الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

الفية الولد الخجول-عادل كامل-العشر السابع-تقديم مدني صالح



العشر السابع



[1]
قلبي كلمات .. كلمات .. إنما قارات من صمت.
[2]
أنا الآن احرس الليل .. فيما زنابق خجلي .. غادرتني.
[3]
وحدهم مثلي .. الموتى .. لا ينطقون ..
إذ ْ وحدهم يولدون قبل الفجر.
[4]
احرس الريح .. فيما قلبي .. خالٍ من الحروب .
[5]
كوخي في الفضاء .. فلماذا اسأل الريح : أين غيومي؟
[6]
لا تعرف الرمال إلا غزالها الجريح ..
وأنا لم ْ اعرف
أكثر من مسافة غابت بين المسافات.

[7]
فطوري قليل من الخوف .. وصيامي أحلام ..
عيدي لا مبالاة .. كذلك رأسي يحتفل بالمجازر.

[8]
بعض حدائقي سجون .. لكن جميع سجوني حدائق.
[9]
أحرس موتى ..
مثلما الريح تحرس زنابقها الخجولة.
[10]
أقول: من أدلك الطريق: من أضاعك الطريق .؟
أقول: هو ذا الطريق !
[11]
لدىّ ليل ينام مع الملائكة .. ولدىّ جراح لا تساومني.
[12]
لدىّ خوذة لا تتحدث عن الحرب .. وفي كوخي شهيد لا يتحدث عن السلام.
[13]
روحي تتحدث عن الأسلحة .. فيما أصابعي
تكتب تاريخ الماء.
[14]
يذهبون حيث كلماتي .. مثلي .. تتجدد بلا مبالاة أزهى.
[15]
معي أسلحة حزينة .. إنما انحنت لها الشموس.
[16]
في آخر الليل .. أو في أول الفجر .. الموتى .. مثلي .. لا يتذمرون.
[17]
اذهب إلى كواكب بعيدة .. أحيانا .. فلماذا تتساءل: أين كنت ؟
[18]
هنا أنا دائماً .. معي سكاكين لا تنحني.
[19]
أحيانا لا اعرف كيف أقول:
السنابل كفت عن صداقتها للشمس.
[20]
لا مواسم للموت .. جميعها مواسم غزال
جريح.

[21]
الريح لا تتكلم .. إنما لن تسرق أحلامك.

[22]
كفت .. بعد الحروب .. المعادن عن البكاء .. مثلي: ابتسم بلا أوامر.
[23]
الليل غادرني بلا أعذار .. إنما عند الفجر .. ساومني على الخلود.
[24]
احدنا سيغادر ظله .. لست أنا .. لا أنت .. إنما احدنا سيغادر ظله.
[25]
شهدائي لملموني .. وأخذوني إلى السلام.
[26]
إنها انحناءات تسبق الوعود .. واأسفاه
انها وعود تسبق الانحناءات.
[27]
هذا الصوت .. عند الفجر .. اعرفه .. إنما صوتي كان ينام فوق العشب.

[28]
لماذا انحنت الصحراء .. ذات مرة .. لغزال جريح؟
[29]
لدىّ .. بلا أعذار .. موتى لا يعرفون من أضاع أضرحتهم.
[30]
مثلي .. بعض العصافير .. لا تعرف لماذا تغني؟
[31]
دائماً لا أتساءل: ولكن ماذا تقول الريح
عندما أكف عن الإجابات ؟
[32]
اعرف: لا قبر لي .. إنما كواكبي كثيرة .. وأصابعي حدائق.
[33]
نطقت بعض جراح الأرض .. المستقبل ينشد ماضيه، فيما جراحي .. تتجول بين الكواكب.
[34]
ملاك جريح .. مثلي .. يرقد بلا مبالاة .. فوق السكاكين.
[35]
لا تأتيك الكلمات مثلما يأتوك الضيوف
ولا يأتوك الغرباء .. مثلما يغادرك الصمت.
[36]
بعض أفراحي سيوف حزينة .. وبعض غزلاني
ولائم للعابرين.
[37]
تذكر انك أغنية ينشدها المجهول.
[38]
في كوخي أنبياء جرحى .. ذئاب جائعة .. وولد سرقوا أعياده.
[39]
في دمائي بعض فاكهة مرة .. وبعض آلهة.. لا اعرف لماذا يرقصون.
[40]
بعض خجلي سرقته مني الشمس
إنما
من أضاع هذا العالم ؟
[41]
فيما أصابعي تتوقد .. بعض النجوم تسرق ظلامي.
[42]
في هذا الليل .. خوذتي حزينة .. وجسدي لا يكف عن البكاء.
(43)
لدىّ ملائكة .. أنا لدىّ أعداء ظرفاء أيضا.
[44]
لست نبياً .. لكن أصابعي لا تغريني بالصمت.
[45]
هذا بعض كلام الأرض .. وهذا بعض كلامي
ترى من سرق زاد الأرض .. ومن أعطاني كلامي.
[46]
لا لغة بعد اليوم .. جراحي تنطق.
[47]
وكأن .. وكأن الأرض تستدير لاستقامتي.
[48]
من أنت .. أنا هنا .. أنا هنا .. لا أتحدث إلا مع الشمس.
[49]
لنحتفل: دعنا من شعوب لا تعرف الرقص
لنحتفل: دعنا من أشجار لا تتكلم.
[50]
إذا دعاك المجهول إليه .. لا تسرق إلا أوسمته
ولا توزعها إلا على الشهداء.
[51]
هل شاهدتم جبلاً يتجول في الوادي ..
أنا رأيت .. عشاقا ً بلا رسالات.
[52]
إذا دعتك الأشجار إليها .. آنذاك تعلم الصمت.
[53]
كلانا مملكة من لؤلؤ .. كلانا مهاجر غريق ..
كلانا اسمه ضاع في الطريق.
[54]
في مقلتي جبل جريح .. وفيالق من عشاق موتى.
[55]
دخلت القصيدة قلبي ولم تخرج .. مثلما الأضرحة غادرتني ولم تعد.
[56]
وهذا أمير لا نعرف أسرق البراري .. أم جاءنا بالرمال ..
وهذا أمير لا نعرف .. أمطرود من الجنة .. أم جاءنا بقليل من الأوهام
وهذا أمير لا نعرف .. أيسرق زادنا .. أم يمنحنا السلام.
[57]
ما زالوا يتساءلون من أنت .. فيما الشمس ترقد عند قدميك.
[58]
جميعاً إلى المنفى .. ما دامت الملائكة أعلنت العصيان.
[59]
وكأن السيوف صنعت من دمائي
لا كأنها سرقت بعض غبار الشمس.
[60]
كلانا وحيد .. الشمس في مغيبها .. وأنا في الشروق.
[61]
أوصيكم: لا تذهبوا إلى غابة صريحة
أوصيكم: لا تتحدثوا مع عاشق جريح.
[62]
كواكب ما أثقلها
عندي .. وعندي .. أينما ذهبت أجد أعراس ومسرات.
[63]
كلانا في ضريح .. مثلما الشمس لا تبصر بعيداً.
[64]
إذا ذهبت اتركني .. إذا جئت لا تدعني وحيداً.
[65]
عندي سنبلة تتكلم .. وبضع بلابل لا تتحدث عن شيء.
[66]
لِمَ تغار النجمة مني .. وأنا بعض ظلام ..
وأنا بعض ظلال .. وأنا بعض زنابق .



[67]
دع .. دع .. دع .. الموسيقى لا تخاف.
[68]
أهداني كواكبه وتركتني وحيداً.
[69]
لا تعرف من أين يأتون .. لا تعرف أين يذهبون
مثلما أفراحي لا تعرف ماذا تفعل ؟
[70]
عندي شموس لا تحصى أشعتها ..
إنما عندي عتمة لا أريد أن تكسر نوافذها.
[71]
أتجرح أصابعي الفجر .. فيما أنا .. ربما الريح تأتيني بقليل من الأحلام.
[72]
بعض خجلي مسروق من الشمس .. إنما لماذا سرق الليل أضرحتي؟


[73]
سكاكيني في خنادقها لا تكف عن العراك.
[74]
أعالج صحوي بالسكر .. وأعالج سكري بالهوى .. وأعالج أوهامي بالنياشين.
[75]
لِمَ يتدخل الليل في شؤوني .. فانا ليس لدىّ
إلا سرير قديم.
[76]
في الريح أرى وجه حبيبي
وفي حبيبي دعوني أضيع.
[78]
هو ذا الفجر .. الجميع نيام .. عدا عصفور لا يعرف ذلك.
[79]
واسرق خيطا من الفجر عله ينجيني .. فيما الشموس أثقلتها شموسي.
[80]
لا أحب فجراً يجرح فراشة .. ولا أحب زنبقة تموت معي.
[81]
لِمَ السماء تسرق زرقة عيني .. فيما لدى كنوز من الأسرار؟
[82]
عصفور مات في الفجر .. عصفور مات يغني .. مثلي في الفجر.
[83]
أسرق صفائي من الجنون .. واسرق بعض أحلامي من الموتى.
[84]
مثل الريح أعود إلى غابتي . أعود إلى غابة بلا غزلان.
[85]
لِمَ تتشاجر العصافير والفجر لم يجرح بعد؟
[86]
اعرف أني سأنهض من قبر في الريح ..
إنما لا اعرف لماذا الريح تنحني.
[87]
ليس هذا بعض خيال .. بل هذا سكر مستعار من الصحو.
[88]
وهذا فجر ينـزف مثلي .. قلائد لعروس ستولد ذات يوم.

[89]
لا تسرق جرحي مني .. دعه يتكلم.
[90]
أقول هذه ليست قصائد .. إنما الشعر آخر كلمات الموتى.
[91]
إنما لماذا لم يأت الليل .. والفجر معي جريح.
[92]
مخيمات .. مخيمات .. مخيمات .. إنما لا تسكنها البلابل
مخيمات .. مخيمات .. مخيمات .. إنما تسكنها أصابع متناثرة.
[93]
ولدىّ رأس جميل .. لكنه في متحف.
[94]
ماذا تريد مني .. وأنت تبحث عني بين يدي ّ ؟
[95]
اسكت أيها الفجر
عظام حبيبي نائمة
اسكت أنا قيد الاستيقاظ.
[96]
ويسرق الليل بعض عتمتي
هكذا يتجاهل أني وهبته النهار.
[97]
لست مهجرياً .. بل أنا بعض شظايا أمة.
[98]
ولست ، مرة ثانية .. صخرة في حرب ..
بل أنا شظايا بلابل.
[99]
طلبوني الليلة إلى الموت .. قلت هذه مسرتي
لكنهم أعطوني بعض ما تركته من زاد.
[100]
لا تقل البلابل ماذا قالت .. قل مثلي:
لا تتركها تصمت.

ليست هناك تعليقات: