الأحد، 8 مايو 2011
بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى -ضياء الدين الخاقاني
بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى
ضياء الدين الخاقاني
1933 - 2008
................................................
اِيماءةُ الفجرِ أو اِشراقة الشهُبِ ... هذا الذي فاض من جفنيْكِ في أدبي
بغدادُ هذا الذي اسْتوحيتُهُ انطلَقتْ ... نعْماه تبني الهوى في أفقِهِ الرّحِبِ
بغدادُ يا منبَتَ الذكرى مشرّدة ... ما بيْن مبتعدِ المأوى ومُقتربِ
سمِعْتُ موجَكِ أنغاماً مبعْثرة ... مع الريّاحِ بأوتارٍ من الذهبِ
ورفّ كلّ شعاعٍ منكِ في أفقي ... وحياً من الشعْرِ كالنعْمى يُحلِّقُ بي
فطارَ قلبي وكمْ من طائرٍ بلَغتْ ... شواهقُ الغيبِ فيهِ رفعَة الطلَبِ
يرشّ فوق شواطيكِ التي انبَعَثتْ ... منها الروائحُ ما تزكو من العتَبِ
ويسْتقي الروحَ من واديْكِ غالية ... ويحْصِدُ الضؤَ من اِشراقِكِ الذهَبي
بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى ... مع السطورِ شموخاً في حياةِ نبي
جرى النسيمُ الذي اسْتهويْتُ عاطرَهُ ... في كلِّ ما رسَمَتْ كفّاكِ من عجَبِ
ففي الحروفِ رياحينٌ مهلهلَة ... وفي التعابيرِ أنغامٌ من الكُتُبِ
اِنّي لأصطافَ لا في روضة عَبَقَتْ ... ولا كما قيلَ في خدٍّ لِذي شنَبِ
اِنّي لأصطافَ في حلْمٍ سمِحْتُ بهِ ... من الخيالِ بما أوحيْتُ من أدبِ
وحسْبُ عينيَّ طيْفٌ منكِ يلْهِمُني ... معانيَ الشعْرِ في ثوبٍ من اللهَبِ
فلسْتُ أوّلَ مَنْ يحْيا الخيالَ هوىً ... ولسْتُ أوّلَ مَنْ يسْمو مِنَ العَرَبِ
..........................................
*ديوان : من وحي الأنتماء / قصيدة: بغدادُ انّ صفاءَ الروحِ منكِ جرى
الاديب العلامة المرحوم ضياء الدين الخاقاني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق