بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

لوردة صغيرة زرقاء-الشاعر عبد الجبار عباس-تخطيط غالب المسعودي


لوردة صغيرة زرقاء.....
من نال منها لمحة ظل الى الابد....
اسيرها التائه في وعورة الشعاب
يخالها تلوح في ضفائر الشجر
او رقصة الشعاع فوق صفحة النهر.....
حتى اذا ما مد للقطاف يد
عادت له بجفنة السراب....................
شاخت غصون غابة الحجر
وغاب جيل اثر جيل اثرجيل..................
ولم تزل تلوح في المنام او في قدح الشراب
باسمة بخصرها النحيل
صبية ناهدة كانها القدر

الشاعر عبد الجبار عباس
من ديوان اشواك الوردة الزرقاء

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

رسالة من شالا-نص شالا


رسالة من شالا
تهب رائحة الخريف.....فتستيقظ في روحي مشاعر شتى
حنين طاغ,ووحدة قاتلة,
اتمنى لو اني نورسة فاحلق عاليا......
وبلا حدود,لو ان لي يختا وسط البحر الامس موجه بحنين
لو ان لي نافذة اطل منها على وطني لكن هيهات(اناروحي حمامة مفرفحة وبالكن حاصرهه الجلب)

شالا

الفية الولد الخجول-عادل كامل-العشر السابع-تقديم مدني صالح



العشر السابع



[1]
قلبي كلمات .. كلمات .. إنما قارات من صمت.
[2]
أنا الآن احرس الليل .. فيما زنابق خجلي .. غادرتني.
[3]
وحدهم مثلي .. الموتى .. لا ينطقون ..
إذ ْ وحدهم يولدون قبل الفجر.
[4]
احرس الريح .. فيما قلبي .. خالٍ من الحروب .
[5]
كوخي في الفضاء .. فلماذا اسأل الريح : أين غيومي؟
[6]
لا تعرف الرمال إلا غزالها الجريح ..
وأنا لم ْ اعرف
أكثر من مسافة غابت بين المسافات.

[7]
فطوري قليل من الخوف .. وصيامي أحلام ..
عيدي لا مبالاة .. كذلك رأسي يحتفل بالمجازر.

[8]
بعض حدائقي سجون .. لكن جميع سجوني حدائق.
[9]
أحرس موتى ..
مثلما الريح تحرس زنابقها الخجولة.
[10]
أقول: من أدلك الطريق: من أضاعك الطريق .؟
أقول: هو ذا الطريق !
[11]
لدىّ ليل ينام مع الملائكة .. ولدىّ جراح لا تساومني.
[12]
لدىّ خوذة لا تتحدث عن الحرب .. وفي كوخي شهيد لا يتحدث عن السلام.
[13]
روحي تتحدث عن الأسلحة .. فيما أصابعي
تكتب تاريخ الماء.
[14]
يذهبون حيث كلماتي .. مثلي .. تتجدد بلا مبالاة أزهى.
[15]
معي أسلحة حزينة .. إنما انحنت لها الشموس.
[16]
في آخر الليل .. أو في أول الفجر .. الموتى .. مثلي .. لا يتذمرون.
[17]
اذهب إلى كواكب بعيدة .. أحيانا .. فلماذا تتساءل: أين كنت ؟
[18]
هنا أنا دائماً .. معي سكاكين لا تنحني.
[19]
أحيانا لا اعرف كيف أقول:
السنابل كفت عن صداقتها للشمس.
[20]
لا مواسم للموت .. جميعها مواسم غزال
جريح.

[21]
الريح لا تتكلم .. إنما لن تسرق أحلامك.

[22]
كفت .. بعد الحروب .. المعادن عن البكاء .. مثلي: ابتسم بلا أوامر.
[23]
الليل غادرني بلا أعذار .. إنما عند الفجر .. ساومني على الخلود.
[24]
احدنا سيغادر ظله .. لست أنا .. لا أنت .. إنما احدنا سيغادر ظله.
[25]
شهدائي لملموني .. وأخذوني إلى السلام.
[26]
إنها انحناءات تسبق الوعود .. واأسفاه
انها وعود تسبق الانحناءات.
[27]
هذا الصوت .. عند الفجر .. اعرفه .. إنما صوتي كان ينام فوق العشب.

[28]
لماذا انحنت الصحراء .. ذات مرة .. لغزال جريح؟
[29]
لدىّ .. بلا أعذار .. موتى لا يعرفون من أضاع أضرحتهم.
[30]
مثلي .. بعض العصافير .. لا تعرف لماذا تغني؟
[31]
دائماً لا أتساءل: ولكن ماذا تقول الريح
عندما أكف عن الإجابات ؟
[32]
اعرف: لا قبر لي .. إنما كواكبي كثيرة .. وأصابعي حدائق.
[33]
نطقت بعض جراح الأرض .. المستقبل ينشد ماضيه، فيما جراحي .. تتجول بين الكواكب.
[34]
ملاك جريح .. مثلي .. يرقد بلا مبالاة .. فوق السكاكين.
[35]
لا تأتيك الكلمات مثلما يأتوك الضيوف
ولا يأتوك الغرباء .. مثلما يغادرك الصمت.
[36]
بعض أفراحي سيوف حزينة .. وبعض غزلاني
ولائم للعابرين.
[37]
تذكر انك أغنية ينشدها المجهول.
[38]
في كوخي أنبياء جرحى .. ذئاب جائعة .. وولد سرقوا أعياده.
[39]
في دمائي بعض فاكهة مرة .. وبعض آلهة.. لا اعرف لماذا يرقصون.
[40]
بعض خجلي سرقته مني الشمس
إنما
من أضاع هذا العالم ؟
[41]
فيما أصابعي تتوقد .. بعض النجوم تسرق ظلامي.
[42]
في هذا الليل .. خوذتي حزينة .. وجسدي لا يكف عن البكاء.
(43)
لدىّ ملائكة .. أنا لدىّ أعداء ظرفاء أيضا.
[44]
لست نبياً .. لكن أصابعي لا تغريني بالصمت.
[45]
هذا بعض كلام الأرض .. وهذا بعض كلامي
ترى من سرق زاد الأرض .. ومن أعطاني كلامي.
[46]
لا لغة بعد اليوم .. جراحي تنطق.
[47]
وكأن .. وكأن الأرض تستدير لاستقامتي.
[48]
من أنت .. أنا هنا .. أنا هنا .. لا أتحدث إلا مع الشمس.
[49]
لنحتفل: دعنا من شعوب لا تعرف الرقص
لنحتفل: دعنا من أشجار لا تتكلم.
[50]
إذا دعاك المجهول إليه .. لا تسرق إلا أوسمته
ولا توزعها إلا على الشهداء.
[51]
هل شاهدتم جبلاً يتجول في الوادي ..
أنا رأيت .. عشاقا ً بلا رسالات.
[52]
إذا دعتك الأشجار إليها .. آنذاك تعلم الصمت.
[53]
كلانا مملكة من لؤلؤ .. كلانا مهاجر غريق ..
كلانا اسمه ضاع في الطريق.
[54]
في مقلتي جبل جريح .. وفيالق من عشاق موتى.
[55]
دخلت القصيدة قلبي ولم تخرج .. مثلما الأضرحة غادرتني ولم تعد.
[56]
وهذا أمير لا نعرف أسرق البراري .. أم جاءنا بالرمال ..
وهذا أمير لا نعرف .. أمطرود من الجنة .. أم جاءنا بقليل من الأوهام
وهذا أمير لا نعرف .. أيسرق زادنا .. أم يمنحنا السلام.
[57]
ما زالوا يتساءلون من أنت .. فيما الشمس ترقد عند قدميك.
[58]
جميعاً إلى المنفى .. ما دامت الملائكة أعلنت العصيان.
[59]
وكأن السيوف صنعت من دمائي
لا كأنها سرقت بعض غبار الشمس.
[60]
كلانا وحيد .. الشمس في مغيبها .. وأنا في الشروق.
[61]
أوصيكم: لا تذهبوا إلى غابة صريحة
أوصيكم: لا تتحدثوا مع عاشق جريح.
[62]
كواكب ما أثقلها
عندي .. وعندي .. أينما ذهبت أجد أعراس ومسرات.
[63]
كلانا في ضريح .. مثلما الشمس لا تبصر بعيداً.
[64]
إذا ذهبت اتركني .. إذا جئت لا تدعني وحيداً.
[65]
عندي سنبلة تتكلم .. وبضع بلابل لا تتحدث عن شيء.
[66]
لِمَ تغار النجمة مني .. وأنا بعض ظلام ..
وأنا بعض ظلال .. وأنا بعض زنابق .



[67]
دع .. دع .. دع .. الموسيقى لا تخاف.
[68]
أهداني كواكبه وتركتني وحيداً.
[69]
لا تعرف من أين يأتون .. لا تعرف أين يذهبون
مثلما أفراحي لا تعرف ماذا تفعل ؟
[70]
عندي شموس لا تحصى أشعتها ..
إنما عندي عتمة لا أريد أن تكسر نوافذها.
[71]
أتجرح أصابعي الفجر .. فيما أنا .. ربما الريح تأتيني بقليل من الأحلام.
[72]
بعض خجلي مسروق من الشمس .. إنما لماذا سرق الليل أضرحتي؟


[73]
سكاكيني في خنادقها لا تكف عن العراك.
[74]
أعالج صحوي بالسكر .. وأعالج سكري بالهوى .. وأعالج أوهامي بالنياشين.
[75]
لِمَ يتدخل الليل في شؤوني .. فانا ليس لدىّ
إلا سرير قديم.
[76]
في الريح أرى وجه حبيبي
وفي حبيبي دعوني أضيع.
[78]
هو ذا الفجر .. الجميع نيام .. عدا عصفور لا يعرف ذلك.
[79]
واسرق خيطا من الفجر عله ينجيني .. فيما الشموس أثقلتها شموسي.
[80]
لا أحب فجراً يجرح فراشة .. ولا أحب زنبقة تموت معي.
[81]
لِمَ السماء تسرق زرقة عيني .. فيما لدى كنوز من الأسرار؟
[82]
عصفور مات في الفجر .. عصفور مات يغني .. مثلي في الفجر.
[83]
أسرق صفائي من الجنون .. واسرق بعض أحلامي من الموتى.
[84]
مثل الريح أعود إلى غابتي . أعود إلى غابة بلا غزلان.
[85]
لِمَ تتشاجر العصافير والفجر لم يجرح بعد؟
[86]
اعرف أني سأنهض من قبر في الريح ..
إنما لا اعرف لماذا الريح تنحني.
[87]
ليس هذا بعض خيال .. بل هذا سكر مستعار من الصحو.
[88]
وهذا فجر ينـزف مثلي .. قلائد لعروس ستولد ذات يوم.

[89]
لا تسرق جرحي مني .. دعه يتكلم.
[90]
أقول هذه ليست قصائد .. إنما الشعر آخر كلمات الموتى.
[91]
إنما لماذا لم يأت الليل .. والفجر معي جريح.
[92]
مخيمات .. مخيمات .. مخيمات .. إنما لا تسكنها البلابل
مخيمات .. مخيمات .. مخيمات .. إنما تسكنها أصابع متناثرة.
[93]
ولدىّ رأس جميل .. لكنه في متحف.
[94]
ماذا تريد مني .. وأنت تبحث عني بين يدي ّ ؟
[95]
اسكت أيها الفجر
عظام حبيبي نائمة
اسكت أنا قيد الاستيقاظ.
[96]
ويسرق الليل بعض عتمتي
هكذا يتجاهل أني وهبته النهار.
[97]
لست مهجرياً .. بل أنا بعض شظايا أمة.
[98]
ولست ، مرة ثانية .. صخرة في حرب ..
بل أنا شظايا بلابل.
[99]
طلبوني الليلة إلى الموت .. قلت هذه مسرتي
لكنهم أعطوني بعض ما تركته من زاد.
[100]
لا تقل البلابل ماذا قالت .. قل مثلي:
لا تتركها تصمت.

الناس على دين ملوكها-بقلم حامد كعيد الجبوري


إضاءة

الناس على دين ملوكها

حامد كعيد الجبوري

بعد الغزو – قناعتي هكذا – الإسلامي الغطاء لبلاد الفرس بقيادة سعد بن ابي وقاص ، وفتح العراق بمعركة القادسية ، وقتل قائد الجيش الفارسي ، واحتلال منطقة المدائن والتي تحتوي على طاق كسرى الشهير ، ودخول جيش الغزاة الأعراب لغنيمة – النهب - القصور والممتلكات الفارسية ، أسرت حينها أبنتا ( كسرى أنو شروان) ونهبت كل ممتلكات الدولة الفارسية ، ومن تلك المنهوبات قطيفة ( سجادة ) بطول 100 يارد وعرض 40 يارد ، مفروشة بإيوان كسرى كما يقول أبن أبي الحديد المعتزلي بكتابه شرح نهج البلاغة لعلي ( ع ) ، ومن المنهوبات أيضا تاج كسرى وأقراط نسائه وحلاهن والأحجار الكريمة غالية الثمن والنفيسة ، وسيوف وخناجر تعود لكسرى ، وحينما وضعت أمام سعد أبن أبي وقاص وزعها على جنده باستثناء القطيفة وحلي نساء كسرى وتاج عرشه وبنتا كسرى وخاطب الجند قائلا ، أتعف أنفسكم عنها ، قالوا له وما تصنع بها ، أجابهم أرسلها لأمير المؤمنين عمر ( رض ) ليرى رأيه فيها ، قالوا له أصنع ما شئت ، وفعلا هيئ لها الجمال لتحملها وخاصة القطيفة ، ويقول أبن أبي الحديد إنها وضعت على أكثر من عشرين جملا لحملها ، وحين وصولها للمدينة المنورة مساءا وإخبار أمير المؤمنين عمر ( رض ) بوصولها أخرج شرطته لحراستها ، وفي الصباح جلس لتوزيعها على المسلمين ، أبنتا كسرى أحداهن للحسين أبن علي ( ع ) ، والأخرى لعبد الله بن عمر ( رض ) ، والقطيفة مزقت بالسيوف ووزعت على المسلمين ، وقبل أن يوزع النفائس الصغيرة من أقراط وغيرها ومن ضمنها تاج كسرى ، نهض سراقة وقال لعمر أن التاج وأساور كسرى وهبه لي رسول الله ( ص ) ، ومعلوم أن ( سراقة ) كان يتبع – يقفو- الأثر ولا يخطئ ، وقصته مع الرسول الأعظم لها مورد آخر ، وهنا حدق عمر ( رض ) مليا بما وجده أمامه من حلي وغيرها مما خف وزنه وغلا ثمنه ، بمعنى أن المقاتل كان يستطيع سرقتها ولا يخبر أحدا بغنيمته ، وقال عمر ( رض ) وهو ينظر لجلاسه ، إن قوما أدوها لأمناء ، أجابه الجمع ممن حضر مجلسه ( عففت فعفت الرعية ) ، هذا ما أورده أبن أبي الحديد بشرحه .

ولو عكسنا ذلك لواقعنا الحالي واستشراء المرض الفتاك بدوائر الدولة العراقية من سرقة وهدر للمال العام بتعمد وغيره ، ومنح رخص وجولات التراخيص باجتهاد شخصي من قبل فلان وفلان ، ولو دققنا بشكل جدي بما رسمته منظمة الشفافية الدولية ، وحصول العراق بالمرتبة الثانية بالفساد الإداري والمالي ، وبظل هذه الشفافية المفرطة ، والفيسيفساء العراقية قليلة الوجود بل ندرته عالميا ، لعرفنا سبب تفشي هذه الرذيلة بدوائر دولتنا الجديدة ، ويمكن لنا استنتاج ما يدور ونعزوه لجملة أسباب منها ، أن المال السائب يعلم على السرقة ، وبما أن الكبير من الموظفين يسرق فأن الباب مفتوح على مصراعيه للصغير ليحذو حذو كبيره ، لأن الناس على دين ملوكها ، ولأن دولة رئيس الوزراء لا صلاحية إدارية ورقابية له إلا إعلاميا لمتابعة المفسدين بسبب المحاصصة التي أتت به كما أتت بالآخرين ، وتأكيد لقولنا أن رئيس الوزراء لا قدرة له على التدخل لتغيير رئيس اللجنة الأولمبية العراقية التي تدار من خارج الحدود ، فكيف سيتسنى له محاسبة المقصر والسارق وغيره ، للإضاءة ............فقط .

الفنان التشكيلي غالب المسعودي-حاوره خضير الزيدي


الفنان التشكيلي الدكتور غالب المسعودي: اسعى الى تحرير العقل الثاني! اجرى الحوار: خضير الزيدي كيف تتجذر الرموز الكونية داخل اعماق الانسان وهل للوحة التعبيرية او التجريدية ان تعمق فكرة الموت والحياة والعدم داخل سطحها التصويري. من يستطيع ان يوظف انثيالات كهذه ووجدان كهذا وكهذا تشظي سوى انامل الفنان المبدع ربما وجدنا فنانا مثل الدكتور غالب المسعودي يسير بنا الى ذلك الطريق دون ان نلتفت الى الوراء واذا كان (الامام) مسرحا لحركة ومشهد فان طريق الوراء يبدو للانسان صوتا متعمقا يحاول ان يعيد انكسار الطبيعة الى شكلها الاول الى براءتها الاولى. الفنان غالب المسعودي يعمق فكرة الانسان والحرية وربما يبدو هذا الحوار للمتلقي انه تشكيل للوحة اخرى ولكن هو جذوة عالية في طريق ذاكرة الانسانية الهاربة من صوت الدبابات والطائرات التي تملأ السماء. لكي يهيمن الزمن على لوحته ونظرته وربما وجوده المثال الاعلى للجمال هو اللوحة المثال الابقى لكيان الانسان هو التشكيل الحقيقة المتبقية من رموز عالم الانسان هو تكوين اللوحة وسطحها التصويري. * انت تقترب من التجريد وهناك ارتباط وثيق لك به هل هو تمجيد لفكرة الروح وعالم الاساطير او هو سر للمغامرة والاقتراب من فضاء الحرية؟ -في الحقيقة انا فنان تجريدي وهذه كانت نصيحة استاذي الكبير الفنان جميل حمودي عندما زارني في معرضي الثاني والذي افتتحه بيديه الكريمتين وقال لي مساحتك هي التجريد لانه تمجيد لعالم الفكر وعالم الروح وهو الحرية بعينها لان التجريد هو اعمق منطقة في الفكر وهي كما في لغة الفلسفة هي لغة كل الاشكال لانها تصنع الجمال الكامن في النفس وهي بنية متقدمة نحو الافق اللامتناهي فالازهار تتفتح من البراعم وهذا نهوض من الموت الى الولادة. * اشكال اللوحات تختلف لديك من طبيعة الى اخرى ولكن روحيتها واحدة فهل تعيد فيها تشكيل نواة الروح او هي انزلاق يتحول من لوحة الى اخرى؟ في مجال العمل الفني الروح واحدة والانزلاق مسألة حتمية لكنها ككرة الثلج كلما انزلقت على السفح البارد ازداد حجمها وتاتي الروح لتحملها الى القمة كما يحمل سيزيف صخرته لتبدأ رحلة اخرى من المشاق وهي التي تمثل بؤرة الروح وعندها تبدا رحلة اخرى من جديد لان الفنان عندما يصعد الى القمة سينزلق الى مهاوي الردي فالبصمات فوق الواح الطين كلها تحكي مراحل الوعي والصراع لصالح فضاءات مازالت تمتلك سحرها الابعد. *تبدو اجزاء اللوحة لديك في انتماء وجودي لم تزل توظف المشهد الحياتي بصيغة الاقنعة، يا ترى متى يتم الكشف عن الوجه الحقيقي لروح اللوحة؟ من منا لايسير بلا قناع فالاقنعة حقيقة وجودية واحيانا يطغي قناع فتراه هو الوجود باسره واللوحة لاتستعير الاقنعة كما هو في المسرح لانها الروح الحقيقية لما يعتمل داخل الفنان وهي تمثل الفنان بروحه وتمثل الوجود بصياغته المعلنة اذ انه ليس هناك تناقض من ناحية وجودية بين العمل الفني وروح الفنان. *تكويناتك تثير في داخل المتلقي اسئلة وجودية هل تشعرك هذه اللعبة بحضور الخيال والذاكرة وتراكمات اللاشعور؟ ان اول اهداف الفن منذ عصور سحيقة في القديم هو اثارة الاسئلة فالفنان في عصر الصيد كان عندما يرسم حيوانا كان يثير الاسئلة لدى ساكني الكهوف هل هذا هو الحيوان الذي نراه او هو رمز الحيوان الذي سيصطادونه وهذا بالطبع مرتبط من الناحية الوجودية باستمرار حياة الجماعة وكله مرتبط بالمتخيل والذاكرة وانا اسمي اللاشعور هو العقل الثاني والذي يمارس وظائفه بعيداً عن الانا الاعلى وله برنامجه الخاص ويمكن ان يستعمل الحواس لصالحه وبالتالي يبني تراكماته الخاصة، فانا اسعى الى تحرير العقل الثاني من رقابة العقل الاول او الوصول الى نوع من الانسجام بينهما لبلوغ الغاية وهي الجمال الحر في انسيابه البليغ في تعبيريته. *في تجسيداتك التحام لوني كأنه (مكون جمالي) يترك في المتلقي دهشة.. هل هناك من سر في جسد اللوحة تريد ان تجعله دائما في خفاء؟ هو السر والذي يجب ان يبقى في خفاء والسر هو الشفرة التي ازرعها في جسد اللوحة وهو الدهشة التي تصدم قارئ النص وهوالتحام في مكونات العمل، وعلاقة الجزء بالكل وعلاقة الكل بالمكونات، انا لااختفي خلف جسد اللوحة بل هو الجمال الذي يناور داخل روحي من اجل اضفاء الشرعية على المنجز، اللوحة اتصورها كمقطوعة موسيقية مفرداتها لاتترجم الى اي لغة لكن بمجملها تؤلف عالما من الانسجام يتناغم مع احساسات المتلقي ومع عالمي الذاتي. *هل في المستقبل القريب نكتشف فيك روح النحات مثلا وايماءة الممثل وفكرة المجسد وربما نكتشف فيك فكرة الفيلسوف؟ ان فكرة الفيلسوف تتلخص في اعادة صياغة فكرة الاشياء اذ كان مساعدو هيفاستوس (الذي يشع في النار) جن من مارج من نار ابرزهم السيقلوب الذين كانوا يساعدون في اذكاء الكبير عند بركان اثينا ومما يذكر ان هؤلاء السيقلوب هم الذين خفوا لشد ازر زيوس في صراعه ضد الجبابرة وهم الذين زودوه بالرعد والصاعقة والبرق وكان لهم دور في تطور الحضارة، لذا كان على الفنان ان يؤكد في تجربته على الرؤية الحضارية القادرة على كشف العلاقات والروابط التي يعجز عن ادراكها الذهن العادي وهذا لايتحقق الا بالانتباه الى حيوية الفن وخطورة دوره في بناء الحضارة ولكي نحصل على ذلك لابد من اعطاء الفن دوره الحقيقي، الفن المعتمد على الاصالة والمرجعية... الفن الخالق لاسطورته الحالية. *مَن مِن الاسماء التشكيلية تؤول اليه في المشهد التشكيلي العراقي؟ ها انت ايها الفنان تتوحد من خلال كل سنوات العذاب من اي المسافات تجيء العواطف وانت تحمل ذلك على راحة يديك عارية يسكنها تصوف من نوع خاص يتعانق الخوف مع الرغبة ليصبح كيانا واحدا لاتستطيع ان تهزه الريح واذا كان الصمت ابلغ وسيلة للتعبير عن غليان الروح وانينها فان في تكميم الصمت لهو المانع من تشظي الجسد الذي الم به الالم وقبل كل ذلك التركيز الداخلي والروحي حيث المملكة الحقيقية للحرية فالصمت اعلى مراحل صياح الانبياء