بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 8 يوليو 2010

احاديث حواء امام المرآة-بقلم ايمان اكرم البياتي-تخطيطات د غالب المسعودي



أحاديثُ حواء أمامَ المرآة
ايمان اكرم البياتي
07/07/2010

لكل امرأة أمام المرآة حديثاً خاصاً عن الرجل الذي تحب، لا تقوى على مواجهتهِ به، هذا بعضاً مما استطعت تصويره بقلمي.... 
1-طفلة
اعرفُ أن سني قد تجاوزَ العشرين منذ سنوات، وها هو الثلاثين يُقبل مسرعاً والأربعينُ يلوحُ في الأفق، أ تراني كبرت ونضجتُ وما عدتُ بحاجة إلى تدليل؟ ....إلى مداعبة؟ ...أو إلى ممازحة؟ أنتَ رجلٌ واهمٌ تماماً...أشعرني بطفولتي فأنا لا أكبر، كنْ والدي ...هل شعرَ الوالدُ بأن طفلته قد كبرتْ يوماً؟!. 
2-صبر
أصبري ..أصبري ...أصبري... هل تعرف أن هذه الكلمة التي تقولها لتهدئتي تفقدني السيطرة على أعصابي!، لا تستغربْ إن ثرتُ بعدها عليكَ بجنون، أن صرختُ وشكوت، أن حطمتُ ما أمامي من زجاج، متى ستفهم أني لا أقوى على الانتظار؟.
اتركْ ما في يديكَ في الحال وتعالَ إلي، فحاجتي إليكَ بركانٌ أن لم تطفئهُ حرقني ثم حرقكَ بعدي بحممه!
  
3-ابتسامة
هل ترى هذه الابتسامة؟ لا تخدعكَ فهي ليستْ حقيقة، أنا لستُ مرتاحة، أنا أتعذب!، ستشكرني لأني ألقاكَ بابتسامة حين تفتح باب منزلنا، اعلم أنها مصطنعة وما أن أظلُ وحدي حتى ابكي طويلاً لقلة بختي، ويلاً لكَ لما تحبُ أن أخدعكَ بدلاً من أن تقفَ وتعرفَ مشكلتي؟!
  
4-شوق
ما بكَ يا رجل ؟.... ما الذي أصابَ عقلكَ؟، ألا تعرفُ كم اشتاقُ لكَ؟! هل تعتقدُ أني اشتاقُ حين تشتاقَ أنتَ فحسب؟!!، ألا تدركُ أن شوقي لكَ أكبر... أغزر.... أعمق؟ كأرض بحاجةٍ إلى الإرواء كلَ حينٍ وإلا تصحرت!!
  
5-كلمة(أحبك)
سحقاً... هل عندكَ كلمة الحبِ تقالُ في مناسبةٍ فقط؟!، ألا تعرفُ أنها عندي بلا مناسبة ولا تعرف زماناً أو طقساً أو جغرافية؟ ألا تعرفُ أني احتاجها مع كلِ نفسٍ يدخلُ صدري؟، لما لا تسمعني إياها؟!!! هل هو جهلٌ بحقوقي أم بخلٌ بمشاعرك؟!
  
6-انشغال
أعرفُ أنكَ تعمل، كل الرجالِ يعملون، لكن لما عملكَ يأخذك مني؟ أبحثُ عنكَ فلا أجدكَ، أحتاجكَ فلا أرتوي،  ثم تسألني بسذاجةٍ لما أكره ذكره أمامي؟ انه يثيرُ جنوني، فعملكَ زوجتكَ الثانية التي أكرهها، أمقتها، أتمنى انتحارها...... ليذهبُ إذن عملكَ إلى الجحيم، اعلم أن حواءَ لا تموتُ من الجوع ..تموتُ من قلة الاهتمام!
  
7-لمس
هل تعرفُ ما يعمقُ الحب؟
اللمس...
لما لا أراكَ تلمسني إلا عندما ترغبُ أنتَ بذلكَ؟...تقربْ...تقربْ، فبشرتي ناعمة، معطرة، تنتظرُ يديكَ، ألمسها، خاطبها فهي بحاجة إلى كلامكِ ...ستفهمكَ، حاول فقط!
  
8-غزل
يقولُ فلان أني جميلة وعلاّن أني ذكية وثالثٌ انه يتمناني ورابع يهمسُ لو كنتُ امرأته لفعلَ وفعل لإرضائي!..أنتَ لا تعرفُ ما يحدثُ في غيابكَ، لا تعرفُ كم من الذئابِ تحومُ حولي، هنا خلفي وأمامي وعلى جانبي، تترقبُ لحظة ضعفٍ واحدةٍ مني لاصطيادي...إنهم يستغلونَ حاجتي للغزل!..غازلني أنا امرأة!
  
9-سجلٌ أبيض
لكَ سجلٌ حافلٌ بقصصِ الحب والمغامرات العاطفية، هذا ما أعجبني فيكَ عندما قابلتكَ أول مرة منذ سنوات، قلتُ مع نفسي: إنه محترف في الحب.
ما بال سجلكَ قد أصبحَ خالياً اليوم؟!، لمَ بعد أن تزوجنا فرغت صفحاته من الكلام؟ أ لأني صرتُ ملكك؟.
هل كان من الأفضل أن لا أكون وأظل طيفاً تتمنى ضمه حتى تظل أنتَ دائماً الرجل الجسور في الحب؟!
  
10-ضغوط
هل ترى أنكَ تبالغ؟ فما عدتُ أتفهم وضعكَ، ضغوط وضغوط...من تحسبُ نفسكَ؟ كذبتَ فصدقتَ الكذبة، وصدقتها معكَ مرة، أقنعتَ نفسكَ بأنكَ المحارب الأخير و أن العالم كله ضدكَ فقط لتجدَ مبرراً لبعدكَ عني، ربما أنا الضغطُ الوحيد في حياتك!
  
11-مقتنيات
أعرفُ أنكَ رجلٌ مميز لا ينقصكَ شيء وهذا هو ما يجعلني أشعر أني أحد مقتنياتكَ الكمالية، سألتَ نفسكَ على غفلة ماذا ينقصني؟..ماذا ينقصني؟...فتاةٌ صغيرة وجميلة تحبني وتدللني ...شكلٌ اجتماعي وإشباع غرور ليس إلا..ليكنْ في علمكَ أن هذا لا يرضيني فأنا كيانٌ مستقل ولستُ قطعةَ أثاثٍ تثري بها منزلكَ الواسع أو زهرةً حمراء تزينُ بها معطفكَ الفاخر.
  
12-لغز
تقولُ أنتَ وبنو جنسكَ من الذكور: إن المرأةَ لغزٌ ولا يعرفُ أحد حله!.
تقولون أيضاً إنكم لا تفهموننا ولا تعرفون ما نريد!.
تعالَ لتسمعَ وتسجلَ حل الأحجية الكونية التي أتعبتكم منذ فجر الخليقة، نحن نريدُ شيئاً واحداً، كلمة واحدة من ثلاث حروف أسمها(أنتَ) هل تستطيعُ أن توفرَ(أنتَ) لي؟!.

واقع ام خيال-بقلم حامد كعيد الجبوري



واقع أم خيال
         
حلاق بيد واحدة
                                                 
حامد كعيد الجبوري
       
صبيٌ لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره له أصدقاء كثر يلعب معهم ، أحد هؤلاء الأصدقاء أستأثر بحبه لتقارب أعمارهما ولأنهما من منطقة واحدة ، أو قل من زقاق واحد ، بيتاهما متجاوران ، عصر أحد الأيام وهم يلعبون مابينهم حدث مزاح بين صديقين له وأنتج هذا هذا المزاح تشاجرٌ بينهما ، تدخل صاحبنا ليكون الحاجزالحاجوز - لكونهما صديقاه ، أستل أحد هؤلاء المتشاجران خنجره وأراد غرزه بخصمه الصديق طبعاً ، إلا أن القدر كان بالمرصاد لصاحبنا ، فبدل أن تكون بصدر الخصم أصابت يد الحاجز ، قرب المعصم ، والمؤلم بهذه الحادثة أنها جاءت من خنجر الصديق ، سال
الدم غزيراً ولا بد من نقله للمستشفى ، ولكن أين هي المستشفيات  بعشرينات القرن المنصرم ، نعم كان هناك أقرب للمستوصف يقابل حديقة النساء في بابلالحلة- يُدار من قبل القوات البريطانية ، أو أنشئ لهم لمعالجة حالاتهم الطارئة، وكان في المستوصف* هذا دكتور أنكليزي ، ربط اليد المصابة بشريط طبي خاص لقطع النزيف وأعطاه العلاج اللازم ، ولم يخيط الجرح لأنه غرزة لا تستحق أن تخاط ، ذهب صاحبنا لداره ولخوفه من العقوبة لم ينقل لوالده ماجرى له ، ودلف لغرفته والشريط الذي وضعه الدكتور لا يزال يشد يده لعدم معرفته بما سيؤل له بعد ذلك ، صباح اليوم التالي
رأى كف يده مسوداً ومتورماً لعدم وصول الدم اليه ، أقتاده والده بعد أن عرف مجريات الحادثة لنفس المستوصف وأنبه الدكتور الذي لا يحسن العربية على فعلته ورفع الشريط وأمرهم بالعودة إليه بعد يوم أو يومان ، في اليوم الذي يليه تورمت يده أكثر  وقرر الطبيب بترها من فوق المعصم ، لم يوافق الوالد على هذه العملية لخوفه على ولده أن يكون عالة على الناس ويصبح متسولاً بالشوارع ، ساءت حالة الغلام وشارف على الهلاك و(المارضه أبجزه رضه إبجزه وخروف) ، بترت يد الصبي أو الشاب من فوق المرفق



، أما صديقه الذي طعنه فقد حكم عليه بكذا جلدة ودفع غرامة ماليةليرات ذهبيةفرفض ذلك ولم يجلد الصديق ولم يدفع الدية المقررة ،أراد صاحبنا أن يبرهن لوالده أنه ليس عالة عليه أوعلى غيره فقرر العمل مع أخيه الأكبر الذي تعلم مهنة الحلاقة وصاحبنا كان يمارس مبتدءاً بهذه المهنة، وأصر أن يتقن فن الحلاقة سيما وأنه طالب بمراحل الدراسة الأبتدائية ، ولو علمنا أن ذلك الوقت لمن يحمل الشهادة الأبتدائية هو نصر أوفتح لا يعوض ، فيمكن له أن يعين معلماً أو موضفاً بدائرة ما إلا أن أصراره على الأستمرار بعمل الحلاقة جعله يتقن العمل سيما وأنه بيد واحدة
، ولكن من الذي يوافق أن يحلق شعره أوذقنه كما كانت العادة  لديه وهو بيد واحدة ، لم ييأس الرجل وأستأجر محلاً في أهم شارع في الحلة آنذاك وهو شارع المكتبات ، مجاور لأفضل صانع حلويات في وقته إنه (صادق الشكرجي) ، وجهز صالون حلاقته بأحدث الأجهزة والمرايا والعدد الحلاقية المتنوعة وأسمى صالون حلاقته (حلاقة الزهور) ،وصالون الحلاقة يحوي كرسيان للحلاقة أحدهما لأخيه الأكبر والأخر له ، ومن المؤكد أن الزبون يقصد الأخ ولا يقصد صاحبنا مقطوع اليد اليسرى ، وفي بعض الأحيان وفي مناسبات الأعياد أو حفلات ختان الأطفال وللزخم الحاصل يضطر صاحب الحاجة
للحلاقة لديه ، بدأت سمعة هذا الرجل تنتشر رويداً رويداً ، سيما وأنه أتقن المهنة بشكل جيد ، والغريب أنه تمكن من أن يحمل مقصه ومشطه بيده اليمنى مرة واحدة ، فبعد أن يغرز المشط في شعر الزبون يبدأ بقص الشعر الزائد وهكذا ، أضف لذلك أن صالونه نظيف جداً يستقطب الطبقة المتعلمة في المدينة ، في أحد الأيام وللطرفة أيضاً دخل صالونهم معلم كردي عين في الحلة آنذاك قاصدا للحلاقة من قبل أخ صاحبنا ، وبما أنه كان مشغولاً بزبون آخر دعاه صاحبنا للجلوس على كرسيه ، شاهد المعلم الكردي أن هذا الرجل يلبسصدريتهأذن هو حلاق أيضاً وفعلا جلس على كرسي
الحلاقة وبدأ صاحبنا عمله ، تعجب المعلم الكردي من هكذا حلاقة جميلة لم يحلق مثلها من قبل ، ذهب المعلم لمدرسته وسأله المعلمون أين حلقت هذه الحلاقة الجميلة ؟، أجاب المعلم عند الحلاق (برهي الأعرج) وكانت زلة لسان حيث أراد أن يقول عند (برهي


الأعضب) ، ضحك أصدقاءه من هذه الطرفة التي فتحت الباب ل(برهي الأعضب) فتوافد على محله أدارة المدرسة بكاملها، وبدأت شهرة هذا الرجل تصل للمدارس الأخرى ، وهكذا وصلت مهارة وفن هذا الرجل الى مديرية الشرطة فكان مدير الشرطة وضباط المركز يحلقون روؤسهم لديه ، ولكن ليس في المحل بل في دوائر المسؤلون ، وكذا متصرف الحلة أتخذه حلاقاً وصديقاً ، ولأن الرجل من عائلة معروفة ويحمل الخلق العالي والشرف والأمانة لذا أستؤمن وأطمأن الناس لديه فبدأ الحلاقة النسائية لعدم وجود صالونات للحلاقة أيام زمان ،يقال أن أكثر الحلاقون ثرثارون لكن الحلاق برهي وز أخيه
الحلاق (جاسم) لم يرثا من الحلاقين هذه العدة غير المحببة ، وأرسل لي الصديق (د . عدنان الظاهر) رسالة من سكناه في غربته يؤكد لي هذه الحقيقة ويضيف أنه كان صديقاً للمدرس الكردي الذي حلق لدى ( برهي ) وهو الذي أستمع مقولة الكردي ( حلقت عند الحلاق الأعرج ) ،  وليس هذا وحسب بل كان الرجلبرهي الحلاق - يمارس الرياضة ، ويقود الدراجة الهوائية ، ويتسابق مع أصحابه سباحةً ، تزوج الرجل إمرأة فاضلة وأنجبت له ثلاثة أولاد وبنتان ، أثنان من أولاده تعلموا مهنة والدهم ، أبتنى داراً فارهة له وكل ذلك ليبرهن لأبيه بأنه ليس بعالة على الأخرين ، أنه إبراهيم محمد
عبد الرحمن تولد 1906 م والمتوفي عام 1976 م  والملقب ب(برهي الحلاق) أو (برهي الأعضب) . 


* :
الصورة والمعلومات المدونة من ولده الحلاق أيضاً محمد برهي