بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 13 يناير 2011

عندما تضيق مساحات الفرح : سهير عبد الرحمن-اللوحة للفنان غالب المسعودي


عندما تضيق مساحات الفرح : سهير عبد الرحمن
من ضيق على الفرح المساحات
حتى ضاقت به الأرض
و اشتد حزنه
و قرر أن يهاجر
فأرض الله .....
واسعة
من وهب الحزن كل هذه
الأراضي
و أعطاه الصك للأبد:
يا حزن هذه...مساحاتك
هاجر الفرح لكوكب..
آخر
وحط على أرضه
و معه ....الحقائب
نام الفرح متعبا في ظل نجمة غافية
استيقظت النجمة و حدقت في فرح...
نائم في ظلها
تعجبت النجمة :
هذا الجمال و بهاء....
و روع
وقعت النجمة في غرام الفرح
قبلته بين عينيه
فاستيقظ..... الفرح
تأبط الفرح ذراع نجمته الحنون
و مضا
نجمة....و فرح
بكى الحزن الأناني
لأنه لم يتلق دعوة لحضور...
العرس
سهير عبد الرحمن

12-1-2011

الأربعاء، 12 يناير 2011

من الدواية يبدأ التغيير !جمال العتابي


من الدواية يبدأ التغيير !جمال العتابي
( الدواية )، قرية تحيط بها الأهوار، المسكونة بالطيور والاسماك، بيوتها من طين، حين ينزل المساء فيها، تغط في الظلام والنوم، إلا من اضواء فوانيس خافتة، مترددة ومهزولة، وأبخرة دخان يلف بيوتها. لو تطلعت اليها، الى سحنتها عند النهار، لانتابك شعور بالاختناق، وانت تتنفس السخام الذي احال الجدران الى كتل سوداء متناثرة، وفي مدى الرؤية البعيد روائح رز، ونظرات عطش ترسم خطوطاً عميقة من الحيرة.
في اربعينيات ذلك العالم تفتحت احداقنا الصغيرة، على نساء متعبات ينقلن الحطب والماء، ويحصدن الزرع وينجبن، وفتيات مفرطات في الحياء. الى حد مرهق، واطفال حفاة تغوص اقدامهم في اطيان تظل عالقة فيها لايام عديدة، ورجال بوجوه شاحبة تبرز فيها عروق محتقنة، واثار تبغ رخيص صبغ اسنانهم المتآكلة بالسواد، لكن في محاجرهم طيبة ونعاس.
شهدت تلك السنوات من القرن الماضي، افتتاح اول مدرسة ابتدائية في تلك القرية القصية من ريف الشطرة، مجموعة من الاكواخ، تبدو من بعيد كالمقابر، تناثرت على تربة لزجة، لايحيطها سوى اعواد القصب والبردي المتيبسة. كل مايحيط بالمكان يوحي بالأنين والأسى. تشاء الصدف ان ينسب اليها نخبة من خريجي ( دار المعلمين الريفية ) التي كانت معهداً فريداً لاعداد معلمين بمهارات تربوية وفنية، ورياضية متقدمة على عصرها. بسبب من نظامها التربوي الاصيل، وبرنامجها العلمي المتقدم، الذي استعار تجارب اوربية مماثلة للتطبيق، فضلاً عن كادرها التدريسي الكفوء، المتسلح بالعلمية والمهنية.
زير، زيران، ازار أمي ازرق، الكلمات الاولى التي خطتها ايادي أولئك المعلمين القادمين من الشطرة على سبورات سوداء، صنعت من طين، عبد جياد العبودي، حسن العتابي، عبدالحسن عيسى، جواد كاظم جويد، هؤلاء وجدوا في تلك البقعة عالماً يتسع لاحلامهم الكبيرة، وفي شحوب الليل نجوماً مضيئة تورق في مخيلتهم، آماناً وشبابيك تطل على مستقبل تزدهر فيه الارض بالورود، المدرسة الطينية كانت مرفأ تستقر فية الأشرعة، لاترحل، تستيقظ فيهم الرغبات كالينبوع.
ماسر كل ذلك الفرح والسعادة التي غمرت معلمي الدواية ؟ غير ايمان بعدالة قضية، ونظام اعتقدوا انه اسلوب الحياة الوحيد، والطريق الامثل للتطور، ويقين صادق وعميق بالافكار.
كانت عدتهم بضعة كتب، واحساساً مرهفاً بالطبيعة من حولهم وتعلقاً حميماً بالناس واطفال المدرسة، وجدوا فيها الملاذ البديل عن واقع يعتريه الأسى والجوع، حيث الطرقات الخاوية الا من بقايا فضلات الحيوانات الهائمة على وجهها، او كلاب سائبة في تلك النفايات، لكنهم متفقون على تحدي هذا الواقع.
العالم يعيش عصر تحولات كبيرة، نهاية الحرب العالمية الثانية، التي حصدت ملايين البشر، اندحار الفاشية، وهزيمة النازية والمانيا الهتلرية التي تسيدت العالم، ولادات قيصرية لانظمة ( اشتراكية ) في اكثر من بلد اوربي بمساعدة الجيش الاحمر، كانوا يستشعرون تلك التحولات ويلتقطون المتغيرات فقط عبر اولئك القادمين من المدينة في فترات متباعدة. لاصلة لهم بعالم اخر.. سوى تلك البقعة التي تحيطها مياه ظلماء حزينة.. مأخوذين ببهجة هلامية، ومنحازين بالطبع لتلك التحولات.
لم يكن القرويون يعبأون بهم كثيراً، سوى انتظارهم موعد تسليم حصصهم من التمر المجفف الرخيص الذي تبرع به عبد لابنائهم الذين امتقعت وجوهم.. ولم تعد لهم القدرة على حفظ الدروس بسبب الجوع. أخذ المعلمون انفسهم مأخذ الجد المغالي فيه حد الايمان بانفسهم مبشرين بافكار تبدو كالاحلام، مهووسين بالامل. انه نوع من الثراء الروحي ليس سواه في ظل المجاعة واللظى، وسط المستنقعات التي تجفف كل قطرات الانسانية.
يبدو عبد جياد الاكثر مرحاً، وتدفقاً في الحيوية من بين زملائه، وفي سنوات لاحقة، تسعفه هذه الروح في الافلات من سطوة الانظمة الاستبدادية واحكامها الجائرة، كان ساخراً، سريع البديهة، حكيماً، يمتاز برهافة الاحساس والاكتفاء بالقليل من متاع الدنيا , كلماته تنساب بلا ضجيج، تسير بحركة طبيعية مع النظام الخفي للأشياء.

قصيدة أحمد فؤاد نجم على مذبحة الأسكندرية


قصيدة أحمد فؤاد نجم على مذبحة الأسكندرية
أحمد فؤاد نجم
‎ينصر دينك يا بطل
قتلت ناس عُزًّل كتير
ستات، شيوخ وكمان عيال
ازحت عنا خطر كبير
دي ناس بتقول الله محبه
والمحبه دي شئ خطير
إقتل بطرس وإقتل مينا
اللي إخواتهم ماتوا في سينا
واللي ولادهم رقصوا فـي فرحك
واللي فـ ميّتم بيعزّينا
إقتل ماري وطنط تريزا
دول ناس مافيهومشي ولا ميزه
دايمًا كده يبتسموا في وشك
ويقولوا اهلاً خطوه عزيزه
وإقتل برضه عمّك حنا
في اي خناقه بيحوش عنّا
غاوي يصّلح بين الناس
ولا يمكن يوّرد على جنّه
وإقتل سامي ناجي نجيب
اصل الإسم صراحه مريب
يمكن يطلع واحد منهم
او داقق على إيده صليب
ولا اقولّك...إضرب شبرا
والكيت كات وميدان الاوبرا
فجّر واحده في كل مكان
خلّي جيرانهم يصبحوا عبر
لينا رب إسمه الكريم
ها يجي يوم تعرض عليه
تقف امامه و يسأل الشخص ده عملك إيه؟
بأي ذنب تقتله
وفين ومين وإزاي وليه؟
إبقى قول لي يا بطل
ها ترد يومها..
وتقول إيه؟

الاثنين، 10 يناير 2011

انها لوحات الفنانة المبدعة-Anna Kostenko آنا كوستينكو-عن مجموعة حمورابي









هل تصدق انها لوحات فنية و ليست صور فوتوغرافية؟؟
انها لوحات الفنانة المبدعة
Anna Kostenko آنا كوستينكو


ولدت آنا كوستينكو عام 1975 في مدينة كييف - اوكرانيا, و عاشت وعملت
في مدينة كراكوف - بولندا منذ عام 1991 . و تخرجت من اكاديمية الفنون
الجميلة في كراكوف, حيث درست الرسم للفترة من 1993 الى1998
و قد اقامت ثلاثة معارض لاعمالها الفنية في جورجينسن و رسمت العديد من
اللوحات منذ انطلاقتها في عام 1999 , و كونها مغرمة بمختلف الحضارات
ادى الى سفرها الى العديد من الاماكن التي كانت تلهمها اعمالها التي عُرضت
في بلدان كثيرة و منها بولندا و فرنسا و المانيا و آيرلندا و إسبانيا
و فيما يلي مجموعة من اعمالها الرائعة, و التي لولا ان نعلم بانها قدرسمتها
!!!....لاعتقدنا بانها صـــور فوتوغرافية.... انها فعلاً قمـــــة في الابداع

الأحد، 9 يناير 2011

حسين باجي الغزي-بلبل...في القفص....بلبل خارج القفص



حسين باجي الغزي
بلبل..في القفص!!

بلبل خارج القفص!!!

حسين باجي الغزي

تسمر أبو وسام واضطربت جوانحه وهو يرى جمعا من رجال الشرطة بسياراتهم المخيفة وزيهم القتالي ينتشرون إمام داره المتواضعة يتقدمهم اثنان من الضباط أمرين بقسوة بوليسية إن يفسح لهم المجال لإجراء كشف الدلالة على المنزل .
اعترت الرجل الستيني الرجفة وزغللت عيناه. حين اقتاد الشرطي شاب عشريني الملامح يشع نظارة وبهجة ،تلمع بين معصمية الجامعة الحديدية وتبرق كسيف مسلط على رقبة أثم.وزاد من حيرته وهو يتفرس وجه هذا الشاب وعرف انه ابن الجيران(.....) القاطنين في أخر الشارع .
تمالك الرجل رباطة جأشه وتمسك بأخر قواه قائلا ومؤكدا بان بيته لم يسرق منذ إن سكنه قبل عشرين عاما .
إلا إن الأمر زجره قائلا : نعم لقد سرقت داركم واعترفوا على المتهم .

أنكر أبو وسام وحلف بأغلظ الإيمان من انه يعي مايقول بنفيه الواقعة .ثم أن رجلاه لم تطأ مركزا للشرطة لتسجيل واقعة السرقة.
إلا إن الضابط المرسومة على شفتيه سبورتين سوداويتين كنسر هرم . أزاحه من إمامة وزمجر في وجهه بغضب طالبا منه أن لايعيق تنفيذ العدالة .
توسل أبو وسام واستفهم عن المسروقات وضرب أخماسا بأسداس وأستدرك في نفسه بان لاشي عندهم يستحق السرقة.
هنا اعتلت النبرة الإمرة من المسئول موجها كلامه للمتهم
كيف سرقت البلبل0؟؟؟؟؟؟
هنا انفرجت أسارير الرجل وخاطب الجميع مهللا : هذا هو البلبل في قفصه سيادة الضابط لم يسرق أبدا معافى يغرد كل يوم ونصحو على غناءه وهديله ..... تفضلوا لتروه .
لكن الأمر ذو الشاربين الطويلين نهره ثانيتا وبنبره قاسيه .ماطا شفتيه المختبئتين تحت الغمامة السوداء. هل تكذب التحقيق!!! و هل تستهزئ بالقانون !!!!.
تنحى ابو وسام جانبا وهو يستمع إلى الشاب المكبل بالأصفاد وهو يقسم عشرات المرات من إن رجلاه لم تطأ هذه الدار ولم يسرق أحدا في حياته.رغم تعنيف ووعيد مرافقيه . ليعود ثانيتا إلى السيارة الزرقاء المهيبة والأرجل والأيادي تركله وعيون أم مفجوعة بوحيدها ترقب من بعيد ماحل بفلذة قلبها اثر اعتراف ظالم من رفيق له ادعى مشاركته ل (.....) بسرقة بلبل .
لغاية كتابة هذه السطور .
بلبل أبو وسام يلهو في قفصه سعيدا مرحا يعتنى به كثيرا .يطعم ويسقى ,يغرد بالحان شجيه في قفص امن يحميه من الذئاب البشرية يتمتع بمعنى نسبي للحرية . حر من الخوف . حر من تسويف العدالة وشرعنه القانون . ينام ملئ اجفانة ويحلم بشريكة جميلة يتزاوجان ويغردان سويتا وينقمان على الوشاة والإثمين .

مرت سنة وشهران و(......)حبيس القفص الحديدي يستجدي الرحمة والشفقة ويتوسل إلى ذويه من انه يريد ان يذيق طعم الحرية ونعمة الانعتاق ومن أنة برئ طاهر .والذين لم يألوا جهدا بالدفاع عنة وبيع اخر خرقة ثمنا لأتعاب محامي .مستغربين كيف تلتقم الحيتان الكبيرة ماتحفل به شعاب العراق من اللآلئ والياقوت والمرجان ضاحكة ملئ شدقيها من النزاهة والعفة والأمانة .

ولا يزال أبو وسام يتردد من شهور طويلة على أروقة المحكمة ليدلي بشهادته ويقسم عشرات المرات من انه بلبله صحيح معافى حي يرزق. حاملا ريشة مغمسة بدموع بلبه الحزين من إن عصفورا جميلا مثله كان سببا لتعاسة واحد من بني البشر .