بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 8 مايو 2010

حوار مع الفنان غالب المسعودي-اجرى الحوار رعد كريم عزبز


س)الرسم قريب عندك من الحرف ماهي هذه العلاقة الحميمة؟
ج)ان تعثرنا في فهم الرسائل البصرية نابع من كون حضارتنا هي حضارة لغة وكتابة.فنحن لكي نفهم امرا  ما يجب ان نكون قادرين على شرحه بالكلمات وعلى تلقيه بالكلمات وهذ من شانه ان يقيم حاجزا بيننا وبين انماط التعبير التصويرية التي تركتها لنا ثقافات ماقبل الكتابة.وندرك جيدا ان الكتابة بدات صورة بمعنى رسما ثم جردت الى حرف.وانا حاولت من خلال ابتكار حروفية التحدي ان اجد هذا التوازن بين الرسم والكتابة باغناء القيمة التعبيرية للحرف بمرجعية تاريخية مستمدة من حضارة وادي الرافدين.ان استخدام الحروفية نحو افق تشكيلي لم تكن وليدة تجارب حديثة لقد استلهم الفنان الرافديني الكتابة سواء على الصعيد الرمزي او الدلالي وكانت مساهمات الفنانين العراقيين تتميز بالفرادة والعمق الا انها ظلت اسيرة الشكل المتوارث للحرف ونحن على اعتاب مرحلة حضارية جديدة ينسلخ فيها الحدث تلو الحدث لابد ان  نبدا حوارا معرفيا بلغة جديدة وكتابة جديدة كي لانقول اسف انا وضعناها بيد خوستينا بيكارا.
س)انت ترسم بطريقة حرة خاصة في اللون وبصمات اليد واضحة اكثر من الفرشاة هل تعبر عن روحية معينة؟
ج)وهل للحرية من بديل.انا استخدم خامات والوان اصنعها بنفسي معتمدا ما متاح لي ملبيا حاجات الديمومة قل استعمالي للريشة كي اكون اكثر فربا من عملي متماهيا مع فضاء اللوحة امارس احلامي واوهامي اذ ان الجمال يشرق في النفس كشعاع ضوء بين الاكام.
س)الطب ياخذ من وقتك الكثيركيف توازن بين الفنين؟
ج)في الحقيقة هناك ماراثون طويل فاذا ما اثمر فهذه خمرة من مطر وتجارب المبدعين من العراقيين في هذين الفنين كثيرة وجوهر الموازنة هو احترام الزمن واحترام الفنين معا لكن الاشكالية ليست في كيفية التوفيق وكما اعتقدها هي في كيفية الاستفادة من هكذا ابداع لانني وبصراحة لا اجد من يتبنى المبدع لغرض بناء مجتمع متقدم حضاريا ومعرفيا ويبدو ان المعادلة لا تزال تراوح بالرغم من التغيير الذي حصل وان قاعدة البائسين لا تزال عريضة لكننا كنخيل ارض الرافدين سنبقى شامخين والاشجار تموت واقفة,..
س)التخطيط عندك عالم خاص هل مازلت قريبا منه؟
التخطيط كفن فائم بذاته هو عالمي البديل الجا اليه عندما لايكون لي خيارا الا هو والخيارات احيانا تكون صعبة ومستحيلة
كما البلاغة في اللغة وهو قاموسي المحيط انا قريب منه ولي بصمتي وتوقيعي ولم اكن اسير الشكل الكلاسيكي اذ ما بين الكوسمولوجيا ونهاية الكون ينحدر الحدث على صهوة الاسطورة دافعا ايتالوجيا المعرفة نحو غايات تبريرية جاعلا من الذات منسجمة مع ظرفها الموضوعي متناغمة مع وعي الصراع الذاتي والمتفجر وربطه بالغائب اللامتناهي وقد يكون الربط احيانا باشكال سريالية وبذا يندرج المنجز من الاشارة الى الاثر الى الدلالة وفي حركة لا نهائبة تبدا حوارا معرفيا يمتد تاثيره وان قرا بهمس فهو ركام من المعلوماتية قابل للحفر والتنقيب

لطيف بربن سلطان الظرفاء-حامد كعيد الجبوري-القسم الاول

:
 
 
 
 
لطيف بربن سلطان الظرفاء
                                                        حامد كعيد الجبوري
 
      ليس سهلا التحدث عن هكذا شخصية غرائبية بل قل خرافية ، وهناك حديث  أشك بصحته وصحة رواته ، والحديث الذي أعني للرسول الأعظم (ص) الذي يقول فيه ( من كثر مزاحه قلة هيبته) ، وسبب شكي بصحة هذا الحديث ما يرويه أبن أبي الحديد المعتزلي بكتابه الشهير ( شرح ابن ابي الحديد) ، يقول ابن أبي الحديد أن (محمد ص) كان يمازح أصدقائه من المسلمين كثيرا ، وفي أحد الليالي وهو ذاهب لصلاة الفجر وجد أحد المسلمين نائما بالمسجد فأيقظه النبي (ص) وقال له إستيقضي يا (أم عامر) ، نهض الرجل مذعوراً وهو يتحسس مذاكيره – أعضاءه التناسلية – ويقول لقد مسخني الله امرأة ، ويقول أبن أبي الحديد بعد هذه الحادثة أمتنع الرسول الأعظم عن المزاح هكذا ، وحديث آخر يروى بحق صحابي جليل – نعيمان - لم يرهُ الرسول (ص) إلا ضاحكاً فقال بحقه (يدخل نعيمان الجنة ضاحكاً) ، ومن الطرف التي تروى عن (نعيمان) أنه وجد أعمى يطلب الذهاب الى بيت الخلاء ، فقاده نعيمان ولكنه دخل به صوب المسجد ، أراد الأعمى أن يجلس لقضاء الحاجة فرآه المسلمون وقالوا له ماذا تفعل أيها الأعمى أنه ليس بيت الخلاء وإنما هو باحة المسجد ، قال الرجل من الذي قادني الى هنا ؟ قالوا له نعيمان أتى بك ، قال الأعمى والله أن ظفرت به لأعلونه بعصاي هذه ، وبعد أيام شاهد نعيمان ذلك الأعمى فذهب صوبه وقال له ، تعال معي لأن نعيمان تركته يصلي بالمسجد ، فرح الأعمى كثيرا وقال أسرع يا بني نحوه ، وصل نعيمان به الى المسجد وكان خليفة رسول الله (ص) عثمان بن عفان (رض) هو الذي يصلي ، وقف الأعمى خلف الخليفة ورفع عصاه لينزلها عليه فرآه المسلمون وقالوا ماذا تفعل أيها الأعمى أن من يصلي خليفة رسول الله ، قال من الذي أتى بي للمسجد ، قالوا نعيمان ، قال والله لا أتعرض له أبدا وضحك من هذه الفعلة الجميع ، كل هذه المقدمة الطويلة لأثبت شكي بالحديث المروى عن الرسول (ص) .
       (لطيف إبراهيم بربن) أسميته الرجل الغرائبي ويسميه صديقه الشيوعي الراحل (جعفر هجول) الرجل الخرافي ، قبل الدخول والحديث عن هذا الرجل العجيب أقول ، ليس الرجل فكها محبا للطرفة وحسب ، بل هو رجل مجتمع مهاب من أبناء مدينته ، ورجل سياسي أنتمى للحزب الشيوعي العراقي بخمسينات القرن المنصرم ، مربي فاضل ، وأقصد أب فاضل حيث أكمل أولاده الست وبناته الست أيضا دراستهم الجامعية ومارسوا حياتهم الوظيفية بأخلاص يشبه أخلاص مربيهم – الوالد - ، ولكن السمة الغالبة على هذا الرجل الطرفة ، ولكي يقرّب لك موقفا سياسياً يخلطه ويقرنه بطرفه ، يقول أتاني شرطي للأمن وقال لي ، (أبو ياسين) أن ضابطنا يقول لك تعال للمديرية ، قلت له ما يريد ، قال مجرد استفسار ، قلت له حسنا سأنهي ما بيدي وأتيكم ، في ذلك اليوم تثاقلت من الذهاب إليهم وقلت سأذهب غدا بإذن الله ، صباحا حضر ( السري) وقال لي لماذا لم تأتي والله أنبني الضابط كثيرا (عمي أبو ياسين هو استفسار لتدير بال )، قلت بنفسي قال لي (لتدير بال إذن ماكو شي) ، وفي ذلك اليوم لم يحضر والدي -الدكان له-  لوعكة ألمته ولم أذهب لدائرة الأمن ، في اليوم الثالث أتاني (السري) غاضبا وقال لي (عمي أترزلت من وراك كلي الضابط جيبه بيدك) ، في الطريق الذي قطعناه سيرا على الأقدام قال لي (السري) (عمي ما كو شي استفسار وستعود لتخاف) ، وصلنا دائرة الأمن أدخلني على الضابط وقال له (سيدي هذا لطيف بربن) ، نظر الضابط لي وقال (أنت لطيف بربن) ، قلت نعم ، قال خذوه فأخذوني وطال معي استفسارهم سنة ونصف ، بمواقف اجتماعية يمازحك ويحولها لطرفة ، مرة التقاه صديق لم يره من مدة طويلة فقال الصديق ، (الله ابو ياسين والله أشكد أتأذيت كالوا مات أبو ياسين) ، لاحظ سرعة البديهة وتحميل ذلك الصديق ذنب عقوق الصداقة- وقال له مبتسماً ، ( صحيح والله ما شفتك بجنازتي ولا شفتك جيت للفاتحة ، والله آني واكف أتلث تيام أبفاتحتي وما شفتك) ، حين لقائي به سألته عن أسمه الكامل فقال ، أسمي (لطيف إبراهيم بربن ) ،وقال مازحا أنت لا تقرأ القرآن ألست بمسلم أن أسمي موجود بالقرآن (أن الله لطيف خبير) ، وأن أردت أسم أبي فهو (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) ، أما أبني فله سورة كاملة بالقرآن سورة (يس) ، قلت له من أي عشيرة أنت أبا ياسين ، قال نحن لسنا عرباً بل فرنسيون – مازحا - نحن من أسرة آل بوربون سلالة ملوك فرنسا جاء جدي التاسع للحلة الفيحاء فلاكت الألسن (بوربون) حتى غدت ( بربن ) ، ثم ألم تلا حظ أن كل أنواع التمور العراقية تكبس وتداس بالأرجل إلا (البربن) يؤكل طازجا ولا تمسه الأرجل لأنه من سلالة الملوك .
       ولد لطيف بربن عام 1926 م في محلة (الجباويين ) من الحلة الفيحاء ، أما والده فهو ولادة محلة الكلج ، ولم يكن الوالد متقنا للطرفة أو يتعامل بها ،بل هو رجل بسيط جدا وفي أحايين متباعدة تخرج من فمه طرفة ما فيتمسك بها ولده لطيف ويطورها ويضيف إليها الكثير ، يقول لطيف أحد الليالي عدت من سهرة إمتدت لساعة متأخرة من الليل وكان الفصل صيفا ، ومن العادات الحلية النوم فوق السطوح ، بدأ لطيف يحدث زوجته ويقول لها ، (سمعي أم ياسين أني اشتريت بطاقة يانصيب وراح أربح ألف دينار أول شي أبدلج صرتي عتيكه وأشتري سيارة وأسافر لفرنسا أجدادي) ، سمع كلام لطيف والده وقال له ، ( أي كلب أبن الكلب تلفسهن للفلوس فُكر أبن فُكر) ، وطالما نحن بذكر الأب (إبراهيم) فسأذكر حادثة طريفة ومقلبا من لطيف لوالده ، يقول لطيف بربن عام 1944 م عام التموين قلت لوالدي (بوية أريد أتزوج ) وافق الأب وجمعنا ما قدرنا الله عليه ، ومن العادات والتقاليد المجتمعية الحلية آنذاك عقد وليمة للعشاء على شرف المتزوج ولكن بعد أن ينهي الخطيب خطبته ( قرايه على الحسين) ، يقول لطيف يفترض أن تقام حفلة موسيقية لي بهذه المناسبة ولكنه تحولت لمجلس حسيني كما هي العادة الحلية ، بقيت أختزن ذلك بصدري حتى عام 1960 م وذهاب والدي لبيت الله الحرام عن طريق النجف الأشرف ،وحين عودة والدي من الديار المقدسة ذهبت لإحضاره وفي طريق عودتي مررت على مخيم للغجر بالقرب من ناحية الكفل فدخلت بسيارتي له، سمع والدي قرع الطبول والدفوف فقال لي (ماهذا إلطيف) – تصغير اسم لطيف - ، قلت له هذا ( حي الكاولية) ، فقال (بويه إشعدنه بالكاوليه) ، قلت له (تذكر يوم زواجي سويتلي قرايه عالحسين واليوم  أنت أجيت من مكه جبتك للكاوليه وحده أبوحده) ضحك والده وقال ( لا يا أبن ال.... مانسيتها بويه هي الدنيه جانت هيجي) ، وعن بساطة والد لطيف بربن يقول عنه ولده ، حينما أودعت التوقيف جاء أبي لزيارتي بعد أيام فسأله أحد أصدقائي ، (عمي أشو اليوم إجيت أتشوف أبو ياسين وين جنت هالمده) ، يقول لطيف أجاب أبي قائلاً ( لا والله عمي يوميه أجي والشرطة يكولولي يصغ) ، لم يفهم السائل هذه الإجابة وألتفت اليه  - لطيف -  قائلاً (يصغ) تعني ممنوع باللغة التركية أو الفارسية ، ويقول عن والده لطيف أن والدي يسمي قدح الماء (إبياله) ، ويسمي الغطاء الفليني الذي يحكم غطاء القناني ( تبه لغ) ، ومن أطرف ما يرويه لطيف عن والده يقول ، في العام 1935 م أراد والدي سحب خط كهربائي لدارنا ليستبدله عن الخط الذي أسسه المهندس والآثاري الدكتور أحمد سوسه ، فذهب الى دائرة الكهرباء وسرعان ما عاد للمحل سألت والدي وقلت له (بشر بويه كملت المعامله) ، يقول لطيف أجابني والدي وقال ( لا والله بويه يردون مني تبه زيتو) ، قلت له (روح بويه أشتريها ونطيهيا ألهم) ، أجابني بعصبية قائلاً  ( شوف الزمال شيكلي ولك بويه التبه زيتو تأمينات يردون دينار تأمينات).
 . 

الجمعة، 7 مايو 2010

اصبوحة للفنان ناصر عساف على مسرح كلية الفنون الجميلة-جامعة بابل يوم الاربعاء-5-5-2010


على قاعة مسرح كلية الفنون الجميلة-جامعة بابل- استضيف الفنان ناصر عساف في اصبوحة فنية قدم فيها الفنان شيء عن تجربته الفنية كان الاعداد والمتابعة للدكتور محمد عودة التدريسي في الكلية وكان التحليل الفني والتشكيلي للدكتور صفاء السعدون التدريسي في الكلية ايضا-قدمت الاصبوحة الطالبة نور علي وقام بالتصوير الطالب امير القيسي

الثلاثاء، 4 مايو 2010

طرطرة-حامد كعيد الجبوري

طرطره

محاكات لقصيدة الجواهري الكبير

حامد كعيد الجبوري

دنيه وصفت للطرطرة
الحفاي والمتغترة
المتسننة والمتشيعة
المتهودة والمتنصرة
امي يقود القافلة
ويستبعد المتحضرة
ياهو التسالة يندعي
جايب شهادة دكترة
دكتور والله اشهدالك
من المريدي مزورة
سايب المال بلا حرس
والواوي يترس كوشرة
والجان عاكب عالظعن
هسة تخلف ليورة
صدام لبسنة نعل
ونتعير ابهل المسخرة
واللي تنيناهم عمر
نزعونة حتى القندرة

مقطع مستل من سيرة شبيه همنجواي الحلي-النصوص-صباح شكر محمود



أحلام صياد


نصوص

صباح شكر محمود


وليمة في زمن الحصار



يا لها من وليمة مريرة ونكدة

تلك التي أعدّت لشعبي

القائمون عليها لئامٌ وكذابون

سماسرة ٌ ولصوص من الطراز الأول

أفواههم تقيء الشعارات الطنانة

مثل مدفعٍ عملاق يلقي بحممه

رؤوسهم بحجم ثمار اليقطين

بطونهم مناطيدُ تكاد تحلق بهم عالياً

جيوبهم منتفخة من السحت

تخبيء في طياتها أنين الفقراء

آناء الليل ،

يروق لهم ان يتقمصوا دور

آلهة الحكمة فيدعون على موائد سمرهم

عدداً من الشعراء الذين اعتادوا

أن يريقوا ماء وجوههم عند كل مائدة

وفي أمسياتهم الأكثر خصوصية

حين ينفلت زمام الشهوات

ينثرون فوق رؤوس المومسات

الدنانير التي اعتصروا لونها من دماء المتعبين

وكل اليتامى والأرامل

كانت الحوامل في ذلك الزمن الأعجف

يلدن براعم ميتة !



- إلى صديقي النهر -


أهمس على ضفافك

يا صديقي النهر

أذا ما غرقت يوماً

في قعرك

أبقني في رحمك المقدس

حتى تنهش الأسماك لحمي

بدل أن ينهشها

أخي الإنسان .


حصار الطيور



تهاجر الطيور حزينة

لا فضلات في مزابل المدينة .


أحلام صياد

حلمت بالأسماك

تراقص سنارتي

أسحبها وتسحبني

حتى سقطت من فوق

سريري ..

أمسكت بها

وهي الآن في قبضتي

بسطت كفي فلم أجدها

أنها أحلامي !!



واحة قلبي

كوردستان .. يا واحة قلبي

.. المتصحر منذ سنين

أمطريه بالثلج

وأغرسي فيه الخير

كوردستان ..

أنت جبالي وبحاري

.. وطيور بساتيني وأنهاري

يا نجمة قطبي وخط ناري

أني أحوم فوقها أبدأ

وأني أعوم تحتها أبداً

واهماً من عبث بليل

.. غير ليلك

أو غارقاً في دوامة

.. موج غير موجك

شلت يداي .. إن هما إلتفّتا حول

.. خصر غير خصرك



منشورة في كتاب شعراء الحلة أو البابليات

للدكتور صباح نوري المرزوك

أوتار

تشابكي يا أوتار موسيقى العالم

وأعزفي سيمفونية البقاء

لكوكبنا المذبوح

بسكين وحشية الإنسان

أعزفوا يا أحفاد بتهوفن وزرياب

لحن رفع الستارة

عن جريمة حصار الحضارة

أهتزي يا أوتار موسيقى العالم

وأعزفي

لتجف دمعة الأطفال في العيون

وتبقى زجاجة الأطفال مليئة بالحليب

أعزفي يا أوتار

لموطن النخيل والأنه
منشورة في جريدة العراق 9/9 /1993


- أ

أنا وأكرر أنا وأنا

ما بين غضبين

غضب السماء والأبناءِ

لأني ألوّث الماء بالخمرة

ولأني الوّثُ الهواءَ

بموسيقى فاسدةٍ !


- رقصة الحروُف الأبجديةِ -

على خشبةِ مسرح ذاكرتي

تلتقي الحروف الأبجدية

وسط جنائن عراقية

يراقصُ بعضها بعضا

تتبادل الورد همساً

الفٌ يراقص باءً

فاءٌ تراقصُ نوناً

عين تراقصُ شيناً

وحاءٌ يراقص باءً

تتوقف الحروُف الأبجديةُ

عن الرقص

ليعلن عريف الحفل ألفٌ

عن ميلاد أغنيةٍ جديدة !


جريدة الجنائن

العدد 39 في 17 / 3 / 2001

وداعاً

إلى صديقي الناقد الراحل عبد الجبار عباس



وداعاً يا صديقي

وداعاً أيها الدافيء في خريفك وربيعك

الساطع وأنت في ظلام

قبرك الأبدي

وداعاً أيتها السحابة التي تمطر

أدباً ونقداً ذهبياً

وداعاً يا من كنت تأتي أماسينا

وخلفك تعدو قطعان الكلاب

وأنت تقود دراجتك الهوائية

وداعاً أيتها الكأس التي

فارقت شفاهنا

وطالما ارتشفت منها

خمرة معتقة !


حصار الطيور


فوق أسلاك الضغط العالي

ترقب النوارس مجرى النهر

الذي لم تعد تطفو

فوق سطحه

كسرة خبز

انفض عن وجهي

عرق تموز

وارتدي ثوب عرسي الثلجي

وأنا احتضن ( آينشكي )[2]

في كهفها الصخري



بلابل


ابتعدي أيتها البلابل

عن قفص أسري

فأنا دمية سيدي الكبير !

2

ـ " لماذا تغرد البلابل فجراً

اقتلوها فوراً "

هذا ما أمر به الظلامي

3

ـ " لماذا تدعون الأزهار

تتفتح هكذا علناً في الحدائق

ألا ترون أنها تمارس الفسق ؟! "

هذا ما فاه به الظلامي

المشانق

انها تعشق الرقاب الضعيفة

وتمقت الرقاب الغليظة

.......

هل للفجر رائحة الحياة ؟!

لماذا إذن تنفذ في ساعته

أحكام الموت ؟

بعد ملامسةٍ قصيرة

تلد المشنقة رقبة طويلة

مم تصنع المشانق ؟

من خشب الصاج أو الزان ؟

ليس الأمر بذي أهمية

الأهم من ذلك لدى صانعها

أنها تقوى على حمل الجسد !

عند ولادته

قطعوا حبله السري

وعند بلوغه

أعادوا له الحبل بصيغة أخرى

أفول

الخريف اغتال ألوان

حديقتي

امرأةٌ من جليد

حيث لا شمس ولا ربيع !


صلف

يتربعون على أكداس من المال

ويمدون أيديهم قائلين ؛

لله يا محسنين !


عالم الأربع

1

لا يعرفون سوى إطلاق

النار في صدور الأمم

لصوص يسرقون الخبز

من أفواه الجائعين

مجرمون وقساة

يريدون وضع العالم

في جيوبهم !

2

يجلس في الظلام

ليتلصص على من هم

في دائرة الضوء !

3

يشم رائحة الأنثى

قبل أن يراها !

4

رجل متعجرف يحمل بندقية

سرعان ما يصطبغ وجهُه ُ

بلون الدناءة !


5

أطلق النار خلفهم

أرداهم قتلى في الحال

جريمتهم أنهم

أداروا ظهورهم

للظلام !

نشرت في جريدة العراق

24 / 12 / 1993

صيرورة

سياط الغبار ترتفع

فوق بيوت المدينة

تضرب وجهها بالحصى الناعم

تتحول السماء الى لون الجحيم

فوقها تحلق زوبعة الرحمة

حاملة معها قطرات الحياة

تبصق ألقها

لتعود الساعات كما

قُبل زجاجية


أقبلها من وراء الزجاج

نتبادل الشوق بالإشارات

نفترق

تاركين بصمات شفاهنا

معلقة على الهواء !

حورية من اليابسة


بعيداً عن شاطي البحيرة

قدماي تتشبثان فوق المحار

صدري يطفو فوق الموج الهادئ

الماء ينساب رقيقاً بين أرجلي

سباحة ً

تتلوى أمامي عروس البحر

قادمة من البر

تقترب مني ، تمسك كفي

ـ ساعدني كي أحصل على

حبات المحار

دسّت رأسها بين ساقيَّ

فوراً توقد جسدي

ياللبهجة !

إنها لم تكن تفتش عن المحار

بل بركان النار !



أجراس صديق البيئة

(1)

الزحف الأسود قادم

الزفت القاتل عائم

الشعاع الأحمر قادم

في القطب الجنوبي

فتحة في طبقة الأوزون تنذر بالدمار

في بحار القطب الشمالي

تتلوث الأشياء .......

تقتل الأحياء........

(2)

الزحف الأسود قادم

بدون عربات مصفحة

بدون صواريخ .. بدون مدافع ......

جيش لا تراه الأبصار

يأتيك مع الأمطار ........

جيوش من دخان

تقتل النبات والإنسان .........

إذا مات البحر

مات الإنسان .........

(3)

الزحف الأسود قادم

حتى الجراثيم تتهافت ، تتساقط

اطمئنوا ، أو احذروا

الجراثيم سوف تموت

لا وجود للبكتيريا

لا وجود للحياة

لاوجود للإنسان

لا وجود للحيوان

(4)

الزحف النووي قادم

عملاق اسمه (تكنولوجيا)

نصفه متوحش ، احذروا هذا الوحش

الحضارة الإنسانية في الأزمنة الغابرة

قامت بدون تكنولوجيا

الدليل – عجائب الدنيا السبع

هل في حاضرنا عجائب ؟

نعم

عجائب الموت الآتي من الزحف

الأسود



(5)

الزحف النووي قادم

تسرب غاز قاتل في مفاعل

جارنوبيل .......

تسرب غاز قاتل في نيودلهي .........

غاز قاتل في جميع أنحاء أوربا

سكان صحراء نيفادا،

يموتون بالآف بصمت ، بدون إنذار سابق حتى

فرصة الهرب تضيع منهم

أحذروا

الموج الذري قادم

السفاح الدموي قادم

نعم

في حاضرنا عجائب

(6)

الزفت الأسود قادم

المحيطات تبتلع ملايين الأطنان

من الزفت الأسود ..........

البحار تبتلع ملايين البشر

يموت الدولفين.........

تموت الحيتان..........

يموت السلمون..........

ويموت الإسفنج السحري

في السماء تحترق الآف الطائرات لتنثر

أجسام البشر

هكذا القدر

(7)

الزحف الأسود قادم

في الأرض ضحايا المرور بالملايين

أصبحت الإحصائيات العالمية لضحايا المرور

سراً أشبه بإسرار الفضاء

أو أسرار الأمن الوطني

إحصائية ضحايا المرور البرية لحد سنة 1974

تفوق ضحايا الحروب العالمية

شوارع الدنيا كلها تُغسل يوميا بدماء بشرية

ألم اقل لكم إن في حاضرنا عجائب

وان مستقبلنا الآتي فيه مزيد

من الغرائ
أخبار وأخبار

من هنا وهناك

تهطل علينا الأخبار

أخبارٌ فيها القتل

وإطلاق النار

أخبارٌ وأخبارٌ

في الفضائيات وعلى صدور الصفحات

عن أعاصير تجتاح عالمنا

وفيضانات تخلف وراءها

آلاف الضحايا

أخبارٌ وأخبار

الضحايا فيها هم أبرياءٌ وأبرياء .

أما الأشرارُ ففي سرهم يضحكون



أصابع ترتب ، وأخرى تخرّب



كسرت أقلامي ، وأحرقت دفاتري

لأبقى ، كي لا أجوع وأشق
موائد ملونة

طبقٌ من ماء ، وطبق من هواء

ورغيفنا ، يسخر منا في خلوته

عندما أضع رأسي

على وسادتي

لم اعد ،كما كنت

اسمع أنغاماً تصدح

بل كلاباً تن
دعاء زوجة سائق

لأجلك يا حبيبي

ابتهل الى السماء بالدعاء واصلي

حتى تعود

لأجلك ، سأفرش الليل بالحب والورود

أنا اعلم ، انك الآن تجوب شوارع مدينتنا

وبينك وبين الموت والقضبان التفاته

أطفالنا في انتظارك

لا تسرع ، كن حذراً يقظاً

واعلم إنني والأطفال

لن يسامر أجفاننا نومٌ

حتى تعود !

مرحى لك أيها القلم

مرحى لك أيها القلم

مهما تكن طريقة الكتابة بك

سواءٌ بالأزميل أو نحتاً بالمسمار

حبراً ، رصاصاً ، وسواء تمت الكتابة بك

باللون الأزرق أو الأسود أو غيرها

بك الحضارات دونت منجزاتها

والعلوم ، الموسيقى دوّنت نوتاتها

مرحى لك أيها القلم ،

لقد تمت بك كتابة آلاف الأطنان من الكتب

والكثير منها ضاع أو احرق بسبب الجهالة

والحقد الأسود

أيها العزيز ، أنت لم تعرف الكسل

منذ فجر التاريخ ، وما زلت تمتلك

ذات الهمة

صديق الطفل أنت ، وصديق الشيخ الفاني

لولاك، هل سيكون للحياة مغزى أو معنى ؟

يحتفل العالم المتحضر اليوم بعيد الشجرة والمعلم

والمرأة وألام والطالب والعامل ...الخ

وأنت أولى أن يتم الاحتفال بك

لقد آن الأوان للإنسانية أن تحتفل بك

وتخصص يوماً تستقريء فيه

آيات مجدك

....

أمهاتٌ ثلاث

لي أمهاتٌ ثلاث

الأولى خرجت من رحمها

والثانية هي الأرض التي

ادفن في بطنها

أما الثالثة ، فهي الطبيعة

فوقها نحيا ، نُسعد أو نشقى

سألتني ألام الأخيرة ، كم من أشجار التين

والزيتون والأعناب قد زرعت

وكم من بذور العطف والحب قد نثرت ؟

نعم يا أمي لقد زرعت وزرعت وتحت افيائك نمت

وحلمت ، عشت عمراً ومن ثمر نخيلك وزيتونك أكلت وكبرت

من عيونك شربت العذوبة ومن ثمارك تذوقت

زرعت وما قطعت ،

أحببت بكل جوارحي ، وما حقدتُ بل غنّيتُ !





بيكبن وفيروز



أضبط دقّات قلبي

على دقّات قلبكِ

سيدتي بيكبن ، سيّدة الزمن

.............

منذ أن إستيقظت أذني

على نبرة صوتكِ ، معشوقتي فيروز

سيدة الأصوات البنفسجية

حتى تلوّن الحلمُ برحيق الضياء

إحدى عجائب الزمن أنتِ

أحبك فيروز !!

أسرتِ أذني منذ أن كنتُ صغيراً وأسرتِ قلبي

وأنا إبن سبعين ربيعا !

إني لأطمح أن ألتقيكِ يوماً

تحت برج بيكبن !

وهي تدق دقتَها

الثالثة عشرة !!









________________________________________

[1] هذا القول للامام علي (ع)

[2] آينشكي : كهف في سرسنك / دهوك .