بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 21 مايو 2011

العرب في عيون يابانية-متدينون جداً .. فاسدون جداً-تلخيص وترجمة : منى فياض




العرب في عيون يابانية :
متدينون جداً .. فاسدون جداً

صدر مؤخراً كتاب ولم يلفت الانتباه بشكل كاف،
وهو كتاب الياباني نوتوهارا

حول "العرب من وجهة نظر يابانية" .

يكتب نوتوهارا بعد ان تعرف على العالم العربي منذ العام 1974 وزار العديد من بلدانه واقام فيها لفترات، انطباعاته المحايدة عن هذا العالم .
ومن اللافت ان اول ما يقوله عن عالمنا العربي:

"ان الناس في شوارع المدن العربية غير سعداء، ويعبر صمتهم عن صرخة تخبر عن نفسها بوضوح". وهو يعيد هذا الشعور الى غياب العدالة الاجتماعية، لأنها اول ما يقفز الى النظـر. وهذا ما يؤدي في نظره الى الفوضى.

كما انه يلاحظ كثرة استعمال العرب لكلمة ديموقراطية، وهذا لا يعبر سوى عن شيء واحد: عكسها تماما، الا وهو القمع وغياب الديموقراطية. ولهذا القمع وجوه عدة: منع الكتب، غياب حرية الرأي وحرية الكلام وتفشي ظاهرة سجناء الرأي.

ويشير نوتوهارا، كمراقب اجنبي، ان العالم العربي ينشغل بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد. لذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم. وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الآخرين.
يغيب مفهوم المواطن الفرد وتحل محله فكرة الجماعة المتشابهة المطيعة للنظام السائد.

وعندما تغيب استقلالية الفرد وقيمته كانسان يغيب ايضا الوعي بالمسؤولية: عن الممتلكات العامة مثل الحدائق او الشوارع او مناهل المياه ووسائل النقل الحكومية والغابات ( باختصار كل ما هو عام ) والتي تتعرض للنهب والتحطيم عند كل مناسبة.

ويجد نوتوهارا ان الناس هنا لا يكترثون او يشعرون بأي مسؤولية تجاه السجناء السياسيين، الافراد الشجعان الذين ضحوا من اجل الشعب، ويتصرفون مع قضية السجين السياسي على انها قضية فردية وعلى اسرة السجين وحدها ان تواجه اعباءها.

وفي هذا برأيه اخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية. يعطي مثلا عن زياراته الخمس لتدمر ( سوريا ) دون ان يعرف ان فيها سجنا مشهورا، وهو حتى الآن لا يعرف موقع هذا السجن بسبب الخوف الذي يحيط به بالطبع. فعند السؤال عن سجن ما يخاف الشخص ويهرب، كأن الامر يتعلق بسؤال عن ممنوع او محرم.

الخوف يمنع المواطن العادي من كشف حقائق حياته الملموسة.
وهكذا تضيع الحقيقة وتذهب الى المقابر مع اصحابها.

الناس في العالم العربي " يعيشون فقط " بسبب خيبة آمالهم وبسبب الاحساس باللاجدوى او اليأس الكامل، وعدم الايمان بفائدة اي عمل سياسي.

في العالم العربي يستنتج الشخص افكاره من خارجه، بينما في اليابان يستنتج الناس افكارهم من الوقائع الملموسة التي يعيشونها كل يوم،

وهو يتابع : في مجتمع مثل مجتمعنا نضيف حقائق جديدة، بينما يكتفي العالم العربي باستعادة الحقائق التي كان قد اكتشفها في الماضي البعيد. والافراد العرب الذين يتعاملون مع الوقائع والحقائق الجديدة يظلون افرادا فقط ولا يشكلون تيارا اجتماعياً يؤثر في حياة الناس.

يشير هنا الى التجربة اليابانية التي عرفت ايضا سيطرة العسكر على الامبراطور والشعب وقيادتهم البلاد الى حروب مجنونة ضد الدول المجاورة انتهت الى تدمير اليابان. وتعلم الشعب الياباني ان القمع يؤدي الى تدمير الثروة الوطنية ويقتل الابرياء ويؤدي الى انحراف السلطة.

"لكن اليابانيين وعوا اخطاءهم وعملوا على تصحيحها وتطلب ذلك سنوات طويلة وتضحيات كبيرة، وعوا ان عليهم القيام بالنقد الذاتي قبل كل شيء وبقوة.

الانسان بحاجة الى النقد من الخارج ومن الداخل مهما كان موقفه او وظيفته الاجتماعية او الهيئة التي ينتمي اليها، ان غياب النقد يؤدي الى الانحطاط حتى
الحضيض".

وهو يكتب : "كثيرا ما ووجهت بهذا السؤال في العالم العربي :
لقد ضربتكم الولايات المتحدة الاميركية بالقنابل الذرية فلماذا تتعاملون معها؟
ينتظر العرب موقفا عدائيا عميقا من اليابانيين تجاه الولايات المتحدة الاميركية. ولكن طرح المسألة على هذا النحو لا يؤدي الى شيء،

علينا نحن اليابانيين ان نعي اخطاءنا من الحرب العالمية الثانية اولا ثم ان نصحح هذه الاخطاء ثانيا. واخيرا علينا ان نتخلص من الاسباب التي ادت الى القمع في اليابان وخارجها.

اذن المشكلة ليست في ان نكره اميركا اولا، المشكلة في ان نعرف دورنا بصورة صحيحة ثم ان نمارس نقدا ذاتيا من دون مجاملة لأنفسنا. اما المشاعر وحدها فهي مسألة شخصية محدودة لا تصنع مستقبلا.

في اليابان، بعد الحرب العالمية الثانية، "مد الياباني يده الى الاميركي يطلب مادة متوافرة عند الآخر. وقتئذ كان شعورنا غير واضح، فمن جهة لم يكن عارا علينا ان نأخذ ممن يملكون ولكن من جهة ثانية، لم تكفّ نفوسنا عن الاضطراب والتوتر الداخلي، والشعور بالحرج،
عرفنا معنى ان لا نملك ومعنى الصدام بين ثقافتين او الاحتكاك بينهما".

يشير المؤلف الى الكاتب المصري يوسف ادريس الذي تعرف على المجتمع الياباني وكان يتساءل دائما عن سر نهضة اليابان وتحولها من بلد صغير معزول الى قوة صناعية واقتصادية،

الى ان حدث مرة ان راقب عاملا فيما هو عائد الى فندقه في منتصف الليل يعمل وحيدا وعندما راقبه وجده يعمل بجد ومثابرة من دون مراقبة من احد وكأنه يعمل على شيء يملكه هو نفسه. عندئذ عرف سر نهضة اليابان،

انه الشعور بالمسؤولية النابعة من الداخل من دون رقابة ولا قسر. انه الضمير اكان مصدره دينيا او اخلاقيا. وعندما يتصرف شعب بكامله على هذه الشاكلة عندها يمكنه ان يحقق ما حققته اليابان.

ومن الامور التي لفتت نظره في مجتمعاتنا، شيوع القذارة في الشوارع، مع اننا نعد انفسنا من انظف شعوب العالم ونتباهى ان صلاتنا تدعونا للنظافة ! فهل يقتصر مفهوم النظافة على الشخص والمنزل فقط ؟

لقد دهش نوتوهارا مرة عندما زار منزل صديق له في منطقة تعاني من سوء نظافة شديد كيف ان الشقة كانت كأنها تنتمي الى عالم آخر. الناس هنا لا تحافظ على كل ما هو ملكية عامة، وكأن الفرد ينتقم من السلطة القمعية بتدمير ممتلكات وطنه بالذات.

وتدعم دراسة اخرى هذه الملاحظات، فيظهر لدى الكبار في السن من العرب توجها اوضح لتعليم اطفالهم احترام كبار السن، والحاجة الى تحصيل حياة افضل واحترام الذات، بينما تتأخر قيم اخرى مثل المسؤولية والاعتماد على الذات وتقبل الآخرين ( وهي التي وضعها عرب اميركا في اعلى سلم خياراتهم ).
وتبين هذه الدراسة اعطاء اهمية كبيرة للدين في كل من الاردن والسعودية والمغرب ومصر، اي اكثرية العرب ! فيجد المصريون والسعوديون ان تعليم الدين يعد اهم قيمة لتعليم الاطفال.

كذلك اختار المغاربة تعليم الدين والطاعة ليمنحوهما اعلى درجات، وكانت قيمة احترام الذات من ادناها ".


والمشكلة ليست في تعليم الدين بالطبع، لكن سؤالنا متى لم يكن تعليم الدين اولوية في عالمنا ؟ وما دام الامر كذلك فلماذا نحن على هذه الحال ؟

واين القوى والحس بالمسؤولية والضمير الديني بينما يتفشى الفساد الى هذه الدرجات المخيفة ؟ المشكلة اذن كيف يتم تعليم الدين وعلى اي قيم دينية يتم التركيز؟

ومن المشاكل التي نعاني منها، ويشير اليها نوتوهارا ما يسميه الموظف المتكبر

يكتب : "يواجه الياباني في المطار الشعور بالاهانة امام طريقة تعامل الموظفين مع المسافرين وايقافهم بأرتال عشوائية وتفضيلهم السماح لبعض الشخصيات المهمة بالمرور امام نظر جميع المسافرين".

وهذا الامر لا يواجه الياباني فقط بل يواجهه كل مواطن عربي غير مدعوم بواسطة او معرفة موظف ما.

كذلك يندهش الاجنبي من مسألة الغش المتفشية في بلادنا، ويشير الى غش موظفة مصرف تعرّض له في تبديل العملة، فهو لم يفكر بعدّ النقود بعدما استلمها واستغرب ان تسرقه وهي كانت لطيفة معه ومبتسمة !!

مرة طلب منه موظف مبلغا من المال في مطار عربي، فاعطاه اياه معتقدا انه رسم، لكن نقاش زميل للموظف وتوبيخه له جعله يعتقد ان في الامر سوء استخدام وظيفة. لكن بعد ذلك ترك الموظف زميله ومشى دون ان يفعل اي شيء.

انه الصمت المتواطئ ( لا دخل لي ) الذي يؤدي الى غياب اي رقابة واطلاق الحرية للفاسدين.

لذا لا نعود ندهش عندما يسرد لنا كيف عرض عليه موظف متحف شراء قطع آثار قديمة. لكنه كياباني لم يستطع ان يصدق كيف ان موظفا اختاره وطنه ليحرس آثاره يخونه ويخون شرفه وتاريخه ويبيع آثارا تركها اجداده منذ آلاف السنين !

ويروي على لسان صديق له ياباني وله وجه مبتسم كيف انه لما مر امام منزل مسؤول صفعه الحارس ظنا منه انه ربما يضحك عليه. موظف السفارة اليابانية قال له: "اشكر ربك انه اكتفى بصفعك "!،

يرى في ذلك تواطؤا غير مبرر ولا يليق ببعثة اجنبية. واكثر ما يثير دهشة كاتبنا الياباني اعتياده على ان رئيس الوزراء الياباني يتغير كل سنتين لمنع اي شكل من اشكال الاستبداد، فالحكم الطويل يعلم الحاكم القمع، بينما في البلاد العربية يظل الحاكم مدى الحياة !

الحاكم العربي يتمتع بامتيازات ما قبل العصور الحديثة واستثناءاتها. ومهما كان الفرد استثنائيا فان مهمات قيادة الدولة اوسع من اي فرد استثنائي.

فالحاكم عنده مهمة اكبر من الانسان العادي بينما قدرته محدودة. الفرد الذي يفشل في تحمل مسؤوليته يغير ويحاسب. والحاكم مثل اي مواطن آخر، فهناك مساواة فعلية امام القانون

ويعطي مثال سجن رئيس وزراء ياباني واعتقاله كأي مواطن ياباني عندما اكتشف ضلوعه في فضيحة لوكهيد. لا شيء يحمي الفرد اذا كان مذنبا. ومع ذلك نجد ان ابنته الآن عضو بارزة في البرلمان، مما يعني انه لم يحل ذنب والدها في وصولها بكفايتها الى ما هي عليه.

ان اكثر ما اثار دهشته كيف ان الحاكم العربي يخاطب مواطنيه: بيا ابنائي وبناتي ! الامر الذي يعطيه صفة القداسة وواجب طاعته. وهو بهذا يضع نفسه فوق الشعب وفوق النظـام والقانون، ويحل محل الاب ويتخذ صفة الاله الصغير.
اما عن تعاملنا مع اطفالنا، فهو يشير الى وجود الاعتداء الجنسي الذي لم يفصّله نظرا الى حساسيتنا تجاه الموضوع واكتفى بلفت النظر الى مسألة ترك الاولاد في الشوارع من دون رقابة الاهل.
لا يمكن في فرنسا او اي بلد مماثل رؤية اولاد في الشارع من دون مرافقة بالغين. ناهيك عن شيوع استعمال الضرب في المدارس وسماع بكاء الاطفال.

ربما يجعلنا ذلك نتأمل في انفسنا ونقوم بنقدها على نحو جذري كي نعرف مكامن الخلل في قيمنا وسلوكنا ونظامنا التربوي
ولكي نحاول اللحاق بمتطلبات عصر لن يقف منتظرا ان نجهز لدخوله.

( تلخيص وترجمة : منى فياض )

الفنان الايراني سابزي-ترجمة د.غالب المسعودي




























الفنان الايراني سابزي

ولد في الأهواز، إيران، بدأ الرسم في سن مبكرة انجز لوحات ومو في الثانية عشرة من عمره ساعدته عائلته ومعلميه في تنمية موهبته الفذة . حصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الزراعية في جامعة شابور الجندي. "يفضل سابزي المساحات الزراعية الواسعة لنقاء اجزائها البدائية"، كما يقول، موضحا ان الحساسية لديه بدأت في وقت مبكر للمفاهيم الفنية. انجز معظم اعماله لتمثل النمط الروحي للمساحات المفتوحةتتراوح اعماله بين الرمزية والرسم التجريدي،وهناك ، أنماط رمزية معقدة هي التي تشكل خلفيات مؤلفاته. ازدواجية مشاعر ، ولغة الجسد والموقف من موتيفاته الإنثوية في الغالب على خلفية من الأشكال والنماذج ، و
ملمس ، وخطوط ولون لجعل البيانات الفنية عن الحب والجمال تحلق في الفضاء

تجارب جديدة للفنان عادل كامل بعنوان اختام عراقية معاصرة

























































الجمعة، 20 مايو 2011

كوكوش.. طفلة الشرق وسحره الذي لا يشيخ-ترجمة وتقديم: د. ماجد الحيدر


كوكوش.. طفلة الشرق وسحره الذي لا يشيخ

أغنيات خالدات-الحلقة الرابعة عشرة-كوكوش.. طفلة الشرق وسحره الذي لا يشيخ



أغنيات خالدات-الحلقة الرابعة عشرة
كوكوش.. طفله الشرق.. وسحره الذي لا يشيخ
ترجمة وتقديم: د. ماجد الحيدر


تعد كوكوش (واسمها الحقيقي فائقة آتشين) أشهر وأهم مغنية وممثلة إيرانية في القرن العشرين. وهي في عطائها الفني الذي بدأ منذ نعومة أظفارها وما زال مستمراً حتى اليوم، حققت من الشهرة والجماهيرية في إيران والدول المجاورة والدول العربية وأوربا وامريكا ما لم ينافسها فيه فنان إيراني باستثناء زميلها داريوش إقبالي.
ولدت عام 1950 لأب من أصول إيرانية أذربيجانية كان قد عاد الى طهران قبل سنوات من ولادتها وامتهن العمل في مجال الاستعراضات الفنية والألعاب السحرية في مسارح ونوادي طهران. كانت طفلة صغيرة حين انفصل والداها فتولت تربيتها امرأة أرمنية أطلقت عليها هذا الاسم الأرمني الذي تبنته في ما بعد إسما فنيا لها. ثم شرع والدها، عندما اكتشف موهبتها المبكرة في تقليد مطربي زمانها، باصطحابها الى المسرح وإشراكها في عروضه، ثم بدأت بتقديم أعمالها الخاصة وازدادت شهرتها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت الفنانة الأولى في بلادها، ولكنها تعرضت وهي صبية الى ابتزاز أحد أصحاب الملاهي الذي احتكر صوتها وتزوجها في ما بعد لتنفصل عنه بعد خمسة أعوام بعد أن أنجبت منه ابنها الوحيد "قمبيز".
بعد وصول رجال الدين الى الحكم عام 1979 أرغمت كوكوش شأن أغلب فناني بلادها الى الانزواء والصمت، وسجنت لعدة أشهر لاتهامها بالزواج غير الشرعي من همايون مصداقي الذي تطلقت منه بعد عدة أعوام لتقترن بالمخرج المعروف مسعود كيميائي، كما أشيع أنها تزوجت أو أرغمت على الزواج من أحد الملالي المتنفذين. لكنها نجحت في النهاية، مع جو الاصلاحات الذي صاحب مجيء خاتمي الى سدة الرئاسة، في الخروج من إيران لإقامة عدد من الحفلات الخيرية في كندا.. ولم تعد من يومها الى إيران..
تجيد كوكوش الغناء بالفارسية والتركية والأذربيجانية والأفغانية والهندية والعربية والانكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، ولها قدرة على التألق في أداء مختلف الإيقاعات والأساليب ابتداءً من الروك (الذي كانت أول مطربة شرقية تجيده وتشتهر به) الى الغناء الشعبي التقليدي مروراً بالإيقاع الراقص والسلو والقصيدة الكلاسيكية المغناة ناهيك عن الأغنية السياسية، حيث أثارت قبيل سنوات ضجة كبيرة بتقديمها لـ"فيديو كليب" جديد مثير للجدل صوّرته في أمريكا بعنوان "شك ميكونم"، أي "أنا أشك"، تنتقد فيه الأنظمة الدينية، أيا كانت، وتحذر من الأوجه الشيطانية لبعض أدعياء الدين، وعدم ترددهم في ربط الأحزمة الناسفة حول أجساد الفتيات الصغيرات البريئات وإرسالهن للقيام بالعمليات الانتحارية بعد تعليق مفاتيح الجنة في رقابهن.
وكوكوش، الى جانب ذلك فنانة استعراضية وممثلة سينمائية كبيرة، وهي برغم سنيها الستين ما زالت تتمتع بنضارة وجمال وحيوية وشعبية قل نظيرها في أوساط الشباب داخل بلادها وخارجها، مما جعلها أحد الأصوات المؤثرة في حركة الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب الإعلان عن فوز أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الأخيرة حيث شاركت فيها وألقت خطبا حماسية مؤثرة سعت فيها، كما قالت، الى أن تكون "صوت الأمهات الحزينات اللاتي فقدن أبناءهن خلال الاحتجاجات السلمية"
حازت كوكوش خلال حياتها الفنية الطويلة على العشرات من الجوائز والأوسمة والألقاب الفنية في أرجاء العالم ممثلة ومغنية، كما انتج عام 2000 فلم وثائقي طويل عن حياتها بعنوان "كوكوش، ابنة إيران" تناول حياتها الحافلة وعطاءها الفني الزاخر.

(1) صدقني

صدقني .. صدق صوتي؛
صوتيَ المُتعَب المرير.
صدقني.. صدّق فؤادي؛
فؤادي الذي مثل جبلٍ عظيمٍ
لكنه محطمٌ.. كسير.
صدقني.. صدق يديَّ؛
يداي للرقة قارورتان.
صدقني.. صدق عينيَّ؛
عينايَ قصيدتان خاشعتان.

وسوسة الوقوع في العشق
تُلهبُ بنبضها لحظاتي.
وتخنقي الحسرات إذ أغالب
رغبةً في الصراخ باسمه.

اسمك.. أياً كان اسمك
يشجيني.. كبيتٍ من الشعر.
كالرحيل هو.. مليء بالوسوسات
وحقيقيٌّ.. مثلَ منفايَ

صدقني.. صدق اسمي
أنا فصل تساقط الأوراق كالمطر.
شجيرةٌ يبيسةٌ أنا
مطرودةٌ.. من جِنائن الزهور
وندى الصباحات.
حبةُ بَرَدٍ أنا.. ترقد في يديك.

صدقني.. أبداً صدقني
كما أنا في عشقي.. صادقة.
صدقني.. صدق كلماتي
فأنا.. أنا عاشقةٌ أبدية..

رابط الأغنية
http://www.youtube.com/watch?v=f1SV_4_r7vc

(2) ها قد وصلتُ

قد وصلتُ..وَي وَي.. ها قد وصلتٌ!
ها هو الحب ينادي، قد وصلت
كي أقيم من جديد.. عرشَ الدلالِ والغنج
قد وصلتُ.. وااااي.. قد وصلت!

أي حبيبي، فلتعش مائةً من الأعوام
ولتكن أبداً.. جاري.. ولصقَ داري!

نعم ليتك جاري، ليت يديك تظللاني
وليتك قسمتي ونصيبي.. أنا العاشقة المسكينة!

الحب جاء، ونصب خيمته في صحراء قلبي
وأوثق أقدام قلبي
بسلاسل الوفاء
ويح قلبي إن لم يستجب الحب
لاستغاثتي.. ونداء قلبي

وتعال كي نفر، أنا وأنتَ، من هذي البلاد
تمسكُ بيدي، وأتشبت أنا بثيابك
ولنبق هناك حتى يصيبنا السأم
أنتَ من هم غربتك
وأنا.. من همكَ أنت!

قد وصلتُ..وَي وَي.. ها قد وصلتٌ!
ها هو الحب ينادي، قد وصلت
كي أقيم من جديد.. صرحَ الدلالِ والغنج
قد وصلتُ.. وااااي.. قد وصلت!

رابط الأغنية:
http://www.youtube.com/watch?v=p_fTA-EJHvg


(3) الحب

الحب أغنيةُ مهدٍ
يغنيها في الليالي المطر
الحب.. وقع قطرات المطر.. على زجاج الشبابيك
الحب لحظات يلامس فيها الندى
خدود الياسمين
وتشرع الطيور بالسفر

أنت، لا سواك أيها الحب
تؤأمي.. وصديقي الوحيد
وسكوتي.. وصرختي.

أنت، لا سواك، من يمنحني لهفة البقاء
وحزنَ أشعاريَ الأخرس المرير.
وحين تطبق الدنيا في أسىً تعجز عنه الكلمات
أنت، لا سواك، من يصرخ بأحزاني.

أنت تؤأمي.. وصديقي
وسكوتي.. وصرختي.

يداكَ تدلاني على الشمس
وتفتحان عينيَّ المغمضتين
شفتاك تعيدان على مسامعي
همسات الطيور

وحين تصبح الحياة.. كريهةً لا تطاق
ويصبح الليل والنهار.. محض تكرارٍ ممل
عسى أن يصبح الحب لبعض العاشقين
لحظة صحوهم العظيمة

الحب أغنيةُ مهدٍ
يغنيها في الليال المطر
وقع قطرات المطر.. على زجاج الشبابيك
واللحظات الأثيرة لمكوثي معك
الملجأ الأخير.. لوجودي
وتوأمي.. وصديقي
وصرختي.. وسكوتي...

رابط الأغنية:
http://www.youtube.com/watch?v=XHde7Rugr0c

الأربعاء، 18 مايو 2011

الله بالخير -اخوكم احمد بن حسن بن آل زعبي


الله بالخير

تماما كمن يربح ورقة يانصيب دون ان يشتريها .. تلقى الأردنيون خبر قرب انضمامهم الى مجلس التعاون الخليجي دون ان يسعوا الى ذلك. لذا لم يجدوا ما يعبّروا به عن فرحهم ومفاجئتهم الا بالسخرية الجادة عن آلية تجسير المفارقات الثقافية بيننا وبين الأشقاء الخلايجة... فمثلاً تعرّضت أكثر من عشرين مرّة..خلال مشواري الصباحي من الفرّان الى الفوال الى الملبنة للسؤال ألأكثر شيوعاً هذه الفترة : "اشتريت دشداشة"؟..كما فاجئني أكثر من صديق وفرك "نيعي" بخفة دم "لا تطاق" سائلا: "ليش بعدك مش مربي "سكسوكة" ؟...وزاد الطين بلّة تذمر سائق تكسي حملني من اللويبدة الى وسط البلد وجعلني أحتار معه، عندما قال : كان الخلايجة ييجوا يصيفوا عندنا ..هسع بعد ما صرنا خلايجة يا ترى وين بدهم يروحوا يصيّفوا؟؟..
الأمور لم تتوقف عند هذا الحد ام العيال كذلك"ساقت بالدور" وصارت تناديني "بو حمد" مع اني منذ سبع سنوات "أبو عبد الله" ..وفوق ذلك باتت تطالبني بإحضار جبنة كيري سريعة "الدهن" وأرز ابو بنت" وتسأل ان كان لــمجوهرات "داماس" فروع في الرمثا... الكل يحاول ان يتأقلم مع الحالة الجديدة ، فعلى زاوية بيتنا كان طفل يمسك برقبة آخر ويقول له :أنت خليجي خليجي..ولا خليجي من أصل أردني؟؟ ..وعند محل "البوسكليتات" القريب ، صادفت مصطفى فغاغا يحاول مسح وشم على كتفه بمادة "التينر" كان قد وشمه ذات جاهلية تحت اسم "النشمي"..محاولاً استبداله بــ"راعي الهمر".. واستكمالا لمتوالية التغيير ،وحتى لا اكون المواطن الخليجي الوحيد في دول مجلس التعاون الذي يقتني "كيا سيفيا ون" اطمح من حكومتنا الخليجية "طال الله في عمرها" ان تسمح لي باستبدال الكيا "بجمس أحمر" له زجاج مظللّ وعجل "السبير من ورا"..طبعاً على نفقة الدولة وذلك حفاظا على سمعتنا بين الأشقاء الأعضاء..
يااااه ما زال لدي متسع من الأحلام الكبيرة،أخيرا سأشرب شاي الربيع وأتسوق في "الستي سنتر" وارش دهن العود، وأنام تحت المكيف المركزي ، واعطي مواعيد في ستار بوكس، وأقول "مابو خلاف"..و"يا ريّال".."خلي عنك الهمبقة"..كما سأقول: "جوتي" عن الحذاء..وقوطي عن العلبة..و"قطو" عن القطّ..وبشكارة عن الخدامة..و"دريول" عن السايق..و"ليسن" عن رخصة السياقة ،و"دريشة" عن الشباك و عيش عن السمك ،"وفريج" عن الحارة و"غروسري" عن الدكانة..و"كندورة" عن الدشداشة..و"سيدا" عن دغري..و "رمسني" عن "كلمني" ..و"تاير" عن العجل..و"الديرة" عن الوطن... ياااااه كلش حلو..وايد حلو **
شفتوا؟؟؟ كنا نريد ان نباطح الصخر الزيتي 20 سنة لكي نعصره ونكرره ونصفيه لنصبح دولة نفطية مثل الدول الخليجية ..ها قد صرنا دولة خليجية بدون ان نصبح دولة نفطية..!!! ربٌّ يُعبد.

اخوكم احمد بن حسن بن آل زعبي

الثلاثاء، 17 مايو 2011

الحجاج بن يوسف الثقفي




الحجاج بن يوسف الثقفي
الحجاج بن يوسف الثقفي (41 - 95 هـ) سياسي أموي وقائد عسكري، ولد في الطائف بالحجاز سنة 41 للهجرة، وتزوج ابنة المهلب ابن أبي صفرة لعب الحجاج دوراً كبيراً في تثبيت أركان الدولة الأموية، سير الفتوح، خطط المدن، وبنى مدينة واسط، ويعد من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي والعربي، عُرف بـ (المبير) أي المبيد.[1]

حياته المبكرة
ولد أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي في منازل ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة 41هـ. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج. وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد. نشأ في الطائف، وتعلم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتهر بتعظيمه للقرآن.
كانت الطائف تلك الأيام بين ولاية عبد الله بن الزبير، وبين ولاية الأمويين، لكن أصحاب عبد الله بن الزبير تجبروا على أهل الطائف، فقرر الحجاج الانطلاق إلى الشام، حاضرة الخلافة الأموية المتعثرة، التي تركها مروان بن الحكم نهباً بين المتحاربين.
قد تختلف الأسباب ...............
التي دفعت الحجاج إلى اختيار الشام مكاناً ليبدأ طموحه السياسي منه رغم بعد المسافة بينها وبين الطائف، وقرب مكة إليه، لكن يُعتقد أن السبب الأكبر كراهته لولاية عبد الله بن الزبير.
في الشام، التحق بشرطة الإمارة التي كانت تعاني من مشاكل جمة، منها سوء التنظيم، واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام، وقلة المجندين. فأبدى حماسة وانضباطاً، وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة، فقربه روح بن زنباع قائد الشرطة إليه، ورفع مكانته، ورقاه فوق أصحابه، فأخذهم بالشدة، وعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، وسير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء الأمر.
رأى فيه روح بن زنباع العزيمة والقوة الماضية، فقدمه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان داهية مقداماً، جمع الدولة الأموية وحماها من السقوط، فأسسها من جديد.
إذ أن الشرطة كانت في حالة سيئة، وقد استهون جند الإمارة عملهم فتهاونوا، فأهم أمرهم عبد الملك بن مروان، وعندها أشار عليه روح بن زنباع بتعيين الحجاج عليهم، فلما عينه، أسرف في عقوبة المخالفين، وضبط أمور الشرطة، فما عاد منهم تراخ، ولا لهو. إلا جماعة روح بن زنباع، فجاء الحجاج يوماً على رؤوسهم وهم يأكلون، فنهاهم عن ذلك في عملهم، لكنهم لم ينتهوا، ودعوه معهم إلى طعامهم، فأمر بهم، فحبسوا، وأحرقت سرادقهم. فشكاه روح بن زنباع إلى الخليفة، فدعا الحجاج وسأله عما حمله على فعله هذا، فقال إنما أنت من فعل يا أمير المؤمنين، فأنا يدك وسوطك، وأشار عليه بتعويض روح بن زنباع دون كسر أمره.
وكان عبد الملك بن مروان قد قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضم الحجاج إلى الجيش الذي قاده بنفسه لحرب مصعب بن الزبير.
ولم يكن أهل الشام يخرجون في الجيوش، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل. فأعلن الحجاج أن أيما رجل قدر على حمل السلاح ولم يخرج معه، أمهله ثلاثاً، ثم قتله، وأحرق داره، وانتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثاًً عن المتخلفين. وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاع الجميع، وخرجوا معه، بالجبر لا الاختيار.
لما تولى الحجاج شؤون أرض العراق
أمر أحد مرؤوسيه أن يطوف بالليل
فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه
فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان ، فأحاط بهم
وسألهم : من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

فقال الأول :

أنا ابن الذي دانت الرقاب له
ما بين محزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صاغرة
يأخذ من مالها ومـن دمهـا

فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير

فقال الثاني :

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره
وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره
فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

فتأخر عن قتله
وقال لعله من أشراف العرب الكرام


وقال الثالث :

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه
وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه منهما
إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب


فلما أصبح ...
رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم
وكشف عن حالهم

فإذا


بالأول ابن الـحــلاق

والثاني ابن بائع فول

والثالث بن حائك ثياب


فتعجب الحجاج من قصائدهم وقال لجلسائه :

علموا أولادكم الأدب
فلولا فصاحتهم
لضربت أعناقهم

ثم أطلقهم وأنشد :
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من قال ها أنذا
ليس الفتى من قال كان أبـي

اغنية.... كالحياة....د. جمال العتابي



اغنية.... كالحياة ا!!
د. جمال العتابي
أكثر من خمسين عاماً وأنا استمع لهذا الإيقاع الأخاذ الساحر المنضبط بصوت(ملك) .. المطربة المصرية التي أحسنت وتجرأت لغناء أغنية عراقية صميمية .. لايمحوها الزمان ولا المكان .. تتجدد في كل الأزمنة والمواسم .. تولد من جديد .. من كل سماع وفي كل صدى .. في كل القارات شرقاً وغرباً ..( يظل من يبات قانع من الرحمن يطلب ) تصدح ملك : (ولاينضام يالولوه...)
أغية تغسل وجهك في الصباح تعلقك بابتسامة .. تمر كالفراشة أنها تجعل من القمر قندولاً يتدلى وسط الوطن ، أغنية تجيد أيات العشق والوجد ..
أيها الوطن كم كانت أغانيك حلوة وجميلة .. فقد علمتنا ألف باء الحب ..أغنية بألوان ، فعلها فعل المخدر الذي يسري في الشرايين ، تنساب على حافة جرح .. ليشفي، تعبر الطوفان والعواصف ،. تدون ذكريات على أوراق كل الفصول في الخريف والربيع ..، هي ذراع تتوسده خصلات شعر لفتاة ناعسة .
أي سحرٍهذا (.. صباح الخير يالوله على بغداد .. يالوله) ..أنها الأغنية الدرس للمغنين والملحنين .. المثيرة بتساؤلات التي لا نهاية لها .. ماسر خلود هذه الأغنية وتجددها ؟
أنها مملوءة بحياة لاتنتهي .. قبل بضعة أيام استوقفني عنواناً على صفحات موقع (الأخبار) على شبكة الانترنت يقول : ((تذكر صباح بغداد عندما تسمع هذه الأغنية)) .
تواجهك في البدء صورة لشارع الرشيد قبل ان يجتاحه الخراب .. صورة أنيقة زاهية . لشارع نظيف وأنيق تحتل (الأمانة أم قاطين ) فيه حيزاً يسحر العين بلونيها الأحمر والأبيض .. فجأة يصدح صوت واحد من الملائكة على إيقاع ينتسب للأحلام والطفولة .. للضفاف والنجوم والضياء ... مازلت ألح بالسؤال ، كم من مختص وباحث في الموسيقى بإمكانه أن يعطيني الإجابة ؟ هل للاغاني أسرار وبوح من طراز خاص ... لماذا أتذكر أمي .. وضفاف الغراف ، وقبلات الأعياد ، والمواسم .. فوانيس الجدران الرطبة ، الثيل المليء بالأوراق الذابلة ، الأشجار التي تجهش بالبكاء .. ثوب الزفاف الذي رأيته لأول مرة .. يغطي جسد فتاة لم تتجاوز العشرين عاماً ..
أغنية صباح الخير .. طقوس للاصدقاء ، للأيام التي تحترق فيها مشاعل الذكريات ، للأيام التي نتجول فيها بشوارع بغداد .. على ضفاف الأنهار .. وهي تداعب موجات جميلة هادئة ..
للرغبات حين تتحول إلى أمطار ورذاذ خريفي ينهمر على أعشاب في الكرادة ، الوزيرية ، الصالحية . الأغنية نوافذ لأنسام ليلية تفتح لتزيل أسباب الغربة والوحشة .. هي حالة اندماج ونشوة ، تتوحد مع العصافير المنشدة بفرح .. هي أغنية لاتنتهي .. صوت ينادي أبدا ، وصدى يعود بي إلى الماضي والحاضر ..
الماضي حين كنت ارقب جدي وهو يصغي ل(حضيري أبو عزيز) بأغنية (حمام لتون) . ويدفع باهاته وحسراته قائلاً (والله اغنية تفسر الصخر!!) أي تفتته ، وفي الحاضر حين نتطلع لسماع أغنية جديدة تستطيع أن تزيح الكتل الصخرية من شوارع بغداد ، وتزيل الوحشة من أماسيها .
http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20090826-75005.html

ميناء كويتي في بلعوم الفاو -كاظم فنجان الحمامي



ميناء كويتي في بلعوم الفاو


كاظم فنجان الحمامي

طالعتنا صحيفة السياسة الكويتية قبل مدة بإحدى عناوينها الاستفزازية, وكانت تحمل عنوان: ((قواتنا مستعدة لصد أي هجوم)), وورد في الخبر إن القوات المسلحة الكويتية صارت جاهزة أكثر من أي وقت مضى, وبات باستطاعتها صد أي هجوم, وسيتم إظهار تلك الجاهزية وتأكيدها من خلال تمرين تعبوي كبير تشارك فيه جميع تشكيلات القوات الكويتية المسلحة في جزيرة بوبيان, حيث ستعبر الدبابات خور الصبية باتجاه جزيرة بوبيان, كما لو كانت الكويت على وشك الدخول في حرب ضارية, تخوض غمارها عند مقتربات خور عبد الله المحاذية لسواحل الفاو, أو كأنها تريد إخافة العراق كله بهذه الطريقة الاستفزازية الكارتونية عبر مناوراتها الحربية المضحكة, في منطقة اقرب ما تكون إلى الفاو منها إلى الكويت, ولم تمض بضعة شهور على هذا التصريح الإمبراطوري الكويتي, حتى بادرت بوضع الحجر الأساس لبناء اكبر مشاريعها المينائية الاستفزازية في جزيرة (بوبيان) نفسها, وتخطو أولى خطواتها التحرشية في هذه المنطقة المعزولة لتتجاوز على محرمات خط الثالوك, وتعترض مسارات السفن التجارية المتوجهة إلى موانئنا المحصورة في أطراف الزاوية الشمالية الغربية البعيدة, الواقعة خلف جزيرة (بوبيان), وخلف خلف جزيرة (وربة), وسعت الكويت منذ ذلك الحين إلى بناء ومد أطول السداد الحجرية, المدعمة بالركائز الفولاذية والصفائح المعدنية, وكأنها تريد قطع الشريان الملاحي الوحيد, الذي تتنفس منه الموانئ العراقية, والذي تطل من خلاله على بحار الله الواسعة, وبالتالي حرمان العراق من حقوقه الشرعية في ممارسة الصيد والملاحة, ومنع الموانئ العراقية من مزاولة نشاطاتها التجارية المعتادة, والاستيلاء على آخر المنافذ البحرية العراقية, وإجهاض مشروع ميناء الفاو الكبير, والالتفاف على مدخل شط العرب من جهة رأس البيشة, والاقتراب منه بمسافة لا تزيد على (18) ميلا بحريا, والطامة الكبرى أن القناة الملاحية المصممة لاستقبال السفن المتوجهة إلى ميناء مبارك الكويتي الجديد ستكون قناة مشتركة بين السفن العراقية والكويتية, بمعنى أن السفن الكويتية المتوجهة إلى ميناء مبارك في (بوبيان) ستحتك مباشرة بالسفن العراقية (خشم بخشم), وستسلك المسار نفسه في الذهاب والإياب, وربما تتحرش بالسفن العراقية المتوجهة إلى ميناء أم قصر, وقد تلجأ إلى مضايقتها أثناء قيامها بالتحرك والمناورة في هذا الممر الملاحي الضيق, الذي دأبت السفن العراقية على استخدامه قبل ولادة دولة الكويت على سطح كوكب الأرض, ومازالت تستخدمه حتى يومنا هذا.


والمثير للغرابة أن الكويت تعمدت إرساء قواعد هذا المشروع الاستفزازي في الجانب الضحل من جزيرة (بوبيان), في منطقة نائية, معزولة, رخوة, قاحلة, متروكة, غير مأهولة بالسكان, تغطيها الأملاح, وتكتسحها موجات المد البحري بمعدل مرتين باليوم, ولا تعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد البحري الكويتي, الذي يرتكز على أفضل الموانئ التجارية والنفطية في حوض الخليج العربي, والتي تتمثل بموانئ الدوحة والشعيبة والكويت والأحمدي وغيرها من المراسي والمرافئ الثانوية المنتشرة على طول الساحل البحري الكويتي العميق, والذي يمتد لأكثر من (500) كيلومترا, لكنها اختارت أن تنفذ مشروعها المينائي الاستفزازي في هذا المكان بالذات مع سبق الإصرار والترصد لإغاظة الشعب العراقي, والتحرش بسفنه, وخنق موانئه, وغلق منافذه المائية, وحرمانه من ابسط حقوقه الملاحية الموروثة, وتدمير مشاريعه المستقبلية, وان من تسنح له فرصة الاطلاع على ما يجري الآن على أرض الواقع من تجاوزات وانتهاكات وأعمال استفزازية سيصاب بالذعر الشديد لمنظر السداد الكونكريتية والحواجز الخرسانية, التي أقامتها الكويت هناك, والتي أخذت تقترب شيئا فشيئا من شغاف الرمق الملاحي العراقي الوحيد. .

يجري هذا كله في الوقت الذي يلوذ فيه معظم رجال السياسة في العراق والكويت بالصمت المطبق, مفضلين الابتعاد عن الأضواء, ومتجنبين التصريح والتوضيح والتلميح عن ملابسات هذا المشروع, اما الفضائيات العراقية, وبخاصة تلك التي دأبت على التظاهر بالوطنية المصطنعة, والتي لطالما تشدقت بالخطب الرنانة والبيانات الطنانة, فقد انزوت هي الأخرى في الظلام, ولم تنبس ببنت شفة, ودست رأسها في رماد التواطؤ والتخاذل, بينما راحت مسطحاتنا المائية تخضع للانكماش والتقلص والتقزم والتراجع تحت وطأة الزحف الذي جاءنا هذه المرة من جهة الأشقاء. .

ختاما نقول: أن هذا النوع المريض من التفكير الكويتي لن يبني علاقات متوازنة قائمة على مبادئ الأخوة وحسن الجوار قدر ما يوتر الأمور ويعقدها, ونحن نجزم من دون تردد أن في الكويت من الشيوخ والحكماء من هو أكثر تعقلا وحكمة من تلك الأصوات الممتلئة بالحقد والكراهية, وان صوت العقل والحكمة سيكون أعلى وأقوى من أصوات الذين أعمى الحقد بصرهم وبصيرتهم, ولابد من الرجوع إلى التشريعات الدولية النافذة, والاحتكام إلى العقل والمنطق, والاستئناس بأبسط قواعد العدالة والإنصاف في تثبيت الحدود بين البلدين الجارين الشقيقين, والسعي لبناء مناخ سياسي يؤكد خيار التعايش السلمي الدائم, وبما يبعد عن المنطقة شبح العلاقات المتوترة والأزمات العقيمة المتفاقمة. .