بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 يوليو 2012

( طلع البدر علينا )-رؤية شخصية لواقعنا المُـر-حامد كعيد الجبوري


( طلع البدر علينا ) رؤية شخصية لواقعنا المُـر
شيفيد الحجي وثوب الحيّه أتمزك ومن حمل المذلَه الكُصه ما تعرك * * * ما بين الهضم والضيم والجمره كضّينه العمر حسره بأثر حسره صعدنه ع النخل لهلالك أنطره مثل هجرة محمد طيبه يتفرك * * * أجيناكم عراضة أنغني ونردد البدر طالع علينه وبيكم أنعيد بيدينه الشموع العامي والسيد نسينه ضيمنه وبيكم فلا نغرك * * * ركصنه للفرح غنينه عالياني أنفتح باب الفرج لليندعي أمتاني الله أستجاب وخيركم جاني ونزامط الشامت لو حجه بالشَـك * * * أخوتنه أجونه أيضمدون أجروح وأسمعنه حجيهم بيّ ترد الروح عميان أنتخبنه والمحنه تفوح وبحبل الأماني اليغرك أمعلك * * * عالمر أشجرعنه خمسه وثلاثين وأيوب الصبر صبر العراقيين جزعنه وما جزعنه أبحدَة السجين ومن كثر الذبح سجينهم يزهك * * * رنانه الخطب والزمط والتصريح وأحلام الشعب ريشه وأخذها الريح لا ينفع حجي ولا لوم لا تصحيح والشاف الصخونه بالدوّه صدك * * * صدكنه وركضنه ننتخب حفاي وأحلام الفُـكُر متعلكه بنخاي صعدتوا عالجتاف وأثر جدمك هاي ومن ريع الكراسي خيركم غمك * * * أسلامي حُـكمنَه يسوك علماني وبداية كل حجي يحشمونه خواني نصروا دينكم لا ينهجم ثاني أبنهجكم دينَه والمذهب أتشكك * * * صار الدين لعبه والوطن طشار وسد بابه الفرح ما يوم أجه خطار من شفنه السياسي يبيع للفقار مدري ينهدي ول (بريمر ) أتملَك * * * حذاري من الشعب دم الشباب أيفور على ساعة وشرارة أتشب لهب تنور بعده آذار طيب والنشامه أتثور والخان الأمانة والشرف يزلك * * * نصيحه الوجه الله الينصح أنشكره عاف المال كله وختل بالحفره من ( صدام ) أخذ مليون ألف عبره الما يفتح دماغه ب( الم...س ) يندك * * * تعض أصبع ندم واللوم ما ينفع ولا توصل محاكم والخصم يسمع أشما تملك جناسي ما ألك تشفع نجيبك للقصاص أنريد منك حك * * *

الاثنين، 23 يوليو 2012

المقام العراقي في ذمة الخلود-هادي جلو مرعي


المقام العراقي في ذمة الخلود
للعبارة معنيان.أحدهما إن المعني قد مات,والآخر أنه خلد بالفعل في ذاكرة الأجيال وإحتفظ به التراث الإنساني.. وفي الوقت الذي يعاني المقام العراقي فيه تغييباً وإندثاراً وإهمالاً تنبهت له منظمة اليونسكو بإعلانه من الفنون الإنسانية الأصيلة المهددة بالزوال، جاءت موسوعة المقام العراقي التي وضعها الدكتور عبد الله إبراهيم المشهداني لتعلن وبشكل بليغ "إن تراثاً تمتد جذوره إلى أقدم الحضارات الإنسانية لايمكن أن يموت, ولا يمكن لأي محنة أن تمحو عنه وجهه الجميل والبهي" إن من دواعي سروري أن أكون من اوائل المطلعين على موسوعة المقام العراقي التي أعدها واحد من أبرز أهل الخبرة والمعرفة بتفاصيل هذا الفن الجميل في عصرنا الحالي، ويقيني بأن هذه الموسوعة ستكون موضوع دراسة هامة عند أهل العلم والدارسين والمختصين بموسيقى وتراث العراق حينما تصل إلى أيديهم نسخة منها إن شاء الله. تكتسب الموسوعة علميتها من إستفادة صاحبها من الدراسات العلمية وإطلاعه على أحدث الدراسات في فلسفة طرائق التدريس، الأختصاص الذي يمارسه منذ أكثر من ثلاثين عاماً. المتتبع لمباحث الموسوعة يجد مؤلفها لا يترك صغيرة ,ولا كبيرة في المقام العراقي إلا إلتفت إليها، غير إن أهم ما في الموسوعة هو ذلك الترتيب المنطقي وتكامل مباحثه وتآزرها لتشكل حبات عقد لا يمكن أن تنفرط، وهو ما يلاحظه القارئ بعودته إلى محتويات الكتاب. يرى الدكتور عبدالله المشهداني ,إن صيغ وقوالب المقامات العراقية إنما صنعت بحكمة وعلمية، مما سهلت عملية التناقل الشفاهي، وهي نوع من التدوين الذي تنبه إليه العراقيون القدماء. وفي شرحه المفصل لمكونات المقام العراقي يطرح الدكتور عبد الله المشهداني تصوراً جديداً لم يسبقه إليه أحد عندما حدد أجزاء المقام العراقي ,وتحديد الفرق بين (القطعة والوصلة) ,ووظيفة كل منهما. كما طرح تصورا جديدا في موضوع تصنيف المقامات العراقية ( المقام الرئيسي والمقام الفرعي ) معتمدا على معرفته الدقيقة بتفاصيل المقام العراقي ومعززة بأدلة منطقية وقد أفرد مبحثاً خاصاً بأشهر قراء المقام العراقي بنوعيه الديني والدنيوي حسب فترات زمنية محددة. وقد دحض بشكل علمي مزاعم بعض المضللين من الذين ينسبون المقامات العراقية لغير العراق!!. وقد تطرق بشكل علمي بعين الخبير والباحث الثاقب النظر لمدارس المقام والفروقات التي بينها. أتمنى ان يقابل هذا الجهد بجهد مثله لننهض بالواقع المعرفي للمقام العراقي كما أتمنى أن يقرأ هذه الموسوعة شباب العراق المخدوع بالبريق الكاذب للموسيقى الوافدة والهجينة. قارئ المقام العراقي المعروف الأستاذ طه غريب,عبر عن سروره بهذه الموسوعة التي تعيد وهج المقام العراقي وحضوره في الساحة المحلية والعربية والدولية,وهو جهد يستحق الإحترام والتقدير من الأستاذ المشهداني. وبذلك فالمقام العراقي في ذمة الخلود..خلود في الذاكرة الإنسانية التي تهيأ لها ان تحتفل على الدوام بالعطاء الخلاق وتنفي كل فعل غير منتج وحيوي.

قصة قصيرة-مدينة الصمت-عادل كامل


مدينة الصمت
بعد ان غادر مدينته الضاجة بالأصوات والضوضاء ودخوله مدينة أخرى راح يبحث عن أي مخلوق يبادله الكلام فلم يعثر عن فم يتحرك . كان يشاهد الناس يعملون بهدوء ويسيرون في الشوارع برتابة، لا احد يتكلم مع احد، ولا احد يحدق في احد حتى حسب انه في متحف للدمى أو في معبد مزدحم بالتماثيل . فراعه الأمر وكاد يستسلم لفكرة الرجوع إلى المدينة التي هرب منها لولا انه يعلم علم اليقين العقاب الذي ينتظره بعد ان لعن كل محدثي تلك الأصوات والضجات والثرثرات.. فأستسلم لنـزهات بلا هدف ولا غاية في شوارع المدينة الجديدة يحدق في الناس وفي حركاتهم وفي الصمت المطلق الذي يخيم على اجواء المدينة التي بدت له أول مرة، كمقبرة قديمة أمتزج موتاها بالتراب والرمال وغادرتها الارواح الى المجهول. وقد فشل في العثور على فم يتحرك، أو على صوت بشري أو غير بشري .. فقد كانت المدينة تعمل كلها بعيدا عن الضجات والصراخ .. ولم تجد توسلاته ولا خطاباته في تحريك فم احد . وانشغل يفكر في اسباب ظاهرة غامضة غريبة كهذه الظاهرة التي جعلته يوما بعد آخر، أكثر حيرة وجزعا من عدم استيعابها وحل رموزها وفك أسرارها، كان يسير وحيدا، ببطء، لايصدر صوتا في مشيه، ولايكلم نفسه بصوت مسموع، ومن ناحية ثانية لم يكن وجوده يلفت نظر احد .. الامر الذي دفعه للشعور بفزع لايقل حزنا ولوعة من الضوضاء والضجات التي كانت تسببها له مدينته الاولى . فكر بالهرب الى اية مدينة لايسودها الصمت الازلي ولا الزلازل البشرية المدوخة درجة الجنون .. لكنه ادرك انه لايستطيع أن يغادر هذه المدينة. فكل من يدخلها يمكث فيها الى أبد الآبدين، كما طالع ذلك فوق لوح عند بوابة الخروج. ففطن للأمر وسأل نفسه : اذا ً .. لماذا وجدت هذه البوابة ؟ لم يأت أي صوت يرد على سؤاله، بل قرأ في الحال " إنها وجدت لخروج الموتى .. ولكل من يتكلم " . فصمت . وحذر نفسه بشدة ألا يرتكب إثم الكلام .. محاولا التوغل في علة هذا الصمت ..مثلما كان قد عرف أسباب الزعيق، والزمجرات والصراخ في مدينته الاولى، تلك التي فضل جهنم عليها لو خير بين الحياة والموت . وتساءل في سره عن العمل الذي لابد أن يقوم به ؟ فقرأ فوق لوح زجاجي " أن تعمل بصمت" وتقدم من نافذة وأخذ ورقة صغيرة ترشده الى اداء واجبه لكي لايطرد ميتا من المدينة التي بدت له، ككابوس، صماء وخرساء وجامدة لاتمر بها الريح ولاتمر في سمائها السحب وحتى حركات السكان بدت له كمن يتحرك في مكانه. وكاد يبكي بعد ان يأس من العثور على جواب شاف لولا خشية اصدار صوت .. فقرأ وهو يتوجه الى عمله فوق لوح حجري " وعم الكلام يافتى..؟ " وظهر محيا رجل عجوز تجاوز المائة يحدق فيه بشفقة، فعاد يقرأ في اللوح ذاته " فقد كان الكلام لايكشف الا عيوبي .. فقد تكلمت نصف قرن وما كان باعثي الا الجهل .. اما الان ففي ماذا اتكلم … ماذا أعرف لكي أقول لك اني أعرف. أجل أيها الفتى أنا الان أتستر على جهلي .. وطالما أنا أتعلم فأنا أتعلم.. لكم أنا كنت هزأة وسخرية .. فإذا أردت أن تتلمس طريق مسيرتك فتلمس طريق جهلك بعملك إنك أكثر جهلا مما تعتقد وترى وتسمع وتدون.. أنا ياأيها الفتى أخاف عليك من كلامك. فسكان هذه المدينة، منذ دهر، تعلموا ان ما تعرفه ليس هو مانريد أن نعرفه وليس هو المعرفة التي توجد في المعرفة ." سقطت الدموع من عينيه دون احداث أي ضوضاء تذكر. فقرأ كلام العجوز فوق اللوح الحجري : -" وهكذا سترانا جميعا نشعر بالخجل وذل الادعاء بالمعرفة .. فكل من قال انه عرف هلك بالجهل ..والانسان لم يولد ليعرف، فالوهم زين له ان يمتلك مفتاح العارف وباب المعرفة .." إزداد حزنا وغما .. فقد أراد أن يغادر المدينة عائدا الى مدينته يعلم الناس فيها حكمة الصمت وحكمة التأمل، لكنه قرأ عند باب الخروج :- -" إنها وجدت لخروج الموتى .. ولكل من يتكلم " فسكت شاعرا بحيوية ومجد الحياة وقوتها تسري فيه بنشوة، إنما لم يفلح بتجنب البكاء وجلوس القرفصاء في حديقة عامة . ولكم ود لو كلمته شجرة أو صخرة.. إنما كان يطالع الكلمات فوق لوح يقع في الجانب الآخر من الشارع " وماذا تجنيه من الكلام وأنت على باطل.. أكان الباطل للباطل مرشدا ..، ثم أخذ يقرأ بسرعة الكلمات المتحركة ( هذه المدينة عاشت الويلات وشهدت ماهو أبشع من الحرب والفتن والتفسخ .. فاجتمع الحكماء لوضع حد لهذا الشقاء والاسى .. وبعد المداولات كشفوا عن السر .. السر الذي في كل منا : هذا الوهم بالمعرفة وهذا الغرور بالعلم . فقرر الحكماء إصدار قرار بموجبه تتمت المداولات والمحاورات بالكلمات لا بالكلام .. تعقبها مرحلة الصمت ومعالجة الامور بكلام القلب . فأنا الان أسمعك وأعرف ماذا يدور داخل رأسك المزدحم بالاضطرابات والدوي والزعيق والهوس بالاصوات العالية.. لكنك في الواقع اقدمت على إختيار جادة الصواب. فغادرت جهلك ذاك لتتعلم إنك أكثر جهلا مما تزعم وتعتقد في سرك . فنحن هنا نعرف بعضنا ببعضنا دون حاجة للرجوع الى الكتب، أو الى أجهزة كشف الكذب . فطالما تفكر تفكيرا سليما فلا تجد نفسك بحاجة الى الوهم .. والان تقول في نفسك : اهذا هو كل مافي الامر ؟ سأقول لك نعم وكلا ! فنهاية الضجات تماثل نهاية الصمت … كلاهما في الميزان بوزن واحد إنما ياأيها الفتى لست أنت الذي يمتلك قدرة فهم ذلك، عليك بدءا تلمس حدودك، فكلما كان الصمت مأواك، لن تتحرش بحدود غيرك . فأنت أنت وهو هو وكل منكما في مكان . وكل من أدرك مكانه لم يعد بحاجة الى المكان . والآن اذهب الى عملك، فستدرك ان الصمت ما هو إلا بعض أشكال الكلام الجميل ). سره الكلام حتى غاب عن وعيه وهو يحدث أعلى الأصوات نشوة وفرحا . ولم يفق إلا وهو وسط مدينته الأولى . والناس حوله يدورون .. ويصرخون، ويزعقون : -" تكلم .. تكلم .. أيها المجنون تكلم .." فلم يتكلم . وعندما أدرك بيأس انه لايمكن ان يعود أو يعثر على مدينة الصمت، أغلق فمه ولم يتكلم حتى مات مشيعا بأعلى الأصوات وهي تنثر ذرات صمته في محيط الفضاء الذي كان يحيط بكل الأصوات، آنذاك أدرك لا جدوى الصمت ولا جدوى الكلام فكلاهما في الميزان بوزن واحد.