السبت، 13 فبراير 2016

أعمال "التحية" في الفن-د.إحسان فتحي








أعمال "التحية" في الفن

 
د.إحسان فتحي

أعزائي الفنانين العراقيين والأصدقاء في كل مكان
تحياتي.


على ضوء الجدل الواسع الذي سببته مقالتي عن بيع لوحة للفنان الراحل الكبير إسماعيل فتاح، وعن الالتباس الموجود عن مفهوم "فن التحية" أو ما يسمى بالانجليزية والفرنسية  ب( الهوماج) أود أن أبين ما يلي:
1-  ان العمل الذي تم بيعه في مزاد بونامز في اكتوبر 2025 بمبلغ يزيد قليلا على 200 ألف دولار لاسماعيل هو واحد من 3 أعمال "تحية" كان هو قد شارك بها مع الفنانين ضياء العزاوي ولورنا سليم في لندن عام 1989 كتحية لذكرى جواد سليم )راجع البوستر الملحق)
  
2-  ان اعمال "التحية" هو أسلوب معمول به كثيرا في الاوساط الفنية ويقوم به عادة الفنان رسم لوحة بنفس اسلوب وروحية الفنان المراد تحيته (يكون عادة متوفى) وبتوقيع الفنان "الحي" ودون وضع توقيع الفنان الاصلي عادة – راجع الصور الملحقة.  ان سبب الجدل حول عمل اسماعيل كان بسبب وجود توقيعين في ان واحد وحول السعر الذي يبدو انه كبيرا اذا ماقورن بالسعر الممكن ان يحققه عمل جواد الاصلي! فهل من المعقول ان يحقق العمل "التحياتي" اكثر من العمل الاصلي للفنان المتوفى؟ ويبدو ان الجواب : نعم ،ممكن!
  

3-  هناك اتجاهان في أعمال "التحية" الفنية سواء في الرسم او النحت او أي مجال فني اخر: اما ان يقلد الفنان عملا معروفا للفنان الاصلي الذي يكون متوفى عادة مع بعض الإضافات واللمسات الجديدة مع توقيعه وهذا شرط أساسي لأنه بخلاف ذلك سيرتقي العمل الى التزوير: او ان يرسم عملا جديدا كليا ولكن بنفس أسلوب وروحية الفنان الأصلي، وهذا أفضل كثيرا.
 
4-   عندما يكون الفنانان متوفيين، أي الفنان الأصلي والفنان الذي حياه بعمل فني، فيبدو ان "السوق" الفني هو الذي سيقرر ايا من العملين هو الاغلى، وهذه الحالة هي التي تنطبق على قضية عمل اسماعيل.
 

5-  ختاما، فان العمل الفني "التحياتي" هو تقليد جميل ونبيل شرط الالتزام بعدد من الضوابط الاساسية واهمها عدم تقليد توقيع الفنان الاصلي ووضعه في العمل الجديد.



ليست هناك تعليقات: