بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

الفنان التشكيلي غالب المسعودي-حاوره خضير الزيدي


الفنان التشكيلي الدكتور غالب المسعودي: اسعى الى تحرير العقل الثاني! اجرى الحوار: خضير الزيدي كيف تتجذر الرموز الكونية داخل اعماق الانسان وهل للوحة التعبيرية او التجريدية ان تعمق فكرة الموت والحياة والعدم داخل سطحها التصويري. من يستطيع ان يوظف انثيالات كهذه ووجدان كهذا وكهذا تشظي سوى انامل الفنان المبدع ربما وجدنا فنانا مثل الدكتور غالب المسعودي يسير بنا الى ذلك الطريق دون ان نلتفت الى الوراء واذا كان (الامام) مسرحا لحركة ومشهد فان طريق الوراء يبدو للانسان صوتا متعمقا يحاول ان يعيد انكسار الطبيعة الى شكلها الاول الى براءتها الاولى. الفنان غالب المسعودي يعمق فكرة الانسان والحرية وربما يبدو هذا الحوار للمتلقي انه تشكيل للوحة اخرى ولكن هو جذوة عالية في طريق ذاكرة الانسانية الهاربة من صوت الدبابات والطائرات التي تملأ السماء. لكي يهيمن الزمن على لوحته ونظرته وربما وجوده المثال الاعلى للجمال هو اللوحة المثال الابقى لكيان الانسان هو التشكيل الحقيقة المتبقية من رموز عالم الانسان هو تكوين اللوحة وسطحها التصويري. * انت تقترب من التجريد وهناك ارتباط وثيق لك به هل هو تمجيد لفكرة الروح وعالم الاساطير او هو سر للمغامرة والاقتراب من فضاء الحرية؟ -في الحقيقة انا فنان تجريدي وهذه كانت نصيحة استاذي الكبير الفنان جميل حمودي عندما زارني في معرضي الثاني والذي افتتحه بيديه الكريمتين وقال لي مساحتك هي التجريد لانه تمجيد لعالم الفكر وعالم الروح وهو الحرية بعينها لان التجريد هو اعمق منطقة في الفكر وهي كما في لغة الفلسفة هي لغة كل الاشكال لانها تصنع الجمال الكامن في النفس وهي بنية متقدمة نحو الافق اللامتناهي فالازهار تتفتح من البراعم وهذا نهوض من الموت الى الولادة. * اشكال اللوحات تختلف لديك من طبيعة الى اخرى ولكن روحيتها واحدة فهل تعيد فيها تشكيل نواة الروح او هي انزلاق يتحول من لوحة الى اخرى؟ في مجال العمل الفني الروح واحدة والانزلاق مسألة حتمية لكنها ككرة الثلج كلما انزلقت على السفح البارد ازداد حجمها وتاتي الروح لتحملها الى القمة كما يحمل سيزيف صخرته لتبدأ رحلة اخرى من المشاق وهي التي تمثل بؤرة الروح وعندها تبدا رحلة اخرى من جديد لان الفنان عندما يصعد الى القمة سينزلق الى مهاوي الردي فالبصمات فوق الواح الطين كلها تحكي مراحل الوعي والصراع لصالح فضاءات مازالت تمتلك سحرها الابعد. *تبدو اجزاء اللوحة لديك في انتماء وجودي لم تزل توظف المشهد الحياتي بصيغة الاقنعة، يا ترى متى يتم الكشف عن الوجه الحقيقي لروح اللوحة؟ من منا لايسير بلا قناع فالاقنعة حقيقة وجودية واحيانا يطغي قناع فتراه هو الوجود باسره واللوحة لاتستعير الاقنعة كما هو في المسرح لانها الروح الحقيقية لما يعتمل داخل الفنان وهي تمثل الفنان بروحه وتمثل الوجود بصياغته المعلنة اذ انه ليس هناك تناقض من ناحية وجودية بين العمل الفني وروح الفنان. *تكويناتك تثير في داخل المتلقي اسئلة وجودية هل تشعرك هذه اللعبة بحضور الخيال والذاكرة وتراكمات اللاشعور؟ ان اول اهداف الفن منذ عصور سحيقة في القديم هو اثارة الاسئلة فالفنان في عصر الصيد كان عندما يرسم حيوانا كان يثير الاسئلة لدى ساكني الكهوف هل هذا هو الحيوان الذي نراه او هو رمز الحيوان الذي سيصطادونه وهذا بالطبع مرتبط من الناحية الوجودية باستمرار حياة الجماعة وكله مرتبط بالمتخيل والذاكرة وانا اسمي اللاشعور هو العقل الثاني والذي يمارس وظائفه بعيداً عن الانا الاعلى وله برنامجه الخاص ويمكن ان يستعمل الحواس لصالحه وبالتالي يبني تراكماته الخاصة، فانا اسعى الى تحرير العقل الثاني من رقابة العقل الاول او الوصول الى نوع من الانسجام بينهما لبلوغ الغاية وهي الجمال الحر في انسيابه البليغ في تعبيريته. *في تجسيداتك التحام لوني كأنه (مكون جمالي) يترك في المتلقي دهشة.. هل هناك من سر في جسد اللوحة تريد ان تجعله دائما في خفاء؟ هو السر والذي يجب ان يبقى في خفاء والسر هو الشفرة التي ازرعها في جسد اللوحة وهو الدهشة التي تصدم قارئ النص وهوالتحام في مكونات العمل، وعلاقة الجزء بالكل وعلاقة الكل بالمكونات، انا لااختفي خلف جسد اللوحة بل هو الجمال الذي يناور داخل روحي من اجل اضفاء الشرعية على المنجز، اللوحة اتصورها كمقطوعة موسيقية مفرداتها لاتترجم الى اي لغة لكن بمجملها تؤلف عالما من الانسجام يتناغم مع احساسات المتلقي ومع عالمي الذاتي. *هل في المستقبل القريب نكتشف فيك روح النحات مثلا وايماءة الممثل وفكرة المجسد وربما نكتشف فيك فكرة الفيلسوف؟ ان فكرة الفيلسوف تتلخص في اعادة صياغة فكرة الاشياء اذ كان مساعدو هيفاستوس (الذي يشع في النار) جن من مارج من نار ابرزهم السيقلوب الذين كانوا يساعدون في اذكاء الكبير عند بركان اثينا ومما يذكر ان هؤلاء السيقلوب هم الذين خفوا لشد ازر زيوس في صراعه ضد الجبابرة وهم الذين زودوه بالرعد والصاعقة والبرق وكان لهم دور في تطور الحضارة، لذا كان على الفنان ان يؤكد في تجربته على الرؤية الحضارية القادرة على كشف العلاقات والروابط التي يعجز عن ادراكها الذهن العادي وهذا لايتحقق الا بالانتباه الى حيوية الفن وخطورة دوره في بناء الحضارة ولكي نحصل على ذلك لابد من اعطاء الفن دوره الحقيقي، الفن المعتمد على الاصالة والمرجعية... الفن الخالق لاسطورته الحالية. *مَن مِن الاسماء التشكيلية تؤول اليه في المشهد التشكيلي العراقي؟ ها انت ايها الفنان تتوحد من خلال كل سنوات العذاب من اي المسافات تجيء العواطف وانت تحمل ذلك على راحة يديك عارية يسكنها تصوف من نوع خاص يتعانق الخوف مع الرغبة ليصبح كيانا واحدا لاتستطيع ان تهزه الريح واذا كان الصمت ابلغ وسيلة للتعبير عن غليان الروح وانينها فان في تكميم الصمت لهو المانع من تشظي الجسد الذي الم به الالم وقبل كل ذلك التركيز الداخلي والروحي حيث المملكة الحقيقية للحرية فالصمت اعلى مراحل صياح الانبياء

ليست هناك تعليقات: