بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 9 مارس 2013

إضاءة -( من لم يمت بالسيف مات بقندره ) -حامد كعيد الجبوري



إضاءة
( من لم يمت بالسيف مات بقندره )
حامد كعيد الجبوري
     في عصر التكنولوجيا والعولمة ظهرت ثقافات جديدة قد تعد طارئة ، وربما بمرور السنين ستصبح ثقافة أساسية لبعض المجتمعات ، ومن هذه الثقافات الجديدة إضافة للثقافة الفنية والموسيقية ، وثقافة الأندية الرياضية ( الأسبانية ) ، هي ( الثقافة الحذائية ) ، والثقافة ( الحذائية ) ستتبناها حتما شركات عالمية لصنع الأحذية كشركة ( fan Hansen  ) ، أو شركة ( Bata  ) لتسريع وتعجيل بيع أحذيتها لتجني الأرباح المقررة لتلك الشركات ، والغريب أن ( ثقافة الأحذية ) تتبناها شريحتان مهمتان من شرائح المجتمعات المتحضرة ، الشريحة الأولى السوقة والعوام الذين لم يحصلوا على نصيبهم من التربية الأسرية ، و التعليم بكافة مراحله ، والشريحة الثانية هي شريحة السياسيون المثقفون بلغة ( القنادر ) ، وأملك أكثر من دليل كيف أستخدم الحذاء من قبل ساسة بارزين ، ( خروشوف ) رئيس الوزراء السوفيتي الذي خلع حذاءه وطرق به على الطاولة ليلفت انتباه الساسة لحديثه  عام 1960 م أثناء انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لذا منح لقبا عالميا ابتدعه رواد المقاهي العامة ، ولُعّابِ ( الدومينو والطاولي ) وهم يتشاتمون فيما بينهم بسبب موت ( الدو شيش ) وهذا اللقب هو ( شيخ الحذائّين )  ويقال أن حذاء خروشوف أصبح أشهر وأثمن حذاء على وجه البسيطة ، وحذاء أخر لم يصب الرئيس الأمريكي ( بوش الابن ) لأن الرامي – الزيدي -  لم يحسن أداء ضربة الجزاء الأولى  ، فأضطر لرمي ( التك - الفردة  ) الأخرى ، ولم يصب هدفه أيضا لأن ال ( بوش ) هذا كان مراوغا ماهرا ، وحادثة ( قندرية )  أخرى وقعت ب ( كافتريا ) أو قل مقهى البرلمان العراقي ، بطلتها البرلمانية عالية نصيف ، والبرلماني سلمان الجميلي ، لا علاقة لي بكيف ولم ومتى وأين لما حصل ، وعلاقتي بهذه الثقافة الحذائية التي سنت أخيرا ، وأعترف أني خاطبت الزعيم الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم مؤخرا بقصيدة أردت منه استعمال حذاءه  واعترضت بها عليه بعد أن أطلق رسالته الإنسانية وقال ( عفا الله عما سلف ) ، كما نبهه لذلك شاعر العرب الأكبر الجواهري الذي قال ( فضيق الحبل وأشدد في خناقهم ) ، وأنا قلت للزعيم رحمه الله بأبيات شعبية منها
عفا الله ما سلف خنجرهم المسموم ..... أنذبح بيها النطقها وشعبه التعذب
دواهم تحت رجلك واضح ومعروف ... وبس هذا الدوه ومن طبه لا تعجب
سؤل أحد البرلمانيين بعد ملحمة بوش الحذائية ماذا يقيّم الموقف ؟ ، فأجاب ( أسألوا الحذائين ) ، وسؤل نفس البرلماني عن واقعة الجميلي ( البابوجية ) فقال ( حسنا فعلت عالية لأن الجميلي يستحق  الحذاء ) ،للإضاءة ........... فقط .

جريدة العرب عشر صفحات عن العراق

























الخميس، 7 مارس 2013

ومضات....................-راسم الخطاط



ومضات....................
راسم الخطاط
1-لآن .............ربعي اليتامى واهلي حفاي
واهل .....حي التنك والفقرة ربعي
ما وسخ إصبعي.......... وانتخب ذيب
أدري الذيب.......... ياكل حتى اصبعي
2-تصوت ما تصوت........... كلي شيفيد
ياذلة الصرخ..... ما ينسمع صوته
هم احوال صارو........... وإحنة نفس الحال
المصيبة احياء احنة............. وننتخب موتة

قصص عراقية-بلقيس الدوسكي



3 قصص عراقية


هذا ما حدث تماما ً


بلقيس الدوسكي

    كانت تغط في نوم عميق حين بدأ الهاتف بالرنين لعدة مرات، وكان كلبها(وفي) يدور حول الهاتف ويضع آذنه على السماعة من غير ان يرفعها وكأنه يصغي إلى الطرف الثاني. لقد تعلم هذه الحالة من صاحبته عندما ترفع السماعة وتتكلم. كان رنين جرس الهاتف يتكرر مرة أخرى، فاقترب (وفي) منه ووضع يده على كتف صاحبته وراح يهزها برفق حتى أيقظها من النوم وبدأ يركض بينها وبين الهاتف، فعرفت ماذا قصد. نهضت ورفعت السماعة:
ـ الو ...
ـ مساء الخير.
ـ مساء النور، أهلا ً عبير.
ـ هذه هي المرة الخامسة ولا احد يرفع سماعة الهاتف.
ـ كنت نائمة. و(وفي) هو الذي أيقظني.
ـ شكرا له.
ـ ما الجديد في موضوعنا..؟
ـ كما اتفقنا، لكن والد نجاة متعب، وقد اعتذر عن إقامة الأمسية في بيتها.
ـ ولكن المتعب سيشعر بالراحة عندما يستمع إلى الموسيقا، والغناء.
ـ على أية حال، لا نعرف في بيت من منا سنقيم الأمسية.
ـ آخر أمسية كانت في بيتي، فلتكن في بيت أزهار، هذه المرة.
ـ لكن أزهار لا تستطيع ان توفر لنا أي شيء من متطلبات الأمسية وأنت اعرف بوضعها المادي.
ـ سأقوم أنا بهذه المهمة، وسأهيئ كل مستلزمات الأمسية لإزهار.
ـ شكرا ً، وسأخبرها، وبعد غد ٍ سيكون اللقاء.
      تناولت طعام العشاء وأطعمت كلبها أيضا ً. وفي اليوم الموعود خرجت صباحا ً بسيارتها وتبضعت الكثير من الفواكه والمعلبات وقناني العصير وغيرها وأفرغتها في بيت أزهار ودفعت لها أجور المطرب والموسيقيين، ومن المصادفات الجميلة، فقد صادف في الوقت نفسه، ان تقدم حبيب لخطبة أزهار من ذويها، وتمت الموافقة، فكان للأمسية وقعها في هذه المناسبة وقد تحولت من أمسية تقليدية إلى حفلة خاصة لخطوبة أزهار، ثم تبادلت القبلات وعبارات التهاني، وقال والد أزهار:
ـ بناتي العزيزات، يا صديقات أزهار، لا ادري كيف اعبر عن مشاعري، فأنكن تستحققن كل الشكر والثناء على هذه المساهمة الجميلة.
ـ ان أزهار اختنا الحبيبة، وما نقوم به في هذه الليلة هو اقل مما تستحقه أزهار.
ـ شكرا ً يا أستاذة روناك.
ـ لا شكر على واجب يا عم، ونرجو ان تسهر معنا .
ـ بلا شك، وليس في الحياة أفضل من السهر مع الورود العطرة.
  وضعوا اثنين من الكراسي لأزهار ووالدها، أما والدتها فقد انهمكت مع الطباخ في إعداد الطعام والفواكه وكؤوس العصير، ثم بدأت الحفلة حتى استمرت إلى ساعة متأخرة من الليل، وقبل ان ينتهي الحفل كان الحوار يدور بين أزهار ووالدها:
ـ كم علينا ان ندفع للمطرب وللموسيقيين..؟
ـ الأستاذة روناك أعطتني أجورهم، وهي التي وفرت مستلزمات الحفلة.
ـ ما أروع هذه الإنسانة النبيلة، إنها والله تستحق التقدير والاعتزاز.
ـ إنها يا أبتي امرأة من طراز نادر.
ـ بكل تأكيد.
     ثم تقدمت أزهار وأعطت للمطرب والموسيقيين أجورهم كاملة، فقال والدها يخاطبها:
ـ إنها من اسعد ليالي عمري، وقد تشرفت بمعرفة صديقاتك، وأنا عاجز عن الشكر يا عزيزاتي.
   فخاطبته روناك قائلة:
ـ لنا في ليلة زفاف أزهار وقفة أخرى تملأ عش سعادتها بهجة ومسرة، وسنجعل من قلوبنا موسيقا وننشد لها أحلى وأعذب الأغاني ، وسنضفي على الحفلة رونقا ًوبهجة  تسر الناظرين.
ـ شكرا ً يا عزيزتي روناك لمشاعرك الرقيقة.
    ثم عادت وحيدة وهي تداعب (وفي) وكانت تراه يبادلها حوارا ً صامتا ً، لأنها راحت تعزف
له لحنا ً طالما اشتركا فيه.

سفينة الأوفياء


    غطس في البحر ومكث تحت الماء لأكثر من خمس ساعات، فظنه ركاب السفينة قد غرق وأصبح طعاما ً لسمك القرش، أو ابتلعه احد الحيتان.
   بكى البعض، وفرح البعض الآخر، الذين بكوا عليه يعرفون انه الرجل الشجاع النبيل الذي طالما وقف إلى جانبهم ودافع عنهم في الخطوب والمحن. أما البعض الآخر الذين فرحوا بغرقه، فإنهم طالما غاروا من بسالته، وحب الناس إليه، وقد حاولوا ـ عبثا ً ـ ان يحلوا محله.
     هبت العواصف وارتفعت أمواج البحر على نحو آثار الخوف، حتى كادت السفينة ان تتعرض للغرق، وان يبتلعها البحر. لكن زوجة الغائب الذي غطس في البحر، قالت لركاب السفينة جمعاء:
ـ أيها الناس، يا أصدقاء زوجي، ويا أعداءه، اطمئنوا... فلن تغرق السفينة، وسنصل إلى بر الأمان بسلام.
     أجابها احد أصدقاء زوجها:
ـ نحن لم نفقد الثقة بعودته سالما ً أبدا ً، وليصمت كل من يرى غير ذلك.
   رد عليه احد الحاسدين:
ـ انتم تكذبون على أنفسكم، فالموت المحقق أوشك ان يلحق بكم أيضا ً!
ـ معنى هذا ان الموت سيلاحق بكم أيضا ً..؟
   ثم اشتدت الرياح العاتية عنفا ً وسادت الفوضى على سطح السفينة، في عرض البحر. حتى أصبحت على وشك الغرق، فقال احد الحاسدين:
ـ ما رأيكم يا أصدقاء البطل الغريق بما يحدث..؟
ـ لن تغرق سفينة الأوفياء، حتى وان كان عليها بعض الأعداء!
ـ كونوا على ثقة بأنكم ستكونون، بعد قليل، ألذ ّ طعام للأسماك. أما نحن، فإننا أبناء البحر، ونجيد السباحة، وسنصل إلى الساحل، مهما كان بعيدا ً.
     ثم مالت السفينة والت إلى الغرق، وإذا بالرجل الغائب يرفعها بيديه إلى الأعلى، فتساقط الأعداء إلى البحر، ونجا الأوفياء. واستمرت السفينة في الإبحار حتى هدأت أمواج البحر وسكنت الريح، آنذاك رسخت السفينة عن الساحل. أما الأعداء فقد اختفوا في أعماق البحر.
   عندها هتفت زوجة البطل:
ـ الم اقل لكم انه سيعود، وسينقذ سفيتنا من الغرق.
   فهتف أصدقائه الأوفياء بصوت واحد:
ـ لن تغرق السفينة التي فيها هذا العدد من الأوفياء، ومن العشاق.

الميراث


     بعد ان أحيل على التقاعد بدأ يشعر بشيء من الاغتراب والتذمر جراء الابتعاد عن دائرته وزملائه الموظفين ويحن إليهم، وكان يضيق ذرعا ً من وجوده الدائم داخل جدران البيت، وفي ذات ليلة اجتمع مع زوجته وراح يحاورها في شتى الأمور:
ـ انك تعلمين جيدا ً ان أخي احمد أهدانا احد أولاده منذ طفولته لأننا كنا نتمنى ان يرزقنا الله ولدا ً بعد ان رزقنا بابنتين إلا ان الله تعالى حنن قلب أخي فأهدانا ولده الصغير اسعد الذي سجلناه باسمينا ..
ـ اعرف ذلك، ولكن ما الغاية من العودة إلى الماضي..؟
ـ الغاية التي تشغل فكري، هي ان البنات كبرن وهن الآن في مرحلة الشباب، وان اسعد أصبح شابا ً يافعا ً، فيا ترى من سيرثنا بعد ان نرحل من هذه الدنيا ..؟
ـ لا احد غير اسعد وأخواته منى وبهجة.
ـ اعرف هذا ولكن...، لا ادري ماذا أقول ...؟
ـ قل ما عندك يا عزيزي ..
ـ أقول، البنات في طريقهن إلى الزواج، وكذلك بالنسبة لأسعد، وأخشى ان يصبح الإرث من نصيب زوج منى وزوج بهجة أو ان اسعد سيلعب لعبته وينتهي الأمر بكارثة لا أتصور أبعادها..؟
ـ لا تكن متشائما ً يا زوجي.
ـ أملاكنا كثيرة يا أم منى، بيتنا وأثاثه ثمين، والبستان، والسيارة، وماكينة الطحين، ورصيدنا المادي وغير ذلك...، أفلا تعتقدين ان الصراع سيكون عنيفا ً حول هذه الممتلكات بعد رحيلنا ..؟
ـ الله اعلم.
ـ ونعم بالله.
     كانت منى وأختها بهيجة يتحدثن عن الحب والزواج والمستقبل وكل واحدة منهن تتمنى ان تقترن بشاب ثري ووسيم يدللها ويجعل من قلبه عرشا ً لها. قالت منى لأختها:
ـ أنا اكبر منك، ويجب ان أتزوج قبلك.
ـ وإذا جاء من يطلب يدي قبل ان يتقدم احدهم لخطبتك ...؟
ـ احتج وارفض.
ـ يا لك من أنانية.
     في هذه الأثناء دخل الوالد إلى غرفتهن فرحبن به وسألهن:
ـ عن أي شيء كان حديثكن..؟
ـ عن الجغرافية والتاريخ يا أبتي!
ـ جميل، الثقافة سراج العقل وغذاء الفكر، على أية حال أنا ذاهب إلى الدائرة لزيارة زملائي..
ـ لكنك محال على التقاعد.
ـ لكنني في شوق دائم للدائرة والزملاء.
ـ مع السلامة يا أبي.
    قالت لها أختها منى:
ـ لماذا كذبتي على أبي وقلت له كنا نتحدث عن الجغرافية والتاريخ ..؟
ـ وهل أقول له كنا نتحدث عن الحب والغرام...؟ لتكن كذبة بيضاء!
ـ أحذري من الكذب يا بهيجة مهما كان لونه.
ـ غلطة أو كذبة، فلن تتكرر.
  جلس اسعد وراح يقرأ الرسالة التي وصلته من حبيبته، محدقا ً في صورتها الجميلة، ثم بدأ يتحدث مع نفسه حول الزواج منها. ودار بخلده: سألح على والدي ان يسجل باسمي ماكنة الطحين والبستان ويمنحني مبلغا ً كبيرا ً لكي أتزوج حبيبتي واضمن لي ولها مستقبلا ً زاهرا ً. وإذا اعترضت أحدى أخواتي سألقمها حجرا ً لأنني أحق منهن بالحصة الأكبر من الميراث، سأبيع البستان وماكنة الطحين وادخل قائمة الأثرياء. ولا بد من إقناع والدي.
    وفي مساء اليوم نفسه التقى بوالده وطرح عليه الموضوع نفسه وعرض عليه مطالبه. اشتد غضب والده وقال له:
ـ اذا كنت تطمح من الآن بهذه الحصة الواسعة وأنا مازلت على قيد الحياة، فعلي ان أخبرك بضرورة العودة إلى والدك الحقيقي يا اسعد!
ـ ماذا تقول، أأعود إلى والدي الحقيقي؟!
ـ نعم، عد إليه.
ـ وهل لي والد غيرك...؟
ـ والدك الحقيقي هو أخي احمد.
ـ أكاد اجن.
اذهب إليه وتأكد منه.
ـ لكن هوية الأحوال المدنية تؤكد على أنني ابنك!
ـ سألغيها أمام القضاء، وبشهادة أبوك احمد.
ـ لماذا ..؟
ـ لأنك لا تستحق العيش مع بناتي.
ـ وما هي جنايتي...؟
ـ كبيرة...، انك أشبه بمن يحمل جنازته على رأسه! بل أشبه بمن يطرد نفسه من الفردوس!