مضر الحلي ، ورؤيا لإعادة النظر بالتاريخ !!!
حامد كعيد الجبوري
كلنا يقرأ التاريخ ويؤمن بمسلمات أتتنا دون تمحيص وتدقيق ، وبدأنا نتحدث ونروج لها من خلال منابرنا الإعلامية أو أحاديثنا العائلية وهكذا ، ولا علاقة لي بتسفيه معتقدات تؤمن بها مجتمعات لا حصر لها ، يروى أن أحد كتاب التاريخ كان يطل من شرفته مساءا على شارع يتأمله ، وهو يراقب ذلك الشارع الخالي من المارة إلا القليل منهم ، شاهد رجلا يركض وخلفه رجلا أخر يحمل بيده آلة جارحة ، أستطاع الوصول له وطعنه بتلك الآلة وأرداه قتيلا وهرب ، اجتمعت المارة حول الجثة وشيئا فشيئا كبر العدد وحضرت سيارة الشرطة ، في هذه الأثناء ارتدى صاحبنا المؤرخ ملابسه على عجالة ونزل الى الشارع ليتقصى تلك الحادثة ويدونها ، سأل مجموعة من الواقفين عن الحادثة ؟ ، قالوا أن المقتول على علاقة مريبة مع زوجة القاتل ووجدهم متلبسين بجريمتهم وهرب الفاعل فلحقه الزوج وقتله ، ومجموعة أخرى أستخلص منها أنه مدان بمبلغ كبير من المال للقاتل ولم يعطه حقه رغم وفرة المال لدى المقتول ، ومجموعة أخرى أفادت بأن المقتول والقاتل أخوان اختلفا على ورث لأبيهما ، ومجموعة أخرى روت قصة أخرى ، وأخرى تناقضها ، عاد صاحبنا المؤرخ لبيته ممزقا أوراقه التي أخذها ليدون تلك الحادثة ، كل هذه المقدمة سببها خبر مزيف نشر على صفحات ( الفيس بوك ) الغرض منها التسقيط السياسي المبرمج والمدفوع الثمن ربما ، هناك مثل شعبي يقول ( الأولاد يأكلون الحصرم 1 والآباء يضرسون 2 ) ، شاب عراقي مهندس يسكن بريطانيا ، يحب العراق ويتابع أخباره لحظة بلحظة ، يفرحه العمل الجيد المدروس ويسيئه التخبط العشوائي ، له متابعات على الانترنيت وغيره كتبت عنه ( د وصال السالم المعموري ) موضوعة متحاملة واتهمته بجنون العظمة ، وعده البعض طالبا للسلطة وسيصلها بهذه الطريقة المثيرة التي يخاطب فيها رئيس الوزراء مرة ، ووزير التعليم العالي وغيره مرة أخرى ، ناهيك عن تسجيلات لا عد لها ولا حصر ، وكل أحاديثه موثقة فديويا وموجودة على اليوتيوب ، لست معنيا بذلك ولكن الذي يعنيني معرفتي الحق بوالد هذا الشاب ، والده المربي الفاضل الأستاذ ( مضر السيد سليمان الحلي ) ، مثابر و دءوب نال شهادة الماجستير وأتبعها بشهادة الدكتوراه ، شاعر وباحث ومؤلف ومحقق ، له العديد من المؤلفات التي زينت المكتبة الحلية والعراقية ، ومجرد أن دعا أو أستحسن أو أيّد ولده أحسان الحلي - من لندن - لتظاهرة سلمية تقام في الحلة للمطالبة بتحسين وتوفير الخدمات ، هاجت الألسن المدفوعة الثمن ونشرت على صفحات الفيس بوك أن والد أحسان الحلي قاتل بعثي بدرجة عضو فرع وشارك مع عتاة المجرمين أبان انتفاضة آذار الخالدة ، وساهم في قتل الناس ودفنهم بمقابر جماعية وهو ألان هارب من العراق ويسكن سوريا ، ذهلت لما قرأت , فهكذا ترهات تنسب لرجل عرفته عن كثب قبل سقوط صنم الدكتاتورية بمدة ليست بالقصيرة ، كنا نجلس سوية بمتجره في مدينة الحلة / الصوب الصغير / سوق العمار / وجل أحاديثنا سياسية ننتقد نظام البعث ورموزه ، ونتحدث عن هوايتنا المشتركة وهي الشعر وخاصة الشعبي منه ، كان الرجل يسّرُ لي بعض معاناته وما يلاقيه من شخص يدعي القرابة به وسبب له الكثير من الاستدعاء لمقرات الحزب والأمن ، وهذا الشخص عضو قيادة فرع في البعث سابقا ، ومرة دعانا السيد مضر لتناول طعام الغداء لمناسبة عشرة محرم الحرام في بيت أخيه د . حازم سليمان الحلي ، وسبب الدعوة