الأربعاء، 24 فبراير 2016

خواطر في الفن-نبراس هاشم

خواطر في الفن




نبراس هاشم
    نحتفي بين آن وآخر ببصمات صنعت للتأريخ شيئاً وكذلك صنعها الزمن بشغف الهواية من فن وأدب وعلم وبصمات ملئها تجارب حقيقية يعترف بها المجتمع عرفاناً وإحسانا .. انظر في مجاوراتي لا أرى سوى هياكل تحاول أن ترسم أو تصنع شيئا لكنها لم تحاول الحفر على الحجر مثلما فعل السابقون .. نحن اللاحقون لم نقتدي بعظمة وجمال وقدرة السابقون .. كل شيء متاح وغير متاح وان كان بعيد الأمل فلا ضرورة له ( هذا ما يقوله البعض الكثير ) يستغني هذا الجيل عن الكثير من المهمات للاستمرار في الحياة منها القراءة التي كان يسميها أهلنا السابقون ( بغذاء الروح) يوجد الكثير من البدائل التكنولوجيا الهابطة التي تملي على الجميع وقته في الحاضر وينسى إن العمر والحياة ممتدة فيها كل شيء وبالقراءة والمعرفة الذاتية تغنيهم عن الوقوع في مطبات وتجارب ممكن أن يستغني عنها .. ألاحظ هذا من خلال طلبتي في معهد الفنون الجميلة ، لا يأبهون لوجود للمكتبة العتيقة في المعهد وان حصل على كتاب أو لم يحصل لا يطالب به أصلا فليست له أية أهميه .. اسرح قليلاً وأعيد بكرة الماضي قليلاً أشاهد فرق كبير بين جيل وجيل كنّا نتهافت على استحصال كتاب أو مرجع أو مصدر يخص رسّام أو نحات وتأخذنا الغواية للاستمتاع الجماعي في مطالعة هذا المرجع والحديث والنقاش والدهشة التي ما عادت موجودة عند احد ، اذكر من جانب آخر زيارتي لباريس وحماسي للوصول لمتحف اللوفر أراني وحدي و زملائي في مدينة الفن لا اهتمام بالتطلع لما يخبئه اللوفر في ممراته أو قاعاته وفضاءاته وحتى أسقفه ويرددون ( هم ليس أفضل منا ) قد يتنكرون بأن السابقين هم أصل الدافع في صناعتك كفنان أو قارئ أو تحمل حس ثقافي فني .. أصبح الاعتداد بالنفس والتكبر لغة عصر هذا الزمن والدي نسوا أن يعلماني عليه أو أساتذتي لم يتطرقوا للحديث عنه في السابق من الدروس ، انها صيغه جديدة للتربية نحن الكلاسيكيون لا نستوعبها .. وسأظل اسرح ساعات عند مشاهدة تمثال ( المفكر- لرودان).


ليست هناك تعليقات: