بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 7 ديسمبر 2013

بالروح بالدم نفديك يا شلال

بالروح بالدم نفديك يا شلال
 
 
كاظم فنجان الحمامي
 
هكذا تضحك الأقدار من الإمبراطوريات المتجبرة, وهكذا يسخر الدهر من الملوك والحكومات والساسة, فيخرج رجل عربي من الشام (من شهبا) ليحكم روما وهي في أوج عظمتها البيزنطية (242 – 249م), حتى قالوا أنه بسط سلطته على نصف الكرة الأرضية على مدى خمس سنوات, ثم تدور الأهلة دورتها عام 2013م, فيخرج رجل من بغداد ليحكم واشنطن, في الوقت الذي تتحكم فيه قلعتها البنتاغونية بزمام النظام العالمي الجديد.
وليعلم الساسة في العراق: أن العراقي الذي سيفوز بالانتخابات الأمريكية (Preview, ليصبح عمدة لعاصمتها, هو أنس بن أحمد بن شاكر بن شلال, لقد فاز هذا الرجل بحب الناس هناك من دون أن يضطر لتوزيع البطانيات والجليكانات والبطاريات في حملته الانتخابية, ومن دون أن يتظاهر بالورع والتقوى, ومن دون أن يعلق صوره البراقة على أعمدة الكهرباء وفوق الجسور والقناطر والأرصفة وعلى واجهات المدارس, ومن دون أن يغلق الطرق المؤدية إلى بيته.
ولد (شلال) ببغداد في الأسبوع الثالث من الشهر الثالث من عام 1955, وكان والده أستاذاً في قسم اللغة العربية لجامعة بغداد, وله عدة مؤلفات, أشهرها (الخيام عصره ورباعياته), ثم ترشح في الستينيات ليعمل بدرجة سفير, ويمثل العراق في اجتماعات الجامعة العربية, لكنه قرر الهجرة مع عائلته, فغادر العراق نحو القارة الجديدة عام  1966 لأسباب سياسية, واستقر في ولاية فيرجينيا. أشترى فيها مطعماً صغيراً لتقديم البيتزا, وكان هو الذي يديره بنفسه, فتعلم (شلال) من أبيه أصول العمل الشريف والتعامل المرن مع الناس.
نشأ (شلال) وترعرع في فيرجينيا, وتخرج في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية, التحق بعدها بجامعة هاورد الطبية, وعمل في المعهد القومي للصحة بدرجة باحث في علم المناعة.
حمل (أنس شلال) (Previewأسماً أمريكياً ثانوياً متناغماً مع المجتمع الفيرجيني, فهو عندهم (آندي), ترك مهنة الطب وعاد لإدارة مطعم والده, ثم أسس عام 1987 مطعما شعبياً لأكلات البحر الأبيض المتوسط, وأفتتح عام 2000 (مشويات لونا), ومطعم (ميمي), وتوسعت أنشطته الاستثمارية فافتتح عام 2005 مطعم (الشُعراءُ والنُدلُ), فاشتهر النُدلُ (جمع نادل) في هذا المطعم الشعبي بتقديمهم أشهى الأطباق على أنغام المعزوفات الشرقية الخفيفة المرافقة لأجمل القصائد الشعرية, وتزينت الجدران بأرقى اللوحات الفنية التي رسمها (شلال) بريشته, فحمل مطعمه نكهات القوافي والتوابل والفنون الجميلة, ثم أفتتح عام 2007 فرعاً آخراً لمطعم الشعراءً والنُدلُ في تكساس, وافتتح فرعه الثالث عام 2008 في واشنطن, والرابع في هياتسفيل.
رسم (شلال) أكبر وأجمل الجداريات الفنية من دون مقابل, توزعت جدارياته على مساحات شاسعة في المراكز العلمية والثقافية المرموقة, رسم فيها الزعيم الأسود (مارتن لوثر كنغ), ورسم عضو مجلس الشيوخ الراحل (بول ولستون), ورسم لوحة كبيرة تصور الدكتاتور التشيلي (أوغستون بينوشيت) في أسوأ أيامه.
شارك (شلال) في تأسيس الحركات الشعبية المناهضة للعنف, وشغل المناصب القيادية في العديد من منظمات المجتمع المدني, فحصل على جائزة (أبطال الديمقراطية) عام 2010, وحصل على جائزة الأمم المتحدة للسلام, ونال لقب رجل العام من مركز واشنطن للسلام, وهو الآن في طريقه نحو احتلال أكبر المراكز القيادية في قلب الإمبراطورية الامبريالية, التي احتلتنا واستباحت أرضنا المقدسة, وسيسجل التاريخ صعود هذا البابلي الأسمر إلى سدة الحكم في البيت الأبيض, ليقود العالم على النهج الإنساني العادل, فالعدل أساس المُلك, وهو أجمل الأسماء الربانية, وأروع الخصال البشرية, وسيبقى شلال قدوة عراقية حسنة في انتخاباتنا البرلمانية المقبلة.
 

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

حِران البعير العربي وخباله-كاظم فنجان الحمامي

حِران البعير العربي وخباله
 
 
كاظم فنجان الحمامي
 
باءٌ عينٌ ياءٌ راءٌ, أربعة حروف عربية, تظهر بأكثر من عشرين لفظاً متداخلاً في التركيب والنطق والمعنى, لكنها تتوحد تماماً عندما تنتظم خلف جدران سقيفة المتآمرين, فتتشابك بمفاهيم متقاربة من حيث التشفير اللغوي السياسي.
ولتوضيح هذا التداخل اخترنا منها هذه الاشتقاقات المتقاربة: (بعير), (عربي), (ربيع), (عبري), باعتبارها من عناصر المتوالية المأساوية, التي حمل فيها (البعير العربي) خناجر (الربيع العبري), فتمزق نسيجنا, وساءت أحوالنا من المغرب إلى المشرق, ووقف البعير فوق (تل) أبيب ليسجل للصهاينة انتصاراتهم علينا وبأيدينا, فالربيع ربيعنا وحدنا من دون كل الشعوب والأمم, والبعير بعيرنا ومن قطعاننا المعتوهة, والعرب عربنا ومن مضارب قبائلنا المتأمركة المتصهينة المتفرسة المتتركة, بينما تراقص العبريون فرحاً على إيقاعات معاركنا الطائفية المتفجرة من باب العزيزية إلى باب الزبير, ومن باب المندب إلى باب زويلة, وصدق عمنا نجيب محفوظ عندما قال: أتحدى إسرائيل أن تفعل بنا مثلما فعلنا نحن بأنفسنا.
لقد تلاعب بنا الزعماء العرب شاطي باطي, وتمادوا منذ زمن بعيد بمؤامراتهم الخسيسة المتواطئة مع أعدانا, فجلبوا لنا الخراب والدمار, وجلبوا لأنفسهم الخزي والعار.
زعماء فقدوا مروءتهم, تنصلوا عن عروبتهم, تخلوا عن إنسانيتهم, تجردوا من ضمائرهم, تفننوا في تدبير الدسائس والفتن ضد بعضهم البعض, ترسخت في نفوسهم رغبات التآمر, انعدمت في قلوبهم الرحمة, انشغلوا بالغدر والخيانة, أضرموا نيران البراكين الطائفية, أججوا النزاعات العرقية المنبعثة من مزابل التاريخ, فأسسوا مليشيات الحقد والكراهية من المجرمين والمرتزقة, وفتحوا لهم ترساناتهم الحربية, وأغدقوا عليهم الأموال الطائلة, ثم أمروا فقهاء السوء ليوفروا لهم الفتاوى المضللة المنسجمة مع تطلعات الأعداء, فمنحوهم شارات الجهاد ضدنا وعلينا.
لسنا مبالغين إذا قلنا: أنهم أنفقوا كل ما ادخروه من ثروات وموارد بترولية من أجل تغطية تكاليف العمليات الإرهابية الموجهة ضدنا, فالمبالغ الهائل التي أنفقوها, وماانفكوا ينفقونها, لتدميرنا وتشريدنا وتقسيمنا وتجزئتنا, تتجاوز في أرقامها الفلكية ميزانيات الكثير من الدول الأوربية, وتزيد على أضعاف ما تحتاجه الأمة العربية كلها من أموال لتنفيذ مشاريع البناء والتعمير لقرون قادمة.
ولسنا مبالغين إذا قلنا: أنهم حققوا لأمريكا ما لم تكن تحلم به من مكاسب ومخططات استعلائية, ومنحوا إسرائيل ما لم يخطر على بال شيطانها (هرتزل), وأنهم أسرجوا بعيرهم الأجرب في هذا الليل العربي الطويل, ووضعوا على ظهره حاويات ممتلئة بسموم العقارب المعبئة بحاقنات الأقارب, ثم أرسلوه في كل الاتجاهات, فجن جنونه في خنادق المؤامرات الأخوية, التي نفذها الأخوة الأعداء بمشاريعهم البعيرية العربية الربيعية العبرية.
والله يستر من الجايات