بهذه الدار هي أن السيد حازم ساهم في انتفاضة آذار الخالدة وهرب من بطش الدكتاتورية وأستطاع السيد مضر الحفاظ على الدار بطريقة أبعدت عيون الأمن عن ذلك الدار ، وهذه أيضا معاناة جديدة بسبب د حازم ، وأخرى معاناة ولده أحسان الذي يسكن لندن ويعد معارضا للنظام بزعم الأمن البعثي ، بدأنا نتناول طعامنا وإذا بالسيد مضر وأخيه السيد معد وأولادهما ينبهون الجميع لضرورة الخروج و مغادرة الدار لأن الأمن والحزب سيأتي بعد لحظات ، خرج من خرج على عجالة ، وحين وصلت أنا لباب الدار مزمعا مغادرته ومجموعة معي وإذا بقريب السيد مضر عضو الفرع الذي تحدثنا عنه ومعه مجموعة كبيرة من رجال الأمن والحزب ، ولأني أعرفه ويعرفني بادرني قائلا أين تذهبون ؟ ، قلت له نحن بانتظارك لنأكل طعامنا ، قال هيا ودخلنا الجميع لدار السيد مضر وتناولنا طعامنا وخرجنا بعد أن فزعنا بتصرفاتهم وغاياتها المعروفة ، بعد سقوط النظام عام 2003 م وجدوا ملفا كبيرا شاهدته بعيني ويحتفظ به السيد مضر من ضمن مقتنياته المهمة ، بعد قراءتي لذلك الملف صرحت للسيد مضر الحلي بمقولة لا اعتقد أنه قد نساها ، قلت له ( والله يا سيد الأمن والحزب خلف الله عليهم ما انعدمت ) ، واليوم بعد مضي 10 أعوام على التغيير يتضح لمن تسوِّل له نفسه الإساءة لرجل لا علاقة له بالنظام السابق ومن دعاة التغيير سابقا ولا حقا ، السؤال الذي بودي أن أطرحه للجميع وأقول ، كيف أصدق تاريخا كتب قبل مائة سنة ؟ ، أو تاريخ كتب قبل 1000 سنة ؟ ، سؤال ربما يجعلني أشكك بكثير مما سيق وسوِّق لنا من حوادث أفتعلها الصالح الخاص ليظلل بها العوام وغيرهم .
1 : العنب غير الناضج ، الحامض
2 : اصطكاك الأسنان ببعضها وإصدارها صوتا
حامد كعيد الجبوري
كلنا يقرأ التاريخ ويؤمن بمسلمات أتتنا دون تمحيص وتدقيق ، وبدأنا نتحدث ونروج لها من خلال منابرنا الإعلامية أو أحاديثنا العائلية وهكذا ، ولا علاقة لي بتسفيه معتقدات تؤمن بها مجتمعات لا حصر لها ، يروى أن أحد كتاب التاريخ كان يطل من شرفته مساءا على شارع يتأمله ، وهو يراقب ذلك الشارع الخالي من المارة إلا القليل منهم ، شاهد رجلا يركض وخلفه رجلا أخر يحمل بيده آلة جارحة ، أستطاع الوصول له وطعنه بتلك الآلة وأرداه قتيلا وهرب ، اجتمعت المارة حول الجثة وشيئا فشيئا كبر العدد وحضرت سيارة الشرطة ، في هذه الأثناء ارتدى صاحبنا المؤرخ ملابسه على عجالة ونزل الى الشارع ليتقصى تلك الحادثة ويدونها ، سأل مجموعة من الواقفين عن الحادثة ؟ ، قالوا أن المقتول على علاقة مريبة مع زوجة القاتل ووجدهم متلبسين بجريمتهم وهرب الفاعل فلحقه الزوج وقتله ، ومجموعة أخرى أستخلص منها أنه مدان بمبلغ كبير من المال للقاتل ولم يعطه حقه رغم وفرة المال لدى المقتول ، ومجموعة أخرى أفادت بأن المقتول والقاتل أخوان اختلفا على ورث لأبيهما ، ومجموعة أخرى روت قصة أخرى ، وأخرى تناقضها ، عاد صاحبنا المؤرخ لبيته ممزقا أوراقه التي أخذها ليدون تلك الحادثة ، كل هذه المقدمة سببها خبر مزيف نشر على صفحات ( الفيس بوك ) الغرض منها التسقيط السياسي المبرمج والمدفوع الثمن ربما ، هناك مثل شعبي يقول ( الأولاد يأكلون الحصرم 1 والآباء يضرسون 2 ) ، شاب عراقي مهندس يسكن بريطانيا ، يحب العراق ويتابع أخباره لحظة بلحظة ، يفرحه العمل الجيد المدروس ويسيئه التخبط العشوائي ، له متابعات على الانترنيت وغيره كتبت عنه ( د وصال السالم المعموري ) موضوعة متحاملة واتهمته بجنون العظمة ، وعده البعض طالبا للسلطة وسيصلها بهذه الطريقة المثيرة التي يخاطب فيها رئيس الوزراء مرة ، ووزير التعليم العالي وغيره مرة أخرى ، ناهيك عن تسجيلات لا عد لها ولا حصر ، وكل أحاديثه موثقة فديويا وموجودة على اليوتيوب ، لست معنيا بذلك ولكن الذي يعنيني معرفتي الحق بوالد هذا الشاب ، والده المربي الفاضل الأستاذ ( مضر السيد سليمان الحلي ) ، مثابر و دءوب نال شهادة الماجستير وأتبعها بشهادة الدكتوراه ، شاعر وباحث ومؤلف ومحقق ، له العديد من المؤلفات التي زينت المكتبة الحلية والعراقية ، ومجرد أن دعا أو أستحسن أو أيّد ولده أحسان الحلي - من لندن - لتظاهرة سلمية تقام في الحلة للمطالبة بتحسين وتوفير الخدمات ، هاجت الألسن المدفوعة الثمن ونشرت على صفحات الفيس بوك أن والد أحسان الحلي قاتل بعثي بدرجة عضو فرع وشارك مع عتاة المجرمين أبان انتفاضة آذار الخالدة ، وساهم في قتل الناس ودفنهم بمقابر جماعية وهو ألان هارب من العراق ويسكن سوريا ، ذهلت لما قرأت , فهكذا ترهات تنسب لرجل عرفته عن كثب قبل سقوط صنم الدكتاتورية بمدة ليست بالقصيرة ، كنا نجلس سوية بمتجره في مدينة الحلة / الصوب الصغير / سوق العمار / وجل أحاديثنا سياسية ننتقد نظام البعث ورموزه ، ونتحدث عن هوايتنا المشتركة وهي الشعر وخاصة الشعبي منه ، كان الرجل يسّرُ لي بعض معاناته وما يلاقيه من شخص يدعي القرابة به وسبب له الكثير من الاستدعاء لمقرات الحزب والأمن ، وهذا الشخص عضو قيادة فرع في البعث سابقا ، ومرة دعانا السيد مضر لتناول طعام الغداء لمناسبة عشرة محرم الحرام في بيت أخيه د . حازم سليمان الحلي ، وسبب الدعوة بهذه الدار هي أن السيد حازم ساهم في انتفاضة آذار الخالدة وهرب من بطش الدكتاتورية وأستطاع السيد مضر الحفاظ على الدار بطريقة أبعدت عيون الأمن عن ذلك الدار ، وهذه أيضا معاناة جديدة بسبب د حازم ، وأخرى معاناة ولده أحسان الذي يسكن لندن ويعد معارضا للنظام بزعم الأمن البعثي ، بدأنا نتناول طعامنا وإذا بالسيد مضر وأخيه السيد معد وأولادهما ينبهون الجميع لضرورة الخروج و مغادرة الدار لأن الأمن والحزب سيأتي بعد لحظات ، خرج من خرج على عجالة ، وحين وصلت أنا لباب الدار مزمعا مغادرته ومجموعة معي وإذا بقريب السيد مضر عضو الفرع الذي تحدثنا عنه ومعه مجموعة كبيرة من رجال الأمن والحزب ، ولأني أعرفه ويعرفني بادرني قائلا أين تذهبون ؟ ، قلت له نحن بانتظارك لنأكل طعامنا ، قال هيا ودخلنا الجميع لدار السيد مضر وتناولنا طعامنا وخرجنا بعد أن فزعنا بتصرفاتهم وغاياتها المعروفة ، بعد سقوط النظام عام 2003 م وجدوا ملفا كبيرا شاهدته بعيني ويحتفظ به السيد مضر من ضمن مقتنياته المهمة ، بعد قراءتي لذلك الملف صرحت للسيد مضر الحلي بمقولة لا اعتقد أنه قد نساها ، قلت له ( والله يا سيد الأمن والحزب خلف الله عليهم ما انعدمت ) ، واليوم بعد مضي 10 أعوام على التغيير يتضح لمن تسوِّل له نفسه الإساءة لرجل لا علاقة له بالنظام السابق ومن دعاة التغيير سابقا ولا حقا ، السؤال الذي بودي أن أطرحه للجميع وأقول ، كيف أصدق تاريخا كتب قبل مائة سنة ؟ ، أو تاريخ كتب قبل 1000 سنة ؟ ، سؤال ربما يجعلني أشكك بكثير مما سيق وسوِّق لنا من حوادث أفتعلها الصالح الخاص ليظلل بها العوام وغيرهم .
1 : العنب غير الناضج ، الحامض
2 : اصطكاك الأسنان ببعضها وإصدارها صوتا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق