بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

مقاهي بغداد..سمــر ومــواعيد وثقــافــة -د. سعدي شرشاب




مقاهي بغداد..سمر ومـواعيد وثقــافـة
نتشر في العراق المقاهي الشعبية التي تركت لها اسما وأثرا في الحياة العامة.
وقد يتذكر الكثير من العراقيين بعض هذه المقاهي وأثرها في المجتمع العراقي، كما ان معظم العراقيين ان لم يكن جميعهم قد اتخذوا من المقهى مكانا لقضاء أوقاتهم، أو للسمر فيه، أو اللعب، أو لقاء صديق فالمقهى جزء من الحياة اليومية.أثرت المقاهي، والشاي ايضا في الشعر العراقي بشقيه العامي والفصيح. في بعض ما ذكره الشاعر الفيلسوف عبود الكرخي دليل على هذا التأثر:

كون أنگلب فنجان
بيدْ الگهْوجي
وأوصل لحگك هواي
أنتحب وأبجي

أو قول الرصافي بعد موجة من تحويل بعض المقاهي الى ملاهٍ عام 1909:
أرى بغداد تسبح بالملاهي
وتعبث بالأوامر والنواهي
أو ما نسمعه من أغان فولكلورية تمتد لمئات السنين تتغنى بالشاي وتتغزل بالحبيب الذي يعد الشاي، ولعل أشهر هذه الاغاني:
خدري الچاي خدري
عيوني لمن أخدره
مالچ يا بعد الروح
دومچ مِجْدَره
Dim lights


أما أول مقهى فتح في بغداد كما يذكر الشاعر معروف الرصافي في مذكراته التي نشر بعضها وفقد بعضها الآخر فتم افتتاحه عام 1590م اسمه "خان جغان" في زمن الوالي العثماني "جغالة زادة سنان باشا" ايطالي الأصل وعينه السلطان "مراد الثالث" وحكم بغداد من 1586م وحتى 1590م.وقبل ان نذكر اسماء هذه المقاهي الشهيرة ومواقعها واسماء روادها لا بد ان نذكر الادوار التي لعبتها هذه المقاهي في الحياة الاجتماعية والسياسية في العراق، حتى اخضعتها السلطات المتتالية على حكم العراق للمراقبة الأمنية وارتبطت اسماء هذه المقاهي بأحداث العراق بشكل عام، بل أصبحت جزءاً من حياة العراقي.

1-ان هذه المقاهي كانت بمثابة ملتقى يومي لكبار العلماء والساسة وأصحاب الأعمال والمصالح، وللفنانين والأدباء والشعراء والمفكرين مثلما هي نادٍ للعراقيين من سكان المنطقة القريبة من المقهى، وبالتالي فالمقهى نادٍ ثقافي لعب دوراً أساسياً في الابداع في العراق..
2-لبعض هذه المقاهي صفات التجمع المهني مثل مقاهي التجار حيث يجتمع التجار ليمارسوا البيع والشراء وعقد الصفقات أو الالتقاء ببعضهم، ولعلها كانت تقوم بدور البورصة الحالية.
3-المقهى مكان استقبال بعض الضيوف واكرامهم حينما يتعذر استقبالهم في البيوت لأسباب مختلفة تفرضها الظروف المحيطة بالشخص.

4-وهو ملتقى الغرباء، اذ تجد عند كل محطة سيارات لنقل الركاب الى محافظات اخرى مقهى معظم ر
واده من تلك المحافظة التي تسير إليها الشاحنات والسيارات. مثل مقهى الناصرية في البصرة، وكذلك مقهى العمارة.
5-والمقهى مكان تسلية وقضاء وقت، أو تتحول بعضها الى ملاعب قمار، أما في رمضان من كل عام فتصبح المقاهي ساحات لعب خاصة بالشهر الفضيل اذ تنتشر لعبة "المحيبس" الشهيرة في العراق، ويؤم هذه المقاهي كل ليلة بعد صلاة التراويح العشرات بل المئات يتمتعون بلعبة المحيبس الجماعية، التي تمتد الى الفجر اذ تنتهي بفوز احد الفريقين ويتناول الجميع "البقلاوة" التي يدفع ثمنها الفريق الخاسر لتعاد اللعبة في اليوم التالي بفريقين آخرين جديدين.

6-ولعل المقهى مكان تجمع وطني وقومي سياسي، وكثيرا ما انطلقت التظاهرات والاحتجاجات من المقاهي التي تعتبر بؤرا وطنية، ينمو فيها الوعي السياسي وتتخذ مكانا لتجمع القوى السياسية والوطنية التي أسهمت في تاريخ العراق السياسي عبر اكثر من قرن من الزمن.

أما اشهر المقاهي وأهمها فهي:
مقهى فاضل في الصالحية.

مقهى علي النهر في الفضل.
مقهى الجمالي في باب الشيخ.
مقهى ياسين في شارع أبونواس.
مقهى المواصلة في شارع الرشيد.
مقهى أبوصفو في شارع السموأل.
مقهى سيد بكر قرب وزارة الدفاع.
مقهى وهب في الميدان.
مقهى القراءة خانة في باب المعظم.مقهى العبد في الباب الشرقي.
مقهى التبانة في محلة الفضل.
مقهى السوامرة في الكرخ.
مقهى النقيب في محلة قنبر علي.
مقهى بيت هيش في الكرخ.
مقهى حتروش في المشاهدة.
مقهى ماجستيك في الميدان.
مقهى عارف آغا في الحيدرخانة.
مقهى سبع في الميدان.
مقهى عزاوي في باب المعظم.مقهى البلابل في محلة البارودية.
مقهى ملاحمادي في محلة المربعة.
مقهى البهرزاوي
مقهى الخفافين سوق الساعجية.
مقهى الوقف مقابل وزارة الدفاع.
مقهى العكامة جسر الشهداء الكرخ.
مقاهي عكيل تقع قرب جامع عطا بالكرخ وهي ثلاثة مقاهٍ (مقهى حمادي) (مقهى رشيد النجفي) و(مقهى ياسين).


مقهى الشابندر شارع المتنبي.
مقهى المميز جسر الشهداء الرصافة.
مقهى ابو القاسم في الكرخ.
مقهى حضيري ابوعزيز الكرخ.
مقهى ابراهيم عرب شارع الرشيد.
مقهى البرلمان شارع الرشيد.
مقهى فتاح شارع الرشيد.
مقهى القيانجي شارع الرشيد.
مقهى السويسرية شارع الرشيد.

مقهى حسن عجمي
مقهى عبود بالمستنصرية.
مقهى ابو رزوفي الكرخ.
مقهى ناصر حكيم الكرخ.
مقهى البلدية شارع الرشيد.
مقهى خليل القيسي شارع الرشيد.
مقهى أم كلثوم شارع الرشيد.
مقهى اكسبريس فلسطين شارع الرشيد.
البرازيلية شارع الرشيد.

مقهى الزهاوي
مقهى النعمان في الاعظمية.
هذا عدد من مقاهي بغداد التي عرفت خلال اكثر من قرن من الزمن، وشكلت خريطة مكتملة لمعظم أرجاء بغداد القديمة، التي امتدت اتساعا في الخمسينات والستينات، وبلا شك فإن عددا من هذه المقاهي قد اعدمت بعد ان اتسعت بغداد. ما افقد العراقيين بعض ثراث مهم لأن هذه المقاهي كانت مراكز لشعراء وأدباء وتجار واعلام بغداد، وفيها من الذكريات والاحداث ما يؤرخ له في الحياة العامة
وهي شواهد لأحداث اكثر من قرن مرت على العراق. كما أرجو ان اكون قدمت رصدا من دون ان انسى بعض هذه المقاهي. ولعلي اقول لا بد وقد غاب عن ذهني بعضها خاصة وأنني اشعر ان بعض الثقوب قد ابتليت بها ذاكرة لم تزر الوطن خلال ربع قرن، إلا من خلال حلم ظل يعانقني طيلة الربع قرن التي انسلخت من عمري. ان بعض الاعلام من الشعراء والأدباء والمفكرين والعلماء والتجار والشخصيات الاعتبارية الاخرى ارتبط بواحد من هذه المقاهي، بل ان كرسيا معينا في المقهى يظل شاغرا الى ان يجلس عليه صاحبه من هؤلاء الاعلام.


مقهى قديم.. لاحظوا ملابسهم ..

*مقهى ابن صفو: يقع في شريعة المصبغة بجانب الرصانة، وهذا المقهى من اقدم مقاهي بغداد، ومن اسماء هذا المقهى "مقهى الشط" أو "مقهى التجار" كان صاحبها حسن صفو، وله اخ اسمه احمد صفو من اشهر قراء المقام العراقي وكان يغني في المقهى، في عام 1909 تحول المقهى الى ملهى ليلي غنت فيه "طيرة المصرية"، وطيرة جاءت من مصر قبل الحرب العالمية الاولى،
وغنت اشهر الاغاني العراقية "عبودي جا من النجف شايل مكنزية".
* مقهى عارف آغا: يقع في الحيدر خانة، بجانب المسجد المسمى بالاسم نفسه كان يلتقي في هذا المقهى كبار التجار وكبار الساسة والوجهاء والنواب والاعيان. وقد اتخذه معروف الرصافي مجلسا له يحيط به محبوه ومريدوه، وارتاده من الساسة ياسين الهاشمي، وحكمت سليمان. تحول المقهى بمرور الزمن الى دكاكين عامة.


مقهى سيد بكر: يقع بجوار وزارة الدفاع بين الميدان وباب المعظم، وقد اشتهر هذا المقهى بسباقات "الديكة" وكذلك "نطاح الكباش".
مقهى كلوزير: ذكره الرصافي في مذكراته، ملتقى الطبقة البرجوازية في بغداد، يقع بجانب باب وزارة الدفاع وبالق
رب من معمل احذية الكاهجي، هدم عام 1915 بعد توسعات شارع الرشيد.
مقهى سبع: صاحبه سبع اشهر قهوجي في بغداد، يقع المقهى في الميدان.

وكان يستقدم عددا من المغنيات ومنهن "رحلو الملعية جرادة" و"شفيقة الحلبية" وقد ذكرها الشاعر ملا عبود الكرخي في قصائده الظريفة:
هذي "رحلو" رحلة الصيف وشتاء
ما اظن يوجد مثلها بالنساء
ب "كهوة سبع" انظر الى الحورية
شفيقة بالأصل يمكن "حلبية"
ومما يذكر عن هذا المقهى ان الشاعر ابراهيم الباججي اطلق النار على فتى سوري "حلبي" جميل، ومات الحلبي في مستشفى الغرباء بالكرخ. وقد رثاه الشاعر عبود الكرخي مثلما رثاه معروف الرصافي عام ،1907 ولأن هذه القصائد تؤرخ مقتله وهي جميلة تعبر عن روح أهل بغداد، فإنني اذكرها هنا مع الاشارة الى ديواني الرصافي والكرخي.

يقول معروف الرصافي:
فأطلق من مسدسه رصاصاً
به في الرمي تنحرف الجسوم
فخر الى الجبين به "نعيم"
كما انفضت من الشهب الرجوم
سأبكيه ولم أعبأ بلاح
وأندبه وان سخط العموم
ولما ان ثوى ناديت أرخ
ثوى قتلاً بلا مهل "نعيم"
اما الملا عبود الكرخي فيقول في قصيدة رثائه:
يا دگة الما تنحچي
سواها ابن الباچچي
خلو عليه التوبچي
وتضحك عليه الصبيان
اللطم لنعيم وجب
والدمع عالخد انسجب
كظه ويانه بس رجب
وصارت كتلته بشعبان
Dim lights

مقهى عزاوي: وهو من اشهر مقاهي بغداد، وكان يعرض مسرحيات خيال الظل "عيواظ وكركوز"، كما مثل في هذا المقهى اشهر الكوميديان القطري "جعفر آغا لقلق زادة" وكذلك مثلت فيه الفنانة عفيفة اسكندر، وهو يقع في باب المعظم قرب جامع الاحمدي، وقد غنى فيه ايضا اشهر مطربي ذلك العصر امثال نجم الشيخلي، واحمد زيدان، وقد ورد اسم المقهى في اشهر أغنية فولكلورية "فراگهم بچاني" والتي هي ايضا "يا لگهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان".
مقهى البلابل: للبلبل اثر في حياة البيوت العراقية، ويندر ان تجد بيتا عراقيا من دون اقفاص البلابل "أنا العبد الفقير لم اترك هذه العادة، واستوردت البلابل من البصرة لتعيش معي في البيت، واستيقظ فجراً كل يوم على غنائها، والبلابل تفهم، وتتحاور لمن يعرف لغتها المهم ان هذا المقهى مخصص لمحبي البلابل في بغداد، يقع في محلة البارودية، ويحتفظ اصحاب البلابل بالأنسال من البلابل.

* مقهى التبانة: يقع في محلة الفضل بجانب الرصافة، كان يمثل فيه الممثل الكوميدي (ابن الحجامة) ويتبارى في النهار "الخرفان" وقد ذكر العديد من الشعراء الشعبيين في قصائدهم وهو من أقدم مقاهي بغداد.
مقهى الشابندر: يقع في شارع المتنبي، كانت مكاتب جريدتي "الكرخ"، و"جنزبوز" تقع في الطابق العلوي منه، وقد
غنى في هذا المقهى بشكل مستمر قارئ المقام المعروف "رشيد القندرجي".
مقهى العكامة: والعكامة مصطلح بالعامية العراقية يشير الى الذين يهتمون بقوافل الجمال، وكان من رواده العلامة محمد بهجت الاثري وكذلك الشاعر ملا عبود الكرخي، وقد هدم المقهى وأنشئ مكانه الجسر الحديدي.

مقهى حضيري أبو عزيز: يقع في منطقة الصالحية، صاحبه الفنان الخالد حضيري أبوعزيز أشهر فنان في مجال الاغنية الشعبية العراقية، وهو صاحب الاغنية الخالدة:
عمي يا بياع الورد
گلي الورد بيش

الخميس، 8 ديسمبر 2011

هل ستندلع حرب طائفية ؟- حسن الخفاجي

هل ستندلع حرب طائفية ؟

بقلم: حسن الخفاجي - 04-12-2011 | (صوت العراق) |
أليس غريبا ان تشكل خارطة الدول التي سقطت أنظمة الحكم فيها بفعل الثورات العربية ؟هلالا يحتضن البحر الأبيض المتوسط , طرفه في تونس وطرفه الآخر في تركيا . الكل يعرف ما للهلال من رمزية؟
من يعود لتاريخ ومسار الثورات العربية , يجد ان أول الداعين لمراقبة هلال الثورات العربية , كان السلطان العثماني اوردغان حين دعا من مقر السلطنة العثمانية , من بابها العالي في اسطنبول إلى تثبيت الرؤية الشرعية لهلال الثورة التونسية .
شجعت أحداث الثورات العربية السلطان اوردغان مدفوعا بمواقف عربية رسمية وشعبية مدعومة بتخاذل عربي , اعتبر مسار السفينة التركية , التي أبحرت لكسر الحصار عن غزة انتصارا عمد بدم الأبرياء الأتراك. شجعت كل تلك الأحداث نزعات الزعامة والوجاهة والحنين للعودة لماضي أجداده السلاطين العثمانيين . لقد تشجع الحفيد لان يمضي في مشواره نحو القمة .كانت إنذاراته للحكام العرب مترددة بين صعود ونزول , كأنها مؤشر بورصة تتحكم بقوة مؤشرها الأحداث على الأرض .لقد نجحت إنذاراته ونصائحه لحاكم مصر , غادر مبارك على عجل . لقد كان موقف اوردغان مرتبكا من ثورة ليبيا في أول الأمر , حسمه الدعم الغربي , وتوسل الثوار الليبيين واستجدائهم لمواقفه , ومظاهرات لبعض الليبيين , الذين نددوا بتصريحاته المتخاذلة من ثورتهم .هكذا فرضت الأحداث ان يكون باب السلطنة القديم في اسطنبول مقر الوافدين والطامحين للوجاهة والأضواء , كأن التاريخ عاد مئات السنين إلى الوراء , عندما كان أذلاء العرب يستجدون ويتوسلون رضا السلاطين العثمانيين عنهم حتى ان تركيا استضافة مؤتمرا للمنظمات الإرهابية والأحزاب والجماعات العراقية , التي تعمل بالضد من تجربة العراق الديمقراطية !.
لقد انهار نظام القذافي واكتمل رسم الهلال , لكن شرخا سوريا عند الحافة الشمالية يقطع الهلال في دائرته الأخيرة , هو ما يؤرق اوردغان . بسقوط النظام السوري سيكتمل رسم الهلال , الذي يحتضن البحر الأبيض ,ويبعد الثورات العربية من التمدد نحو دول الخليج !!.تركيا وقطر تلعب لعبة خطرة ستتضح نتائجها لاحقا
من يريد فك الشفرة الوراثية للتدخلات وانتقائية المواقف التركية وتدخلهم بشؤون المنطقة العربية , ما عليه إلا ان يرقب تحركات وزير خارجية تركيا دوود اوغلو , الذي استعاد دور مبعوث السلاطين العثمانيين , ل(مخاتير واختيارية) المناطق ورؤساء القبائل العربية, حضوره اجتماعا وزاريا لوزراء الخارجية العرب , اثبت دون أدنى شك ان السلطنة العثمانية تريد العودة إلى للحياة من خلال هلال أسلامي متحزب (اخوان مسلمين وسلفيين), حتى ان مسميات الأحزاب العربية الإسلامية الفائزة في الانتخابات التونسية والمصرية تشبه اسم حزب اوردغان. ظهرت بوضوح ملامح الهلال الاخواني , الذي يطمح اوردغان قيادته بعد نتائج الانتخابات في المغرب وتونس ومصر , التي فاز الإسلاميون فيها , تساندهم سيطرة الإسلاميين المتشددين في ليبيا
هل للشعوب العربية الثائرة مصلحة في عودة عقارب الساعة والعودة لزمن السلطنة وحكم الطرابيش !؟.
هبت شعوب البحرين وعمان واليمن والأردن معتمدة على قواها الذاتية طامحة بتغير واقعها السياسي المزري وحكامهم الطغاة . كانت شعوب تلك الدول تعتقد , ان ساسة الغرب واوردغان سيساندونهم مثلما ساندوا الليبيين والمصريين والتونسيين , لقد كانت التصريحات الرسمية الغربية خجولة وبلعت الشعوب المقلب الغربي مثلما بلعه العراقيون من قبل في انتفاضة العام 91 , حينما وعدهم الرئيس بوش الأب بالقيام بثورة ضد نظام صدام وتخلى عنهم .امتدت ثورات الشعوب المظلومة إلى العمق , الذي لا يرغب الغرب ان تثار فيه سحب الأتربة وعواصف التغيير, بعدما امتدت بعيدا عن هلال البحر المتوسط , وتمددت نحو الخليج والبحر الأحمر .حينها نامت عيون السلطان اوردغان والساسة الغربيين , عن القمع الذي تعرض له ثوار البحرين , فاستفرد حمد البحرين بمساعدة وتدخل سعودي عسكري بالشعب البحراني , واستفردت دبابات وطائرات وقناصة على عبد الله صالح بالشعب اليمني وهو يلاقي الدعم والرعاية من ملك السعودية , وخنقت ثورات وانتفاضات الأردنيين والعمانيين بمهدها !.
خط الثورات العربية يراد له ان يبقى يحتضن البحر المتوسط بعيدا عن منابع النفط !.
زعماء الخليج واوردغان يغذون المخدرين بهوس الطائفية ويبشرون بسطوع نجم خلافة إسلامية جديدة , يقودها سلطان عثماني عصري يلبس الملابس الغربية , لذلك يطمح الجهلة والمتخلفين لعودة هلال الخلافة!.عودة الخلافة وان كانت غير معلنة وغير رسمية وان كانت على شكل أحلاف وتكتلات ذات صبغة طائفية ستؤدي لاحقا الى إشعال فتيل حرب طائفية لا مصلحة للمسلمين فيها , الرابح الأكبر من يغذي هذه الصراعات عن بعد وعن سابق إصرار. الفائز من هذا الصراع -ان حدث- من يبقى على التل ينتظر ان يحسم احد الطرفين الصراع لصالحة . بعدها سيخرج هذا الفائز من الصراع منهكا وسيقبل بشروط الطرف القوي , الذي خطط وأوعز لهم بالتنفيذ حينها سيسلم "المنتصر المنهك"كل ما غنمه وما عنده ويكتفي بتنفيذ الأوامر الخارجية
السيناريو القادم يراد له ان يكون: أفول دور الأمراء والسلاطين وملوك النفط , وعودة الأضواء لحكم دولة الخلافة العثمانية ولو بشكل غير رسمي .عندها سيتحقق طموح اوردغان , في ان يكون أميرا للمؤمنين وسلطانا في ان واحد !!.
إذا تحقق هذا السيناريو- لاسمح الله - سيكون الصدام القادم عثمانينا إيرانينا مثلما خطط له بعناية وبمباركة غربية, عندها سيخسر الجميع وسيخر العرب كرامتهم ودولهم واستقلالهم .
وقتها ينطبق عليهم المثل العراقي (اليجي من أيده الله يزيده)
(عندما تخلو الجبال من النمور يكون القرد ملكا)
4-12-2011
Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com

المواكب الحسينية الحلية-حامد كعيد الجبوري

المواكب الحسينية الحلية
موكب عزاء ( طرف الوردية )
حامد كعيد الجبوري
من المعروف ان للحلة الفيحاء مواكبها الحسينية العشر ، سبعة في الصوب الكبير ، وثلاثة في الصوب الصغير ، ( الطاك ، الجامعين ، جبران ، المهديه ، الجباويين ، التعيس ، الكراد ) وهذه هي مواكب الصوب الكبير ، و ( الوردية ، الكلج ، وكريطعه ) وهي مواكب الصوب الصغير ، كتبتُ في العام الماضي عن أغلب مواكب الصوب الكبير ووثقتها ونشرت ذلك على صفحات جريدة الفيحاء الحلية ، ووجدت أن محلة ( الكراد ) أكثر توثيقا بالصور والدلائل والوقائع من بقية أطراف ومواكب أهالي الحلة الكرام ، موكب محلة ( الكراد ) تأسس عام ( 1917 م ) ، ولديهم ما يثبت تاريخ تأسيس موكبهم وهي مخطوطة من القماش أكلتها دابة الأرض ( الأرضة ) فكتبوا غيرها مع احتفاظهم بمخطوطتهم القديمة وهذا دليل واضح على صدق إدعائهم .
يقول شيبةُ أهل محلة ( الوردية ) نقلا عن أبنائهم الأحياء ، أن محلتهم ( الوردية ) أقدم من تاريخ تأسيس موكب عزاء ( الكراد ) وغيره من المواكب الحلية ، ونقل لي قول أحد وجهاء محلة الوردية المرحوم الحاج ( علي حسون هجول ) تولد 1895 م قوله ، يقول لمحلة الوردية مسجدان ، الكبير يقع بمنتصف المحلة ، والآخر الصغير يقع في سوق العمار ، يقول ( علي هجول ) وعيت على المسجد الكبير ووجدت أن عالم الدين الذي يؤم المصلين فيه من بغداد وأستوطن محلة ( الوردية ) لهذا السبب ، وعند وفاته بقيت المحلة بلا أمام يؤم المصلين ، لذا أنتقل لمحلة ( الوردية ) قادما من صوبها الكبير ( الجامعين ) سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ المرحوم ( محمود سماكه ) وأشترى له دارا وأستوطن محلة ( الوردية ، وفي هذه المحلة أنجب أولاده آية الله الشيخ ( محمد سماكه ) رحمه الله ، وآية الله الشيخ ( علي سماكه ) رحمه الله ، وبقية أولاده وبناته ، ويقول المرحوم ( علي هجول ) كنت صبيا حين وفاة المرحوم الشيخ ( محمود سماكه ) ، وعند سماعنا بوفاته أخرجنا ( بيرغ ) المحلة ، وكل عائلة ممن تمتلك ( البيرغ ) أخرجته وأعددنا موكب عزاء لتشييع شيخنا الجليل ، وهذا الحديث يدل على أن محلة الوردية لها موكبها الحسيني الخاص بها ، ولو حسبنا عمر المتحدث الصبي ( علي هجول ) تولد 1895 م لخلصنا الى أن موكب عزاء الوردية الحسيني يرجع تأسيسه لبدايات العام 1900 م أو ما بعده بقليل ، وبذلك يكون أقدم موكب حلي كما يزعم أهالي محلة ( الوردية ) ، والمنطق يقول أن كل محلات الوردية بأطرافها العشر بدأت متواكبة بمواكبها الحسينية .
محلة ( الوردية ) مزيج متجانس من الكسبة والفلاحين وصغار التجار وكبارهم ، قلة من كبار السن يعرفون القراءة والكتابة وتعلموها من خلال الكتاتيب ، كل هؤلاء أدخلوا أبناءهم المدارس الحكومية فخرجت الأطباء والصيادلة والقضاة والمدرسين والمعلمين والموظفين بدوائر الدولة المختلفة ، وهي كباقي محلات الحلة الفيحاء فيها الغني الموسر ، والفقير المعسر ، وبين هذا وهذا الطبقة المتوسطة ، وفيها أزقة ( عكد ) كثيرة تسمى باسم أحد أفراد ذلك الزقاق ، ( عكد الشيخ ، عكد هجول ، عكد حسان ، عكد بشبوش ، عكد العلاك ) وغيرها ، وفي ( الوردية ) مجموعة أزقة صغيرة مجتمعة اصطلحوا على تسميتها ( البيات ) بسبب سكن عوائل من ( البياتيين ) – عشيرة البياتي – فيها ، ومنطقة ( السرحه ) ، وأختلف المحققون بمن مصر محلة ( الوردية ) وسبب تسميتها ، وأغلبهم يرى أن تسميتها جاءت من أنها مجموعة من البساتين التي تنبت الورد ، وكل عائلات الوردية ترجع لأصولها العشائرية ، وفيهم من عشائر خفاجة والجبور والبياتيين والجيلاويين وآل سلطان والسعديين والجصانيين وشمر والعزاويين والطائيين والربيعيين والفلوجي والمعامرة وبربن وآل السرحان وآل غلام وآل البراك وآل عبكه وآل الشوك والحروب والسامرائيين النازحين من سامراء واستوطنوا الحلة الفيحاء ، وبمرور السنين غادر السامرائيون مذهبهم الذي أتوا به واعتنقوا مذهب آل البيت الأطهار ، ومن عشائر السادة العلويين آل العلاك وآل وتوت والعميديين والحسينيين والصالحيين ، وعذرا أن خانتني ذاكرتي للآخرين .
تبدأ مراسيم العزاء الحسيني منذ الليلة الأولى لمحرم الحرام ، وبعد أن يستحصل مختار المحلة على الإجازة من دوائر الأمن المعنية ، ويعطي تعهده الشخصي بعدم المساس والتنديد بالدولة وتصرفها تنطلق مسيرة الموكب الحسيني ، يتجمع أهل المحلة مقابل بيوت آل البراك المعروفة ببنائها الحديث ومسقفاتها الجميلة ( الطوارم ) وهذا ما حدثني به الأستاذ ( قيس علي السماعيل السامرائي )، تتوزع المجاميع ( الجوكات ) فتصل لأكثر من عشرة مجاميع ، كبار السن تكون مجاميعهم مرددة للشعارات الحسينية فقط ، ومجاميع الشباب يتخللها الأطفال مجاميع ( لطم ) ، وبما أن أغلب الرجال من الأميين لذا يحتاجون لشاب أو أكثر ممن يجيد القراءة ليحفظهم ما يرددون ، بعد أن تتكامل المجاميع ينطلق موكب العزاء بالمسير ، كل هذه المراسيم تمارس بعد صلاة العشاء ، وكل محلة من محلات الحلة لها موعد للانطلاق صوب التجمع الأخير الذي يقام به ترتيل القصائد الحسينية ، وهناك لجنة منظمة لانطلاق المواكب الحسينية الحلية كي لا تزدحم بمحطتها الأخيرة .
أنا لم أعي تلك الفترة التي تحدث عنها السيد ( قيس علي إسماعيل ) وقوله عن مكان تجمع وانطلاق ( موكب عزاء الوردية ) بل وعيت على ( موكب عزاء الوردية ) ومكان تجمعه قرب مقهى ( رضا عبكه ) ، والمقهى تقع مدخل سوق العمار مقابل الجسر القديم ، تتجمع المجاميع ( المرددة ) للأشعار الحسينية ومجاميع ( اللطم ) من بداية الجسر على ضفاف شط الحلة ، وبعكس تيار الماء متجهة صوب الشمال وصولا لمقهى ( محمد الحايج ) ، يحمل ( بيرغ ) الطرف ذوو اللون الأبيض والمصنوع من القماش ( الحبر ) وهو قريب الى قماش الحرير ، يحمله الحاج ( عبد الأمير حمادي الطائي ) ومن بعده حمله أخوه ( محمد علي ) ، وأغلب عوائل الوردية لها ( بيرغها ) الخاص بها يحمله أحد أبناء تلك العائلة ، ولأن جارنا بنفس زقاقنا المرحوم ( محمد حسين الشهيب المعموري ) أذكر ( بيرقه - ( بيرغه ) – يحمله ولده الكبير ( كاظم ) ، ولآل ( هجول ) ( بيرغان ) أحمر يحمله ( جاسم ) وأسود يحمله ( جعفر ) ، و( بيرغ ) لآل ( جريدي ) ، وآخر لآل ( الجمل ) ، وآخر للسيد ( عبد الرضا العلاك ) ، و( بيرغ ) أخضر كبير يحمله السيد ( عباس العميدي ) بوقاره وشيبته البيضاء وعمته السوداء باسطا ( غترته الخضراء ) على كتفيه ووجهه يتصبب عرقا ، وأعتذر لأهلي من ( الوردية ) أن خانتني ذاكرتي بهذا الباب ، ويفرح كثيرا صاحب ( البيرغ ) الذي يعلقون فيه الناس من عملتهم الورقية او الحديدية شيئا من المال للتبرك وطلبا للنذر أن أنجزت له مهمة يوكلها الى الله سبحانه وتعالى بشفاعة الحسين ( ع ) وجده محمد ( ص ) وأبيه علي ( ع ) ، أما العملة الحديدية فتطوى بأطراف قماش ( البيرغ ) ، وهذا المال المتحصل بهذه الطريقة يستبدلون به قماش ( البيرغ ) أو يضيفون له من مالهم الخاص أن لا يكفي المبلغ لعمل وليمة أوما نسميه ( عاشور ) ويوزع ببركات الحسين ( ع ) وآل البيت الأطهار ، بالموعد المحدد ينطلق الموكب صوب حسينية ( أبن طاووس ) التي تقع في محلة ( السنية ) ، يعبر الموكب الحسيني نهر الحلي ( الجسر القديم ) الذي لا يزال قائما متحديا السنين ، وهو يقابل سوق الحلة الكبير في الصوب الكبير ، وينار طريق المعزون بواسطة الفوانيس و ( اللوكسات ) والمشاعل النفطية ، بعد عبور الموكب الجسر يتجه يمينا مخترقا الشارع و ( فلكة ) مديرية شرطة الحلة ، ومكانها الحالي هي ساحة ( الصدرين ) مقابل ( أورزدي الحلة ) ، ثم يسلك الموكب شارع المكتبات وصولا لساحة ( سعيد الأمين ) ، ثم ينحرف يمينا الى شارع الأمام علي حاليا ليصل الى ( حسينية بن طاووس ) ، يدخل الموكب الى الحسينية ويعتلي خطيب المحلة ( الرادود ) ليرتل قصيدته الحسينية على الموكب الحسيني ، ولمستمعي العزاء من الرجال والنساء الذين يقفون خارج الحسينية ، إضافة للرجال الذين يأتون من بقية المواكب من المحلات الأخرى للاستماع ( لرادود المحلة ) داخل الحسينية ، ووعيت أن مواكب الحلة كانت تنهي مراسيمها بديوان السادة ( القزاونه ) في محلة الجامعين ، ولأسباب سياسية سنأتي عليها لاحقا حين توثيق موكب محلة ( الجامعين ) أنتقل المعزون الحسينيون بنهاية مراسيم طقوسهم في حسينية ( أبن طاووس ) ، في ليلة ( القاسم ) تخرج كل مواكب الحلة وهي تحمل الشموع والورود والرياحين مرددين شعاراتهم الحسينية ، وكل موكب حسب توقيته المرسوم ، كل مجالس العزاء والمواكب الحسينية الحلية تقام في المساء ، ومواكب ( الزنجيل ) تقام عصرا ، أما صبيحة العاشر من المحرم تنطلق ( مواكب التطبير ) فجرا ، وبدءا من الساعة التاسعة تنطلق مواكب العزاء صوب ( أبن طاووس ) وكل حسب توقيته كما أسلفنا ، وبهذا اليوم يسير موكب عزاء ( الوردية ) مسافة أطول من مسير الموكب ليلا ، فيجتاز الشارع المحاذي لدائرة البريد الحالية ( بدالة الحلة ) وقبل بيت ( المتصرف ) يستدير الشارع نحو شارع المكتبات الحالي استمرارا ( لحسينية أبن طاووس ) ، وفي هذا اليوم يكن موكب عزاء ( الوردية ) أكبر مواكب الحلة تقريبا بسبب دخول أبناء القرى المجاورة الى المدينة للمشاركة بعزاء سيد الشهداء ، يروي لنا ممن هم أكبر سنا أن شجارات تحدث أحيانا بين المواكب في ما بينها لأسباب كثيرة أهمها أن المحلة ( الفلانية ) تتجاوز الوقت المحدد لها في البقاء في الحسينية ، مما يضطر الموكب الآخر البقاء في الشارع طويلا لينتظر انتهاء مراسيم المحلة التي تسبقه ، وربما هناك أسبابا أخرى لا ندخل بتفاصيلها ، وفي هذه الحالة فأن كل موكب يحتاج من الرجال الشجعان ليسير الموكب تحت ظلهم ، وفي محلة الوردية من هؤلاء الرجال المرحوم ( عبد الحسين أبو حميّد الجبوري ) ، يسير هذا الرجل متنقلا بين ( الجوكه ) الأولى والأخيرة وهو يحمل بكمه خنجره أو ( قامته ) ، ومنهم من يخرج معه أمه أو أخته لتحمل له تحت عباءتها سيفا أو ( مسدسا ) ، وسبب خروجهن لأبعاد الشبهة ومتابعة رجال الشرطة له بسبب منع حمل الأسلحة النارية والجارحة دون أجازة ، وبعد وفاة ( عبد الحسين ) نهض بهذه المهمة كثير من أبناء المحلة لسنا بصدد ذكرهم ، أعتلى المنبر الحسيني أكثر من ( رداود ) لترتيل القصائد الحسينية ، منهم المرحوم الحاج ( إسماعيل الجيلاوي ) الذي يقول عنه المرحوم السيد ( حسيني العلاك ) بأن للحاج إسماعيل رحمه الله صوتا شجيا وقويا جدا بحيث أنه كان يعتلي المنبر ويسمع صوته لمن هو خارج الحسينية دون استخدام مكبرات الصوت لعدم وجودها آنذاك ، وأعتلى المنبر أيضا المرحوم ( فاضل الخياط ) ، والسيد ( فتحي العميدي ) ، وأخيرا أستقر رأي وجهاء محلة الوردية على ( الرادود الحاج صبري جابر ) ولحين منع المواكب الحسينية من قبل النظام السابق ، والحاج صبري شاعر حسيني أيضا ولكنه كان يقرأ أكثر مجالسه الحسينية مرددا لقصائد قريبه المرحوم الشاعر الحسيني الكبير ( عبد الحسين صبره الحلي ) ، وأنجبت محلة ( الوردية ) أكثر من شاعر تقرأ له أشعاره أغلب ( أطراف ) الحلة ، ومنهم المرحوم الشاعر ( محمد علي بنيان الجبوري ) ، والمرحوم الشاعر ( صاحب الجمل ) ، والشاعر ( ملا عباس الربيعي ) .
توالى على ( مختارية ) محلة الوردية أكثر من وجيه من أهلها الكرام ، ولم تخرج هذه ( المختارية ) عن ( آل الحساني ) إلا بإرادتهم شخصيا ، بعد وفاة المرحوم ( جبار الحساني ) انتقلت ( المختارية ) لولده المرحوم ( هاتف الجبار الحساني ) الذي أستطاع أن يؤلف بين قلوب أهل الوردية وكأنه أب روحي لها ، وبعد وفاته رحمه الله لم ينهض أحد من ولده أو أبناء أخوته بهذه المهمة بسبب مشاغلهم الوظيفية ، وتناوبها الكثير من وجهاء محلة ( الوردية ) الكرام .
أعتذار
----------
أكرر اعتذاري لكل أهلي من محلة ( الوردية ) الذين لم أستذكرهم ، وهو مشروع بدأت به ولابد لي من أن أنهيه وهو تناول مواكب الحلة الفيحاء العشرة ، وأتمنى على كل من يملك معلومة خلاف ما ذكرته أن يصححها لي مع ذكر مصدرها لتكون وثيقة حية للتاريخ ، وليتعرف