بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 يونيو 2010

الاوثان-الوثن الاول-كتابة عادل كامل-لوحات عادل كامل-اعتراف د.غالب المسعودي

انت قلت لي ان الحكمة تاتي حين لا نحتاجها-اعتراف-
ولك رؤياك
الا انك اعطيتني الحكمة حين كنت احتاجها.....فاختصرت لي تجربة ووعي ازمنة...ولي مثاباتي....
لذا لن ابوح بها حتى لالهتي..... كانت رحلتنا بين اطياف لن تتوهج ثانية................................
الا في حافة الحافة وهي دلالات اشد وقعا وتاثيرا....انك علمتني ان لا ابوح بسعادتي وانا في الدرك الاسفل من من جهنم...اناجي وثني....بالصمت تارة وبالبوح تارة.... واقول اين التي سبعون ذرعا ذرعها..خسئت جهنم.....وقسائم الدفع الاجل ترتفع بارتفاع صوت الماذن.... وخمرة الوجد مفتاح الفرج.................(بين الخواتم ضاع حبيبي)
سيدوري صاحبة الحانة ...لم يعد برضيها عرق بعشيقة ولا نبيذ هبهب....
ونابو يبحر ضد تيار النار ليوصل اوتونبشتم الى الارض الخراب.....انها كوميديا بورنوغرافية................ ولك عندي اقوال اخرى
منعني الناجون من العشاء الرباني ان اقولها



د.غالب المسعودي


 

الأوثان








الوثن الأول


[ مفاتيح الليل ]



عادل كامل
إلى: أ. ت

[1]

ليس للعظام التباس الفصول، ليس لتداخلي من غوايات: العاصفة في خطاها أضاءت: هو ذا النبع قلائد قرنفل: امرأة بعمر الامتداد، والجذور تلملم للبحر أوسمة ألغرقى. أنا أم الوثن أنار للآخر مسالك هذا الابتداء ؟
[2]
          فوق الموجة الأسماء تتلاشى .. أحيانا .. تتكّون.
[3]
          يأتون من البعيد .. يا للكهف، ثم، باستدارات الهواء يرجعون: يا من لم تولد إن عويل قبرك أقل فرحاً من رحيلي.
[4]
          قالت الانثناءات: وداعاً لوداع: ليس للحكمة باب .. الكف اصطحبت أصابعها وغادرت .. والظل كف عن الإضاءة. يا أيتها النفس اخرجي فالمدينة خالية من حرس الليل. لا ملائكة لا ياقوت. في المدى، جبل يلملم لصوص القلب، فالعاشق استوى على عرش حصاة .. وأنا عند السماء كفت روحي الشكوى. يا أيتها النفس اخرجي فالأتون ظرفاء:لا أمير خير من أمير: فالظلام حشرنا/ جمعنا/ فرقنا في حبة رمل.
[5]
في الصخرة نطق: البذرة أم البذار .. هذا النشيد لماذا.. وهذه الصخرة لمن .. ؟
[6]
          صدى صوت أم صوت صدى؟ أم الميت يرحل ليولد؟ كلمات القلب تكتب الكتاب .. والعاشق يتبعثر . يا للمثقل بالهواء آن لك تدبر الإقامة: طرز لا مبالاتك بالغياب، أعلن ميلادك: ليس بالدهور تعمر المؤانسات. أفق: يا أيها العاشق مستودعك التراب. خذ حفنة من الأرض وامح بها آثار خطاك: القلب جمّع قلائده للمنفى هدايا غانيات. آيا أيتها العاصفة أما آن لك الرحيل ؟ هذا حبيبي أراه كلما ابتعد .. هذا حبيبي لا يراني كلما اقتربت. يا لصوت الجذر وهو يتوزع: الريح تدفع بالسفينة، والغرقى فوق الغرقى يعلنون الاحتفالات. هذه عروسي لا اعرف أسبقتني إلى المنفى أم تعثرت خطاي .. هذه عروسي تقيم لي ولائمها: رملة فوق رملة أناشيد وداع.
[7]
          في أية حجارةً يتجمع العباد: من صهر ومن فكك هذا الكلام: إني داخل اليد : لا خطيئة ولا نشوة. ففوق الرمل استعاد الجسد تلاشيه.
[8]
          أضع فوق الكف الفضاء وأدوّن أسراري: لون من هذا الذي استفاق ؟ أضع كفي ذريعة نجاة، ولا أغادر.
[9]
          تجّلد: الباطل زهرة: تجّلد: الغصن لا يأتي بالغصن. تجّلد: البرعم قفُل والباب مفتاح.
[10]

          من أعطى من اخذ والسكين لم تعمل في الروح؟ ماذا لو صدى البرق فتح باب الأرض؟ أم بكف الوليد تزاح الممالك، وبنعمْ النبت يدور قفل الباب؟ هكذا قال العاشق للعاشق: خذ عرشك فما اشتاق قلبي لفجر هذا رعده قبل حضور البرق، خذ خاتمك لا مثّال انثنى عليه وثنه. جرح فوق جرح تصنع اللامبالاة، والقلائد باللامبالاة تحاك.


[11]
          وهو ذا يحضر ما أعطى ليأخذ: تكون الحكمة فوق الورق انطفأت آفاقت تناثرت تجمعت بين يدي البذّار: أيها الكلام اشتك لنفسك، فيا غابة روحي تساءل: لمن انذر النذور؟ فمن أعطى أخذ .. ومن وهب استرجع .. ومن بعث محي .. ومن شيّد أزال . أهكذا الشجرة، كلما أثمرت دنا ذبولها، والمعبد يغلق بابه، أهكذا الرحم تيبس بعد استكمال فصوله وسيف المحارب يعود إلى التراب .. اهكذا يصنع الكلام تراتيل أوثان. نفسي قالت زد أيها البذار زد أيها العاشق ولترجع روحك راضية مرضية .. فما من نجمة أدلتنا لا يطويها النسيان .
[12]
          روحي تكف عن روحي، فقلادة حبي انفرطت: صوته ضاع بين الأصوات، ونفسي تكاد تكف عن نفسي، فمن ذا يدلني على بذّار أعطيه بذوري .. فانا صرت له الحصاد، وفي موجة جمّعت له البحر ..
          روحي ورقة ونفسي تراب .. فلتأت يد الغابة وتقفل هذا الباب، المفتاح نجمة وكفي سراب.

[13]
          أيحكم الدهر قبضته فوق الخاتم: هو ذا العهد .. هو ذا ليل الهلاهل: أيا أيتها اليد ارحلي؛ النياشين عند النقاش ضاعت والنقاش غاب.
          أيحكم قبضته على الخاتم فيما الروح حمامة: من ذا للأرض قال انفطري وللتراب صر نجمة: من ذا صاغ كتاب الكلام ومد الكف ومن ذا للدهر قال يا ليتني كنت نفياً منفياً ؟
[14]
          اليد فوق اليد كتاب نياشين .. هو ذا الفجر يبزغ يطلع أمام الليل. هكذا الجدران تمايلت/ انشقت/ تهاوت فيما القلب كبذرة أعاد صياغة العرش.
          اليد فوق اليد نياشين كتاب .. أيها الاسم الممحو أتبحث عن آخر اكثر محواً. تباً للكاتب ولعنة للكتاب، فالممحو ما زال يحمل عرشه: كواكب انطفأت/ تلاشت، إنما ظلالها فوق القلب يد تكتب آخر الكلام.
[15]
          ما الذي، سوى الجمرة، يولُد الرماد: ملائكة بين الأصابع وكلمات.
[16]
          قلب من، في امتداد الصوت، هوى عالياً :
يجمّع ذاكرته وينذر نذوره .
                   ليستدر، ليستدر كل من في الاستدارة:
لا غالب لا غالب..
          ضوء أوقد الوثن. إنما الاستدارة استطالت/ استقامت. هو ذا الامتداد ..
          لا غالب لا غالب ..
          الليل أضاء مساره وغاب.
[17]
          قطرة ماء أعادت لي التماثل: هو ذا صوت قبلات، موتى بلون النوارس، قارات تتبادل المواقع .. أيها الشعر اعرف انك آخر النبض .. أيها الشعر انك أوله.
[18]
          ذرة ذرة اجمّع العمر: كواكب فوق الماء .. مدن تغازل مدن .
          يا لقلبي كم علمك صوت اللامبالاة التقدم إنما ما جدوى الصوت.
          عند الجذور ، ذرات هواء ، ووثن يغازل ظلاله .. ليس هو بالرماد .
          يا لقلبي كم صبرت: شموعي مضاءة .. والغابة تأتي بالقلائد: أوسمة للهواء، أوسمة للحشائش، فانا أغادر .. مملكة بلا أعذار .. إلى هناك .. إلى هناك .. بلا اسم بين الأسماء، وأنت كل الأسماء بين الممحوين.
[19]
          أهذا كتاب عشق أم لعنات: في الوادي خطانا فوق الثلج .. وفوق الثلج .. وفوق الماء كتبنا الأسماء. افتح الوردة انظر ماذا خبأ القلب فيها: آثامي شاخت وأنا في المهد، آثامي شاخت وأنا في المهد .
[20]
          صدى من ضاع وأنا صوتي ما زال في النبع : هذا الراحل لم يولد بعد .. مثلما هذا الكتاب كاتبه لا أحد .
[21]
          الكراسي الملكية تنحني للاعترافات : يا لجلالة القلب المنتخب : بلور فوق بلور ، فيما الحشائش تجمع حصادها هتافات.
          يا لصوتي أأنت الواشي أم الكلمات ؟
[22]
          دعها .. الرياح .. دعها: هو ذا خشب الغابة ..
          عرش الإصغاء
[23]

          قسمها : خذ

                   ولا
                   تعطي
          الغابة غابة
          هنا غزاة .. وهناك غزاة
          لحظة بين لحظتين
          قسمها وخذ ما أعطيت .
[24]
          بلور مدفني .. [ باب الأبواب بابي ] ادخل ليس للداخل أعذار، ليس للخارج مفاتيح: مدفني صغير وجسدي غائب.
          ادخل .. باب الأبواب بابي ..ومدفني [ هناك ] .
[25]
          شرقاً شرقاً أخذتني يدي [ الكرسي الصامت أبدا ] شرقاً حيث الهواء داخل الجذور. هنا أنا البرد. شرقاً شرقاً اترك يدي تستريح فوق الأحجار. من الجمر اخترع المواقد، ومن الرماد ابتكر قلائد الأعراس.
[26]
          خذ الوردة للراحل: تراتيل: خذ العابد للمعابد: تراتيل. خذ ما تشاء: أنا هنا لست الباب ولا البواب. لست القفل ولست المفتاح.أنا غيمة تكلمت وخطفتها الأشجار.
[27]
          اليد وردة .. والغصن بين بين [ أيها الشتاء دثرني. البرد لؤلؤة: أين هي الشجرة التي كانت تدعوني إلى ولائمها ؟ أين هو البرق ؟] هنا، أعيد صياغة الرماد : عزلة استأنستها الحدائق: يا برق لا تؤذ البرق .. أنا مثلك، أضاعني من الدلني.. وأنا لا اصنع إلا اللامبالاة.
[28]
          بمفتاح الريح افتتح الوردة: فوق الأسماء أصابع نشوة: هنا ، في القرنفلة ذبائح : أمراء من مرمر ونسوة الانثلامات يبحثن في الرمل عن زمردة: العاشق يفتتح الميلاد، وفي الجذر قبلات غرقى.
          بمفتاح الريح أغلق فلكي، افتتح ممرات الرمال .. وأغادر.
[29]
          نياشين من طوقتنا وطوقت أعيادها .. لملمتنا وما كان لنا في الديار جدار: جئنا كأن الرحيل مستقرها، وما أغنت بالوعد وعدا: تباركنا ببحر انشد للرمال نشيدها، وما أنشدنا إلا لمن أنشدنا الزوال. تبارك الليل بنهاره، وتبارك من سكن المنفى بسلام .
[30]
          بالصوت أم بالصدى تكتظ اكتظاظاً، ليفتتحها الرجاء.
          بالبحر ملوك ملكوا الماء، والشبكة تقدم ذبائحها للسواحل. بالوردة تمتلئ روحي.
          حشائش فوق الحشائش، ونجمة بين الكفين.
          هو ذا معبدي يجرجرني بالتراتيل.


[31]
          روحي مبهمة .. نبع ماء فاض شتاءات
                             وبعض دخان وعود.
[32]
          بالحشد اكتم حجر الأصوات: هنا لدى العرش/ والعيد/ انثناءات سيوف.
يا غيمة من يلملم أطراف الماء
هذه الطبيعة مثلي
زمردة اثر زمردة
يا له من عقد في جيد
ويا لي من أسماء بلا اسم .
[33]

بكتمان نبض : تعال الىّ اطرق

هو ذا الباب .. هو ذا القفل
عندي لك صخرة وكتاب
ولك عندي: قلائد ومزارات
لمن هذا التاج .. يا ماء غادر

أجئت ؟

[34]

شتاء مسرات، أم خريف أصابع مشبكة

هنا: حديقة بلور: امرأة وسنانة
رجل مع الحدائق يتوحد
كاتب يكتب
ويد للأفعال تتلاشى .. وتذوب.
[35]
          موشى قلب الياقوت كفيروز: مدائح كرم الحجارة .. بالزبرجد أو بالعقيق، فالزمرد بلون الاستثناء: الماس أيها اللؤلؤ: أيها القلب يا نداء الحجر: معرى عنق الموتى كحشرات ملكية خرجت إلى الفضاء: سفن غرقى بالهياكل. هو ذا عرسي بلون الغياب: برق فوق برق تتكون المعادن .. واسم بعد آخر تتلاشى الأسماء.
[36]
          اففتح الوثن: هذه صخرتي. الباب لا يدور والقفل باليد. اليد سماء، والقلب سكين. الروح عند العتبة، والباب لا يدور فيها القفل، عندي الباب وعندي الصخرة، إنما أسئلتي ، ما أدراك ما سر الغيمة، أسئلتي، مثلي؛ النوارس عند الضفاف .. والنسوة يصطحبن الظلال، وأنا الميت أخطو: أهذا ما سعيت .. فافتح باب الأوثان، أعلن أعيادي، وأغادر.
[37]

هناك .. ارتب خجل الغيمة فوق الأرض

          وهنا
ارتّب
فوق
          الورق
          خجلي.
[38]

          بأي المحن ، بأي المحن أتدثر

          الضوء طوقني
وبضع فراشات تدور .. وتدور
بأي المحن استدل مغزى الانحناءات
          ليس لأحد .. قال الضوء
          ليس لأحد .. قالت الفراشات
          إنما
          وضعت الأسئلة فوق العشب
          ورحت أدور ..
          وأدور.
[39]

          هوا ذا كوخي: في الركن بقايا زاد

          عند النافذة أزمنة ترفرف
          فوق الأرض غبار ووعود
          هو ذا أنا بين فضاءات سماء
                             وفضاءات
          كوخ يقيم بلا أعذار.
[40]

          لمن في الغابات أو في الدفاتر

          ترفرف هذه الروح
          لمن في السماء أو بين أصابعي
                   هذا الميلاد
          لي : قالت الروح
          لي : قالت الأرض
          آنذاك صرت ورقة في هذه الشجرة

الفنان ناصر عساف ورحلته الجديدة لاهوار الجبايش-2010


في معرضه الأخير في برلين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناصر عساف و اقتناص اللحظات المعبرة بعيون الكاميرا

بشار عليوي
ـــــــــــــــــ
اقام المصور الفوتغرافي (ناصر عساف) مؤخرا معرضه الشخصي الرابع عشر على قاعة نادي الرافدين الثقافي العراقي في مدينة برلين . حيث ضم المعرض اكثر من عشرين صورتا جسدت واقع الحياة العراقية بكل تمثلاتها وشهد حضورا كبيرا من المهتمين بفن الفوتغراف حيث يعتبر اقامة هذا المعرض تجربة جديدة لنادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين عبر تقديم اعمال المبدعين العراقين من داخل الوطن والتعرف بهم في الخارج . وعن معرضه هذا وتجربة الشخصية تحدث الفنان ناصر عساف قائلا: بدعومة من ادارة نادي الرافدين الثقافي في برلين ، وجهود حثيثة من الفنان العراقي المغترب ناصر خزعل ، اقمت معرضي هذا ومن المؤمل انتقاله الى احدى قاعات العرض في السويد والدنمارك . في الحقيقة ان اهم الادوات التي ترافقني تلقائيا وانا امارس فن التصوير الفطنة النباهه اللتان تمنحاني الخاصية الرؤيوية التي تألف بينما تبصره عيني وما تبصره عين الكاميرا ، واعتقد ان بينهما علاقة روحيه تساعدهما في الكشف عن الجوانب الجمالية الكامنة في المشهد الطبيعي . لذا عندما اقرر لحظة التسجيل تنعدم في داخلي الجاذبية ، واصبح انسانا اخر بلا وزن ، ولا اعلم وقتها ان كنت اسكن في حزمة الضوء الداخل الى العدسة ، او في ضبابية الشكل الذي اريد تصويره . اما ادوات الكشف عن المشهد بالمعنى البسيط وفي كل الاتجاهات الفنية، هناك ادوات فكرية وادوات عملية لصنع شيء ما ذي مغزى وكلاهما يحتاج الى تقنيات تجعل كلا منهما اكثر نجاحا ودقة في معنا التوصيل الى المتلقي .
وعن هذا المعرض تحدث الفنان التشكيلي (حسين الموسوي) قائلا: تعبر اعمال العساف عن حس بصري وذهني وحين اتأمل في الاعمال المعروضة اجد في كل عمل منها رباعية متجانسة هذه الرباعية تتكون من ( عين المصور – عين الكاميرا – الموتيف أي الموديل – المكان) وفي هذه الحال وصل ناصر العساف الى اغنائها بفعالية النطق لكي تداهمنا وهي تحمل ليس النطق فقط وانما الروح ايضا .
اما الناقد زهير الجبوري فقال: يحاول المصور الفوتغرافي الفنان ناصر عساف ان يؤكد حقيقة المضي في الزمن الاتي ، عن طريق الاجابة على جملة من التساؤلات التي تبحث في ايجاد معنى للتطابق بين الحدث والصورة وبين اللحظة والتسجيل ، في مشهد هو عبارة عن حوارية وخطاب اختاره الفنان العساف من كم هائل من تداعيات لحظة واحدة يسجل من خلالها خطابة الفوتغرافي قبل ان يغمره فيض الزمن الماضي ، وهو يعمل وفق مؤهلات علمية وعملية لانتاج الصورة التي تملك التميز وتصنف على اساس الفن لا الأمتهان ومن هذه المؤهلات الأرتكاز على مثالية المشهد فعندما يقع المشهد في ذروة الشكل المتخيل او المتوقع ان يكون ، بمعنى انه بلغ مضمونيته الكاملة وتطابقيتة المتجسدة في القيمة البحثية ، واعلان اللحظة الرقمية للبدأ (ميكانيكيا
)في القبض على المشهد وهو في اعلى درجات الحساسية التي يستطيع ان يخلق منها الفنان ناصر عساف ، القيمة الموضوعية الخارجة من احتدام الزمن بالأشياء وبالوقائع وتحديد قيمة الحركة التي تناسبها والجديرة بنسخ المشهد وهو يخترق لحظة القرار ، ويدخل قيد الانتاج الفعلي ، بشكلة وقياساته وهو يسجل حدثا مثلما يسجل الزمن تاريخا .
وقال الفنان الدكتور غالب المسعودي : تمثل الصورة الارهاصات الاولى للفنان منذ عصر الكهوف الى عصر الأنترنت ، ومحاولاته لأيصال البنية الذهنية المتعلقة بعالمه الخيالي للشكل المطرز بألوان شتى وكيفية المعالجة لتصبح واقعا ملموسا بجمالية متوازنة للمتخيل . ان اختراع الكاميرا لم يوصله للمعنى الحقيقي لأننا نرى ما موجود حولنا وكل اجهزة الكاميرا باختلاف التقنيات التي تؤدي عملها بشكل جيد ، الا ان عين الفنان منفردة في التقاط اللحظة والعلامة والاثر كما لم يرى احدا من قبل ويعاملة مع ما يدور في راسه . والفنان ناصر عساف استطاع من خلال تجربتة الطويلة وجهده المثابر برغم مرارة المعاناة ان يضع افكاره في سياقها الابداعي مؤكدا على اولوية الرؤيا الحضارية القادرة على كشف العلاقات والروابط التي يعجز عن ادراكها الذهن العادي كما لو انه (الفنان ناصر عساف) نبع ماء صافي ويسقي جرح الارض ويسيل لايسمع غنائه الا خاصة الخاصة . يذكر ان الفنان ناصر عساف من مواليد مدينة الناصرية عام 1956 وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير ، اقام اكثر من ثلاثة عشر معرضا فنيا داخل وخارج العراق منذ عام 1980 .

صدر العدد الجديد من مجلة صحتك واحتوى العدد على العديد من الموضوعات المنوعة واحتوى العدد على حوار مع الفنان غالب المسعودي


الجمعة، 18 يونيو 2010

دموع-نص د.برهان جبر حسون-لوحات د.غالب المسعودي


دموع
دموع الحنين
مثل دموع الشمعة
تذوب .......لتتجمد

دموع الفرح.....باردة
لاتلبث ان تتبخر

دموع الحزن...سخينة
سخونة الاحتراق

دمع الحرمان....ضامئة
كدموع الصبار

دموع الامل.....شفيفة
مثل شغاف الفجر

دموع الخديعة.....سخية
كدموع التماصيح

دموع الحب....نابضة
لانها تنضح من القلب

دموع حبيبتي....تتسامى
مثل دموع الالهة
د.برهان جبر حسون

الأربعاء، 16 يونيو 2010

الحلم الهولندي-قصة قصيرة-بقلم ايمان البياتي-لوحات د غالب المسعودي


الحلم الهولندي*


حلم الهجرة.... مستقبلٌ جديدٌ مضيء.. أم زاوية أخرى مظلمة من العالم؟


الزمان: شتاء 2007 م.
المكان: المطار -العاصمة الأردنية عمان.

أصواتٌ مختلفة تعلو تارةً وتخفت أخرى، زحامٌ شديد ووجوهٌ كثيرةٌ حوله في كل مكان، يتحركُ ببطء وسطَ الباحةِ الكبيرة، منكسرَ النظرات منحني الظهر يحكم بإحدى يديه غلقَ أطرافِ سترته الجلدية ويدفعُ بيده الأخرى عربةَ حقائبه، لم يكن قادراً على تمييزِ أي صوت ولا التحديق في أي وجه، بدا متعباً جداً وكأن عمره قد أزداد عشرينَ عاماً خلال أيام معدودةٍ.
وقفَ، نظرَ في ساعتهِ، كانتْ لا تزال الحادية عشرة صباحاً، لماذا إذن قادته قدماه إلى المطار؟ مازالَ هنالك أكثرُ من ساعتين حتى أقلاعِ طائرته إلى دبي حيث سيبيتُ هناك ليلة أخرى قبل أن يُقلعَ في طيرانهِ الأخير إلى وجهتهِ هولندا.
شعرَ أنه بحاجةٍ إلى كوب شاي بالهيل كذاكَ الذي تُبدع والدته في إعداده كل صباح مع الفطور، وكذاكَ الذي يشربهُ عند العم يعقوب في قهوةِ الحي عندما يزورهُ أصدقاؤه فراس ومهند وكمال أصدقاءُ الصبا والشباب، حينَ يجلسُ الثلاثة يتبادلون أطرافَ الحديث ويشربون الشاي مرة واثنتين وثلاثة ويُكرمون العم يعقوب ببقشيشٍ قبلَ أن يغادروا.
تساءلَ مع نفسهِ بأسى:أين عساي سأجد شاي ست الحبايب الآن؟ وهل سيُكتب لي أن أشربه من يديها مرةً أخرى أم لا؟ (قال هذا وهو يتأملُ كوب الشاي الذي طلبه في استراحةِ المطار)، ظلَ سارحاً ينظرُ إليه ويفكر، كان جسدهُ هنا لكن قلبه هناكَ مع من تركهم خلفه في بغداد.
تساءل بحيرة: ما الذي أفعلهُ يا إلهي؟ هل هو الصواب فعلاً؟ إن كان الصوابُ فلمَ هذا الشعور العميق بالضيق؟، لمَ تلك المرارة التي لم تغادرْ حلقي منذ تركتُ ما تركتُ خلفي قبل عشرة أيام؟ ......لمَ ولمَ ولمَ؟
سرحَ متذكراً بعض المشاهد...
ولجَ اذنه صوتُ والده: بُني...يجب أن تسافر، ما عادَ لك بقاءٌ هنا، أ لم ترَ كيف قُتل أبنُ عمكَ الطبيب دون سبب؟!!!، يجب أن تتركَ بغداد بأسرع ما يمكن.....الحمد لله، جهزنا لكَ أنا وعمكَ فرصةً العمر، ستسافرُ معززاً ومكرماً، سيكون لك بيتٌ وزوجة، ستنعم بحياةٍ رغدةٍ في بلد هادئٍ وجميل.
ثم تذكرَ حديث عمه معه بالهاتف: جلال....لا تُضيع وقتكَ، مكانكَ ليس هناك، تعالَ عندي وستجدُ كل ما تتمنى ربما لا تعرف الكثير عن أمستردام، لكن ما أن تصل ستحبها، هم عادةً لا يعاملونَ الغرباءَ بودٍ لكن لن تشعر بغربة أعدك، ستجدُ نفسكَ منذ أول يوم تصل فيه هولندياً وستعاملُ على أنكَ مواطنٌ من الدرجةِ الأولى، جهزّتُ لكَ السكن المناسب، ستعملُ معي في معملِ الحديد والصلب مؤقتاً حتى أجدَ لكَ وظيفةً في إحدى الصحف، أ لم تتخرج من كلية الآداب في جامعة بغداد؟! وعملتَ محرراً للأخبار وصحفياً لبعض الوقت؟، ستجدُ هنا فرصتكَ، ستكتبُ ما تشاء فهنا ستستنشقُ الحرية وسيروقكَ طعم شهدها، قُل ما تشاء وأكتب ما تشاء ولن يضايقكَ أحد.
وانسابَ إلى أعماقهِ صوتُ والدته الحنون: فلذةَ قلبي...أنتَ الولد الوحيد الذي خرجتُ به من هذه الدنيا، رزقتُ بكَ بعد صبرٍ طويل، بعد أربعة بنات، يصعُب عليّ فراقك حبيبي....وأعرفُ أني سأبكي طويلاً كلما دخلتُ غرفتكَ وشممتُ ثيابكَ، لكن لم يعد لكَ بقاءٌ هنا يا جلال...لو أصابكَ مكروهٌ فسأموتُ بعدكَ، خد بكلامِ والدكِ وسافرْ إلى حيث عمكَ وتزوج أبنتهُ....إن كنتَ تحبُ والدتكَ أفعلْ ما أقوله لكَ.
ثم طرقَ سمعه صوتُ أخته الكبرى أم أحمد: جلال... أعرفُ أنكَ لا تريدُ الهجرة، ولن تقوى على العيشِ بعيداً عنا وعن بغداد، لكن يجبْ أن تتحملَ الأمرَ هذا مهما كانتْ قسوتهُ وأن نتحملهُ نحن معكَ، سافرْ يا أخي العزيز وتزوجْ وأستقرْ، لا تنسَ أنكَ الآن في الخامسةِ والثلاثين، متى ستتزوج؟ ومتى سيرى والدي ووالدتي أولادكَ؟ كفاكَ أحلاماً... كفاكَ مثالية... أسمعْ مني وسافر، إنها فرصةٌ ذهبية....أهربْ من نيران الجحيم التي تحيطنا من كل مكان وسافر.
تبعه صوت أخته الصغرى المقربة إلى نفسه: لا أعرفُ كيف سأطيقُ العيشَ في هذا البيت بعد سفركَ، ليتني كنتُ أقدرُ أن أغير أمراً يا ليت ....كم أتمنى أن أسافرَ معكَ.... أرجوكَ لا تبكِ أمامي، لا أقوى على رؤية دموعكَ، لستَ أخي فقط، أنتَ أخي وصديقي وكل شيء، أنتَ قدوتي يا جلال، لا أحد يفهمني في هذا البيت غيركَ، يعتبروني دوماً طفلة، إلا أنت تعتبرني ناضجةً وتعاملني بوقار.
ثم صوتُ صديقهِ فراس: لا تكنْ مجنوناً جلال! لا تقلْ لي أنكَ ستضحي بفرصة العمر هذه من أجل نور؟ هل أنتَ بكاملِ وعيكَ؟ إياكَ أن تقولَ ما قلته لي الآن لوالدكَ أو عمكَ لأنكَ ستحطم المشروع الذي جهزاه لكَ... لا تنظرْ إليَّ هكذا ولا تذكرْ لي أسم نور مجدداً، أعرفُ إنها حبُ حياتكَ، لا أحتاجُ أن تذكرني، أعرفُ بقصة حبكَ ومن لا يعرفها في الجامعة حيث درسنا جميعاً؟! .....أنتما أسطورة الحب العظمى، لطالما حسدكما الجميع على حبكما وتفاهمكما، لكن عصرنا هذا ليس عصر الأحلام الوردية، يا جلال دعنا نصمتْ لحظةً فقط، ستسمعُ صوت الرصاص أفتحْ هذه الصحيفة ستقرأ قُتل فلان ...عثرَ على جثث مجهولة الهوية ....خُطف فلان... انفجار في..... كلها دماء وقتل وعنف...كيف ستبني أحلامكَ الوردية مع نور في عالمٍ مظلم كهذا ؟؟!! إن كانتْ تحبكَ حقاً فستضحي من أجلكَ، ستقول لكَ أذهبْ وتزوج من أختارها والدكَ وكن سعيداً ومرتاحاً.
ثم صوتُ صديقه مهند: يا لكَ من شاب محظوظ يا جلال...دوماً كنتَ أفضلنا جميعاً، فرصة العمر بين يديكَ هجرة إلى هولندا مدفوعة الثمن وزوجة شابة صغيرة في الثامنة عشرة، صحيح أخبرتني مرة أن زوجة عمكَ هولندية أليس كذلك؟ إذن ستتزوج من حسناء أوربية يا رجل!
عاوده صوتُ عمه من جديد: ستسيرُ على نفسِ الطريق الذي سبقَ ومشيتُ أنا عليه في السبعينيات من القرن الماضي، مع فارقٍ واحد أني تعبتُ وعانيتُ وقاسيتُ حتى تعرفتُ على جوليان وتزوجنا فاستقرتْ أموري خلال أشهر معدودة كونها مواطنة هولندية، الأمرُ ذاتهُ سيتكررُ معكَ مع اختصارٍ مهم في الزمن والجهد، ستتزوجُ ابنة عمكَ هولندية الجنسية، فلن تكونَ بحاجةٍ إلى معاملاتِ اللجوءِ الإنساني أو السياسي بل معاملة لمِّ شملٍ لا غير، تجمعكَ بخطيبتكَ الهولندية.....جلال لن أنتظرَ منك شكراً، فقط أتمنى أن تحافظَ على أبنتي الوحيدة، أخافُ عليها من مجتمعِ أوربا المتحرر، لا أريدها أن تقعَ في خطيئةٍ أو تجر لنا المشاكل، فحتى و ان كنتُ أعيش في أوربا منذ عقود، فسأظلُ عراقياً شرقياً مسلماً وأخافُ على سمعتي و ابنتي وشرفي.
ثم صوتُ أخته الوسطى: أعرفُ لمَ أنتَ ممتعض ...لم تعجبك صور سارة أليسَ كذلك، إنها طفلة أو هكذا تظن....جلال البنتُ في الثامنة عشرة، صحيح أن عمركَ يقاربُ ضعف عمرها لكن لا عيبَ في الأمر، أنتَ رجلٌ ذكي وستعرفُ كيف تجعلها تتقبل طباعكَ...تربيتها أوربية، نعم عندكَ حق ستعاني بعض الشيء لكن كما نقول في المثل العراقي (أخذها طفلة ربيها على أيديك).
كادتْ تلكَ الأصوات وتلكَ المشاهدُ أن تسببَ له الغثيان والإغماء، لمسَ كوب الشاي كان قد برد الآن وما عادت له رغبة في شربه، هل يطلبُ آخر؟.....لا ....لا لم يعد يرغبُ بشربِ شيء.
جاءته فكرة أن يدخنَ سيجارة، هنالكَ علبة في جيبِ سترته، ها هي أول مساوئ الوحدة والغربة، فلم يعرف التدخين إلا بعد أن خرجَ من بغداد، مدَّ كفه إلى داخلِ سترتهِ ليُخرج العلبة فخرجتْ العلبة ومعها محفظة نقوده، شعرَ بحنينٍ ليرى تلك الصورة المخبأة في المحفظة، صورة نور حبيبة القلب، الفتاة التي يعشق، لم يعرفْ قلبه الحب إلا معها، أهدته هذه الصورة منذُ عامين، لم تغادرْ محفظته يوماً قط، دوماً يضعها في جيب قميصه على الجانبِ الأيسر من صدرهِ حيث مكان القلب...رغم ما يملأ قلبه الآن من أسى وهموم لكن ما أن لامستْ أنامله صورتها ووقعتْ عيناه عليها حتى رُسمتْ على وجهه ابتسامة دافئة، تخيلَ وجهها وابتسامتها وضحكاتها، تساءل: ترى كيف أنتِ الآن يا ترى يا حبيبتي؟ ما الذي أصابكِ بعد سفري؟ كم أتمنى أن أسمعَ صوتكِ، ضحكتكِ ولو لمرةٍ واحدةٍ!....لكن كيف؟!.. كيفَ.... كيفَ بعد ذلك الحوار الأخير الذي جمعنا؟؟!!
ثم أطرقَ مستذكراً مشهدَ صراخه بوجهها :
جلال: أرجوكِ قولي شيئاً، لكن لا تلوذي بالصمت هكذا، فصمتكِ يقتلني...قولي أي شيء، انعتيني بالجبان بالخائن أي شيء، فقط لا تنظري إلي بهذه النظرة، لأنها تمزق قلبي، تكلمي أرجوكِ، أتوسلُ إليكِ قولي شيئاً..
ثم مشهد تنهداتها وعينيها المغرورقتين بالدموع وصوتها المرتجف:
نور: ماذا تريد أن تسمعَ جلال؟!.... ماذا تتوقع أن تسمع؟...أحبكَ منذ سنوات وحلمتُ معكَ ورسمنا مستقبلنا، بيتنا، حياتنا، أولادنا... والآن تأتي لتقول أنكَ ستهاجرُ ولتتزوج ابنة عمك الأوربية! كيف ستظنُ أن أتقبل الأمر؟....بالزغاريد مثلاً؟....بالتصفيق؟...لك التصفيق إذن....(راحتْ تصفق له بهستيرية) .....مبروك ياأستاذ....مبروك....لم أكن أتخيل أني وحبي وزننا الهواء في ميزانك....بكل بساطة تأتي وتخبرني ...يا ليتني متُّ....متُّ على أن أسمعكَ تقول هذا الكلام.....على الأقل كنتُ سأموت وأنا أحملُ لكَ صورةً جميلةً في رأسي، أحتفظ بمشاهد حبنا بسنواتِ عشقنا وأحلامنا....لكن الآن....الآن كل ما أتمناه أن يرحمني الله ويكتبَ لي الموت سريعاً...الموتُ أهون عليّ من حياة العذاب التي بانتظاري(راحتْ تجهشُ بالبكاء وتسقطُ على الكرسي الذي خلفها)...تقربَ منها حاول لمسها لكنها صرختْ فيه: اخرجْ .... لا أريدُ أن أراكَ ولا أن أعرف عنكَ شيئاً بعد الآن.
وقُطع المشهد بصوتٍ مرتفع يأتي من كل مكان: على ركابِ الطائرة المتجهة إلى دبي....قصد الــــ ....
نهضَ من مكانه بصعوبة....كانتْ بشرته البيضاء قد أصبحت وردية، وكأن كل الدماء قد تجمعت في وجهه، عيناه أحمرتا و اغرورقتا بالدموع، أدخلَ المحفظة إلى جيبه من جديد، أحكمَ غلقَ السترة، أمسكَ بعربة الحقائب وسارَ بخطى ثقيلة إلى مقصده......قلبٌ جريحٌ مُحطم يتساءل داخل صدره: هل سيكونُ القادم حلماً هولندياً أم كابوساً؟.
ـــــــــــــــــ
* سبق ونشرت القصة ضمن كتاب (نصوص عربية) الصادر عن دار شمس المصرية للإعلام والنشر

الاثنين، 14 يونيو 2010

الفية الولد الخجول-نص وتخطيطات د غالب المسعودي


ألفية الولد الخجول
إلى الذي طاف المجرة واحتضن النجوم
ولازال ولدا خجولا
                      الفنان عادل كامل
(السكوت أعلى مراحل صياح الأنبياء)
من تراب كلماتك صغت المعنى....افتاذن لي أن ادخل سور المعبد,....كي اهدي ربطة عنق لرقبة هذا الولد الخجول المفتون بحب عرافه.وهو يزحف نحو ألفيته الثالثة بلا عكاز,غير ثمة احتلال نلعقه ومن ثم نعلفه لكسر المعنى.
(بين الخواتم ضاع حبيبي)
يبدأ نصا وينتهي وجدا
أو ينتهي حرفا(تاركا إنشاء البيادر)
قال ألنفري
(أوقفني بين أولية إبدائه واخرية إنشائه وقال لي ان لم ترني فلا تفارق اسمي)
أساطيرك من طين
وعصفورك في الفجر يعلمنا الغناء
وعندك أكثر من ذلك
أحلام تتجول
هلا عرفت ماذا تعطي للعشاق
أعطهم جمر الصخر
وعناقا لا يفنى........
حينما منَ الوادي بكسرة خوف
ساق الوردة إلى نبع الماء
اتبعها قطيع زنابق
فالوردة أنثى لا تعرف سر الخوف
أهداك الجمال خجله فتهت
وأهداني الخجل جماله فغزوت......
.....
نار سمعتها تبكي نارا...واهداب الريح تنادي
فالصحراء تخلع نطفتها الان
....

أتطلب شحاذا للرفقة
وتبحث عن لؤلؤة في قاع اليم
دفنتها أمواج عماء
هلا سمعت صوتا أعلى من صوت جهنم
أو صمتا أعلى من مناجاة غزال
من ذا بلا استئذان سرق عرسي
من آبدا وهبني الأحلام
لم يبكي الطفل حين سرقت الريح
طيارته
بل ابكي عندما سرق الخوف كلماتي
حمل يبحث عن كلب جائع
فلنرتدي الجلباب معا
ولنبحث في الغابة عن ورد ابيض كي يقطفنا
فأزلية هي المدافن...إنما احملني إلى غيمة ا ودع النجوم تحملني إلى البعيد
عندك رطب وغابات خمور
ولك عندي
يدا أضعها على صدري
وأموت......................

فصول الى ننماخ-نص وتخطيط د غالب المسعودي


فصول إلى ننماخ........
إلى التي  كنت انتظرها... الأميرة ذات الرداء الوردي... المطرز باللازورد والنجوم...الإلهة البابلية.......
حينما يحتضر الشتاء ويودعنا بحفنة برد
              يأتي الصيف بإسرار جهنم
           وها   أنت
        ربيع
          بينهما
      تسقين بشهدك
    روح العشب
 ويزهر
              وتتهادين
            كموسيقى
                       عطر
                         الورد
                                   الأحمر