بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 17 أغسطس 2012

قصة قصيرة- ضفـاف-عادل كامل


قصة قصيرة ضفـاف
( هذه المرة، فقط، أمتلك قدرة خلع الكلمات كي أجتاز الصحراء، نحوك تحديدا، في الزمن غير المناسب) متوقفا عن الكتابة، متأملا خيوط الشمس، فوق أصابعه النحيلة، الشاحبة، وهي تمسك بقلم الرصاص، من ثم، رفع نظره وحدق في أشجارا لحديقة، بزمنها القديم، قبل نصف قرن. ثمة بياض لا صفات له داعب خياله الفسيح، وجعله يواصل الكتابة( بالإمكان تماما الامتنان لسعادات نادرة يحسم فيها المرء إشكالات العمر كالاعتراف باستحالة الرحيل من غير هذا الاعتراف) وقال من غير تدوين ( إنها لا تميز أيضا أي رجل قاوم الموت كي لا يرحل إلا بخجله الخفي. ماذا قلت؟) ودوّن( لكن القلب يصدم انه لم يكن لينا أو رخوا بما كان عليه القلب من اتزان وطيش معا. أنت الآن تستعين بلمحة البرق تلك التي امتدت بعيدا بين كائنين منفصلين متصلين بحلم الاستحالة.كان عليّ، مثل الأيام، احمل الهدف وامضي قلت لك مرات ومرات بدون اجتياز أول المسافة) ورفع صوته: ما أبهى هذا الصباح الصيفي بلذة هواء بارد! ربما هو..هو. وكتب على عجل ( الحب الذي غدا يطرق بأعتى صمته معلنا ان الحياة لم تكن إلا في هذا المكان) وحدق في الجدار المزين بعشرات الصور، في الفراغ المشحون بالفضاءات (دوّن) ( كان من المستحيل لنا ان نعمل بخيال ابعد.. قلت لك ذلك قبل ربع قرن: اتذكر كلماتك: تقدم.. وكان عليّ ان افكر طوال هذا الزمن.. الم اقل ان الموت، الموت ذاته، ليس نهاية قلت لي النسر معا. قلت : لنفكر معا) ورغب لو اتصل بها ، هاتفيا. وطلب منها ان تشهد امتنانه السعيد لكلمات لاتحدث الا في لحظات لم تعاد مرة أخرى. لقد ماتت زوجه بحادث إنفجار قذيفه، بفعل الحرب،ومنذ غادر ابنه البلد بعيدا منقطعا عنه، ومنذ تزوجت إبنته، صار يؤدي واجبه كأنه في فضاء أبدي( فأنا لم يعد باستطاعتي سماع دقات الساعة ، أو الذهاب إلا الى البعيد، بأجنحة من هواء ، الحرب هي إذا ً التي سرقت المرأة التي قط لم تكن إلا ذروة الغموض ، الظلم لم ابح بفرحي ولم احزن لرحيها . كل مافعلته هو انتظار لا أحد ، لم تعد الكتب تمتلك سحر فضاء الزمن ، ولا الانشغال برسومات غامضة فوق الورق.. قلبي لم يفرغ من الامل، ولم تزحزحه المرارات ، كنت مندفعا في المتاهة كشمس في اندثارها . فان هذا الضياء وهذا الظلام .. أنا قط لم امسك بأبديتي ، تلك– قلت لك- محنتي . قلت لي: بالإمكان البدء ، مرة بعد مرة ، ولم تكن لكلماتك الا كمرور البرق في فجر مبهم الألوان . اتساءل : هل حدث هذا فعلا . هل كنت على يقين ان الوهم بلغ ذراه . وصارت – تلك الفتاة – امبراطورية اضطراب شفافة ليت لي قوة الاصغاء لصدى روحي، وليت لي ، ياوردة ليل المتاهة ، ان امنحك هذا الاثر ، حياتي بهذا الفضاء، بهذه الكلمات.. وكأني عقدت العزم كله، بعد استئذان الماضي .. لتبادل..) وتوقف عن الكتابة . نهض . مصغيا لدقات الساعة العاشرة ، نحو النافذة : اضطرابات مقدسة !أكان عليّ – كذلك دار بخلده – ان ادفن البرق بالجدران .. لم يكن يفكر في صوتها الغامض .. في شيء ما مضى .. لكنه ، رفع صوته ورأسه الى الأعلى ، قليلاً ، فوجد ان شيئا ما – فيها – لايريد ان يذهب (اشياء كثيرة تندرج في المحو .. تذهب بكل صلابتها وقوتها وتغدو مندمجة بفضاء لا حدود له) فكرت ، (وانا اصغي اليك : الايام .. هي .. الا نتركها تذهب بعيدا عنا..) وكتب مواصلا:ـ تلك الكلمات ، الان ، تبدو كضوء النهار ، فوق جسد واهن، انفجرت فيه رغبات خاطفة ، كلمات لها مذاق لون المسرة! ادرك ، حالا، لا معنى لاستعادة المحو . لقد اصبحت وحيدا وحدة الوهم بين الاوهام .. لاتوجد ) ويرفع رأسه، وهو يكتب، بعد ان تنفس سيكاره المر.. ( اية عزلة .. وكل عناصر الكون في وحدة .. وهم .. فأنا كنت اعيش معك طوال الزمن .. وكنت اعيش مع الاخرى ، ايضا..) وترك القلم يسقط فوق الورقة .. تأمل كلماته كنجوم متناثرة في السديم .. رفع صوته : لماذا عدت الى الكتابة .. الم تعترف في اعماق ذاتك: كن وحيدا .. الم تقل ، لنفسك، تآلف مع الفضاء حد ان تكونه .. بيد ان جسده لم يساعده على الوقوف ، فجلس ، امام المنضدة، وامسك بالقلم الفضي ، وكتب ( غالبا ما نقع ضحايا رغبات جد لا مرئية .. انعطافة ضوء ، أو لذة غامضة ، محاولة لعبور العتمة ) وبحث عن توازن مستحيل ، ابتسم بفم مغلق ، وصك باسنانه .. وتراجع الى الوراء قليلا ، وكان قد قال لنفسه ، مرات ومرات ، لا تكن في المشهد، ولا تتظاهر بالتفوق (للحق ، أدوّن لك بصبر أخير ان تفوقي كان هو الإخفاق الجليل! وسيدهشك الإصغاء لصوتي داخل سكون الكلمات لم أكن متفوقا بلا مبالاتي لنفسي قبل ان أتحول الى شيء من أشياء المحو ..) وكتب بهدوء ( لا اعرف ماذا تفعلين الآن .. ولكني أدرك جيداً انك تتجهين نحوي .. كم أنت جميلة ، وزرقة السماء تظهر سواد شعرك ، وتخفي حزنك، وتظهره كنهار ابدي . الآن اعرف عميقا أي وهم اكتسب اليقين ، وأي يقين سحرنا بذاته الغامض . وعلى ان أهمل هذا التحليل ، والتحديق في ظلك المتحرك فوق سواد الطريق . علي ان أسير خلفك ، أو معك ، أو أمامك، وليس أن أكون بصاصا لوهم تفوق على يقين انك غائبة في مكان مجهول . ستقولين وانت تقرئين هذه الرسالة : ِِلم َتركتني أذهب وحيدة إذا ً ؟ أقول لك: كان عليك أن تختطفي هذا الظل قبل أن يمحوه النور ويتجمد الدم في جسدك وانت تقولين لنفسك) كنت اعرف ان شيئا ما تلبسك .. الحب الذي دفعك إليّ .. وأنا التي أضاعتك في المحبة كان ذلك هو سرك .. أجل . لكل منا خطاه الخفية ، المتحركة قليلاً بعيداً عن الخط العام. تلك التي لانعرف اصنعتنا بهذا الانشداد والتململ ام نحن الذين صنعناها بهذا الغموض . المهم – ان المتاهة توحدت بالتائه، والتائه، كلما تقدم ، وتقدم ، اكتشف انه قيد الاستيقاظ . لقد جلست هذا الصباح بقوة ما جعلتني أراك داخلي ، بعد ان لم تعد هناك عزلة ، لا العالم ضدي ولا أنا ضده، لا الموت يأتي ويغلق هذا الصوت ولا هذا الصوت ببعيد عن الموت.انها – ايتها الغالية – ليست محنة ولا ذلك – هو – الذي دفعني كي اكتب : والآن ، استعادت الارض ابنها لسرها .. وكاد يفقد وعيه . منذ زمن بعيد كان يرى جسده يتلاشى ، بلا الم ، ويصير شيخا . قال لنفسه ، من غير اكتراث : اين اختفى الظل؟ وجمع قواه ( لدى رغبة واحدة للاعتراف.. كان علينا ان نسير معا.. انما .. حصل العكس .. لقد عشت في قبر .. ولم افلت منه.. حتى وانا امنح هذا الحلم ، فوق الورق ، بارقة أمل .. من ذا يدرك كم تعذب هذا العجوز.. وكتم .. كي لا يفقد نبله . انت ، وحدك، تعرفين حفايا الامر.. ووحدك ، لم تفعلي شيئا ..) من ذا الذي يقدران يتابع كابوسا .. وكتب بخط متعجل (بهذه المراره العذبة اصبحت أجرجر اصابعي نحو اعماقي السحيقة .. لقد دفنها الخيال وازلها من كل وجود.. حتى اصبحت بؤرة التلاشي. انت وحدك تعرفين . ماذا تعني انبثاقات الاعياد المرة .. الفرح الفائق ..) وخزة قلبه ، فتنفس ، مبتسما ، مصغيا لمن يطرق الباب، وقد فقد قدرة كتابة خبر الجملة : أعرف أنكٍِِِ كنت تعرفين هذا كله ).

الخميس، 16 أغسطس 2012

هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟,الجزء الثاني والأخير,حامد كعيد الجبوري


هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟ أم نحن المجانيين !!! الجزء الثاني والأخير حامد كعيد الجبوري لم يصدق رشيد أن طبيبا يخون أمانته ويحنث بقسمه لذا أخذ الحقنة ، وأصبح طيعا سهل الانقياد ل( مفرزة )الأمن ، أمبولة ذات 2 سي سي استطاعت أن تجعل رشيد الجبار ذو العضلات والقوام القوي الى حمل وديع يمتثل ليس لشرطي بل لطفل صغير ، ولكن الى أين ذهبوا برشيد هذه المرة ، أخذوه لبغداد التي لم يزرها منذ تخرجه ، اجتازت العجلة بهم بغداد لتتجه صوب طريق ديالى القديم ، هناك حيث مصحة الأمراض النفسية والعقلية ، لم يصدق مدير المستشفى أن هذا الرشيد مجنونا ، هز برأسه وأودعه ( قاووش ) 8 ، كيّف رشيد العيش بهذا السجن المحجر ، وفطن أن أغلب ( القاووش ) هم على شاكلته ، لم يصادق منهم أحدا ألا شخصا مسيحيا أسمه ( بطرس ) ، أحب أحدهما الآخر ، وكان بطرس يخفي تحت وسادته حبلا لنشر الغسيل ، يستعيره رشيد كلما غسل ملابسه ، زيارات متقطعة من أخيه جعفر وأبن عمه شوقي ود محمد ، سرعان ما تقلصت تلك الزيارات وانقطعت بسبب الأجر آت المعقدة ، بعد أربع سنوات وتيقن إدارة المستشفى أن رشيد أصبح مجنونا فعلا أفرج عنه ، وكانت مساعي العائلة سببا يضاف للإفراج عنه ، أدرك رشيد الموقف وأصبح كل شئ له جليا واضحا ، وبدأ مشوار ( البهللة ) والتسكع والصعلكة بشوارع الحلة وأرصفتها وأزقتها ، ينام حيث تنتهي به قدماه ، وربما كان لرشيد مشوارا مهما له وهو الجلوس قبالة مقهاه التي أحب ، أو الجلوس على دكة مسجد ( الكطانه ) ، وسوق الهرج ، والجسر القديم ، وأماكن أخرى ينتقيها بين الحين والآخر ، ولم يكن جلوسه عبثيا بل كان يلقي محاضراته العربية وخطبه الدينية ، البعض كان يتصوره مجنونا لطول لحيته ، وشعره الكث الطويل ، وملابسه المتسخة ، يحاول أحدهم أن يعطيه شيئا من المال فيرفض أيما رفض ، وويل لمن يفعلها معه ، الغريب أن رشيد كان يعتقد أن الأمن لا يلاحق المجانين ، وهذه حقيقة معروفة فالإنسان العاقل يطارد ، والمجنون تهمله دوائر الأمن ومقرات الحزب المجتث ، إلا مع رشيد فكان الرجل متابعا وهو عاقل ، وتحت أنظار الأمن والحزب ، وهم أجنوه ، كان أخواه محمد وعلي يتابعان جلوسه في أي مطعم أو مقهى ويدفعان ما أنفقه صاحب المطعم أو المقهى لرشيد ، وكرّمته !!! الدولة والحزب بأن أخرجا له تقاعدا يصرف لأخيه جعفر كوصي عليه ، ورشيد مستمر على محاضراته والأمن مستمر بتوقيفه ، ويطول ويقصر ذلك التوقيف وفقا لقناعة ضابط الأمن المكلف ، وأخوته يتابعونه من موقف لآخر ، مرة أقنعه أخاه ( علي ) ليأخذه الى حمام ( المهدية ) ، استجاب رشيد لذلك الطلب ، أراد علي أن يقدم نصيحته لأخيه رشيد ولكن هيهات فالفرق بينهما لا يدركه علي ولا ندركه نحن الخانعون ، قال رشيد لعلي ( يا علاوي يا عزيزي عم تتحدث ، أنني في عالم غير عالمكم ، ولا أظن أنك ستفهم ذلك ، كنت وصلت أفاقا لا يصلها غير الطامحين التواقين للحقيقة المجردة عن سفاسف ما يتمسك به الآخرون من مظاهر ، أوصدت أبوابي عن العالم ، وعشت عالمي الذي لن يناله أي منكم إلا بعد الجهد الذي قدمته في كل مراحل العذاب التي بها مررت ، فلكي تدخلون عالمي عليكم أولا أن تسعوا لقول الحقيقة دون نفاق ، ، ثم أن تقاوموا من أجل كرامتكم وتواجهوا الظلم ، ثم أن تكسروا أذرع الطغاة ، وبعدها تعيشوا في الشماعية لردح من الزمن يؤهلكم لما أنا عليه ، وهيهات أن تتحملوا أيا من ذلك ) . استدراك 00000000 اولا : لم نعلم أن دوائر الأمن قد كرّمت رشيد وذلك بجبه أي بقطع مذاكره ( أعضاءه التناسلية ) ، هذا ما شاهده مشيعوه وهو على دكة المغتسل . ثانيا : كان رشيد يمر على الشاعر ( جبار الكواز ) وأصبح بينهما أكثر من حديث مألوف ، أحد الأيام سأل الشاعر رشيدا قائلا له ، لم نكتب نبكي من قصيدة قفا نبك لمرؤ القيس بحذف الياء من نبكي ؟ ، لم يتردد رشيد وأجاب ( حذفت الياء يا جبار لأنها جواب طلب مجزوم ) ، أي مجنون هذا ؟ . ثالثا :لرشيد رأي بخطباء وشيوخ المساجد والجوامع ، فرشيد يستنكر لغتهم الملحنة ، وعدم فهمهم الفقه الذي يفترض بهم نشره ، وعدم شعورهم بقداسة هذا المنبر التربوي الأخلاقي الثوري الديني ، كنت والمرحوم شوقي جابر نتردد على مسجد ( أبن أدريس ) لنستمع لمحاضرة صديقنا أحد المشايخ ، فوجئ الجميع بدخول - ( درويش ، ملابس ممزقة ومتسخة ، شعر كث ، لحية تصل لبداية الصدر ، شفاه صفراء ترتعش من كثرة التدخين ، يحمل عصا غليظة غير نظامية ) - رشيد لباحة المجلس ، صمت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير ، بادر خطيب المسجد ومن منبره منقذا للموقف وقائلا لرشيد ، ( تفضل أستاذ رشيد أجلس ) ، قال رشيد أنا لا أجلس أن سمعت لحنا في اللغة أو خطأ فقهيا ، قال الشيخ هو كذلك ، وفعلا جلس رشيد مصغيا لكل شئ ، وقبل أن ينهي الشيخ حديثه سأله رشيد بمسألتين فقهيتين لم أدركهما ، أجاب عليهما الشيخ وهز رشيد رأسه قائلا أحسنت وخرج من المسجد ، همس الشيخ لي ولشوقي قائلا ، ( والله لم أحرج بحياتي كما أحرجت هذا اليوم مع أستاذ رشيد ) ، أي مجنون هذا . رابعا : وصلت رسالة من بطرس موجهة لرشيد البهلول ، سلمت لمقهى ( حسن علي ) ، مفادها أني قد يئست يا رشيد ، أتمنى حضورك تعال ليلا خلسة وخذ الحبل الذي كنت أخفيه عنك ، ولكن سوف لن تجده تحت الوسادة ستجده معلقا بسقف ( القاووش ) ، وهذا دليل جنون آخر للاثنين رشيد وبطرس ، وفعلا نفذ بطرس ما نوى . خامسا : ربما يعد رشيد ممن أسميناهم جزافا ( الماركسيين الإسلاميين ) ، ولا أعرف هل أن رشيد قرأ شيئا للمفكر الإسلامي هادي العلوي ، ومن المؤكد أنه قرأ وتأثر بأفكاره . سادسا :آخر دليل على أن الأمن والحزب المجتث هما سببا صعلكة وجنون رشيد وقتله شهيدا ، أقترح الخطاط العالمي ( محمد علي شاكر شعابث ) أخذ رشيد الى لندن للعلاج ، ولأنه يتقن اللغة الأنكليزية بطلاقة وعاش ردحا من الزمن هناك ، ولا تزل عائلته في لندن أو انتقلت لألمانيا ، قدمت المعاملة لدوائر الصحة ، وحصل جعفر الذي سيرافق أخاه على جواز السفر ، ولم توافق دوائر الأمن على منح رشيد جواز سفر ، هذه هي الإنسانية البعثية ، يمنح المرافق جوازا للسفر ويمنع المريض من السفر ومنح الجواز . الخاتمة ------- قدمت أسرة آل شعابث للحلة الكثير ، شعراء وشعراء شعبيون ، نساء شواعر ، أطباء ، مهندسون ، معلمون ، فنانون ، موسيقون ، خطاطون ، باحثون ، وآخر ما قدمته هذه الأسرة الكريمة للحلة الفيحاء الرشيد البهلول . المصادر ----- 1 : معلومات شخصية أحتفظ بها سمعتها من الصديق الراحل شوقي جابر حدثني بها مطولا عن الراحل رشيد . 2 : رواية د محمد شعابث ( هكذا أرادوك يا شطر بيت لم يكتمل ) طبعت في البحرين . 3 : حكايات كثيرة دقيقة ترويها الناس عن الراحل رشيد .

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟-أم نحن المجانيين !!!,حامد كعيد الجبوري


الجزء الأول هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟ أم نحن المجانيين !!!
( أيا .......... لا ..... ) ، سأل الأستاذ الدكتور ( محمد جابر شعابث ) أبن عمه رشيد قائلا ، متى تنهي شطر البيت لقصيدتك المنتظرة يا رشيد ؟ ، أجاب رشيد كلما وضعت قلمي بيدي لأكمل ، ينتابني الغثيان والدوار والصداع فأهملها ، ترى من الشجاع فينا وأكمل ما بدأه رشيد ؟!!!!. ( رشيد عبد الجليل علي شعابث الزبيدي ) حلي من محلة ( الجامعين ) ، ولادته بداية أربعينات القرن الماضي ، ذكي حاذق منذ نشأته وطفولته وصباه وشبابه ، يقول رشيد لست ذكيا ومتفوقا كما تظنون ولكني فقت الأغبياء فبُرّزت على الآخرين ، وهذه فلسفته ورؤيته الخاصة ، فقد والدته وهو لم يدخل المدرسة ، ورويدا رويدا بدأت أمه المتوفاة لا تأتيه في منامه إلا بين الحين والآخر ، حتى نسي ملامح وجهها ، وتزوج والده بأخت زوجته ( خالته ) ، له شقيق أكبر منه ببضع سنين ( جعفر ) ،كان والدهما رحمه الله يصحبهما لمحل عمله ( النجارة ) في السوق الكبير قريبا من مسجد ( الكطانه ) ، ولكن متى يصحبهما الى العمل ؟ ، يصحبهما للعمل قبل آذان الفجر ليئدوا الصلاة جمعا ومأتمين- صلاة الجماعة - بعالم دين ، وطفل هكذا عمر لابد أن يضجر من هذا الخروج المبكر فيقول ( أمشي نائما أو نائما أمشي ) ، وربما يسقط أرضا وهو يسير فينجده والده ، دخل أخوه الأكبر المدرسة ، ولأن رشيد يحب المعرفة لكل شئ بلا سؤال لذا يتوجب عليه أن يرى ما يضع أخوه من كتب ودفاتر وأقلام في جراره ، أذن كيف يتصرف ، تمارض صباحا مدعيا الحمى وتركه أبوه وأصطحب أخاه ( جعفرا ) الى الصلاة والعمل ، ما أن خرجا وثب رشيد من فراشه وبدأ يخرج كل ما تقع عليه يده ، ومرت بسلام ، طفولة شرسة وذكية ومشاكسة لابد سيكن لها حديث طويل ومعروف لكل المدينة ، ساهم والده كثيرا بصنع هذه الشخصية الغرائبية ، وكيف كانت تلك المساهمة غير المقصودة ؟ ، الوالد أمي لا يحسن القراءة والكتابة ، متوسط الحالة المالية ، لا يأكل أن لم يعمل ، عمله بسيط ( نجار ) يصنع ( الجاون ، وكاروك الأطفال – المهد - ، وربد المسحاة ) ، والحلة آنذاك لم تكن إلا هذا السوق المسمى السوق الكبير ، ويقابله سوق أصغر منه في الصوب الصغير للحلة الفيحاء ، تزوج الوالد بثلاث نساء لا حبا في الزواج والإنجاب ، ولكن زوجته الأولى أم رشيد توفيت ، فتزوج بأختها لرعاية الأطفال ، ولأنها لم تنجب تزوج بأخرى ، لم يكن اهتمام الأب منصبا على رشيد صاحب الطاقات الجبارة الذكية ،بل وزع الوالد حنانه وعطفه مساويا للجميع ، وبما أن رشيد كثير المشاكسة والمناكدة مع أقرانه كان يُؤنَب – رشيد - كثيرا من والده وعمه وأصحاب والده ، دخل الصف الأول ابتدائي وسرعان ما سرّع له لينتقل لصف أعلى ومن ثم أعلى ، وهذا النبوغ المبكر جعله يفخر بنفسه ويجدها أفضل من الكثير ممن حوله بما في ذلك أصدقاء والده الكبار الذين يجتمعون بمحل النجارة ليتحدثوا بشؤون كثيرة منها الدين والسياسة ، لذا علق رشيد بهاذين البابين ، السياسة والدين ، ويقول الكثير ممن عرفوه أن رشيد كان ميالا للأفكار اليسارية والماركسية ولكنه لم ينتمي لحزب ما ، وبجانب ذلك كان محبا ومغرما بقوميته العربية ودينه ومذهبه ، ولحبه لهذا عشق العربية منذ نعومة أظفاره ، وكذلك تشجيع مدرس اللغة العربية له ، لأنه بدأ ينظم الشعر الفصيح وهو بمراحل الدراسة المتوسطة ، ومرة تحدى والده وأصدقاء والده ليعربوا له بيتا من الشعر عرضه على مدرسه ، ( فصاحة الأعراب زرع مثمر / وبها يصان العرض والوطن ) ، قال له أحد أصدقاء أبيه لمن هذا البيت يا رشيد ؟ ، ضحك رشيد ساخرا بهم لأن البيت من نظمه ، أحب وأعجب ( رشيد ) كثيرا بشخصية الزعيم الراحل ( عبد الكريم قاسم ) ، أجتاز المتوسطة والإعدادية بتفوق وقبل بكلية الشريعة ، وهنا تبدأ محطة الصراع الأول مع الذات ، المحاضرات التي يعطونها له تختلف كثيرا عن المفاهيم التي آمن وأقتنع بها ، ومع ذلك كان من المتفوقين ومن الطلاب الذين يشار لهم ، ومنحه أستاذه ( د مصطفى جواد )رحمه الله لقب شاعر الكلية ، وتوقع له أن يكون واحدا من أعلام اللغة العربية ، وكثيرا ما كان يطلب من رشيد أن يمر عليه لغرفته الشخصية في الكلية ليعيره من الكتب ما يضن بها على غيره ، رشيد جسم لا يحتمله عقله ، وعقل لا يحتمل أفكاره ، وأفكار ترفض الذل والخنوع وتريد أن تنشر ليستفاد منها ، فاضطربت عنده الرؤى ، لم يكن له صديق في الكلية ، أعتزل عن الطلبة ، وكلما حاولوا إخراجه لحياتهم أبت شخصيته الانصياع لما يريدون ، ولا أعلم لم كتب رسالة لوالده يخبره فيها أنه ينوي الانتحار ، جن الوالد لهذه الرسالة وأخذها لأخيه ( جابر ) لأنه الأقرب لرشيد ، طالبا منه الذهاب الى بغداد لمعرفة ما ينوي رشيد لنفسه ، يقول رشيد فوجئت بعمي بدار الطلبة ، كيف أتصرف ؟ ، وأين ينام العم ، وماذا سيقدم رشيد لعمه من طعام ؟ ، كان العم ذكيا لينجد رشيد من محنته التي يظن ، وأصطحب رشيد لأقرب مقهى في باب المعظم وتحدث مطولا مع أبن أخيه ، وكانت النتيجة أن ألتزم رشيد بدراسته وكليته ، لأن العم أقنعه بأن والده كبُر ويحتاج لمعونته لتربية بقية أخوته ، في العطل الصيفية كان رشيد يعمل لتلبية متطلباته الشخصية من ملابس وكتب يضاف لما يمنحه له الوالد ، ولكن أي عمل يعمله رشيد ؟ ، فرشيد شخصية متفردة ، يستنكر التعالي عليه من قبل الآخرين ، يرفض المعونات من الأقارب وخاصة العم شبه الميسور ، لأنه يعتقد أن المُنح تسلب الكرامة ، استأجر عربة لبيع المرطبات ( الموطا ) ، يدفعها بعضلاته وقوته المشهودة ويذهب بها الى خارج المدينة فجرا ، ويعود بعد صلاة العشاء بعد أن يبيع كل بضاعته ، عرف ( الجمجمه ) ، و ( العتايج ) ، و ضواحي ( النيل ) وغيرها من القرى المحيطة بالفيحاء الحلة ، كل ذلك كي لا يراه أحد من المعارف والأقارب ويستهجن منه ذلك ، بعد أربع سنين تفوق على الجميع وعاد الى الحلة يحمل شهادته الجامعية ، لا ينسى رشيد ذلك اليوم الذي قبل فيه يد والده ، وطبع الوالد على جبينه قبلة ابوية حنونة اعادت لرشيد كل توازنه وحرمانه ، ضحك الأب بوجه ولده وقال له ( بويه بعد لتكلي أعرب فلان شي ) وضحكا معا ، أقام عمه ( جابر ) وليمة لتخرجه ، مدت أم ( شوقي ) زوجة العم يدها لتعطي رشيد مبلغا من المال ليشتري له ( قاطا ) ورباطا وقميصا وحذاءا لأنه سوف يباشر عمله الوظيفي مدرسا للغة العربية والدين ، وكعادة رشيد رفض ذلك المبلغ ، دخل لمدرسته وبدأ الطلاب يلتفون حول أستاذهم لطريقته الحديثة والمسلية لإيصال المادة اللغوية لهم ، عصرا يذهب الى مقهى ( حسن علي ) في سوق العلاوي قرب مسجد الكطانه التي أحبها بل عشقها، وفي هذه المقهى يتواجد أصدقاء والده القدامى ، معارفه ، شباب من اليسار العراقي ، ولأن رشيد قد دلته بصيرته الثاقبة عن الأوضاع السياسية للبلد فقد بدأ يُصرّح هنا وهناك ، وفي صفه عن تلك الأوضاع ، ومعلوم أن صفوف الدراسة لا تخلوا من المتبرعين لنقل ما يدور للجهات المعنية ، ومعلوم أن المقاهي مرتع خصب لرجال الأمن ، يعرف رشيد ذلك ولكن رسالته التي يحملها تقول له عليك واجب الكشف والفضح لهكذا ساسة جوف ، لم يستمع لنصيحة والد أو عم أو أبن عم أو صديق ، عصر أحد الأيام ورشيد يجلس على أريكته بمقهى ( حسن علي ) وكثير حوله وهو يتحدث لهم عن العراق ومظلوميته حضر شرطيان سألا من ( رشيد ) ؟ ، صاح عاليا أنا رشيد ، قالا تفضل معنا لمركز الشرطة ، قال لهم وبأي تهمة ؟ ، أجابا لا علم لنا وطلب منا هكذا ، نهض رشيد معهما ومد أحد الشرطة يده ليمسك يد رشيد ، جذب رشيد يده وصرخ بوجه الشرطي ( أتركني كلب ) ، سار أمامهما وكأنه هو من يقتادهما ، وصلوا لنهاية شارع العلاوي – السوق الكبير – انعطفوا يسارا صوب مديرية الشرطة ، مقابل أسواق ( الأورزدي ) حاليا ، مجرد دخوله لمركز الشرطة وإدخاله لغرفة ( النذارة ) وهكذا تسمى وتعني غرفة الانتظار ، وموقعها يمين الباب الرئيسي للمديرية ، لم يكن رشيد مطلوبا للشرطة ولكنه كان بغية أمن بابل ، وهذان الشرطيان ما هما إلا مخبران سرّيان ، بعد دقائق دخل أربعة من رجال الأمن يحملون هراواتهم وانهالوا على رشيد ركلا وضربا بتلك الهراوات ، هل يُسلم صاحب الفكر والعنفوان الشبابي نفسه فريسة بهذا الشكل ، كلا ، أستطاع رشيد أن يصيب كل هؤلاء بجراح دامية ، وأحدهم كسر له رشيد يده ، والكثرة تغلب الشجعان العزل ، وهكذا سقط رشيد مغميا عليه في غرفة ( النذارة ) ، وهذا الشرطي الأمني المزعوم هو ضابط أمن يرتدي ملابس مدنية تعرفه أسرة رشيد ، ولطالما أرسلوا لأهل الضابط من يسترضيهم وتقديم الدية لهم ولكنهم بعنجهية أمنية يرفضون ، اليوم الثاني أفاق رشيد الذي أدمي من كل مكان بجسمه ووجد فوق رأسه والده وعمه ، وبدأت المعاناة الحقيقة لرشيد ، خرج من التوقيف ليباشر عمله في مدرسته فوجد نفسه منقولا الى القرى والأرياف البعيدة ، وضابط الأمن لم يكف عن متابعة رشيد وجلوسه بمقهى ( الكطانه ) التي يعشقها ويعشق سوقها الكبير وناسها البسطاء ، وتكرر استدعاء رشيد ولأكثر من مرة ، وقد يكون رشيد سببا بفقدانه ملاذه الوالد ، أحد الأيام حضرت سيارة من الشرطة لمدرسة رشيد ، وافق مدير المدرسة خوفا من الأمن أن يصحبوا رشيد معهم ، قال رشيد الى أين ؟ ، قالوا له الى المستشفى لأننا نظن أنك مريض ، لم ينفع معهم شئ ، أخذوه الى المستشفى وأجري فحص طبي صوري له ، قال له الطبيب أنك تحتاج لحقنة ، قال رشيد لا أشكوا شيئا دكتور ، قال الطبيب خذها من باب الاحتياط . يتبع رجاءا

الأحد، 12 أغسطس 2012

عرب وين طمبوره وين...!!!؟؟؟ حميد آل جويبر


فعلاً عرب وين طمبوره وين...!!!؟؟؟ نحن والمسبار الاميركي ... معالم الرؤيتين
بينما كان المسبار الاميركي "كيورياسيتي" يوشك ان ينهي رحلة في الفضاء مضنية كلفته ثمانية اشهر او اكثر من عمره الغض ، وبينما كان العالم المتحضر يوشك ان يحتفل باحدى انجازاته العلمية الباهرة ، وبينما كانت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" حابسة انفاسها ، عاضة على النواجذ مع اقتراب مختبرها من سطح المريخ ... وبينما كان التاريخ البشري يستعد ليثبت يوم الاثنين السادس من آب 2012 كيوم تاريخي للعلم ... وبينما كان رئيس اعظم دولة - الذي الغى برنامجه النومي في ذلك الهزيع من الليل - يتابع عبر وسائله الخاصة اقتراب بلده من تحقيق فتح جديد في الفضاء ... وبينما كانت وكالات الانباء المرئية والمكتوبة تتسابق في تغطية الحدث الاكبر ... وبينما كانت " "كيورياسيتي" المرهقة توشك ان تلثم عجلاتها الستة تراب المريخ الاحمر ... وبينما كان هذا المعمل الالي العملاق في تجهيزاته وتقنياته يوشك ان ينهي رحلة 566 مليون كيلومتر " الرقم دقيق ولا داعي لفرك العيون" قطعها بسرعة تفوق سرعة الصوت بسبع عشرة مرة ... وبينما كان هذا المختبر العائم يوشك ان يرسل اولى صوره الالكترونية من ذلك البعد الخرافي الى محطة المراقبة في كاليفورنيا ... وبينما ... وبينما ... بينما ... وصلتني رسالة حملتها نفس الشحنات الالكترونية التي حملت رسالة المريخ الى الارض ، لكن من صديق "مفسبك " بدرجة كلوز فريند يدعوني فيها لان انضم الى مجموعة من المؤمنين احيت ليلتها تلك في التضرع والابتهال الى الباري تعالى جده ليبطل كيد الكائدين ويرده الى نحورهم بافشال عملية الهبوط ، باعتبارها مؤامرة ، مكشوفة الاهداف لغزو فضاء رب العالمين ، لتحقيق مآرب دنيوية دنيئة ... ولم افرط بدوري بتلك الفرصة المتاحة للدعاء حيث كانت اللحظات الاخيرة التي تسبق الامساك عن الطعام استعدادا لصيام اليوم الاثنين ، فدعوت الله ضارعا بكل ما اوتي صدري من حرق بان يهدي هؤلاء الاصدقاء الذين من الله علينا بمعرفتهم بفضل مبتكر اميركي شاب ديانته يهودية استطاع ان يجمع نحو مليار انسان في كيان افتراضي يوشك ان ينافس الهند وربما الصين في عدد السكان . ليت شعري كم هو بالضبط عدد افراد المجموعة المؤمنة التي احيت ليلتها تلك في الدعاء ، وليت شعري كم مجموعة في عالمنا الما يسمى بالاسلامي او العربي كانت تفعل الفعل المشين ذاته . ثم لماذا اريد ان ادري ، وقد خابت كل تلك الدعوات التي لا تنسجم مع العقل ، فيما استجيبت الدعوات القلبية الخالصة التي كان يزفر بها مع كل نفس مهندسو "ناسا" وخلفهم الملايين ممن يحترمون هدية العقل التي حباها الباري عز وجل خليفته في الارض ، استجيبت هذه الدعوات لانها كانت اقرب الى منطق السماء تحوم حول ذلك المسبار المتارجح في الفضاء والذي حل اليوم ضيفا ربما ثقيلا على سطح المريخ الذي آثر حياة العزلة منذ خلقه الله . "ناسا" وفي ظروف اقتصادية ضاغطة خصصت مليارين ونصف المليار لانجاح مشروع علمي ليس له اي مردود مادي ، وضعت له نسبة نجاح تقل عن اربعين في المئة . وكدت افقد تماسكي وربما دموعي ايضا عندما كنت اصغي لرئيس المهندسين المكلفين متابعة الرحلة وهو يقول بان فريقه المكون من خيرة مهندسي الغبراء والفضاء بذلوا كل ما بوسعهم من اجل انجاح الرحلة ، واستدرك قائلا : اتوقع لها النجاح ، فاذا فشلت فانها ستؤسس لنجاح مستقبلي سياتي لاحقا ... اعي تماما كم هو صعب ان تتعاطف الى هذا الحد مع مشروع اميركي حتى وان كان علميا لا يمت بأدنى صلة لسياسة واشنطن في الشرق الاوسط . وانك اذ تفعل ذلك فانما كمن يسير على حسك السعدان . فتهمة العمالة جاهزة ، وسيترتب عليها انك تقبض - ما الله يعلمه - ثمن عمالتك بالورق الاخضر الذي يسر الناظرين ، وان لك تاريخا طويلا في معاداة الامتين الاسلامية المجيدة و العربية الواحدة ، ذات الرسالة الخالدة ... وصولا الى كل ما يمكن ان تبتكره عقولنا الراجحة من تهم . وهكذا ينتهى بنا الامر !!! كتلة من الحديد ترسل رسالة من السماء من بعد ملايين الكيلومترات تطمن اهل الارض بسلامة وصولها ، وانا استلم رسالة من اهل الارض تدعوني لادعو الله ليطيح بكتلة متوقدة الذكاء من الحديد والاسلاك تحل الان ضيفا على المريخ . وهكذا يتضح الفرق بين الرؤيتين وهو فارق يساوي بالضبط المسافة النجومية التي تفصلنا الان عن كيورياسيتي . لكن الانكى والادهى من كل ذلك هو وجود من يرى ان الغلبة لنا وان هذه الغلبة قادمة كلمح في البصر او هي اقرب من ذلك . ترى من سيلومني الان لو كبست على خيار"ديليت" لهذا الصديق الكلوز جدا ؟