الأربعاء، 10 فبراير 2016

قبل أن يرضع حفنة التراب-نجاح المصري زهران

قبل أن يرضع حفنة التراب
إلى مساءٍ لم يكتب عن أباريق خاوية 
الى الريح التي تؤرخ أول الجرح
إلى صرخة الأطفال 
أقدم اعتذاري
عن تزاحم الصدأ بفُلكي
عن يدي الفارغة
لكأسِ خمرٍ شرب القمر
لم يجد التاريخ بعبق المناجل
وتذكر زفير الكتب
شهقات البيادر
وتشنج البيوت التي لم يصلها النور
أخاف
أغفو على عطشي
على صدرِ تينةٍ ترزق الفلاحين
و أبكي الأرض
الأمومة
المخذولين على صدر البشر
حتى يطل الشحوب بجلدي
 بزي الشقاء
أحمل صرة جسدي
هنا
هنا التيه وحناجر التعب
والزيتون
يسألني عن زيته وأطفالي
عن سحابة التهبت بجفاف الماء
ألتهم بعض النبيذ وأحشائي
فأنسى أحوالي
وبين هذا
وعناق الزيتون والدفاع عن الأغصان 
يركض الحلم
حاملا حبره النبوءة الى السِحر
الى حفنة القمح
ورشة عطر تُبرق الى حيث ما أريد
كم أتوق إليك أيها الكائن بأنفاسي
قبل أن تتصلب شراييني
وينزف الليل 
حتى تخوم انساني
لأمنح
الإنسان لغة الإنسان
قبل أن يرضع حفنة التراب

وسؤال الأكوان

ليست هناك تعليقات: