الرسم وفي النقد...، ان الرسم من الفنون العظيمة، مثل الموسيقى، والشعر، وأنا لم أغادر هذا الفن إلى القصة، أو إلى الرواية,
* لكنك لم تعد تعرض لوحاتك الفنية...؟
ـ هذا أكيد ...، لقد قال والدي لي قبل ثلاثين سنة: عادل... لا يمكن ان تكون إلا رساما ً، وأنا اعرف الآن أنني لا أصلح إلا لفن الرسم.
* وماذا عن النقد..؟
ـ كان النقد ومازال محنة في حياتي: إنها محنة حياة ومحنة رؤية ومحنة صدق مع النفس، أنت لا تحب ان أتحدث بالتجريد ولا تحب ان أتحدث بالنظريات، حسنا ً، ان النقد الفني الذي ارتبط بحياتي هو جزء منها ذاتها، صدقني أني لا أحب النقد الآن، بل أحب الرسم.
* ولكن لماذا القصة القصيرة ..؟
ـ تبقى القصة قريبة للرسم، ومع ذلك فإنها تمتلك عالمها الخاص...، إنها ربما ترسم العالم الداخلي للإنسان، في الوقت الذي يمتلك الرسم تحديد جماليات العالم الخارجي.
* حسنا ً، ماذا عن الرواية ..؟
ـ تقصد، كما يبدو لي، اني أجرب أكثر من فن، حسنا ً...، الرواية، بعد القصة والرسم والنقد ...، تبقى الفن الوحيد...، الفن الذي يمثل الخبرة، والحياة، لأن الرواية هي سيدة الفنون، وأنا اعد نفسي على هذا المستوى لكتابة العمل الذي يمثل خلاصة هذه التجارب.
* والآن، ما مشاريعك الأدبية ؟
ـ إنها مشاريع في الرسم.
* عودة إلى الماضي؟
ـ نعم، إلى رسم الطبيعة، ورسم الحياة، ولكني اكتب رواية عن الحرب، واكتب النقد الفني أيضا ً . إنني اعمل بمعدل عشر ساعات يوميا ً، وأنا سعيد بهذا العمل، العمل الذي وجدت له أكثر من صدى عند الآخرين.
* لقد حدثتني عن رواية جديدة، ترى ماذا فيها ....؟
ـ لدي ّ أكثر من رواية في مقدمتها رواية عن العذاب العربي. إي رواية تتحدث عن الكفاح، والعذاب، ولدي ّ رواية تتحدث عن الحب، وفي الروايتين هناك الحب إزاء الموت، وهناك البطل إزاء الأسطورة، أي هناك محاولة البحث عن حقيقة الإنسان...، هذا الذي يتعذب بصمت، والذي يتحول إلى بطل في أعمالنا الفنية ...، ان كانت في القصة أو في الرواية.
* هل ترى ان النقد الفني اليوم يوازي الإبداع؟
ـ أبدا ً...، ان النقد يتراجع كثيرا ً عن العملية الإبداعية، لا لأن الإبداع يتميز بالتنوع او بالتجديد، بل لأن النقد لم يعد يواكب الحركة الفنية عامة، كتاريخ أو كنقد جاد يسهم بتعديل مسار بعض التجارب...، بل اخذ النقد، في الغالب، يتراجع الى ملاحظات صحفية عابرة.
* إذن، هناك خلل في النقد..؟
ـ اجل...، بل أكثر من خلل، والنقد كي يكون مؤثرا ً في حياتنا الثقافية لابد ان يكون جزءا ً من الإبداع، لأن الإبداع بحد ذاته عملية نقدية كلية.
* أخيرا ً...، ما مشاريعك القادمة؟
ـ المشروع الوحيد، تقريبا ً، هو تحولي إلى طالب، لأن الدراسة الأكاديمية أو أية دراسة عليا لا تجدد المعلومات حسب، بل تضع الإنسان إزاء امتحان آخر، فانا لا أتوخى من الدراسة النجاح، بل استعادة حياة كادت تغيب، بفعل روتين العمل.
ينتهي عادل كامل من توجيه الأسئلة إلى عادل كامل...، ويجيب عادل كامل على أسئلة عادل كامل، لكن عطاءه يظل يتدفق ويتدفق.


جريدة العراق
25/7/1987

اصدارات جدل الوجود وفلسفته في لوحات الفنان بشير مهدي .. -علي الدليمي


اصدارات
جدل الوجود وفلسفته في لوحات الفنان بشير مهدي ..




علي الدليمي
        ضمن إصدارات دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، صدر للأديب الناقد جاسم عاصي، دراسة استقصائية في (جدل الوجود وفلسفته في لوحات الفنان بشير مهدي)، حيث وقف الناقد على عتبة عالم الفنان بشير مهدي، ورأى بأنه: محتشد بالرؤى الفلسفية المتركزة حول وجود الإنسان في حيّز عالم ضاج بالمتناقضات والمفارقات، والآخذ بالضيق والانحسار المكاني والزماني، إذا ما نظرنا الى المكان كحاضنة مولدة، والزمان كبنية نفسية خالصة، والضاغط الرئيسي على وجوده،.. وفي هذا يلعب المكان دوراً أساسياً في صياغة المفهوم الذي تتداوله اللوحة، إذ نجد ان الفنان يولي أهمية استثنائية للمكان، فهو مكان منعزل في معظم اللوحات، حيث يمنح الرائي فرصة من للتأمل، بسبب المحتوى الذي يجسده الفنان في داخله، كذلك من التقنية العالية الألوان والخطوط الصاعدة والنازلة والأفقية، وبضمنها الضوء والظِل، وما تتعرض إليه هذه الخطوط من الانكسارات والانحرافات.
وقد أشر الناقد الى خصائص اللوحة ومقوماتها: ان لوحات الفنان بشير مهدي تكشف عن خصائص، هي بمثابة ثوابت متحركة عبر متغيرات اللوحة، بمعنى ان الفنان يمتلك القدرة على محاورة هذه المكونات بصيغ سردية مختلفة.. ويتمثل المكان عموماً في حيّز محدود، كالغرف وباحات المنازل، ولكنه ينفتح وفق متغير الأجزاء المكونة، كذلك بكسر إطار الجدار وانفتاح المكان على سعة، سواء كان برياً أو مائياً، أو كوة من الضوء.
كما يلعب الضوء والظل، هذان الثنائيان دوراً مسانداً لمحتويات اللوحة، في مكونهما عبر اللون ودرجاته والظل وإيقاعاته، إذ يُسهمان في إضفاء مكونات مُعينة في التعبير عن المعنى، وأما الفراغ، وهو مكوّن يؤدي وظيفة التعبير عن التباعد في المسافة، سواء كانت أفقية أو عمودية، أي انه يوحي بصعوبة اتصال الأشياء مع بعضها، بينما تتميز ألوان الأجزاء الأساسية في اللوحة بالحدّة التي توحي باللاحيادية، لاسيما اللون الأزرق الشذري ودكنة البراري والمسافات الممتدة في الأقاصي، كذلك إيحاءات الصمت الذي يمثله الحجر والمرتفعات والتلال والسفوح، اللون في لوحاته يوحي بصرامة المكون وصلادته... وفي الانكسار، ونعني به انكسارات الخطوط الصاعدة والأفقية، وهي توحي بانكسارات الظواهر والمشاهد، كذلك هي نوع من تعميق تواصل السردية في اللوحة، ويشمل ذلك انكسار الضوء والظل، ثم الألوان وتساقطها أو انبساطها على الأشياء، خاصة المضيئة منها...وفي الحضور والغياب، مانعنيه، هو الإنسان، فان حضر في كادر اللوحة، فهو مستلب تماماً، وان غاب عنها فهو تاركاً أثره الدال على عوامل الغياب التي هي تعني وسائل الاستلاب أيضاً.
ويستخلص الناقد بعد دراسة تجربة الفنان بشير مهدي من خلال تطبيقات تناول بنيتين، أعتبرهما أساسيين في إنتاج لوحاته، فالأول يخص البنية الفنية، والثاني بنية المعنى، أي الخصائص، والمكان، والضوء والظل، والفراغ والانكسار، واللون، والرموز المفردة،: في كل ما تقدم من قراءة بصرية لمنتج الفنان بشير مهدي التشكيلي، يظُهر لنا حيوية العمق الذي يتمثل الفكر وجدليته بمنطق فلسفي، يعمل على إحقاق الوجود للإنسان المغيّب دائماُ والحاضر في العمق والرؤى، وهو غير مسرف بالخيال، بقدر ما وظفه لصالح تلك الجدلية والمنطق الفلسفي الذي يؤكد بطبيعة الحال على أن لكل الموجودات في ذاتها محركات تنشط في حالة هيمنة المحاولات لتغييبها، والفنان هنا حقق رؤيته السريالية لتمثل مثل هذا الاغتراب، مستدرجاً كل المكونات المعينة على تجسيد حالات فكرية تتصدر ظواهر نفسية حسية للواقع بشتى صوره.
__________________________________________

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

فنانون عالميون هيرونيموس بوش(جيروم)_Hieronymus Bosch(Jerome :


فنانون عالميون
هيرونيموس بوش(جيروم)_Hieronymus Bosch(Jerome

2

1

6

6

7

8

9


10
رسام هولندي من عصر الباروك ولد عام 1460 في بلدة هورتوجينبوش الهولندية التي قضى فيها جل حياته، وأعطته اسمها. وقد توفي فيها في شهر آب من العام 1516 عرف عنه أن جدة ووالدة كانا رسامين, جاء ذكرة في كتب التاريخ على انة عضو في أخوية السيدة مريم وهذا مايفسر مصدر إلهامه. أشتهر بوش برسم الموضوعات الخيالية الغريبة ,وصفه كارل غوستاف يونغ محقاً بـ"سيد الرهبة ... ومكتشف اللاوعي" وأيضاً اطلق علية سيد بشع ومكتشف العقل الباطن فنّ بوش يعكس العادات الغامضة للعصور الوسطى ، ويعتبرأفخم رسّام لوقته . . كان بوش في حياته عضواً في جمعية "سيدتنا" الدينية التي قدم لها ولكاتيدرائية بلدته العديد من أعماله التي فقدت كلها حين وفاته كان بوش قد أصبح معروفاً على الصعيد الدولي، كرسام غريب الأطوار وذو رؤى دينية تتطرق بشكل خاص إلى العذابات الجهنمية. أقتنت أعماله العائلات النبيلة في هولندا والنمسا وإسبانيا. وقلده الكثيرون في القرن السادس عشر، وعلى رأسهم بيوتر بروغل الكبير الذي تأثر جداً به. فأسلوبه المتميز الفاقع من حيث الحرية وذو الرمزية الجلية، ما زال لا يضاها حتى يومنا. حيث عبر بشكل رائع ومخيف عن تشاؤم كبير عكس مخاوف ذلك الزمان ما تمخض عنه من نهوض اجتماعي وسياسي. والحقيقة أن شهرة (بوش) قد تضاعفت نتيجة الأهتمام به في أواسط القرن العشرين, وقد تضمن أعمالة الرموز والمعاني الكاملة,التي طالما ماكانت تحتاج إلى تفسير دلالاتها , وقد فهمت في بادي الأمر أنها نوع من الغرابة والخروج عن المألوف , وبعد ذلك أدركت على أنها هجو أجتماعي . ومؤخراً تم تغيريها من خلال المفهوم الرمزي الذي إتبعتة المدرسة الفرويدية . وكذلك تم تحليل الرموز التي تضمنتها لوحات (بوش) على أساس مناهج التحليل التاريخي, بأستخدام مصطلحات الخاصة بالمعتقدات السحرية ,والطقوس الدينية الموروثة والتي كانت منتشرة في أيامة . والحقيقة أن التعبيرية الغريبة التي تطورت في فن (بوش)ترتبط بمدأ حرية التعبري الأنساني الذي كان ينمو بشكل واضح ذلك المبدأ الذي بزغ فجأة في فن (بوش)مما نتج عنه الأشكال التعبيرية الجديدة . يعتبر بوش أساساً فناناً يعلم الأخلاق الحسنة من خلال لوحاتة وتعتبر أعمالة مهمة بصورة أستثنائية في حقل الفن بسبب الإحساس بالألغاز الذي يشعر به المشاهد وبفضل أبتكاراتة البصرية . ويمكن بذلك وصف إبداعات بوش على أنها الأعجب والأوسع خيالاً وغرابة . ومن أشهر لوحات هيرونيموس بوش 1)حديقة الملذات الدنيوية 2)الخطايا السبع 3)سفينة الأغنياء 4)إغواء القديس أنطوان )الزواج في قانا 5)موت البخيل 6)الأسطورة الذهبية 7)عبادة المجوس 8)الأبن الضال 9)الساحر 10)الأسطورة الذهبية 11) المسيح حاملا الصليب 

اللوحــــــــة الأولـــى: 


هيرونيمس بوش . حديقة اللّذّات المادّيّة ( لوح ثلاثيّ للكتابة ) . ك.1510 . زيّت على اللّوح . برادو دل مسيو، مدريد، أسبانياللفنان الهولندي هيرونيموس بوش يتفق الكثير من نقّاد الفن على اعتبار هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال في تاريخ الفن ومن أكثرها شهرةً وخلودا. رسم هيرونيموس بوش اللوحة قبل خمسمائة عام، وما تزال إلى اليوم تحتفظ بأصالتها وجاذبيتها التي كانت عليها في العام 1504م. وُيرجّح أن تكون اللوحة قد أنجزت بناءً على طلب أحد النبلاء الهولنديين آنذاك. "حديقة المباهج الأرضية" تتألف من ثلاثة أجزاء وقد استمدّت اسمها من الحديقة المترفة التي تبدو في الجزء الأوسط المملوء بصور نساء عاريات وطيور ضخمة وفواكه عملاقة. واللوحة تصوّر تاريخ العالم ومراحل تطوّر الخطيئة بدءا من آدم وحوّاء اللذين ارتكبا الخطيئة "الجزء الأيسر"، إلى عذاب الخاطئين في الجحيم الذي يبدو إلى يسار اللوحة منطقة مظلمة وكابوسية وباردة. أما في الوسط فتظهر حديقة المباهج الأرضية التي تصوّر عالما منغمسا في الملذّات والخطايا، حيث تتجسّد الشهوة باعتبارها سببا في سقوط الإنسان. في هذه اللوحة الفانتازية يبدو هيرونيموس بوش مهجوسا بالرؤى الكابوسية للجحيم والخطيئة، وهي فكرة كانت سائدة في القرون الوسطى بأوربا. و اللوحة تبرهن على قدرة الفنان المدهشة في بناء طبيعة ذات تفاصيل ضخمة ودقيقة من خلال سلسلة من المبالغات والتشويهات الغريبة. كما تزخر اللوحة بأكثر من ألف رسم لبشر وحيوانات وثمار ونباتات. ومع ذلك، فإنها تعطي انطباعا بحداثتها وجدّة موضوعها. وليس بالغريب أن ينجذب إلى هذه اللوحة سورياليو القرن العشرين لانها تحمل بعض سمات مدرستهم. كان هيرونيموس بوش، واسمه الحقيقي جيروم فان ايكين، رجلا متشائما وأخلاقيا إلى حدّ كبير، ولم يكن يؤمن بإمكانية عقلنة العالم الذي فسد بسبب وجود الإنسان فيه، كما كان يقول. ولزمن طويل ظلّ النقاد حائرين في تفسير رسومات هذا الفنان. وبعضهم كان يعتقد بانتمائه إلى "فرقة ضالة" أو منظمّة سرّية غامضة، على الرّغم من المضامين الدينية للوحاته. لكن آخر دراسة نقدية عن الفنان تكشف عن انه كان فنانا موهوبا يفهم أسرار النفس الإنسانية، كما كان أحد الفنانين الأوائل الذين قدّموا مفاهيم تجريدية في أعمالهم. وأخيرا، هناك حوالي أربعين لوحة منسوبة إلى هيرونيموس بوش، لكن سبعا منها فقط هي التي تحمل توقيعه.. التحليل والنقد الفني: الجزء الأول من اللوحة: أستخدم بوش في الجزء الأيمن من اللوحة الألوان الغامقة فظهرت اللوحة بشكل مظلم . غالباً ما يستخدم بوش الألوان الغامقة لتعبير عن الجحيم أو العذاب فقد أستخدم بوش في هذا الجزء اللون الأسود والبني في كثير من أجزاء هذة اللوحة ليصور الجحيم كما أستخدم بوش اللون الأصفر في تفتيح بعض الأماكن,كما أستخدم اللون الأبيض لرسم بعض الأشكال بصورة واضحة حيث أنه استخدم اللون الأبيض على خلفية غامقة فهو يقصد بذلك أبراز هذا الجزء من اللوحة والتأكيد علية . نلاحظ أن ملامس (بوش) في هذة اللوحة كانت ناعمة فعمد على تسسيح اللون قاصد بذلك الدقة الواضحة في اللوحة, نلاحظ أن الخطوط واضحة دقيقة لوصف العمل كما صور بوش في هذة اللوحة بعض الأشكال الغريبة وغالباً ماكان بوش يرسم الأجسام مقطعة وغير كاملة ليصف بذلك العذاب كما قام برسم أشكال رمزية غير مفهومه ويصعب تحديدها ولكنها بالرغم من ذلك استطاع نقل لنا نظرتة للجحيم وعذابة . حينما ننظر الى هذا الجزء من اللوحة الثلاثة يقع نظرنا إلى رجل الشجرة الذي صورة بوش مبتورة ومقطع فقد قصد أبرازة حيث أنة رسمه بحجم كبير كما أستخدم اللون الأبيض لأبرازة بالأضافة على وضعة في وسطاللوحة تقريباً. كما رسم بوش الأذن التي تتوسطها السكين بحجم كبير أيضاً. كما قصد بوش بتصويرة إلى للمعدة الكبيرة التي شقت ان يعضض معنى الشرهة, والنهم بداخلها . هكذا بدت اللوحة تمتلئ بالرموز التي لاتكشف عن ذاتها مباشرة . حين معاودتنا لنظر إلى لوحة (بوش) هذه الرائعة والتى ماتزال محافظة على جمالها حتى هذا العصر فأننا نشعر بالعمق الذي طالما أبدع (بوش ) فية حيث يظهر لنا أسفل اللوحة قريب ثم يدخلنا إلى داخل اللوحة كلما أتجهنا إلى الأعلى . أستطاع بوش من خلال هذه اللوحة تصوير الجحيم وعذابة فقد يشعرنا بالرهبة والهلع بأستخامة الرموز والاجسام المقطعة . فقد صور يوم الحساب في مهابة وحركة قوية تموج بالتمرد والإضطراب العنيف فقد ظهر في أعلى اللوحة المحكمة الألهية , وقد أنغمس غالبية البشر المصورين في انفعالات عنيفة غاضبة وسط منظر طبيعي مظلم إن هذه اللوحة بمثابة نهاية العالم الذي يحتضر الذي أهلكتة النيران ودمرتة مشاعر العذاب وآلام البشر . فقد صور الجحيم وعذاباتة الأفكار التي طالما شغلت فكر بوش وعبر عنة في العديد من لوحاتة فقد لاحظنا أهتمام بوش بالدين وتمسكة بة مما عكس ذلك على لوحاتة فهو دائماً مايقصد نقل رسالة من خلال لوحاتة . ................... الجزء الأوسط من اللوحة: الجزء الأوسط هو شاغل المساحة الكبرى ومحتل المكان الأوسط . صور بوش في هذا الجزء الحياة الدنيوية وملذاتها أشتملت هذه اللوحة على أجسام عارية صغيرة جداً أو ناقصة النموفقد صور معنى ((الجشع)) بالإضافة إلى الخطايا المهلكة : الحسد- الكسل- الشراهة- والبخل. كما صور بعض الأشكال الرمزية ,مثل الأشكال التي يصعب تحديدها في أوضاع تدعو إلى السخرية ... كما صور الأشكال المعمارية الغريبة والمناظر الطبيعية . أستخدم بوش في هذا الجزء من اللوحة الألوان الفاتحة التي تصور الملذات وجمال الدنيا وحلاوتها فقد استخدم الأخضر بتدرجاته اللانهائية ليصور الطبيعة وأستخدم الأزرق الفاتح بتدرجاتة أيضاً استخدم الأزرق الممزوج بالأبيض ليصور السماء وأستخدم مزيج من لون البيج والأبيض لتصوير الأجسام العارية ,ايضا الملامس بشكل عام بهذه أللوحمة ناعمة عمد إلى تسيح اللون لدقة والوضوح . حينما ننظر اليى هذا الجزء من اللوحة ننجذب إلى الوانها بالأضافة على الأشكال المعمارية الغريبة التي صورها بوش. نلاحظ أن بوش غالباً مايرسم الأجسام عارية بشكل غير دقيق فقط لتوصيل فكرة وجود هذه الأجسام وتعريها لايقصد الأبداع في رسمها . ركز في هذه اللوحة على الطبيعة لتوصيل فكرة الأنغماس في الشهوات ... ولاينسى بوش العمق في لوحاتة فهي من مميزات لوحات بوش الأهتمام الكبير بالعمق فكأنما نعيش داخل اللوحة لا أن نشاهدها فقط.. فقد قام بتظليل بعض المناطق وتفتيح أخرى لأعطاء الأحساس بالأرتفاع والانخفاض فقد أبدع بوش بعكس نظرتة وتصورة للحياة الدنيوية بهذه اللوحة الرائعة. ............................ الجزء الأيسر الجنة والنعيم.... نرى في وسط اللوحة أشكال معمارية غريبة فهو قد يقصد بذلك بأن الجنة تحمل أشكال معمارية لاتوجد بالحياة الدنيوية لذلك صورها بشكل غريب . أيضاً نرى إلى سيدة تتوسط فتاتين وأهتم في هذا الجزء بالطبيعة بشكل كبير جداً وتعد المناظر الطبيعية في أعمال بوش إبداعاً يستحق المشاهدة , أنة يصور من خلالها معنى الموضوعية بحدة شديدة وكأنة ينظر أثناء تصويرة للعالم المرئي من خلال المجهر . أستخدم بوش في هذا الجزء الألوان الفاتحة ليصور النعم والملذات والبهجة كما أستخدمك اللون الأسود لتظليل أعطائنا أحساس بالعمق . ظهر لبوش في هذا لجزء بعض الملامس الخشنة مثل التظليل وبعض المرتفعات. كما رسم في هذا الجزء من اللوحة بعض الخطوط الواضحة في رسم الشجرة التي تقع يسار اللوحة ,نلاحظ ايضاً رسم بوش الغير دقيق للإنسان والكائنات الحية الأخرى . فقد جمع بوش كل هذاة الأشكال بوحدة زخرفية مدهشة . وفي النهاية أحب أن أنوة على الفترة الزمنية التي عاشها بوش الغريبة لها أثر كبير في تكوين شخصيتة ,فالسمة التي تميز هذا الزمن كانت التشجع على الفردية , في تقديم الشكل التصويري الذي يعبر عن مخاوف الناس الثائرة على مصيرها .وأنتظارها من دقيقة لدقيقة حكماً أبدياً في مقابل آثامهم. 

الوحة الثانية 
 بوش، هيرونيمس الخطايا السّبع المميتة 1480عام.زيّت على اللّوح، 120 سم 150 سنتيمترًا برادو دل مسيو، مدريد لوحة الخطايا السبع المميتة عبارة عن مستطيل يحتوي على رسم مركزي لعين الإله، تحتوي المسيح الذي يراقب العالم. حيث الخطايا السبع المرسومة كحطايا دنيوية، متوضعة حول الشكل الدائري. فهذا الشكل الدائري الذي تتوسطه الألوهة يبين قدرة الله على رؤية كل شيء. فما من خطيئة لا تلاحظ. أما في الزوايا الأربعة للوحة فنجد "الأشياء الأربع الأخيرة" كما تذكرها الكتب المتداولة لنهايات العصر الوسيط وهي: فراش الموت، الحساب الأخير، الجنة وجهنم، وهذه هي المواضيع المفضلة للوحات بوش المنفردة. التحليل والنقد الفني: أستخدم بوش في هذي اللوحة من الألوان , ولكن أستخدم الألوان الغامقة كعادة بوش في أغلب لوحاته وقد يرجع السبب في ذلك لأختيارة للمواضيع . أستخدم تدرجات البني المدموج مع قليل من الأحمر وأستخدم أيضاً تدرجات البيج وأستخدم الأبيض لإبراز بعض الأشياء. كما هو معروف عنه حيث الخلفية الغامقة. أستخدم في الدائرة الواقعة في الجهة اليمنى الأزرق المدموج بالأبيض ليظهر لون السماء. نلاحظ في لوحة فراش الموت الدقة في رسم الشخوص وتعابير وجوههم لنقل الفكرة أستخدم في هذا الجزء الأحمر والبني والبيج والأبيض والأسود كما ركز على الظل والنور في هذا الجزء حيث ظهر بارزا في ملابس الأشخاص. ملامسة ناعمة قام بتسييح اللون فقام برسم الغرفة من زاوية واحدة حيث أظهر جميع الشخوص مع مراعاة العمق في التصوير . تنقل لنا اللوحة رسالة غاية في الوضوح حين يكون الإنسان على فراش الموت فنهاية كل منا هو الموت فهو كرسالة تذكير وتحذير من بوش. أما جزء من اللوحة بموضوع الحساب الأخير أستخدم الأزرق كخلفية ما استخدم البيج والبني بتدرجاتهم . ينقل لنا بوش تصوره عن الحساب الأخير بطريقة غريبة حيث رسم شخوص مرتفعين عن الأرض وكأنهم طائرين بالإضافة إلى الشخوص الخارجين من القبور. أما الرسمتين الأخيرتين الجنة والنار فالنار أستخدم فيها البني بتدرجاتة , والجنة أستخدم فيها العديد من الألوان البيج والبني والأبيض والأحمر والأصفر. كانت لمساته ناعمة في اللوحتين وتتميز لوحة الجنة بالدقة والجمال في رسم الشخوص والعمائر . من أكثر مايميز هذه اللوحة عن باقي اللوحات أسلوبه في جمع المواضيع وفكرته الرائعة الغريبة ودقته في رسمها شيء رغم صغر الدوائر التي تحمل هذة المواضيع الكبيرة . وأخذ الشكل الدائري الذي يحوي على مركز وهي العين الله التي لايخفى علية شيء 
مرسلة بواسطة S-yaeesh في 5:28 ص ليست هناك تعليقات: روابط هذه الرسالة  
اللوحة الثـــالثة: 
 هيرونيمس بوش . إغراء القديس أنطون . 1500 . زيّت على اللّوح . برادو دل مسيو، مدريد، أسبانيا أهتم بوش بالقديس أنطوان فهو يهتم بكل ماله علاقة بالدين . قام بتصوير بالقديس أنطوان وهو جالس في الصحراء , فقد أنسحب القديس أنطوان إلى الصحراء حيث عاش في وحدة كاملة , وأغري مراراً من قبل الشيطان , ولكنة بقي مخلصاً. أستخدم بوش في هذه اللوحة عدة ألوان منها : الأخضر بتدرجاتة – البني بتتدرجاتة – كما أستخدم الأسود في التضليل- أستخدم اللون الأصفر – كما أستخدم الأزرق المدموج بالأبيض. أوضح بعض الملامس على لوحته قام بتسييح اللون في الماء ,قام بوضع بعض الملامس الخشنة على الأشجار, كما أبرز بعض الخطوط الواضحة في مثل سيقان الأوراق والأشجار , أيضاً نلا حظ بأنة رسم القديس أنطوان بشكل دقيق حيث انه أبرز تعابيير وجهه ,كما أهتم بالعمق فقام برفع بعض الهضاب وخفض بعضها ,أستخدم اللون الأسود لتحديد الظل والنور في اللوحة حيث أنة اهتم بهذا الجانب في هذه اللوحة فقد خرج عن عادته في رسم الشخوص حيث رسم القديس بدقة وكان غالباً مايرسمها بشكل رمزي لتوصيل الفكرة فقط . يحاول بوش توصيل رسالة من هذه اللوحة وهي مدى صبر القديس وتحمله لصعاب والعيش في الصحراء في سبيل الإخلاص لدين. 
مرسلة بواسطة S-yaeesh في 4:50 ص هناك تعليقان (2): روابط هذه الرسالة  
اللوحة الرابعـــــة: 



هيرونيمس بوش . المسيح على الصّليب مع المانحين و القدّيسين . زيّت على اللّوح . فنون جميلة ديز موسيى الإلكترونيّة، بروكسل، بلجيكا قام بوش بتصوير المسيح المحكوم علية بالإعدام بالقانون اليهودي بالموت , حيث رسمه معلق على الصليب لينفذ علية الحكم.أستخدم بوش في هذه اللوحة الأخضر بتدرجاتة اللانهائية بالخلفية حيث رسم مساحات خضراء ممتدة . كما أستخدم تدرجات البيج والأبيض برسم جسم المسيح, كم أنة أستخدم البني والأحمر ودرجاتة ,والأسود كما أستخدم اللون الأصفر . قام بوش بتسييح اللون بهذه اللوحة فلم يظهر فيها لمسات خشنة أو واضحة ماعدا قليل في بعض الأشجار بالخلفية . نلاحظ في هذه اللوحة ,قام بوش برسم تعابير الوجهة واضحة , كما أن بوش لم يهتم برسم تفاصيل جسم المسيح . كما أظهر بوش بعض الخطوط العريضة في ملابس الأشخاص فقد أهتم برسم بعض تفاصيل الملابس. حين النظر إلى اللوحة ننظر حالاً إلى المسيح المعلق فقام برسمه بمبالغة قليلة لجذب النظر إلية حين النظر إلى اللوحة. أهتم بوش في هذه اللوحة اهتمام كبير بالظل والنور حيث أنه انعكس بشكل واضح على ملابس الشخوص فقد ظهر النور قادم من يسار الشخوص. كما أهتم بوش بالعمق الذي يميز لوحاته ويكسبها روعة وكأنما في داخل اللوحات ,قام برسم المسيح ومن حوله قريبين لنظر بينما رسم المسطحات الخضراء بعيدة بالإضافة إلى بعض العمائر البعيدة . تعتبر هذه اللوحة من ضمن المواضيع الدينية الشاغلة لفكر بوش فقام بترجمة مايفكر به على لوحاته . 
مرسلة بواسطة S-yaeesh في 4:45 ص هناك 4 تعليقات: روابط هذه الرسالة  
اللوحة الخامسة: 
 Hieronymus Bosch . عمليّة الحجر . 1475-1480. زيّت على اللّوح مدريد، أسبانيا تقريبًا نصف قرن مسبقًا، هيرونيموس بوش طوّر عمله، قطع الأحجار الّذي يُعْرَض أيضًا في برادو ((عملية الحجر)): كان هناك اعتقاد سائد عند الهولنديون , وهو إذا كان شخص عندة سلوك غريب أو مصاب بالصداع , يقولون بأن به حجر برأس, استغلال لسذاجة الناس البسيطة . قام بوش برسم هذه اللوحة . موضحاً الطريقة البدائية في عمل العمليات.حيث إنه أستخدم اللوحة تشبة غلاف كتاب , حيث أنه قام باستخدام فن الكتاب أعلى الكتاب وأسفله,مع وضع الرسمة بشكل دائري محاط باللون الغامق. أستخدم بوش بهذه اللوحة : الأزرق بتدرجاتة,وأستخدم الأزرق الممزوج بالأبيض لتصوير السماء . كما أستخدم البيج الأخضر بتدرجاتهم ليصور الأعشاب وأستخدم الأحمر والأسود. الملامس : قام بتسييح اللون ولم يستخدم الملامس الخشنة .قصد بالتسييح الدق توصيل الفكرة السائدة في ذلك الوقت . قام برسم الشخوص بشكل غير واضح أستخدم بعض الشفافية . أهتم برسم بعض التفاصيل مثل ملابس الشخوص في هذه اللوحة . أهتم بالظل والنور في هذه اللوحة وقد يهمل بوش الظل والنور في كثير من لوحاتة أو لم يركز علية بشكل واضح . أهتم بالعمق في اللوحة كما أهتم به في جميع لوحاته , خرج بوش في هذه اللوحة عن المواضيع الدينية بشكل صريح , وقام بنقل الأفكار السائدة بذلك العصر , وأتقن من خلال تصويره لهذا الاعتقاد توصيل الفكرة . 
مرسلة بواسطة S-yaeesh في 4:37 ص ليست هناك تعليقات: روابط هذه الرسالة  
اللوحة السادسة لهيرونيموس بوش: 
 السّاحر . 1500 . زيّت على اللّوح . Musé إلكترونيّ بلديّ، Saint-Germain-en Laye، فرنسا نرى هيرونميموس بوش يصور الساحر المتفرجين , وأمامه بعض الناس صور بوش الساحر وكأنة بمثابة معلم وأمامه مجموعة من التلاميذ . أستخدم بوش الخلفية الغامقة , كما أستخدمها في كثير لوحاتة المكونة من البني والأسود والقليل من البيج . أيضاً أستخدم الأحمر والبني وتدرجات البيج والأسود والأبيض في رسم الشخوص بالإضافة والقليل من اللون الأصفر. رسم بوش الشخوص بدقة كبير موضح تعابيير وجوهم المصورة لدهشة , والتعجب من عمل الساحر . الساحر هنا كأنما الواضح انة يقوم بعمل المعلم أمام مجموعة من الشخوص . نلاحظ بعض اللمسات الخشنة التي أستخدمها في الخلفية , أما برسم الشخوص قام بتسييح اللون . نلاحظ بوش قام ببعض المبلاغة بعض الشيء فقام بتوضيح الرجل المتعجب بشكل كبير حيث قام بتقريب وجهه إلى الساحر , كما نلاحظ اهتمام بوش في هذه اللوحة بشكل كبير بالظل والنور حيث يظهر بشكل واضح منعكس علا ملابس الشخوص, حيث يتضح بأنة قادم من الخلف المائل إلى اليسار . في هذه اللوحة أهمل بوش إلى حد ما العمق لم يركز علية بشكل كبير مثل باقي اللوح , قد نشعر ببعض العمق ولكن ليس كما اعتدناه. أستطاع بوش خلال هذه اللوحة نقل الصورة التي التي يريد نقلها حيث صور السحر الذي كان منتشراً في عصره. فكذا بوش كان يعبر عن روح عصره ,وما أصاب ذلك العصر من بدع عقائدية جديدة , وصراعات في مواجهة الكنيسة , وتطرفات في دائرة مفرغة . 

اللوحة السابعة لهيرونيموس بوش 
 بوش، هيرونيمس الجنّة : طلعة الميمون 1500-04 زيّت على اللّوح، 86،5 إكس 39،5 سنتيمترًا بالازو دكيل، فينيسيا يصور بوش طلعة الميمون حيث قام برسم الأشخاص وكأنها طائرة بأجنحة والبعض منهم عراة وكأنما الأشخاص موجودون في ظلمة ويرتقون ليخرجون من الظلمات إلى النور . أستخدم بوش الألوان التي غالباً مايستخدمها في لوحاته وخاصة الدينية منها .وهي الأسود والأبيض ودرجات البني والبيج . رسم بوش الخللفية غامقة بالألوان البنية كما تردج بها من الأسفل بالفاتح وتغمق حتى تصل إلى اللون الأسود في الأعلى . صور بوش الشخوص بشكل سطحي ولم يتطرق إلى العمق فيها ورسمها بشكل دقيق . صور الاشخاص كأنما في ظلمة متمنين الخروج إلى النور المميز في اللوحة أستخدامة لشكل الهندسي المتقن وهو الدائري الذي أستخدم فية اللون الأبيض على خلفية غامقة لإبرازها . كما أبدع بتوزيع النور من الشكل الهندسي (الدائري)كما قام بوش بتكبير حجم الدائرة للفت النظر والأهتمام بها . وكما في لوحات بوش الرائعة أهتم أيضاً هنا بالعمق بشكل لافت للأنتباه مما أكسب اللوحة جمالأ وأبرزها. حيث رسم الدائر وكأنها تبعد مسافة طويلة والأشخاص يرتقون ليصلوا إليها . غالباً مايعكس بوش لنا معتقداتة ومعتقدات عصره في لوحاتة فلوحاته بمثابة كتاب تاريخ ولكنة مشوق . 

اللوحه الثامنة لهيرونيوس بوش 
 سفينة الحمقى . 1490-1500. زيّت على اللّوح . اللّوفر، باريس، فرنسا نلاحظ أن بوش قام بتصوير الناس بهذه اللوحة على أساس أنهم جميعهم حمقى . حيث أن الناس تسير في سفينة لاتصل إلى الشاطئ أبداً وتلهيهم الشهوات ولا يقصد بوش في هذه اللوحة الكافر بل صور ضمن هذه السفينة برومينت بينهم راهب وراهبة ولكن رغم ذلك كل الناس يعيشون في غباء يضحك بوش وهي ضحكة حزينة فهذه اللوحة تعبر عن القبح داخلاً. صور بوش الناس ملتهون بالملذات منهم من يغني ومنهم من ياكل ناسين الدين ومن بين هذا كلة يحوي المكان ضحكات متصاعدة . أستخدم بوش في هذه اللوحة الأخضر بتدرجاتة الا نهائية كما أستخدم الأبيض والأسود وتدرجات البيج وأستخدم الأزرق الغامق . ظهرت بعض الملامس الخشنة على بعض الأشجار كما في عادتة وقام بتسييح اللون في باقي أجزاء اللوحة . راعى أيضاً بوش الظل والنور ولكنة لم يكن محط أهتمامة . كما لاينسى بوش أن يظهر العمق في لوحاته وهو مايميز لوحاته عن باقي اللوحات أبداعية في أبراز العمق . حيث يشعرنا بقرب القارب منا بينما تظهر الحديقة الحضراء بعيدة . أيضاً رسم بوش شجرة خضراء كبيرة وسط القارب بدلاً من الشراع وداخل هذه الشجرة رأس شخص ربما كان يصور به الأرواح الشريرة والبشعة أو ربما كان يقصد بة الشيطان الذي يقودهم إلى الشهوات . قام بوش بتصوير هذه اللوحة لتعبير عما بداخلة من أظهار عدم رضاه على الناس حيث انهم غافلون ملتهون بالملذات . إن لغرابة الفترة الزمنية التي عاشها بوش لها أثر كبير في عكس ذلك على شخصيتة , فالسمة التي تميز هذا العصر التشجيع على الفردية في تصوير الشكل التصويري الذي يعبر عن مخاوف الناس السائدة الثائرة على مصيريها وأنتظارها من دقيقة لدقيقة حكماً أبدياً في مقابل أثامهم. 

اللوحة التاسعة لهيونيموس بوش 
 هيرونيمس بوش . عيد الغطاس . 1480-1490. زيّت على اللّوح . متحف فيلادلفيا للفنّ، فيلادلفيا، السّلطة الفلسطينيّة، 1480-1490 الولايات المتّحدة الأمريكيّة عيد الغطاس قام بوش بتصويره , حيث صور شخوص تحتفل بهذا العيد , والملاحظ هنا أنة لم يصور الشخوص بشكل دقيق كعادة بوش في أغلب لوحاتة ’ وغالباً ما يركز على رسم تفاصيل ملابس الشخوص بشكل كبير. أستخدم بوش في لوحته العديد من الألوان منها : الحمر والأخضر بتدرجاته والبيج الممزوج بقليل من الأحمر والبني والأسود . كما قام بخلط الأبيض بقليل من الأسود والأزرق ليظهر لنا لون السماء المائل إلى اللون الرمادي. أظهر في هذه اللوحة بعض اللمسات الخشنة على البيت حيث أوضح خشونة العش في أعلى البيت , وقام بالتسييح في بقية أجزاء اللوحة . أهتم في هذه اللوحة بإظهار الظل والنور فكان منعكس بشكل واضح على ملابس الشخوص . كما أظهر العمق حيث رسم الشخوص ثم البيت ثم المسطحات الخضراء التي تعد من الخلفية . كعادته بوش ينقل أفكاره ومعتقداته عن طريق لوحاته . 

اللوحة العاشرة لهيرونيموس بوش: 


طفل المهدي المنتظر بدعامة السيرقام بوش بتصوير طفل المهدي المنتظر دعامة السير نلاحظ بأن بوش رسم الطفل بتفاصيل غير دقيقة و غير واضحة كما قام بوش بتكبير حجم الطفل لتأكيد على أهميته في اللوحة وتوجه النظر إلية مباشرة كما أنه عمد على استخدام خلفية غامقة وقام برسم الطفل بالون الأبيض الممزوج مع تدرجات البيج وقليل من البني . نلاحظ أيضاً أن بوش قسم الخلفية إلى قسمين غير متساويين حيث أن الجزء الأعلى يحتل مساحة كبيرة وهو غامق بينما يحتل الجزء الأسفل مساحة بسيطة وهي بلون فاتح . أستخدم بوش بعض اللمسات الخشنة في خلفية اللوحة ,أما الطفل فقام بتسييح اللون . رسم بوش الدعامة بخطوط دقيقة وسخيفة ولم تكن بشكل واضح . أيضاً لم يهتم بوش بتظليل حين رسمه لطفل إلا أنة قام بتظليل بعض الأماكن إلا أنه لا يكفي لنقل الصورة بشكل واضح. من خلال النظر إلى هذه اللوحة نشعر بالعمق ولكنة ليس بشكل كبير كما أعتدنا من بوش في باقي لوحاته 

غالب المسعودي - النوستالجيا وذهنية التحريم تداعيات

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

أنكيدو..................أسعد البصري


أنكيدو... حرٌّ طليقٌ وحيدٌ قويٌّ لكن البراري موحشة ، تعالي طوقيني بحبلك وأعيديني إلى بيتكِ ، قصّي أظافري
وشعري و أطعميني و أرضعيني و نوّميني . وفي الصباح ألق عليَّ برداءٍ مِن صنعك ومن رائحتكِ وآمنحيني إسماً أخرج به إلى 
الناس و أعود به إليك .هذه اليد المفتولة العضلات إسمها الحرمان وهي تمسك بقلبي ، لكنها... تتراجع أمامك و تخشاكِ
كما تخشى الذئابُ النار . وكنتُ سأصرخُ تعاليْ لولا أنّ هذه اليدْ القويّة تخنقني . أنكيدو لا أسئلة عنده ، ولا طمعاً 
بالخلود ، أنكيدو يبحث عن رائحتكِ وحبلكِ السرّيّ الذي يربطه بالأرض ويمنحه
الطمأنينة . تعالي لأتمتّع بمجدك، أو لا تأتي لأتمتّع بعذابي . أنكيدو والبراري و أسواركِ . يا للرّوعة ويا لضياعي
...
هل تعرفين لماذا أكتب بشكل جيِّد ، ؟؟؟ لأنني أقسو على نفسي و أسيء الظنَّ بالقاريء . القاريء عدوٌّ يكره الكاتب
ولا يقرأ إلا مُرغماً . أعتقد أنه لن يصبر عليّ لأتنفّس و أطيل و أفصل ، أعتقد أن عليَّ أن أقول ما أريد 
قوله بسرعة واختصار و أنا ألهث . فلا وقت ، لا وقت القاريء - عدوِّي سيمل ويرمي بكلامي بعيدا عن نظره
صدقيني إذا حياتي تتوقف هكذا ، في اللحظة واليوم والمكان
لماذا جئتِ في اللحظة واليوم والمكان ؟؟ لأن أحداً جاء بكِ
ولأنّ حياتكِ توقفتْ أيضاً
...
أعطني سبباً معقولاً في هذا الوجود المُطْبِق يفسر لي
لماذا أنا لا أعانقك الآن ؟ لماذا لا أسجن يدك في يدي
ولا أخلط مائي بمائك ، ولا أجمع نفسي وأبعثرها فوقك ؟
لا يوجد سبب ....إنه فقط هكذا لأن العذاب مفيد لداء القلب
لا يوجد سبب للعذاب لأنه لا يوجد سبب للسعادة 
فقط لأن الله مفيد للشيطان ، ولأن الشيطان مفيد لله 
يبقى البشر ضحية أنفسهم ، أنت وحيد إملأ وقتك بالعمل تحصل على المال
أنت وحيد وتعبت من العمل أنفق المال في المتعة والبحث عن آمرأة .
لهذا يحطم الغرب الإنسان والعائلة حتى تظل وحيداً لتعمل أكثر وتنفق أكثر ، لأنك
لا تفتأ تبحث وتجد وتنفصل عن المرأة . وهذا كله إنفاق و نفقة ونفق و عبودية . 
لم أبحث عنك لكنك هنا ، وأنا أحبك ، لم أنفق عليك قرشاً لأنني
لا أملكه أصلاً لكنك هنا ترفرفين كفجرٍ فوق مدرسة ...
أنكيدو أباد نفسهُ ، أنكيدو أباد البراري
أنكيدو يمشّطُ شعرهُ بأصابعكِ ، أنكيدو يربطُ نفسه بضفائركِ ،
أنكيدو تسقطُ دودةٌ مِنْ أنفه ، دودةٌ أكلتْ قلبكِ
أسعد البصري

