أنقذوا قشلة كركوك!
د. أحسان فتحي
علمت قبل أيام بانهيار جزء من مبنى قشلة
كركوك التاريخية بلغ طوله 12
متر مما يهدد أيضا بانهيار أجزاء أخرى منها ما لم تتخذ إجراءات
فورية لترميمها. ويرجع بناء هذه القشلة العسكرية الى الوالي نامق باشا في 1863
عندما كان واليا لبغداد. ويبدوان القشلة قد تعرضت الى تغييرات عديدة منذ تشييدها
لان المبنى الحالي هو عبارة عن مبنى على شكل حرف (ال بالانجليزية) وليس على شكل
بناية مربعة أو مستطيلة تحتوي على باحة داخلية مفتوحة كقشلة كويسنجق او المقدادية أو
القشلات العثمانية المنتشرة في جميع المدن الرئيسة العراقية. وقد تعرض اغلبها الى
الهدم المباشر من قبل السلطات البلدية الجاهلة ولم يتبق منها الى عدد قليل
جدا. اعتقد بان الجزء الشمالي وجزء من القسم الغربي قد زالا مع الزمن.
تبلغ المساحة المبنية حوالي 2000 متر مربع موزعة
على طابقين فيهما حوالي 35 غرفة في كل طابق مع قاعات كبيرة بعرض 11 متر وطول 24 متر، ومدخل
رئيس يقع في الواجهة الجنوبية المطلة على شارع الأوقاف في المدينة. وتتميز الجدران
الخارجية بوجود عشرات الدعامات الحجرية المائلة الجبارة مما اضفى عليها طابعا
قلاعيا منيعا. ام من الداخل فهناك رواق لكل طابق بأعمدة مربعة في الطابق الارضي
ودائرية في الطابق العلوي، وأقواس مدببة مشيدة بنسب متقنة ومسقفة بعقود مدببة ايضا.
وقد قامت المؤسسة العامة للاثار والتراث بترميمها وصيانتها في الفترة 1989-1990
واستعملت كمتحف للمدينة الا انها اهملت بعد 2003 وسبب هذا الاهمال والأمطار
الغزيرة في انهيارها جزئيا. ان محافظة كركوك ووزارة الاثار والسياحة العراقية وكل
الجهات المعنية الأخرى مطالبون باتخاذ ما يلزم لترميم هذا المبنى التراثي الهام
وحتى اذا استوجب الأمر بتجميع التبرعات من أثرياء المدينة وتجارها وسياسيها الذين
طالما شاهدناهم وهم يتباكون على مصير المدينة. إن الأمر لا يحتمل التأجيل فالترميم
يجب ان يبدأ باسرع وقت ممكن.
لنرى، فهل ستتحرك الضمائر وتتفتح الجيوب
السمينة؟ ام ان الحجة هي جاهزة مسبقا وهي عدم وجود التخصيصات؟
معماري متخصص في الحفاظ على التراث *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق