بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

سنصنــع لهــم إسلامــاً يناسبنــا

مضر الحلي ، ورؤيا لإعادة النظر بالتاريخ !!!-حامد كعيد الجبوري

مضر الحلي ، ورؤيا لإعادة النظر بالتاريخ !!!
حامد كعيد الجبوري
   كلنا يقرأ التاريخ ويؤمن بمسلمات أتتنا  دون تمحيص وتدقيق ، وبدأنا نتحدث ونروج لها من خلال منابرنا الإعلامية أو أحاديثنا العائلية وهكذا ، ولا علاقة لي بتسفيه معتقدات تؤمن بها مجتمعات لا حصر لها ، يروى أن أحد كتاب التاريخ كان يطل من شرفته مساءا على شارع يتأمله ، وهو يراقب ذلك الشارع الخالي من المارة إلا القليل منهم ، شاهد رجلا يركض وخلفه رجلا أخر يحمل بيده آلة جارحة ، أستطاع الوصول له وطعنه بتلك الآلة وأرداه قتيلا وهرب ، اجتمعت المارة حول الجثة وشيئا فشيئا كبر العدد وحضرت سيارة الشرطة ، في هذه الأثناء ارتدى صاحبنا  المؤرخ ملابسه على عجالة ونزل الى الشارع ليتقصى تلك الحادثة ويدونها ، سأل مجموعة من الواقفين عن الحادثة ؟ ، قالوا أن المقتول على علاقة مريبة مع زوجة القاتل ووجدهم متلبسين بجريمتهم وهرب الفاعل فلحقه الزوج وقتله ، ومجموعة أخرى أستخلص منها أنه مدان بمبلغ كبير من المال للقاتل ولم يعطه حقه رغم وفرة المال لدى المقتول ، ومجموعة أخرى أفادت بأن المقتول والقاتل أخوان اختلفا على ورث لأبيهما ، ومجموعة أخرى روت قصة أخرى ،  وأخرى تناقضها ، عاد صاحبنا المؤرخ لبيته ممزقا أوراقه التي أخذها ليدون تلك الحادثة ، كل هذه المقدمة سببها خبر مزيف نشر على صفحات ( الفيس بوك )  الغرض منها التسقيط السياسي المبرمج والمدفوع الثمن ربما ، هناك مثل شعبي يقول ( الأولاد يأكلون الحصرم 1 والآباء يضرسون 2 ) ، شاب عراقي  مهندس  يسكن بريطانيا ، يحب العراق ويتابع أخباره لحظة بلحظة ، يفرحه العمل الجيد المدروس ويسيئه التخبط العشوائي ، له متابعات على الانترنيت وغيره كتبت عنه ( د وصال السالم المعموري ) موضوعة متحاملة واتهمته بجنون العظمة ، وعده البعض طالبا للسلطة وسيصلها بهذه الطريقة المثيرة التي يخاطب فيها رئيس الوزراء مرة ، ووزير التعليم العالي وغيره مرة أخرى ، ناهيك عن تسجيلات لا عد لها ولا حصر ، وكل أحاديثه موثقة فديويا وموجودة على اليوتيوب ، لست معنيا بذلك ولكن الذي يعنيني معرفتي الحق بوالد هذا الشاب ، والده المربي الفاضل الأستاذ ( مضر السيد سليمان الحلي ) ، مثابر و دءوب نال شهادة الماجستير وأتبعها بشهادة الدكتوراه ، شاعر وباحث ومؤلف ومحقق ، له العديد من المؤلفات التي زينت المكتبة الحلية والعراقية ، ومجرد أن دعا أو أستحسن أو أيّد ولده أحسان الحلي - من لندن - لتظاهرة سلمية تقام في الحلة للمطالبة بتحسين وتوفير الخدمات ، هاجت الألسن المدفوعة الثمن ونشرت على صفحات الفيس بوك أن والد أحسان الحلي قاتل بعثي بدرجة عضو فرع وشارك مع عتاة المجرمين أبان انتفاضة آذار الخالدة ، وساهم في قتل الناس ودفنهم بمقابر جماعية وهو ألان هارب من العراق ويسكن سوريا ، ذهلت لما قرأت , فهكذا ترهات تنسب لرجل عرفته عن كثب قبل سقوط صنم الدكتاتورية بمدة ليست بالقصيرة ، كنا نجلس سوية بمتجره  في مدينة الحلة / الصوب الصغير / سوق العمار / وجل أحاديثنا سياسية ننتقد نظام البعث ورموزه ، ونتحدث عن هوايتنا المشتركة وهي الشعر وخاصة الشعبي منه ، كان الرجل يسّرُ لي بعض معاناته وما يلاقيه من شخص يدعي القرابة به  وسبب له الكثير من الاستدعاء لمقرات الحزب والأمن ،  وهذا الشخص عضو قيادة فرع في البعث سابقا ، ومرة دعانا السيد مضر لتناول طعام الغداء لمناسبة عشرة محرم الحرام في بيت أخيه د . حازم سليمان الحلي ، وسبب الدعوة بهذه الدار هي أن السيد حازم ساهم في انتفاضة آذار الخالدة وهرب من بطش الدكتاتورية وأستطاع السيد مضر الحفاظ على الدار بطريقة أبعدت عيون الأمن عن ذلك الدار ، وهذه أيضا معاناة جديدة بسبب د حازم ، وأخرى معاناة ولده أحسان الذي يسكن لندن ويعد معارضا للنظام بزعم الأمن البعثي  ، بدأنا نتناول طعامنا وإذا بالسيد مضر وأخيه السيد معد وأولادهما ينبهون الجميع لضرورة الخروج و مغادرة الدار لأن الأمن والحزب سيأتي بعد لحظات ، خرج من خرج على عجالة ، وحين وصلت أنا لباب الدار مزمعا مغادرته ومجموعة معي وإذا بقريب السيد مضر عضو الفرع الذي تحدثنا عنه ومعه مجموعة كبيرة من رجال الأمن والحزب ، ولأني أعرفه ويعرفني بادرني قائلا أين تذهبون ؟ ، قلت له نحن بانتظارك لنأكل طعامنا ، قال هيا  ودخلنا الجميع لدار السيد مضر وتناولنا طعامنا وخرجنا بعد أن فزعنا بتصرفاتهم وغاياتها المعروفة ، بعد سقوط النظام عام 2003 م وجدوا ملفا كبيرا شاهدته بعيني ويحتفظ به السيد مضر من ضمن مقتنياته المهمة ، بعد قراءتي لذلك الملف صرحت للسيد مضر الحلي بمقولة لا اعتقد أنه قد نساها ، قلت له ( والله يا سيد الأمن والحزب خلف الله عليهم ما انعدمت ) ، واليوم بعد مضي 10 أعوام على التغيير يتضح لمن تسوِّل له نفسه الإساءة لرجل لا علاقة له بالنظام السابق ومن دعاة التغيير سابقا ولا حقا ، السؤال الذي بودي أن أطرحه للجميع وأقول ، كيف أصدق تاريخا كتب قبل مائة سنة ؟ ، أو تاريخ كتب قبل 1000 سنة ؟ ، سؤال ربما يجعلني أشكك بكثير مما سيق وسوِّق لنا من حوادث أفتعلها الصالح الخاص ليظلل بها العوام وغيرهم .





1 : العنب غير الناضج ، الحامض
2 : اصطكاك الأسنان ببعضها وإصدارها صوتا 

الأحد، 28 يوليو 2013

عباس علي العلي - العقل المصنوع والنفس الإنسانية

المجتمع السليم-زينب ألشمري

المجتمع السليم
زينب ألشمري
zainab@brob.org
من مساوئ الحياة التي يعيشها المرء منا هو أن يجد نفسه في عالم يقدس القوة على حساب الرأفة والرحمة، والأمور المادية على حساب الربح المعنوي والمشاعر، ومن المؤلم أن نعيش في مجتمع يرى اللين ضعف، والحرص والاهتمام نوع من المثالية الزائدة، والدموع انكسار وهزيمة، ومؤلم أن نرى من لا يملك قوة جسدية يهيم بنفسه الحائرة المتألمة من جراء ما حدث لها ومازال يحدث من قبل قلوب بعض البشر القاسية التي لا تهتم سوى بأنانيتها وحصولها على ما تبتغيه مقابل إيذاء هؤلاء البشر الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أجبروا على العيش في مجتمع لايحترم مكانة الإنسان وحقوقه، مجتمع يفتقد إلى أبسط مقومات الوفاء، ومؤلم أن ترى العنف، يستشري في مجتمع دينه يحمل من التسامح والمحبة والوئام والكرم الشيء الكثير، لكن؟! لا حياة لمن تنادي، مفهوم العنف، هذا العنوان الذي يدل على القسوة وفرض السلطة الغير
مشروعة على الجنس الضعيف.
ومن المحزن رؤية أن هناك أناس يتألمون من شدة القسوة والألم الذي يتعرضون له في حياتهم ولكنهم لا يملكون حلول أخرى للتخلص منه، ومنهم النصف الآخر من المجتمع الذي قدسه الباري عز وجل وجعل تحت أقدامهالجنة ألا وهو العنصر النسوي، فأغلب النساء تجدهن متمسكات بهذه الحياة المؤلمة لا لأجل شيء يختص بأنفسهن ولذاتهن، بل لأجل أن يعيش أطفالهن في حضن الوالد العزيز!!!!
هذا كلام أغلب النساء اللاتي نصادفهن في حياتنا العامة، وعندما نسأل عن السبب يقولن بأنهن لا يملكن خيار آخر لأن المرأة عندما تتزوج وتخرج من بيت أهلها لا تستطيع العودة إليه لأنها أصبحت صاحبة حمل ثقيل ولا أحد يتحمل عبئها، فأخوها لا يستطيع تحمل مسؤوليتها وأطفالها، وزوجة الأخ لا تريد عبء يثقل حياتها الأسرية ووووووالخ...
هذه معانات من يعيشون في مجتمع العنف، هذا المجتمع الذي تفتقد فيه الإنسانية معناها وتلاحمها وترابطها، وتتغير المفاهيم والمصطلحات، وتمحى من معناها الأصلي، لتصبح لقمة سائغة لكل من محي الحق والضمير منإنسانيته، هذه قصة تتكرر في كل لحظة وفي كل مكان وزمان، داخل الأسرة، في العمل، في الشارع، في مساحات الحياة كلها، قال تعالى ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ » سورة البقرة «﴾ وقد أثبتت لنا وقائع التاريخ أنه كلما أزداد العنف في المجتمعات، كلما تزايد تشتت المجتمع وتفكك الأسر وانحلالها، وهذا ليس منهجاً لأسلوب الحياة الأقدر التي يحترم فيها الإنسان وتحفظ له كرامته وحقوقه من خلال سياسة التفاهم والانسجام والتراحم ومعالجة المشاكل عبر نافذة التحاور، السؤال ماذا لو قلبنا كفة الميزان، وحاولنا تغيير العنف من « الذي يراودني الآن هو معناه الدال على القسوة والظلم إلى المحبة والرأفة والتلاحم؟؟؟ وماذا لوحاولنا نبذه من مجتمعنا وتصدينا بكل أطيافنا وقومياتنا إلى هذه الآفة الفتاكة التي ما برحت أن تمزق وحدة المجتمع بصورة عامة والأسرة بصورة خاصة، اعتقد بأننا سنصبح مجتمع متماسك ومحب ومتلاحم وفيه تعيش الأسرة بثبات وتربى الأجيال بالشكل الصحيح الذي يجعل منهم مكونات صالحة لبناء المجتمع السليم.