الأحد، 19 أكتوبر 2014

يحيى القيسي *-ثقافات


يحيى القيسي *
ثقافات



المشهد البائس سياسياً في كثير من المدن العربية اليوم، والمنشغل عسكرياً أيضاً في معارك هنا وهناك، لا تجد له الأثر الكبير والتفاعل الحقيقي مع المثقف القابع في شرنقة عجيبة، أو يكتفي بالتعليقات الهامشية بمقال هنا أو هناك، أو بأحاديث جانبية في حانة أو مقهى، وربما فكر فقط بنشر صورة مكررة أو اجترار ما يقوله العوام على صفحته "الفيس بوك" .

ثمة معارك طاحنة مع قوى ظلامية تريد إرجاع المشهد الحضاري العربي إلى العصر الحجري، أو فرض رؤيتها المشوشة والضيقة عن الإسلام، ثمة ذبح من الوريد إلى الوريد، واغتصاب، وتدمير متواصل، وثمة أيضاً ضخ إعلامي، وتجييش في الخفاء لمثل هذه الفئات في المجتمع التي لا تحتفي بالحياة، ولا تنتصر للإنسانية، ولكن المثقف لا يزال صوته ضعيفاً أو على الأغلب لا صوت له .
فيما مضى كانت الأمة مثل الجسد الواحد تنشغل بقضها وقضيضها بمصاب أي دولة أخرى، وكان صوت المثقفين فيها عالياً، لكن هذا لم يعد يحدث فحتى في الدولة الواحدة نفسها لم يعد هناك نوع من التضامن أو الاتفاق على مسائل مصيرية، أو على فكر ناظم لحياة الناس على مستوى الدولة نفسها على الأقل، كما أن سلطة المثقف تلاشت تقريباً، وانقسم أغلب المثقفين بين حائر وخائر .

قسم كبير منهم فقد الأمل من الدولة نفسها ومن الناس أيضاً، وهذا القسم ذو خلفيات يسارية أو قومية على الأغلب وعانى الأمرين في سنوات شبابه، ولكنه فقد وهج المقاومة حتى لو طرق المحتل باب داره، فقد تم اقصاؤه وخذلانه في الوقت من "الجماهير"، وبالتالي غدا متلحفاً بماضيه التليد، لا يتجاوز خطابه أيام الستينات، وقسم آخر من النوع اللامبالي، وينتظر دائماً حلولاً سحرية لما يجري، ويتعامل مع نفسه كمثقف حرفي، أي يجيد التعامل مع الثقافة ومصطلحاتها ويعرف مساربها وأسرارها كمهنة تدر الدخل، وبالتالي يؤدي دوره في هذا الحقل بأقل الخسائر، ومن دون أن يكون له رأي حقيقي، وغالباً ما تكون كتاباته مائية أي لا طعم فيها ولا لون ولا رائحة ولا موقف أيضاً من أي شيء، وقسم ثالث غارق في تفاصيل أدبية أو فنية دقيقة، وغائب عما يجري حوله، وربما لا ينتبه للحريق المحيط ببيته إلا إذا وصل إليه فعلاً واكتوى بناره، فلا مانع عند هذا النوع الثالث من عقد ندوة عن تجنيس القصة القصيرة جداً، أو قضاء ساعات طويلة من الجدل في أن الرواية ديوان العرب أم الشعر؟ وما هي شرعية قصيدة النثر؟ وأصوات الطائرات من حوله تطغى على صوت مكبرات الصوت والنقاشات البيزنطية مع الكثير من القهوة والسجائر .

النوع الرابع قد يكون واحداً من هؤلاء لكنه يمتلك فروسيته، ولم يرهن ضميره للشيطان، وبالتالي يشارك في معركة التنوير بطريقته، ويعلو صوته دفاعاً عن الحق والمستضعفين، الحق الذي ليس بعده الا الضلال، وهو الذي ينتصر لمقصد الوجود البشري على الأرض أي إعمارها ونشر الخير وثقافة السلام في ربوعها، وعدم الاقصاء والتطرف ومحاكمة البشر لأفكارهم، وهؤلاء للأسف قلة، لكن صوتهم قد يكون مؤثراً، لأنهم يؤمنون بما يفعلون، ولأن طاقة النور في النهاية لها فرسانها، وينبغي أن تأخذ دورها طال الزمن أم قصر .

كان غوبلز وزير الثقافة الهتلري يقبض على مسدسه كلما سمع كلمة "مثقف"، ولو أتى في زماننا هذا وشاهد مثقفينا العرب لاكتفى بالقهقهة أو ربما البكاء على زمن ذهبي أصبح في طيات النسيان .


_______
*روائي وإعلامي أردني ورئيس تحرير ثقافات/عن الخليج الثقافي

الاستراتيجيات العشرة للتحكم بالشعوب -_البروفيسور نعوم تشومسكي_


الاستراتيجيات العشرة للتحكم بالشعوب
_البروفيسور نعوم تشومسكي_
2011
(1) استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)
(2) ابتكر المشاكل ... ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا "المشكل - ردّة الفعل - الحل". في الأول نبتكر مشكلا أو "موقفا" متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: ترك العنف الحضري يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، أو: ابتكار أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه.
(3) استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 سنوات. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة.
(4) استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء "مؤلم ولكنّه ضروري"، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة. أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد"، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.
(5) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا؟ "إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)
(6) استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات.
(7) إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. "يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى" (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)
(8) تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من "الرّائع" أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا
(9) تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة!
(10) معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الفارطة، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل "النّظام" إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا "النّظام" قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام - في أغلب الحالات - يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.

تخطيطات وسومريات على ورق البردي للفنان غالب المسعودي من وحي الانثى

ذهبيات كما قبب الصالحين-لوحات غالب المسعودي

حروفيات-حروفية التحدي لوحات غالب المسعودي