بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 12 فبراير 2011

أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية-قصيدة الحرية / أحمد مطر





أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية

قصيدة الحرية / أحمد مطر
أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية
ما هذا اللفظ وما تعنى وأية شيء حرية
هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية
أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية
فأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفوية
قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفا أو قلما لا تحمل فكرا وهوية
وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية
فنذرت لئن أحياني الله وكانت بالعمر بقية
لأجوب الأرض بأكملها بحثا عن معنى الحرية وقصدت نوادي أمتنا أسألهم أين الحرية
فتواروا عن بصري هلعا وكأن قنابل ذرية
ستفجر فوق رؤوسهم وتبيد جميع البشرية
وأتى رجل يسعى وجلا وحكا همسا وبسرية
لا تسأل عن هذا أبدا أحرف كلماتك شوكية
هذا رجس هذا شرك في دين دعاة الوطنية
إرحل فتراب مدينتنا يحوى أذانا مخفية
تسمع ما لا يحكى أبدا وترى قصصا بوليسية
ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعية
ويلفق حولك تدبير لإطاحة نظم ثورية
وببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريرية
وبأشياء لا تعرفها وخيانات للقومية
وتساق إلى ساحات الموت عميلا للصهيوني
واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية
لم أسمع شيئا لم أركم ما كنا نذكر حرية
هل تفهم؟ عندي أطفال كفراخ الطير البرية
وذهبت إلى شيخ الإفتاء لأسأله ما الحرية
فتنحنح يصلح جبته وأدار أداة مخفية
وتأمل في نظارته ورمى بلحاظ نارية
واعتدل الشيخ بجلسته وهذى باللغة الغجرية
اسمع يا ولدي معناها وافهم أشكال الح
ما يمنح مولانا يوما بقرارات جمهورية
أو تأتي مكرمة عليا في خطب العرش الملكية
والسير بضوء فتاوانا والأحكام القانونية
ليست حقا ليست ملكا فأصول الأمر عبودية
وكلامك فيه مغالطة وبه رائحة كفرية
هل تحمل فكر أزارقة؟ أم تنحو نحو حرورية
يبدو لي أنك موتور لا تفهم معنى الشرعية
واحذر من أن تعمل عقلا بالأفكار الشيطانية
واسمع إذ يلقي مولانا خطبا كبرى تاريخية
هي نور الدرب ومنهجه وهي الأهداف الشعبية
ما عرف الباطل في القول أو في فعل أو نظرية
من خالف مولانا سفها فنهايته مأساوية
لو يأخذ مالك أجمعه أو يسبي كل الذرية
أو يجلد ظهرك تسلية وهوايات ترفيهية
أو يصلبنا ويقدمنا قربانا للماسونية
فله ما أبقى أو أعطى لا يسأل عن أي قضية
ذات السلطان مقدسة فيها نفحات علوية
قد قرر هذا يا ولدي في فقرات دستورية
لا تصغي يوما يا ولدي لجماعات إرهابية
لا علم لديهم لا فهما لقضايا العصر الفقهية
يفتون كما أفتى قوم من سبع قرون زمنية
تبعوا أقوال أئمتهم من أحمد لابن الجوزية
أغرى فيهم بل ضللهم سيدهم وابن التيمية
ونسوا أن الدنيا تجري لا تبقى فيها الرجعية
والفقه يدور مع الأزمان كمجموعتنا الشمسية
وزمان القوم مليكهم فله منا ألف تحية
وكلامك معنا يا ولدي أسمى درجات الحرية
فخرجت وعندي غثيان وصداع الحمى التيفية
وسألت النفس أشيخ هو؟ أم من أتباع البوذية؟
أو سيخي أو وثني من بعض الملل الهندية
أو قس يلبس صلبانا أم من أبناء يهودية
ونظرت ورائي كي أقرأ لافتة الدار المحمية
كتبت بحروف بارزة وبألوان فسفورية
هيئات الفتوى والعلما وشيوخ النظم الأرضية
من مملكة ودويلات وحكومات جمهورية
هل نحن نعيش زمان التيه وذل نكوص ودنية
تهنا لما ما جاهدنا ونسينا طعم الحرية
وتركنا طريق رسول الله لسنن الأمم السبأية
قلنا لما أن نادونا لجهاد النظم الكفرية
روحوا أنتم سنظل هنا مع كل المتع الأرضية
فأتانا عقاب تخلفنا وفقا للسنن الكونية
ووصلت إلى بلاد السكسون لأسألهم عن حرية
فأجابوني: “سوري سوري نو حرية نو حرية”
من أدراهم أني سوري ألأني أطلب حرية؟!
وسألت المغتربين وقد أفزعني فقد الحرية
هل منكم أحد يعرفها أو يعرف وصفا ومزية
فأجاب القوم بآهات أيقظت هموما منسية
لو رزقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقية
بل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثري
أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية
كانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانية
ترك الحراس رعايتها فرعتها الحمر الوحشية
وسألت أديبا من بلدي هل تعرف معنى الحرية
فأجاب بآهات حرى لا تسألنا نحن رعية
وذهبت إلى صناع الرأي وأهل الصحف الدورية
ووكالات وإذاعات ومحطات تلفازية
وظننت بأني لن أعدم من يفهم معنى الحرية
فإذا بالهرج قد استعلى وأقيمت سوق الحرية
وخطيب طالب في شمم أن تلغى القيم الدينية
وبمنع تداول أسماء ومفاهيم إسلامية
وإباحة فجر وقمار وفعال الأمم اللوطية
وتلاه امرأة مفزعة كسنام الإبل البختية
وبصوت يقصف هدار بقنابلها العنقودية
إن الحرية أن تشبع نار الرغبات الجنسية
الحرية فعل سحاق ترعاه النظم الدولية
هي حق الإجهاض عموما وإبادة قيم خلقية
كي لا ينمو الإسلام ولا تأتي قنبلة بشرية
هي خمر يجري وسفاح ونواد الرقص الليلية
وأتى سيدهم مختتما نادي أبطال الحرية
وتلى ما جاء الأمر به من دار الحكم المحمية
أمر السلطان ومجلسه بقرارات تشريعية
تقضي أن يقتل مليون وإبادة مدن الرجعية
فليحفظ ربي مولانا ويديم ظلال الحرية
فبمولانا وبحكمته ستصان حياض الحرية
وهنالك أمر ملكي وبضوء الفتوى الشرعية
يحمي الحرية من قوم راموا قتلا للحرية
ويوجه أن تبنى سجون في الصحراء الإقليمية
وبأن يستورد خبراء في ضبط خصوم الحرية
يلغى في الدين سياسته وسياستنا لا دينية
وليسجن من كان يعادي قيم الدنيا العلمانية
أو قتلا يقطع دابرهم ويبيد الزمر السلفية
حتى لا تبقى أطياف لجماعات إسلامية
وكلام السيد راعينا هو عمدتنا الدستورية
فوق القانون وفوق الحكم وفوق الفتوى الشرعية
لا حرية لا حرية لجميع دعاة الرجعية
لا حرية لا حرية أبدا لعدو الحرية
ناديت أيا أهل الإعلام أهذا معنى الحرية؟
فأجابوني بإستهزاء وبصيحات هيستيرية
الظن بأنك رجعي أو من أعداء الحرية
وانشق الباب وداهمني رهط بثياب الجندية
هذا لكما هذا ركلا ذياك بأخمص روسية
اخرج خبر من تعرفهم من أعداء للحرية
وذهبت بحالة إسعاف للمستشفى التنصيرية
وأتت نحوي تمشي دلعا كطير الحجل البرية
تسأل في صوت مغناج هل أنت جريح الحرية
أن تطلبها فالبس هذا واسعد بنعيم الحرية
الويل لك ما تعطيني أصليب يمنح حرية
يا وكر الشرك ومصنعه في أمتنا الإسلامية
فخرجت وجرحي مفتوح لأتابع أمر الحرية
وقصدت منظمة الأمم ولجان العمل الدولية
وسألت مجالس أمتهم والهيئات الإنسانية
ميثاقكم يعني شيئا بحقوق البشر الفطرية
أو أن هناك قرارات عن حد وشكل الحرية
قالوا الحرية أشكال ولها أسس تفصيلية
حسب البلدان وحسب الدين وحسب أساس الجنسية
والتعديلات بأكملها والمعتقدات الحالية
ديني الإسلام وكذا وطني وولدت بأرض عربية
حريتكم حددناها بثلاث بنود أصلية
فوق الخازوق لكم علم والحفل بيوم الحرية
ونشيد يظهر أنكم أنهيتم شكل التبعية
ووقفت بمحراب التاريخ لأسأله ما الحرية
فأجاب بصوت مهدود يشكو أشكال الهمجية
إن الحرية أن تحيا عبدا لله بكلية
وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية
لا حسب قوانين طغاة أو تشريعات أرضية
وضعت كي تحمي ظلاما وتعيد القيم الوثنية
الحرية ليست وثنا يغسل في الذكرى المئوية
ليست فحشا ليست فجرا أو أزياء باريسية
والحرية لا تعطيه هيئات الكفر الأممية
ومحافل شرك وخداع من تصميم الماسونية
هم سرقوها أفيعطوها؟ هذا جهل بالحرية
الحرية لا تستجدي من سوق النقد الدولية
والحرية لا تمنحها هيئات البر الخيرية
الحرية نبت ينمو بدماء حرة وزكية
تؤخذ قسرا تبنى صرحا يرعى بجهاد وحمية
يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحرية
اسمع ما أملي يا ولدي وارويه لكل البشرية
إن تغفل عن سيفك يوما فانس موضوع الحرية
فغيابك عن يوم لقاء هو نصر للطاغوتية
والخوف لضيعة أموال أو أملاك أو ذرية
طعن يفري كبدا حرة ويمزق قلب الحرية
إلا إن خانوا أو لانوا وأحبوا المتع الأرضية
يرضون بمكس الذل ولم يعطوا مهرا للحرية
لن يرفع فرعون رأسا إن كانت بالشعب بقية
فجيوش الطاغوت الكبرى في وأد وقتل الحرية
من صنع شعوب غافلة سمحت ببروز الهمجية
حادت عن منهج خالقها لمناهج حكم وضعية
واتبعت شرعة إبليس فكساها ذلا ودنية
فقوى الطاغوت يساويها وجل تحيا فيه رعية
لن يجمع في قلب أبدا إيمان مع جبن طوية

الخميس، 10 فبراير 2011

صراط....العاشقين-سهير عبد الرحمن




انصت لنغم هناك
هذا حديث الموج البعيد
...أسرار الموج و شاهد
خط الأفق هناك
عليك....
ساهر
اغمض عينيك و نم
على خطك المستقيم
صراط...... العاشقين
و مغني في حلكة الليل
بدر السماء
مد و جزر هناك على
الشواطئ
أيها الداخل في الأصداف
و خارج
لؤلؤ هناك ....
نائم
و الماس في قاع المحيط
لا أدري هل استيقظ
أم أنه في الكهف ينتظر
من يوقظه......
و فارس
أيها الخارج من القصائد
و داخل
قلبي ساحة... للقصائد
و وطني يرفع في القلب
علمه : عالي
أيها العاشق و القلب افترشت ساحته
القبائل:
وطن من الخليج للمحيط
ما ضاق قلبي بهم يوما
على...اتساعه
وطني عشقي الأزلي
فادخل القلب يا صاحبي
إنك....
من أهل....

الحجي بالتفاطين -حامد كعيد الجبوري


( الحجي بالتفاطين )
صرخة وفاء للشهيد الكبير عبد الكريم قاسم رحمه الله
حامد كعيد الجبوري
لا أدري لماذا نحن المهتمون بالتاريخ والأدب والفن نأخذ الأمور على عواهنها ، بمعنى أننا لا نؤرشف لحياتنا على أقل تقدير ، لي صديقان عزيزان نالا شهادة الدكتوراه في الأدب العربي ، الدكتور صباح نوري المرزوك ، والدكتور سعد محمد الحداد ، وهذان الصديقان ما وجدتهما يوما إلا وبأكمامهما ( جيوبهم ) قصاصات ورقية لا تعني عند غيرهما الكثير ، وعندهما تعني كل شي ، وتذكرت هذه القصاصات وأنا أحاول أن أجمع شتات فكري عن حادثة جد جميلة حدثت في الحلة الفيحاء زمن الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، وعوّض صبر العراقيين بمثله قائدا وطنيا لا غبار على مجمل حياته الوطنية وسلوكه الاجتماعي والوظيفي ، وهذا مما دعاني أن أتأسف كثيرا لأني لم أنهج سيرة صديقي العزيزان بأرشفة وتدوين أسماء الحوادث ومجرياتها ، لأن الدقة تغنيني وتغني القارئ عن الدفاع عما ندلي به من حديث حول الشهيد عبد الكريم قاسم ، ولو أن الحادثة معروفة للجميع ، وبخاصة من محبي الزعيم تحديدا في محافظة بابل .
عام 1960 أو 61 م زار الشهيد عبد الكريم قاسم محافظة بابل / قضاء الحلة ، ووصلت أخبار هذه الزيارة لجمع غير قليل من أهالي مركز الحلة الفيحاء ، ويقال ان الزعيم رحمه الله تنقل من هذا السوق لذاك المحل ولذلك المتجر مشيا على أقدامه وبرفقته مرافقه الشخصي ( قاسم الجنابي ) ، وصل لفرن صمون ودخله وسط تهليل وتصفيق صاحب الفرن وعماله ، لفتت انتباهه – الزعيم – الصورة الشخصية العسكرية له مؤطرة وملصقة على أحد جدران الفرن ، أخذ بيده ما يسميه الفرانون ( شنكة عجين ) ووضعها على الميزان المخصص فوجدها أقل من الوزن المقرر ، ألتفت صوب صاحب الفرن قائلا له ، ( عمي زغر الصورة وكبر الشنكة ) ، وغير هذا لم يقل لصاحب الفرن الذي ألجمه الزعيم بهذه المقولة ، في أثناء هذه الزيارة الميمونة للحلة كانت بلدية المحافظة تعبد طرق وأزقة حي ( الجديدة ) - بفتح الدالين - ، ولم تكن حينها المحافظة تمتلك السيارات التي تعد كمعمل تعبيد الطرق كما هو اليوم ، وكانت عملية التعبيد – بالقار - تعتمد على أيادي العمال المهرة بذلك ، وبآلة خشبية تسمى ( الشيبك ) ، وهي أشبه ما تكون ب( الشيبك ) الذي يستخدم من قبل النسوة لعمل ( الكليجة ) ، و ( شيبك ) التعبيد بالطبع أكبر من ذلك الذي تستعمله النسوة ، ولحرص البلدية على عدم سير المارة عليه إلا بعد أن يجف ويبرد ليتماسك القار جيدا ، يتركون أشخاصا معينين لقاء أجر زهيد لمنع الناس من السير على الطريق المعبد الجديد ، كلف مختار محلة ( الجديدة ) أحد الشبان - وهو الذي يفترض بي أن أسجل أسمه لدي – أن يرقُب الطريق الجديد بدراجته الهوائية ، ويمنع الأطفال وغيرهم ممن يحاول السير على الطريق المعبد الجديد ، وهذا الشاب لديه أخ موقوف بتهمة شتم الزعيم عبد الكريم قاسم ورفع صورته – الزعيم – من محل وضعها بأحد مقاهي الحلة ، وما أن سمع هذا الشاب بوجود سيادة الزعيم وسط مدينة الحلة قرب مديرية شرطتها ، ركب دراجته الهوائية وأطلق لعجلاتها العنان ليصل حيث يتواجد الزعيم ، الحمد لله هذا هو الزعيم بدمه ولحمه يحاط بشباب الحلة ورجالاتها ، رمى دراجته الهوائية قرب أحد المحلات وهرع راكضا مناديا بأعلى صوته ، سيادة الزعيم ، سيادة الزعيم ، سمع أبن الشعب هذا المستصرخ به وأشار له بيده ، أنفرج الناس لهذا القادم الصبي ، بل قل الشاب ، ورمى بنفسه مقبلا كل ما تقع عليه شفتاه من الزعيم ، انفتحت أسارير الزعيم له وقال له ، مابك يا بني ، أجابه ( عمي أخويه موقوف هنا على مودك ) ، أجابه الزعيم وها أنا ذاهب معك لأخيك ، بالطبع كان محافظ الحلة سائرا مع موكب الزعيم ، ومدير الشرطة أيضا ، دخل الزعيم الى مديرية شرطة الحلة ، ومعلوم لأهالي الحلة تحديدا آنذاك ، أن الموقوفين يودعون في هذه المديرية بداية الدخول لبناء المديرية ، وهنا يتواجد في هذا المكان أصحاب الشكاوى اليومية ، وفي الطابق الثاني للموقوفين السياسيين ، قال الزعيم للصبي الذي لا يزال الزعيم يمسك بيده وكأنه أبن له ، وهذه حقيقة فالزعيم أب لكل العراقيين ، هكذا أرى ، قال الزعيم للصبي ( هل أخوك هنا ) ؟ ، أجاب ( لا عمي ، أخويه فوك كبل ساعتين وديتله غده ) ، قال الزعيم لمدير الشرطة لنذهب أليه أذن ، أجاب مدير الشرطة أمرك سيدي ، صعد الزعيم والمحافظ – أظنه خيري الحافظ – ومدير الشرطة والصبي ومرافق الزعيم الى الطابق العلوي ، وفتحت له قاعة كبيرة تحوي أكثر من خمسين معتقل سياسي ، سلم الزعيم على الجميع وقال رجاءا ليقف كل سياسي من الحزب الفلاني مع رفاقه ، أنقسم الفريق لنصفين تقريبا ، الشيوعيون ، وآخرون ( قومجيون ) – لا أحب غير هذه التسمية لهم – وبقي شخص واحد يقف لوحده دون الجمع ، قال له الزعيم أنك من شتمني صحيح ؟ ، بكل شرف ورجولة أجاب الموقوف زعيمه الخالد ، نعم أنا شتمتك يا سيادة الزعيم ، ضحك الزعيم بوجه الشاتم وقال له سنتحدث سوية بعد أن أنهي حديثي مع هؤلاء الأخوة ، قال لهم أن الوطن بحاجة ماسة لكم ، أن كنتَ معلما أو عاملا أو طبيبا فقد عطلت شريحة كبيرة من المجتمع لأجلك ، أتمنى عليكم إعادة دراسة الموضوع بشكل جدي خدمة لأحزابكم ولعراقكم الكبير ، وبما أنني لا أملك صلاحية أطلاق سراحكم فأتمنى على السيد المحافظ ومدير الشرطة أكمال أوراقكم الآن وإرسالها للقاضي لإطلاق سرح من يستحق ذلك ، هذا الحديث لكم ولكم الخيار ، أما أنت يا صاحبي الذي شتمني فمن الذي أقام الدعوى ضدك ، ألا يفترض أن أقدم الدعوة أنا ، وأنا أملك حق الشكوى والتنازل وأنا متنازل عنك ، وعلى مدير الشرطة أطلاق سراحك مالم تكن موقوفا على ذمة دعوى أخرى ، صرخ الشاب بوجه الزعيم قائلا أنا شتمتك يا سيادة الزعيم ألا تستمع لي ولماذا شتمتك ؟ ، أجابه لا ليس بودي معرفة سبب ذلك ؟ ، قال الشاب وأنا بودي أن أسمعك لماذا شتمتك سيدي ؟ ، أذن لأستمع ما تقوله تفضل بني ، قال الشاب ، يا سيادة الزعيم نحن أصدقاء نحب لعبة كرة القدم ، ولدينا فريق لذلك ، ومقر فريقنا مقهى المنطقة – مقابل مستشفى الأطفال سابقا ، قريبة لسجن الحلة المركزي الذي هرب منه الأبطال الوطنيون الشيوعيون بقيادة البطل الرمز مظفر النواب – وأسم فريقنا هو فريق ( الأنوار ) ومدرب فريقنا اللاعب ( عبد ملعب ) ، وأنا يا سيادة الزعيم هوايتي مع كرة القدم الرسم ، رسمت لك صورة وأطرتها ووضعتها في المقهى بأذن من صاحب المقهى ، بعد أن حاول البعث الفاشيست اغتيالك بعملية جبانة ظهرت أنت يا سيادة الزعيم على جهاز التلفزيون وسمعت خطبتك ومقولتك عفا الله عما سلف ، تقدم الشاب نحو الزعيم رحمه الله ووضع سبابة يده اليمنى قريبا لوجه الزعيم صارخا به ، ( شنو عفا الله عما سلف ) ، قال له الزعيم أكمل بني ، قال الشاب أنا حين سماعي لهذه الكلمات ذهبت الى المقهى وصعدت على أحد الكراسي وأنزلت صورتك من مكانها كرها لموقفك مع القتلة ، أخذ مني صاحب المقهى الصورة وهمس بأذني أعدها لمكانها لأن ( مسلم السري ) رأى ما أقدمت عليه ، وفعلا يا سيدي رفع رقيب الامن ( مسلم ) تقريره الى دائرته وها أنا موقوف من يومها ولحد الآن ، أطرق الزعيم الى الأرض وجهه بهدوء تام ، ورفع رأسه مخاطبا ذلك الحلي الشهم ، ( أين هي الصورة الآن ) ؟ ، أجاب الشاب أنها في البيت سيدي ، صاح الزعيم بأعلى صوته مخاطبا ذلك الشاب قائلا ، (لا ، لا أسحقها تحت قدمك أنها لا تستحق أن تعلق ) مع حركة بقدمه اليمنى دلالة أنه يسحق شيئا ما .
نعم سيدي أيها الخالد ، ونحن نقول لك الآن وبعد أن جرعنا الأمرين من فعلتك تلك يا سيدي ، لماذا لم تسحق الأقزام تحت رجلك المقدسة الطاهرة ، لماذا لم تتعامل مع العقارب بما تستحقه من سحق بقدمك ، ولماذا لم تستمع للجواهري الكبير حين قوله لك مخاطبا ، ( فضيق الحبل وأشدد في خناقهم / فلربما كان في إرخاءه ضرر) ، وأي ضرر سيدي الراحل وأقسم لو عدت ثانية يا سيادة الزعيم لعدت لنفس تلك الرحمة التي جبلت عليها ، وأن عادوا لا قدر الله ، ولا قدر الوطنيون ذلك ، لرأينا أسوأ مما رأيناه منهم سابقا ، لك المجد أيها اللا يكرر ، لك المجد يابن الشعب العراقي ، لك المجد يابن الفقراء النجباء .

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

تحدي لجميع العراقيين بما فيهم المسؤولين-ناصر سعيد البهادلي


في 2011/2/8 عن موقع شبابيك المنوع
تحدي لجميع العراقيين بما فيهم المسؤولين

ناصر سعيد البهادلي
تباشرنا بالنظام الديمقراطي واخذنا نترقب بركاته النازلة علينا فاذا ببركاتنا تصعد اليه ، تباشرنا بسقوط الطاغية المقبور وقلنا سيسعدنا اهل التقوى والورع والنضال والجهاد ، تباشرنا وتباشرنا ولم نحصد الا هواء في شبك .....

يطل علينا رئيس الوزراء ليعلن مكرمته - لا ابقانا الله لها – بتنازله عن نصف راتبه !!! ولا نعرف باي مقياس للحق والعدل يعتبر هذا تنازل ؟؟!!! ، راتبه واحواله هي ذلك المجهول وليس هذا فقط بل وراتب رئيس الجمهورية والنواب والوزراء و اعضاء مجلس النواب وكل من سار بركاب هذا الفساد الديمقراطي المستشري ....
تحدي اتحداه لكل عراقي يعتبر ان نظامه ديمقراطي ان يشير الى معلومات موثقة سواء بقانون او بقرار او بتعليمات تخبرنا عن مقدار ما يحصل عليه هؤلاء النزيهون من حكامنا اصحاب تاريخ الجهاد والكفاح ، ففي ظني ان اعضاء مجلس النواب والوزراء والرئاسات لايعلم بعضهم رواتب وامتيازات ومنافع البعض الاخر ، فالخزينة مفتوحة ولا تحتاج الا لجهد الاغتراف على قدر الطاقة والوسع ... فطوبى لمن أخذ ما خف حمله وغلا ثمنه .
تنازل السيد رئيس الوزراء عن نصف راتبه وليته اخبرنا عن المشروعية والاسس القانونية والشرعية والعرفية بل حتى اسس حسنة ملص التي اباحت له ولغيره من الزعماء اعلى الله كعبهم ما يأخذه من اموال من خزينة الدولة العراقية وبأي وجه ، فلك الله يا بترول العراق كم وكم من ناهب لك .....
وتكرم فخامة الرئيس بحذو ما اختطه صاحب الدولة ليعلن بوجوب نخفيض الرواتب ... سبحان الله ؟؟؟ اليس الاجدى ان تخبرونا وبالوثائق كم وكيف تحصلون على رواتبكم وامتيازاتكم ....
ولكن سأقف واقول لا تثريب عليكم ... خذوا كل ما تشتهون وما تريدون فلن تسمعون يوما منا " الشعب يريد اسقاط الفساد" فتلك لاهلها واما نحن فابناء بالروح بالدم نفديك يازعيم ....
واليوم فقط اقو لان الله انعم علينا بسقوط الطاغية المقبور على ايدي الامريكان وليس على ايدينا فباليقين اقطع انه لو سقط بايدينا لاخترنا نظاما يتلائم مع الزعيم القادم لنهتف له بالروح بالدم نفديك يا زعيم...
تحية لشباب تونس وشباب مصر ... وعذرا فانا شعب كتبت علينا الذلة والتهليل والهتاف لعطاس السيد الرئيس .
والتحدي لا زال قائما : كم هي الاموال التي يجنيها زعمائنا الاماجد وعلى أي اساس قانوني او شرعي.... وبالوثائق .
يعيش الزعيم ويسقط الشعب

الاثنين، 7 فبراير 2011

موضوعة السيد عبد البطاط-ضمير أبيض-بين الحزن والكيف


موضوعة السيد عبد البطاط
(ضمير أبيض)
بين الحزن والكيف
البصرة- عبد البطاط
بادئ ذي بدء لابد من معرفة (الكيف) بالمفهوم الشعبي البصري.. حيث تعني الطرب والسرور والفرح. (فلان مكيف).. اي فلان فرحان.. (في هذا المكان كيف وطرب).. يعني في هذا المكان سرور واغان والحان وتقاليد خاصة لا يجوز تجاوزها سواء من أعضاء الفرقة الفنية التي تؤدي فقرات الطرب او الحضور عرف مفهوم لمن يرتاد هذه الأماكن.
الشعر الشعبي العراقي الآن وفيما هو موجود في دواوين وإصدارات.. كم هائل يفتقر الى النوعية.. يتصفح المتتبع للشعر الشعبي فيجد الأغلب (رغم تنوع المضمون والشكل) على نمط (هاي مدرستك يطالب عينها.. ولا تشخبط بيدك حياطينها) لكن للحقيقة والإنصاف نجد أن في الضفة الأخرى قمما تتميز بروعة المكنون وإبداع ليس له حدود.
كلنا عندما يقرأ احدنا لمظفر النواب ينحني إجلالا لما يقوله.. ومع ذلك فعلينا ألا ننسى (في الوقت نفسه) ما تجود به قريحة الشعراء الإحياء ـ اطال الله في اعمارهم ـ (عريان السيد خلف، رياض النعماني، علي الشباني، كاظم اسماعيل كاطع، اسماعيل محمد اسماعيل، فاضل السعيدي، مهدي السوداني، نوفل الصافي، علي الربيعي، كاظم غيلان، كاظم السيد علي، جمعة الحلفي، عباس الموسوي، حمزه الحلفي، محمد النعماني، عبد السادة العلي واخرين) ، وهؤلاء لاشك قمم في الشعر الشعبي العراقي الحديث ، و(ابو طيف، حامد كعيد الجبوري) واحدا من هؤلاء، فديوانه الأخير (ضمير ابيض) كضميره وضمير من جعل الوطن والتضحية من اجله.. هدفه ومناه.
هذا الديوان الذي يحتوي على 45 لوحة إبداعية رائعة مختلفة التواريخ والإيقاعات وأربع صناعات (للشاعر رياض النعماني وللشاعر والباحث جبار الكواز، والباحث والناقد د.خليل ابراهيم المشايخي والباحث والناقد د.محمد عوده سبتي) وفي محاولة لإلقاء الضوء على بعض قصائد الديوان فإننا نجد في: فرفحتلك، واشتلت روحي على اشفافك أمل....
إي لوحة إبداعية تلك حيث الشفاه هي أمل الروح... بالله عليكم هل هناك شيء أروع من الشفاه للحبيب؟
وفي (امل ميت) نرى كلمات الحب والهيام والعشق لا تتكلم .. فهي خرساء صماء.. لان الكلمات قد ماتت.. وأين..؟ مرة أخرى على الشفاه التي ليس لها مثيل عند ( حامد كعيد ) .
ونشعر بجرحه في عام 1973 وهو في دمشق.. وقد تحدى الزمان وافتخر بألمه وحزنه وتعبه ولم يصاحب سوى الصبر والمروءة وهذا ما سطره في) وديت روحي.(
وفي (روض) ضيع محطته.. إذ لا قطار صاعدا يحمل البشاره ولا قطارا نازلاً يرفع الخسارة.. بالمحطات كثيرة خلعت ثياب الصبر وألبسته ثياب الأمل ولقاء من عنبر وريحه نرجس وورد ورياحين في روض جميل ليس له مثيل.
ويقسم في (أوتار جبهوية) بـ شفة حبيبته التي ذبلت بالعطش، بالصبر، بالشوك، وبأنه سيضوّي دروب الوطن وينذر قلبه (سكة) لسير المناضلين الطيبين عليه لبلوع مناهم ومبتغاهم.
وفي قصيدة اهداها للشاعر الرائع (رياض النعماني) ذلك الشاعر الإنساني الذي يفتخر كل من التقى به والتي كانت بعنوان (ضمير ابيض) هي اصدق تعبير لا تحتاج الى تعليق.. ففيها يسأله الشاعر حامد (شاعر يسأل شاعر(
ما تشتاك..
تنزع ثوب حزنك والنهر خنياب
والحلوات يملن وشلة اخدودك
ويفلّن صبر عمرك كصايب
اعتقد انه تساؤل مشروع .. كل محب لإبداع هذا الشاعر وشخصيته الفذة يتمنى رجوعه واستقراره في (الوطن الأم) .. لكي يساهم في بناء صرحه.
ويهدي قصيدة (ضيف فقره) للشاعر الراحل محمد الغريب.
ياغريب ..
الدار وحشه
ومعدن الفقره.. النقاء
ياغريب ..
المال بالغربه وطن
والفقير يعيش ببلاده غريب..
ونحن نتساءل ومعنا الشاعر .. متى تتغير قوانين هذه المعادلة؟ متى تنعكس هذه النظرية..؟ متى..؟
ونؤيد الشاعر بكل ما نملك من قوة حيث (الفقره طيبه) لان الفقراء لهم صفات لا يعرفها الا من مر بها وعايشها وتسربل بها حتى النخاع.وفي (السكوت من ذهب) ينصح (ابو طيف) القراء والسامعين لصوته المدوي في المهرجانات والاماسي والاخوانيات حيث علامة النجاح لكل محفل شعرٍ شعبي.
اسكت واكتم اسرارك
وأخذهن صوغتك للموت
اشجم ميت صنع تاريخ ‏
وجم يونس ابطن الحوت
وفي (أركب عالصعاب) يحدد لنا الشاعر الوطني مسار الطريق الذي علينا ان نسلكه ويخاطب العراقي الشهم
ازرع بالصبخ نخلات وورود
العينه عالزرع ميموت زرعه.
ويؤكد حقيقة تاريخية واضحة.. ناصعة.. ووضوع الشمس في عز النهار
من تطفح الغيره
وينبض الغيض..
عراقك ما يذل..
محد يركعه
وكانت قصيدة (صوت الحقيقة) التي اهداها للشاعر )عريان السيد خلف) حيث كان كثيرا ما يتساءل.. لماذا سمي عريانا..؟ لكنه اهتدى- كما يقول- أخيرا لذلك فجاءت قصيدة معبرة بصدق عن الوجدان والوطنية لان الشاعر تلذذ بخبز العراق.. الخبز الذي ليس له مثيل في الدنيا كلها.
ضكت خبز العراق
وغززت الملحه
شك ساس الشعر
وتعله بالبنيان..
نعم كان الشاعر عريان صوت الحقيقة الناصعة بكل صدق وأصالة لم تغره كل الأساليب الملتوية من اجل ان يبيع ضميره.. لان هذا الضمير كان يقلق الجلادين هذا الضمير الذي اقسم ان يكون بصف شعبه ل ابصف الطغاة وأطلق الشاعر (ابو طيف) صيحة مدوية..
اذا نام النهار بيوم
هم يغبش..
ويرد نور الشمس
ويضوي كل أمجان.
واهدي قصيدة (اضلوع السجن) الى الشاعر الكبير الرمز (مظفر النواب) وللاحرار الذين حفروا نفق الحرية في سجن الحلة الدكتاتوري حيث كانت صورتان كتبتا عام 2006 م.
على اضلوع السجن
حطت عصافير
وفخاني بطلت من
ياكوكتي.. وين اختي .. بالحلة
ويا سبحان الله.. يخلد الشاعر الطيور ويؤكد بانها قررت أن تحفر نفقاً بزنزانة الشاعر النواب..
الطيور اتحزمت تحفر
بزنزانة (مظفر) للدهر يحدي
أحط ترابك أبحضني ولوليك
ويخاطب الشاعر ابو طيف الشاعر النواب بكل صدق واصالة
يا مهر الأصيل الما يحده اعنان
تسحن صبرك وتلهم
بس يحله السفر وياك..
ولماذا السفر (يحلى) مع الشاعر النواب؟.. فيجيء الجواب سريعا
أنت النوخذه وسكان
ودور (النوخذه) للسفينة معروف.. فهو ربانها وهو المسئول عنها.. اما (السكان) فهو مقود القيادة التي يحركه الربان نحو بر الأمان والاستقرار.
اما في (رسالة متأخرة لابي سرحان )
بالبصرة امس
جوكه عصافير
تتراكص على العشار..
وكفت تنشد السياب..
عن شاعر رقيق وتاه عنوانه...
ويؤكد بان روح الشاعر مهرة لجامها الريح وجدايلها السفر ولكن الى اين..؟
خاصة وان محطات الدنيا كلها خطر ودمار وموت اكيد..
وطال الانتظار لكن (ابو سرحان) لم يأت ليسوق الغيم) بمهرته العزوم وبيده الراية التي ترف بيده و(ام البروم) قد نامت فتاة العشاق وتتساءل باستمرار: ألم يمر بسمائكم طير يرف جناحيه على البصرة وأهلها الطيبين؟
وفجأة يمر طيف بزمان اخرس يتساءل هو الأخر عن هذا الطير وعن ضحكه بزلف مشحوف عشاري.
وفي قصيدة (صبرا يا عراق)
هذا اول وطن
بالكون ما يرتاح..
تعبير صادق عن ما يمر به هذا الوطن الحبيب الذي توحدت لتحطيمه كل قوى الشر والرذيلة.. لاشيء.. سوى لأنه اختار طريقا جديدا هو طريق الحرية طريق الفقراء.. طريق من لا طريق لهم.. وكانت نعمة الذهب الأبيض التي أصبحت نقمة .. لا نعمة.. فالنفط رغم خزينه الهائل وتسويقه يوميا بكميات كبيرة لم يتغير شيئاً من الواقع المعاشي.. فمن سيئ الى اسوء.. مدعاة لتكالب القوى الشريرة طمعا فيه..
اما الشعب فكل فرد فيه عرف طعم الحزن منذ نعومة الأظفار.. لا يعرف البسمة ولا الفرحة.. ففرحته بكاء ونحيب
ويشير الشاعر الى انه والجميع يحلمون بان
ولا صاحب بخت..
ويصيح بيك الله..
ويسرج للخيول
ويبرز ارماحه..
ويسقط الصنم.. لكن أصناما كثيرة تتواجد وتملأ الساحة برقصها وردحها ويصرخ الشاعر .. يا عراق.. يا عراق..
شد صاري العزيمه
وصارع الأمواج..
توصل للشواطي بغير ملاحه
صبرا يا عراق..
الصار كله ايهون
بعد كاعك بجر
بيدين فلاحه
ويمدنا الشاعر بديمومة البقاء من خلال قصائد ديوانه
(كاريكتير، أمنيات ترفض التأجيل، صبر مفطوم، هوه الخمسين، دفيني ابعباتج، ايام المزبن، حمد، ابن الشعب، ابو عمشة، تبا للسياسة، طرطره، وغيرها)
ان على المتتبع للشعر الشعبي العراقي أن يدرس بإمعان وتروي قصائد هذا الديوان ويحلل كل قصيدة منه- لابل كل بيت شعري- ويعرف ظروف نضمها وتاريخها .. واعترف باني عانيت الأمرين في اختيار.. عن اي القصائد أتحدث، وعن اي القصائد اذكر.. فالديوان قصائده درر وصعوبة علي أن اختار درة معينة لأحتضنها.
اعتقد اني رميت حجرا في بركة الشعر الشعبي حركت فيها المياه بعض الشيء وعلى المهتمين بالشعر الشعبي العراقي ان يبادروا هم أيضا كي نساهم في اعلاء الكلمة الصادقة الشريفة وسط ركام من الكلام الذي يطلق عليه أحيانا شعراً شعبياً.

الأحد، 6 فبراير 2011

ماجد الحيدر -ثم ماذا ؟


ماجد الحيدر
الحوار المتمدن - العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5

ثم ماذا ؟

"من بات أمناٌ فی عياله
ضامنا قوت يومه…"

آهٍ ولكن..
ماذا عن الغد
هل سيبقى القوت
والأمن
والعيال؟
"من باتَ.آمنا."
آهٍ .. وهل ثمة –يا سيدي- من آمنٍ
والأرض تدور.. تدور
وتميد بالجياعِ
والمفاتيح.. أبداً في يد الخليفة
وتحت كرسيهِ
ثمةً ، أبداً، أبو نؤاسٍ مقرفصٌ:
"يذرف الدمع ضاحكاً ... والليالي تعربدُ"
وثمةَ ، أبداً، موتٌ
يكمنُ في منعطفٍ مفاجئٍ
في الشارعِ المظلمِ الملتوي؟
...
أيها الزمان القُلَّب
لماذا كل هذا الجد
لماذا كل هذي الصرامة العابثة
لماذا ليس ثمةَ ثمالةٌ أبدية
ولماذا لا يظهر فجأةٍ
في المشهدِ الأخير
ثمة عجوز طيب
بيدين كالقطن
يسخر من جزعي الساذج
ويخبرني
بين العطفِ والرثاء:
هيا
فلتمسح عينيك
وتغسل وجهك
قد كنت أمزح معك
فلنبدأ اللعبةَ من جديد!!
14-1-2011