بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 20 فبراير 2010


منشورات جديدة
صدر للأديب والمترجم صلاح السعيد كتاب ( جمهرة الالفاظ العامية المتداولة في الحلة ) معناها واصولها واستعمالها في الكتابات والامثال والاشعار الشعبية ....عن دار الفرات في الحلة ، توزيع مكتبة الفرات في الحلة

الجمعة، 19 فبراير 2010

كتابات د . غالب المسعودي

في الصورة الحيوية .... للفنان




د.غالب المسعودي




(( النص الذي يأسر، النص الملتهب الذي يتأبى على كل مشابهة ، والذي ينافس بوظيفته الارتباط التجاري بما هو مكتوب، هذا النص الذي يحميه ويصونه تأبيه على النشر سيفرض عليّ الاستجابة التالية... أنا لا أستطيع أن أقرأ أو أكتب ما تنتجه أيها النص المتأبي ولكني أستطيع أن ألاقي هذا الذي تنتجه كأني ألاقي النار أو المخدر أو الفوضى الملغزة))


رولان بارت


إن الفنان في تمييزه هذا بغض النظر عن أنه خرق للمنطقي بصيغ متعددة أي وضع الحياة في سياق التحول والتطور يجعلها في تدفقها بمنجز يتفوق على نفسه في بعده النظري والمعرفي انطلاقا من تأويل هذا الإيمان الدافق على نحو عقلي درءاً لكل التباس منهجي قد يحدث في سياقه ، هناك عمليه تتمثل للماضي وصهره في أناء الحاضر وعندما يكون الظرف الموضوعي وهو خارج الذات غير مناسب سيؤدي بالمنجز الفني الى نوع من الحوار المونوغرامي الذي يفضي الى انتحار الذات على مذبح العدم ولكي لا يتحقق ذلك لابد أن يكون هناك نظام ونظام مضاد في عملية احتواء نتيجتها هو الهضم والتمثل لكل شاردة وواردة بنظام متقدم يعتمد على أجهزة متطورة من ناحية منظومية لكي لا تكرس الهيمنة لمجموعه من الخطابات تفرزها إيديولوجيات متعارضة وتجر معها كل أشكال الصراع إذ أن قانون تثبيت اللحظة قد فعل فعله منذ قرون وتألقت أسطورة العصر الذهبي الذي مات وتهاوت معه كل أشكال الحداثة وأصبح المفكر فيه من الحاضر الى الماضي وأصبح المستقبل تكريس للماضي وليس عمليه انتقال نحو العصرنة، ان تقييم وممارسة التيار الارثودوكسي وبالرغم من إشكالاته واحباطاته لا تزال هي السائدة في الفكر الشرعي والمتغلغلة في الوعي التأريخي والتي يستطيع الباحث فض أقنعتها وأعادتها الى مصدرها الإنساني لأن العالم يتطور في خط لولبي والى الأعلى وهذا يمنحنا شرعية القول بأن النتائج التي يصل إليها الفنان والمفكر في تخمين واستقصاء الملامح البعيدة غير المباشرة والخروج بحصيلة مستقلة عن الاحتياجات الذاتية وبوصف هذه الاستقلالية نسبيه لذا ان تحديد المسارات التي يتخذها الوعي وفي ظل ظروف مشتته تتجه نحو مستقبل غامض ، أن أي تطور مادي يجري خارج الكيان البشري والكيان المعرفي داخلي مبني على قيمة المنظومة الفكرية للأفراد لذا فأحتمالات الاستجابة لا تكون واحده وحتى يحصل نوع من التوازن بين المعطيات والبناء الاجتماعي لابد للفن أن يأخذ دوره في تربية الفرد والمجتمع وتنمية ذوقه وهذا لا يتحقق إلا بالانتباه الى حيوية الفن وخطورته في بناء الحضارة وكي يحصل ذلك لابد من أعطاء الدرس الأكاديمي الحقيقي فاعليته في صقل وخلق فنانين يمكن أن يمارسوا دورهم الحياتي هذا لكن الذي ينظر الى الواقع الحالي لا يجد مثل هذا التوجه ناهيك عن غياب أكاديمية فنيه حقيقية في البلد من شماله الى جنوبه وهنا يجب الانتباه الى أن حواسنا لا ترى شيئاً قصياً والفرط في الضجيج يجلب الصمم وأقسى ما تحارب به الحضارة هو الاعتداء على رموزها الفنية لأن انعدامها يعني تمثل قالب الهزيمة على المستوى السايكولوجي ففي تقدير العمل الفني توجد حاله من الشعور الجمالي يمكن أن يشاهد فيها ترابطات فسيولوجية وحتى فيزيائيه ومن المحتمل أنها عمليه فيزيائيه متضمنة داخليا وقابله للتطور في ألفاظ عامه ومن الملاحظ أن للخبرة الجمالية وحدتها والتي تخلع عليها اسمها الخاص وتكون بفعل الكيفية الفردية التي تشيع فيها كلها على الرغم من تنوع الأجزاء والفنان كونه مجال عملها يتمكن من اكتساب خبرة فرديه وتساوق في دقة التفكير نحو اكتشاف المجهول داخل العمل الفني وامتداد فعاليته في الذات الواعية التي كانت بعيده في مسارب الطرق في خضم التفاعلات التي تهيء العمل الفني كونه منجزا معبرا عن نفسه فمنذ عصر الكهوف بقي الفن منتجاً مرتبطا بالوعي الحضاري .


أن تماهي الذات مع المطلق هي صفه شرقيه كانت منذ أقدم العصور ولازالت متعمقة لأسبقية الخطاب الإلهي على الخطاب الإنساني وفي لحظات ... هي بعض هذا الهول اللامحدود والفضيع ذلك الذي يكون أحيانا مثل سكين حاد يجرح الذات قد نستطيع رؤية ذواتنا بكل انكسارات مراكبها وبكل انهياراتها وتكتلاتها المقفرة ونحن أمام إيماءات جديدة جادة ورصينة فالمحنه واحده تتحرك بإ تجاه الزمن الآتي الذي يأبى إلا أن يتصاعد بخطى وئيدة نحو الحياة .


أقول لماذا التوجس أنا لاأختار موضوعاً بل أمارس لعبة الحياة داخل إطار اللوحة .. أنها الترف والابن المدلل وهي انسجام والانسجام أما أن يكون كلياً أو لا يكون ، وبما هو كلي فهو ضروري للمجتمع من أجل وجوده واستمراره ولابد أن يكون هناك حراك للخروج عن التقليد السائد وكل تقليد خامل لا ينتج فعاليه وان الحراك لابد أن يكون معرفياً قبل أن يكون حرفياً لأن منطقة اشتغال الفنان هي كونيه تمثل مسارات البعد الرابع وهو منتج وعي الإنسان لبيئته وقد تمثل ارتباطا ما ورائياً ،وكوني لست باحثاً في التاريخ ولكني أقرأ حضارة بلدي لتعميق تجربتي التشكيلية فالجمال يشرق في النفس كشعاع ضوء بين الآكام والثقافة العراقية لم تمسك بالرموز مسكة معرفية وهذا متروك للنقد التشكيلي الذي يجب أن يمسك بتلابيب الناقد الذي يضع خيوط النقد ، يقول هربرت ريد..((بالنسبة لي يشترط في العمل أولاً أن يمتلك حيوية خاصة به .. أنا لا أعني انعكاسا لحيوية الحياة أو الحركة أو لفعل طبيعي أو لهو أو أشكال متراقصة أو غيرها بل أن يكون عملاً قادرا على أن يمتلك طاقه كامنة وحياة عارمة خاصة به مستقلاً عن الشيء الذي يمثله وحين يمتلك العمل هذه الحيوية الهائلة فلا مبرر آنذاك لأن نلصق كلمة الجمال به )).






عنوان التتبعات على الشبكة: http://wast.friendsofdemocracy.net/utility/tb/?id=242576
ارتباط دائم: http://wast.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=242576

حروفية التحدي-لابداء الراءي والنقاش لاننا بحاجة الى كتابة جديدة

نحن بحاجة الى لغة جديدة و كتابة جديدة
حروفية التحدي بين التشكيل والنص الكتابي
لابد من تأكيد أولي إني لا أتعرض إلى المنحى اللغوي لان اللغة شيء والكتابة شيء آخر وان كانت في بداياتها ذات منطلق واحد والاستعمالات المختلفة للكتابة للغات متعددة كانت تجربة قديمة ولازالت مستمرة للوقت الحاضر ومحاولتي هذه امتدت لفترة زمنية ولم تكن تنظيرية فقط بل كانت على المستوى التطبيقي إذ درست الخطوط العربية كافة وكتبت بها وامتد البحث إلى الكتابة المسمارية وحاولت تفكيك الرمز إلى الحد الأدنى من دلالة الحرف ، وتضمنت دراستي الكتابة العربية قبل الإسلام وتأثرها بما حولها من أقلام للغات متقاربة والولوج في دراسة القيمة التشكيلية للحرف لابد من عرض تاريخي ولو بشكل موجز لان الحرف شكل ذو دلالة زمكانية .



عرض تاريخي موجز
1.الكتابة المسمارية :
إن محاولات الإنسان لتسجيل أفكاره كتابة في بلاد الرافدين تمتد إلى بدايات العصر الحجري الحديث والذي سمي بالعصر ما قبل الكتابي وهي المرحلة التي استعمل فيها الإنسان قطعا رمزية ( Token ) من الطين والحجارة وهي نوعان : بسيط ومعقد ، وظهر من خلال دراسة النوع المعقد من القطع الرمزية إنها تطابق العلامات الصورية الأولى على ألواح الطين والتي عرفت بالنصوص البدائية " Archic Texts " أو النصوص الاركانية ، وقد شهدت بلاد وادي الرافدين مولد أول طريقة للتدوين في العالم القديم وذلك في حدود منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ، إذ كشفت التنقيبات الأثرية عن ما يزيد عن ألف لوح من الطين مدونة بأقدم شكل من الكتابة والتي اصطلح عليها بالكتابة الصورية والتي لم تلبث أن تطورت للتعبير عن أفكار ذات صلة بما تمثله تلك الصور وهو ما عرف بالطور الرمزي ، وأخيرا إلى الطور الصوتي " المقطعي " وذلك عند استخدامها مجردة عن مدلولاتها الصورية والرمزية معا .
ومن المعروف أن وادي الرافدين كان مركز إشعاع حضاري خلال مختلف العصور القديمة لذا انتشر الخط المسماري إلى بلدان دانية وقاصية مع كثير من المفاهيم الحضارية وقد بلغ انتشار الكتابة المسمارية ذروته في حدود عام ( 1400 ق.م.) عندما أصبحت وسيلة لتدوين الوثائق الدبلوماسية في الشرق الأدنى القديم بين ملوك وأمراء وحكام العراق وسوريا وفلسطين ومصر والحيثيين والخوريين والميتانيين ، وكان الاوراتو في أرمينيا قد استخدموا الخط المسماري في كتابة لغتهم في النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد – أخر الأقوام- .
بقي الخط المسماري قيد الاستعمال إلى حدود القرن الأول الميلادي إذ ا ناخر نص عثر عليه يعود تاريخه إلى (75م) وهو نص فلكي خاص بالتقويم الزراعي ، هناك حقيقة جديرة بالاهتمام وهي ترينا مقدار تمسك سكان وادي الرافدين واعتزازهم بالخط المسماري والذي يعتبر أقدم الخطوط في تاريخ الأمم فقد توصل سكان اوغاريت (رأس شمره) على الساحل السوري إلى استعمال أبجدية هجائية كتبت بها النصوص الاوغاريتية وهي لهجة من اللغة الكنعانية في حدود القرن الرابع عشر قبل الميلاد مكونة من 30 حرف وقد كان باستطاعة سكان وادي الرافدين اقتباس ذلك الخط لسهولته مقارنة بالخط المسماري الذي بلغت علاماته في بدايته بحدود 300 ق.م. ألفي علامة إلى حوالي 600 علامة في زمن الأشوريين لكننا على يقين بأن تمسك العراقيين القدماء ينبع من اعتزازهم إرثهم الحضاري ويجد الباحث موقفا مماثلا في حضارة الصين ولذا أطلق العراقيون القدماء على الكتابة التي ابتكروها المصطلح السومري " nam.dub.sar.ra" بمعنى فن الكتابة ، وفي رواية ينفرد بذكرها المؤرخ البابلي بيروسس " Berrossus " وكان في معبد الإله مردوخ عاصر الاسكندر المقدوني وألف كتابا عن تاريخ بابل إلى الملك انطوخس الأول ( 280 – 261 ق.م.) إن رجل الطوفان (زيوسدرا) تلقى أمرا من الإله كرونس بدنو موعد الطوفان وان عليه أن يحفر حفرة ويدفن فيها بدايات وأواسط ونهايات الكتابات ولما رست سفينة زيوسدرا على شاطئ السلامة نزل هو وزوجته وابنه وملاحه ، ولكنهم سرعان ما اختفوا ، ولما نزل بقية القوم ليبحثوا عنهم سمعوا هاتفا يقول لهم أن زيوسدرا يسكن مع الآلهة تكريما له لأعماله الصالحة ، ثم أمرهم بأن يتوجهوا إلى ارض بابل ويستعيدوا الكتابات وينشروها بين الناس .



2. الكتابة العربية قبل الإسلام :
إن آراء علماء الخط تتفق على إن مخترعي الأبجديات هم أناس يجب أن يكونوا من الشرق الأدنى من حوض البحر المتوسط والذي نلاحظه اليوم إن حروف الخطوط السامية المستعملة عند الغربيين تكاد تتفق في أسمائها وفي تربيتها وهي تبدأ بحرف واحد وهو الألف وتجعل الباء حرفا ثانيا ولمسالة ترتيب الحروف أهمية كبيرة لا تقل عن أهمية أسماء الحروف وترتيب " أبجد هوز حطي كلمن ....الخ" هو ترتيب سار عليه العرب أيضا وهو ترتيب قديم عرف عند السريان والنبط والعبرانيين وعند بني ارم ويظن إنهم اخذوه من الفينيقيين وقد سار عليه الكنعانيون أيضا .
والعرب عرفت الكتابة ومارستها قبل الإسلام بزمان طويل يمتد إلى قبل الميلاد ببضع مئات من السنين ومن دراسة النصوص الجاهلية إنهم كانوا يدونون بقلم طهر في اليمن وهو قلم المسند وهو يباين الأقلام التي نكتب بها الآن وهو قلم منتشر في مواضع متعددة من جزيرة العرب غير إن التبشير بالنصرانية الذي دخل جزيرة العرب ادخل معه القلم الارمي المتأخر قلم الكنائس الشرقية ولما كان هذا اسهل من المسند وجد له شياعا بين من دخل في النصرانية لسهولته في الكتابة وهناك اقلام عثر عليها المستشرقون في اعالي الحجاز وقد سميت بالثمودي وسمي الاخر باللحياني والصفوي نسبة الى منطقة الصفاة والعرب تسمي الخط بالكتاب والقلم العربي جزما لانه جزم من المسند اي قطع منه وهناك وجهات نظر في منشا القلم العربي تتلخص في ثلاث وعشرين وجهة وللمزيد من التفاصيل يراجع كتاب الدكتور جواد علي ( تاريخ العرب قبل الاسلام ج8).
ولعل اختلاف القلم يرجع الى المنبع الذي استقي منه فقد استعمل نصارى العراق القلم السطرنجيلي واستعمل اهل الانبار المشق وان اهل الحيرة كانوا يكتبون بالقلم الحيري ذي الشكل التربيعي الجاف والزوايا الحادة ونجد ان شعوب الشرق الادنى تتخذ قلما خاصا يكتبون به الكتب المقدسة والاحجار التذكارية التي توضع فوق ابواب المعابد او في داخلها او على القبور للذكرى والتاريخ.

ويرى معظم المستشرقين ان الخط الذي دون به القرآن الكريم اخذ من الخط النبطي المتأخر وهو متولد من القلم الارمي المتفرع من الفينيقي على رأي هومل وقد عثر على كتابات دونت به في مواضع مختلفة من الحجاز واليمن واتم هذه الكتابات هي كتابة ( ام الجمال ) ويعود تاريخها الى (250 – 270 م) وقد وضعت شاهدا على قبر ( فهر برسلي ) ((فهر بن سلي )) مربي جديمة ( ملك تنوخ) وموضع ام الجمال في جنوب حوران من اعمال شرق الاردن كما عثر الباحثون على كتابات معدودة سبقت هذه الكتابة دونت بالقلم النبطي في طور سيناء (210م) ونرى في هذه الصورة تشابها كبيرا في الشكل مع القلم العربي ينبأ بوجود نسب بين القلمين العربي والنبطي .
3. الخط العربي في فترة الحضارة الاسلامية :
مما يؤسف له كثيرا اننا لانملك اليوم كتابة واحدة من الكتابات المدونة في ايام الرسول ( ص) الا ان الكتابة في صدر الاسلام حملت صفة مضافة وهو الجانب القدسي للنص القرآني وكانت البداية في المسجد النبوي الشريف الذي جدده الخليفة الراشد الثالث ( عثمان بن عفان (رض)) سنة 29هـ وزينه ببعض قصار السور من القرأن الكريم فصار تقليدا شائعا في العمائر الدينية طوال العصور التي تلت ، ومن الامثلة الاخرى كتابات اعلى جدران المثمن الداخلي لقبة الصخرة من عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان والمؤرخة 72 هــ وكان الخط في هذه الفترة خط الجليل الشامي .
يشكل خط الثلث اساس الخطوط ومرجعها طوال العصور الاسلامية تبارى الخطاطون في ارساء قواعده حتى بلغ ذروته في القرون الاخيرة ان خط الثلث مصطلح شائع ومعروف في المصادر القديمة وقد مر بأدوار واضحة لدى المختصين ففي فترة نشوءه كان شكلا واحدا وهو الخط الموزون من اشكال قلم الجليل الشامي ومخترعه ( قطبة المحرر) توفي 154 م حيث اعتبر اصغر قلم لكتابة الجليل الذي كتب على العمائر وهو يعرض اربع وعشرون شعرة من شعر البرذون واطلق عليه قلم الطومار ثم استخرج من هذا الخط بقية الخطوط التي عرفت بالقسمة والنسبة الحسابيه فكان قلم الثاثين وقلم الثلث حتى تعطي كافة الاحتياجات اليومية وقد استمر الخط بالترقي نتيجة الرقي الحضاري الذي صاحب الشخصية الجديدة في الحضارة الاسلامية وظهور مجموعة من الخطاطين المجودين في بغداد عاصمة الخلافة العباسية من امثال اليزيدي ( ت 360هــ) وابن مقلة الوزير ( ت 328هــ) ومهلهل ابن احمد ( ت 415هــ) وابن اسد (ت 410هــ) وابن البواب ( 698 هــ) وغيرهم من كبار الخطاطين ، واستمر التجويد بعد ياقوت المستعصمي (ت 698 هــ ) الى احمد طيب شاه النقاش الى حامد الامدي الى هاشم البغدادي الى يوسف ذنون ويمكن اعتبار اولى المحاولات التجويدية بأختيار زيد بن ثابت كاتب الرسول (ص) من بين اثنين واربعين كاتبا للوحي كأفضل الكتبة في في عصره لما يمثله الحرف العربي من مجال واسع للتعبير والموازنة بين قيمة النص وجمالية المكتوب ويقول القلقشندي ( ت 821هــ) ((الخط معنى ساكنا وهو ان كان ساكنا يفعل فعل المتحرك بأيصال كل ما تضمنه الى الافهام وهو مستقر في حيزه قائم في مكانه )) ولذا ظهرت انواع من التشكيلات اعتمدت على الانواع المعروفة من الخط العربي وبأنماط تشكيلية صورية محاكية للتجسيم متناغمة مع روح الفنان الداخلية ومستثمرة النص المقدس لتحقيق هذه الغاية .
البعد الرؤيوي لحروفية التحدي
( ان تعثرنا في غهم الرسائل البصرية للعصور القديمة نابع من كون حضارتنا هي حضارة لغة متطورة وكتابة متطورة ، فنحن كي نفهم امرا ما يجب ان نكون قادرين على شرحه بالكلمات وعلى تلقيه بالكلمات وبأكبر قدر ممكن من الوضوح والتفصيل وهذا من شأنه ان يقيم حاجزا بيننا وبين انماط التعبير التصويرية التي تركتها لنا ثقافات ماقبل الكتابة عندما لم تكن اللغة قد بلغت شأوا من التطور يجعلها قادرة على التعبير عن لطائف المجردات . ( دين الانسان ، فراس السواح ، ص157).
ان البعد الرؤيوي للحروفية الجديدة يتضمن استلهاما للتراث الرافديني من حيث التأسيس والبعد الحضاري المعاصر من حيث البناء ، وكما بينت في المقدمة ان للكتابة المسمارية قيمة تعبيرية وهذا مادلت عليه جهود الباحثين والمنقبين ، والقيمة التعبيرية هي قيمة تشكيلية اسقطتها على رسم الحرف العربي بعد دراسة وقراءه متأنية لقيمة الرمز في الكتابة المسمارية وهو حرف الالف ذو الرأس المثلث ممثلا لرأس الثور رمز الخصب والقوة في الحضارة الزراعية ، وتحققت من ان البناء الرمزي للمقاطع الصوتية مبني عليه ، ومرجعيا ان الحروفية العربية في بداية تشكلها لم تكن منقطة وتم التنقيط بعد تعرضها للاعاجم نتيجة للتوسع الحضاري ودخول امم اخرى غير عربية في الدين الاسلامي مما تطلب قراءة القران بلغة سليمة منعا للتأويل والتفسير الخاطيء للنص المقدس ، ولتلافي هذا الاشكال ادخل التنقيط والحركات على الحروف العربية واستغرق ذلك فترة طويلة طالت القرنين الاول والثاني وبداية القرن الثالث الهجري ، واستشهد بقول الدكتور جواد علي في كتابه ( تاريخ العرب قبل الاسلام ص 191 ج8) (( وأود ا نابين بهذه المناسبة ان تنقيط ابو الاسود للحروف لم يكن اعجاما بل كان شكلا اي ضبط حركة الحرف من حيث الضم او الفتح او الكسر او السكون حسب تكوين الحروف للكلمة )) .
ويقول ص 189 ج8 (( فتجريد الكتابة من النقط والشكل امتحان يميز الكتاب العالم عن غيره ممن تعلم كيف يقرأ ويكتب وكفى ، حتى لقد وقر في ذهنهم ان من ينقط الكتابة ويشكلها ويرسلها الى كاتب فكأنما بذلك اراد اهانته ورميه بالجهل والغباء )).
وارى من منطلق سميولوجي ( دلالي ) إن الحرف يجب أن يكون دالا على صوته كما إن التنقيط بحد ذاته إشكال للمتلقي ومتعلم اللغة والوافد إضافة إلى انه يلغي البعد الحدسي في الكتابة وبالتالي ينعكس على موقف اللغة والحر وفية الجديدة لاتتعارض مع المنحى اللغوي وهي ليست بديلة عن الحروفية المستعملة حاليا وشكل الحرف فيها مستمد من شكل الحرف العربي ، لكني استعملت الشكل الاكثر دلالة على صوت الحرف بدلا من الاشكال المتعددة لنفس الحرف من دون دلالة صوتية ، فالحروفية لاتحتوي حروفا وسطية او اخرية بل ان الحرف له نفس الشكل ايا كان موقعه من الكلمة وادخلت القيمة التعبيرية لشكل الكتابة المسمارية ضمن نطاق المفهوم الدلالي للنص ، اذ تعمل الحروفية الجديدة بأتجاهين عمودي وافقي لدى المتلقي لانها ترسم ولها قاعدة حاكمية حره بمعنى ان ( الجامه ) يمكن ملؤها بالحروفية دون الاخلال بالقاعدة كما هو مطبق في الخطوط العربية وتعتمد في تكويناتها جماليات الخط العربي ومايتعلق بتطبيقاتها على منجزات الازمنة الحديثة فهي تعتمد الرمز ومنه يمكن توليد كافة الحروف الهجائية العربية اي نقل صيغة العمل بالحاسوب الى المتلقي عند ادائه رسم الكتابة ، اما جانب التربية الجمالية الذي تعمل عليه الجروفية ، وكما اعتقد ان في داخل كل انسان فنان وعندما يهذب هذا الفنان بأداء جمالي بسيط ومتحرر يؤدي وظيفته الاجتماعية بأسلوب حضاري اذا ان كتابة اي كلمة يعني رسم لوحة ، اما المسوغ الحضاري ان الكتابة والخط العربي لم يطرأ عليه تجديد منذ اكثر من الف عام والمحاولات التي تمت سابقا كانت تتأرجح بين الايغال في التعقيد كما في تجربة حروف التاج او التغريب ومشاكله الحرف اللاتيني وعدم الحفاظ على روحية اداء الخط العربي وان تغير الظرف الموضوعي لاية امه لابد ان يؤثر في منجزها الفني ، والفنون هي المعبر عن مدى التواصل والتواشج بين الامم وكما يقول الاستاذ شاكر حسن آل سعيد في كتابه ( الاصول الحضارية والجمالية للخط العربي )(( ليس من العبث ان تظهر اشكالا جديدة للكتابة بتأثير التنولوجيا والحياة الانسانية اليومية وليس من دواعي العجب ان تستوعب من قبل فنون الرسم والنحت والفخار والمعمار ...الخ، بشتى الاشكال والطرز التقليدية والجديدة )).
ان استخدام الحروفية نحو افاق تشكيلية لم تكن وليدة تجارب حديثة لقد استلهم الفنان الرافديني منذ فجر الحضارة الكتابة سواء على الصعيد الرمزي او الدلالي وكانت مساهمة الفناني العراقيين تتميز بالفرادة والعمق الا انها ظلت اسيرة الشكل الكلاسيكي للحرف وبين الكوسمولوجيا والاسكاتولوجيا ينحدر الحدث على صهوة الاسطورة دافعا ايتولوجيا معروفة نحو غائية تبريرية جاعلة الذات منسجمة مع ظرفها الموضوعي ومغيبة عن الصراع بين الاني المتفجر والغائب المتخندق بدرع الماضي وبذا تتدرج اللغة من الاشارة (( الصمت )) الى النثر الى الشعر الى الموسيقى الى الاثر (( الصمت )).
ونحن على اعتاب مرحلة حضارية جديدة ينسلخ فيها الحدث تلو الحدث داخل ركام المعلوماتية لابد ان نبدأ حوارا معرفيا على ارضية تراثية تمتد الاف السنين ، تراثا كتب بلغة مقدسة يقرأ بالهمس كي لانقول آسف لحكمة الكلدانيين وكلمات جبران وتحولات اوفيد لاننا وضعناها بيد خوسيتا بيكارا .


الخميس، 18 فبراير 2010

ملف تعريفي


د. غالب المسعودي
مواليد المشخاب 1956
شهادة البورد ( الدكتوراه ) في جراحة الوجه والفكين
دبلوم الاختصاص العالي بجراحة الوجه والفكين
عضو نقابة الفنانين , عضو جمعية التشكليين
مشارك في معظم المعارض الوطنيه
اقام ثلاثة معارض شخصيه
اصدر مجموعتين شعرتين , ترجمة مختارات من اشعارهِ الى اللغة الانكليزيه واصدرت في كتاب بعنوان عندليب من الجنائن المعلقة له كتابات تنظيريه في مجال الفن التشكيلي والفكر المعاصر
لهُ مشاركات ومقتنيات خارج العراق
مبتكر حروفية التحدي



شيْ عن تجربتي


ان يتحدث الفنان عن تجربته فيه شيء من الصعوبه لأن التجربه هي التي تتحدث عنه وما من شك ان الفن من اولى الوسائل التي افصح بها الانسان عن نفسه , ويأخذ العمل الفني من المبدع بعد أن يمتليء خياله و وجدانه وتفيض نفسه بمشاعر وأحاسيس لا يملك الا ان يكشفها ويكون أسيرها , وبهذا ينتزع من وجوده كنه ما يحس , ومنذ عصر الاسطورة ظل
الفن يستهلمُ بيئة الموضوعيه والمعرفيه منها وتتحدث تجربتي عن البعد الاسطوري لحضارة
وادي الرافدين حيث ان الاسطورة تأريخ يصلح لكل زمان ومكان من حيث انها عالمية الابعاد ومحلية
التكوين , وكون الاسطورة شكل فهي قابلة لأن تكون شكلا أخر , انا ارحل مع السومريين في عمق
التأريخ البعيد ولا أنسى اني في القرن الواحد والعشرين منحازا لهاجس الحاضر والمستقبل
متنقلاً من خلال الغواص في الذات ركابا صهوة الروح امارس أحلامي وأوهامي على
المساحة المتاحه لي فضاء اللوحة , ويشكل التهميش الذي فرضته قوى الظلام عائقا اما الابداع العراقي ناسية ان العراقين في كل تأريخهم هم كالنخيل شامخين في وجه البائسين , لذا لجأت لأستخدام خامات والوان أصنعها بنفسي معتمداَ على ما متاح في السوق المحليه وملبياً متطلبات الديمومه والمقاومه العاليه للضروف المناخيه , والمطلع على تأريخ الحضارت الكبيرة يرى انها استثمرت ما متاح في بيئتها لتصنع اسطورتها وليس ادل من ذاك أستخدام الطين لتدوين روائع حضارة وادي الرافدين التي ضلت مناراً لحضارات العالم واننا وريثي هذهِ الحضارة لان الجمال يشرق في النفس كشعاع ضوء بين الاكام