مساحات وقصص قصيرة أخرى
عادل كامل
[1] مساحات
نظر إلى الفراغ الآخذ بالامتداد، بشرود، وقال لقائده:
ـ هذه هي عاصمة النمل...، انظر، سيدي، إنها بلا حدود!
التفت يسارا ً ، والى الأعلى، ويمينا ً، متسائلا ً:
ـ أين هي ...، فانا لا أرى شيئا ً.
ـ أخبرتك، سيدي: إنها بلا حدود!
لم يقدر أن يمنع نفسه من التندر، فقال ساخرا ً:
ـ عندما بدأنا، لم يكن يدر ببالنا أكثر من الحصول على حفرة...، والآن....، أصبحنا نمتلك مساحات بلا حدود؟
ـ نعم، سيدي، الم أخبرك، منذ البدء: إن من يمتلك اللا حدود، لم يجد حتى حفرة يتوارى فيها... !
[2] بكاء
ضحكت النملة حتى كادت تهلك، فقالت لها صاحبتها:
ـ لم تعد تخافين من الفيل؟
ـ لا...، ولماذا أخاف من الكائن الذي سحقني من غير قصد، لأنه لم يرني، بل ولا اعتقد انه عرف بوجودي...، فماذا سيفعل لو عثر علي ّ؟
ـ يسحقك!
ـ لهذا...، يا صاحبتي، قررت الكف عن البكاء!
[3] نصر
ـ اخبرني، أيها الفأر، لماذا لم تعد تخاف من الموت، وأنت تغادر حفرتك ..؟
ـ آه ...، لو لم اخرج فانا سأهلك من الجوع في حفرتي الباردة، أما الآن فانا انتظر أن تنهشني مخالب القطط، أو تمزقني أنيابها، فالأسباب وإن تعددت، لكن نهايتها كانت قد وضعت قبل ولادتي...، فلِم َ الخوف من كائنات لديها مهمات لا ترد، ولا يمكن تجنبها..؟
ـ ولكن لماذا لم تجد وسيلة ما للنجاة؟
ـ أقسم لك أني كلما تخلصت من سبب، انبثق الآخر، وعندما لم تعد هناك أسباب تكفي للبقاء على قيد الحياة، لم تعد لدي ّ فرصة انتظار أن أتعفن في حفرتي، أو بين أنياب هذه المفترسات الوقحة! وكما تراني ـ الآن ـ بعد أن تعبت من الترحيب بالقطط، والتصفيق لها، وتمجيدها، والتغني بعظمتها، وإنشاد أعذب الأناشيد لها....، أموت ولكن في ّ سؤال مازال يعذبني: أذا كان مجد القطط قد شيد على هزائمنا، فان هذا النصر لم يترك لنا، ولي أنا خاصة، حتى فرصة للآسف...، مادام نصرهم قد شيد على مصائر لا تساوي شيئا ً يذكر! فانا الآن اهتف: مرحا بالموت، مرحا بالهزيمة، لان هذا النصر هو الذي لا يساوي شيئا ً يذكر أيضا ً!
[4] أوامر
سألت النعجة القصاب قبل أن يشرع بذبحها:
ـ أنت تفعل هذا بي، وكأنك لا ترى السكين التي تقترب من عنقك ..!
أجاب القصاب بصوت مرتفع، من غير اكتراث:
ـ بل أراها!
ـ ولا ترتجف، ولا تخاف؟
ـ لا...، لأن من سيذبحني، هو الذي أمرني، أيتها النعجة البلهاء، بذبحك!
ـ وتقول هذا بزهو....، وفخر، ومن غير خجل؟
ـ وهل ابقوا لنا شيئا ً نخجل منه؟
ضحكت النعجة، وهي تقرب رقبتها من السكين، وقالت:
ـ تقصد...، لم يتركوا للخجل شيئا ً لم يفعله، أو شيئا ً يستحق أن يذكر...؟
[5] عدالة
بعد أن بذل أقصى ما يمتلك من حيلة، ووساطة، وجهد، نجح بالمرور عبر ممرات تقود إلى مكتب سكرتارية السيد المدير، فتوقف برهة، أمام ثور بدا له صنع من الحجر، مستفسرا ً منه عن الدرب الذي يفضي إلى المكتب، فلم يبد الثور استجابة إلا بحركة فهم منها أن يتقدم إلى الأمام...، فمشى، مترنحا ً، وقد دب ّ التعب في مفاصل قوائمه النحيلة، إنما لم يبرك، بل بدأ يدب، خطوة تتبعها أخرى، من ثم بدأ بالزحف، حتى بلغ ممرا ً يقف عند بابه نمر اسود، فاستفسر عن مكتب سعادة المدير، فأومأ له، بحركة مبهمة، لكنها صريحة، بالتقدم إلى الأمام...، حتى وصل إلى فسحة يقف فيها دب قرأ في ملامحه السماحة، والشفافية، فتجمد الصوت في حنجرته، بانتظار فرصة تتاح له بتقديم طلبه إلى سعادة المدير. وأخيرا ً لم يعد يمتلك قدرة الوقوف، فبرك، وترك رأسه يستقر فوق صخرة شعر بخشونة ملمسها، إنما بدأ يرى حلما ً ود لو لم يفق منه...
ـ تفضل...
ـ سيدي، لدي ّ طلب بسيط...، بسيط جدا ً...
ـ قلت .. تفضل... أيها الحمار الطيب..
ـ ولكني أود أن اعرض طلبي على سعادة المدير شخصيا ً!
ـ أخبرتك ....، انه مشغول، فهات ما لديك...
ـ ليس لدي ّ ..
وصمت، فسأله الآخر:
ـ ماذا تقصد بـ: ليس لدي ّ...؟
تقدم منه، وأزاح الجلد:
ـ سيدي، لم يبق في ّ إلا هذا الهيكل...، فخفت أن أموت، ويراني السيد المدير، عاريا ً...، فماذا أقول له؟
ضحك مسؤول مكتب السكرتارية، وسأله:
ـ هل بذلت كل هذا الجهد، كي تزعج سعادته، وتربكه، بطلب لا معنى له؟
ـ اخبر من...إذا ً..؟
ـ لا داعي لإخبار احد...، فانا أعدك وعدا ً صادقا ً بعدم محاسبتك أبدا ً!
انشرح حتى بدأ بالبكاء:
ـ أتبكي؟
ـ كنت أخاف العقاب، والآن بدأت لا احتمل هذه الحرية!
ـ أكنت تخاف من العقاب، لأنهم لم يبقوا لك إلا العظام؟
ـ نعم، سيدي، لأنني لا استطيع أن أوشي بمن سلبني كل الأشياء ولم يبقوا لي إلا هذا الهيكل، وأنا أخشى أن يكون مشكلة، ومعضلة، بعد موتي!
ـ حسنا ً، أيها الحمار المسكين، اذهب إلى ...
وأومأ له الذهاب باتجاه ممر مفتوح:
ـ اذهب وتبرع بما تبقى منك ..، بعدها، تكون حصلت على الحرية...!
ـ أيطلقون سراحي..
ـ ستكون طليقا ً...، ومن غير ذنوب، مثلما ولدت...!
ـ آ ...، حمدا ً للرب، الآن فقط حصلت على الطمأنينة، فانا استطيع أن اهتف: عاشت العدالة!
صرخ فيه بصوت حاد:
ـ أغلق فمك!
ـ سيدي، لماذا لا تدعني ابتهج، وأعلن أفراحي، بعد أن لم يعد لدي ّ شيئا ً يسرق؟
ـ والعدالة التي حصلت عليها، أيها الحمار؟
ـ أوه....، ولكن كيف أموت من غيرها؟
[6] السبع والضفدعة
اقتربت الضفدعة من قفص السبع، فرأته يحدق في عينيها، بشرود وبلا مبالاة، فسألته:
ـ أأنت نادم على مثل هذه النهاية..، يا سيدي السبع؟
بابتسامة صامتة أجاب:
ـ لا حدود لندمي!
ـ غريب؟
فقال لها:
ـ بالفعل أنا نادم على أني لم اترك لنفسي ندما ً اندم عليه!
قهقهة الضفدعة بصوت مرتفع، فقال لها:
ـ ما المضحك في كلماتي، يا سعادة الضفدعة؟
فقالت وهي تفكر:
ـ تذكرت السيدة التي كانت تستغفر لهؤلاء الذين كانوا يمضون أوقاتهم في الاستغفار ...!
ـ تقصدين... لهؤلاء الذين يتظاهرون بالتوبة، والاسترحام، وطلب المغفرة؟
ـ لا ... بل للذين هم أصلا ً بلا ذنوب!
ـ لم افهم قصدك ...؟
فقالت برزانة:
ـ فانا الآن استغفر لك لأنك لم ترتكب عملا ً تندم عليه....، وها أنت تعلن بصراحة عن ندمك...، لأنك تدرك لا جدوى هذا الندم...، مثلما تدرك لا جدوى استغفار هؤلاء الذين يتسترون بقبعات المنتصرين، وليس لمن يستغفر لاستغفاراتهم أيضا ً!
ـ لِم َ كل هذا الغموض ...، أتخافين من سبع يحتضر وهو سجين داخل قفصه وقد أعرب عن ندمه لأنه لا يمتلك ندما ً يندم عليه!
ـ أجل...، يا رفيقي...، طالما قلت لنفسي: لا تخشين الجلاد عندما يهزم، ويذل، ويزول مجده...، بل عليك أن تخشين هؤلاء الأذلاء العبيد الممحوين عندما يتوهمون أنهم صاروا قادة، وقدوة لنا في هذه المزبلة!
ـ آ ....، الآن فهمت، كم أنت ظريفة، وحكيمة، يا رفيقتي في هذه الدنيا الفانية؟
فسألته بتعجب:
ـ وماذا فهمت؟
ـ إن سعادتك لم تترك لي حتى فرصة للندم على شيء اندم عليه!
20/5/2016
عادل كامل
[1] مساحات
نظر إلى الفراغ الآخذ بالامتداد، بشرود، وقال لقائده:
ـ هذه هي عاصمة النمل...، انظر، سيدي، إنها بلا حدود!
التفت يسارا ً ، والى الأعلى، ويمينا ً، متسائلا ً:
ـ أين هي ...، فانا لا أرى شيئا ً.
ـ أخبرتك، سيدي: إنها بلا حدود!
لم يقدر أن يمنع نفسه من التندر، فقال ساخرا ً:
ـ عندما بدأنا، لم يكن يدر ببالنا أكثر من الحصول على حفرة...، والآن....، أصبحنا نمتلك مساحات بلا حدود؟
ـ نعم، سيدي، الم أخبرك، منذ البدء: إن من يمتلك اللا حدود، لم يجد حتى حفرة يتوارى فيها... !
[2] بكاء
ضحكت النملة حتى كادت تهلك، فقالت لها صاحبتها:
ـ لم تعد تخافين من الفيل؟
ـ لا...، ولماذا أخاف من الكائن الذي سحقني من غير قصد، لأنه لم يرني، بل ولا اعتقد انه عرف بوجودي...، فماذا سيفعل لو عثر علي ّ؟
ـ يسحقك!
ـ لهذا...، يا صاحبتي، قررت الكف عن البكاء!
[3] نصر
ـ اخبرني، أيها الفأر، لماذا لم تعد تخاف من الموت، وأنت تغادر حفرتك ..؟
ـ آه ...، لو لم اخرج فانا سأهلك من الجوع في حفرتي الباردة، أما الآن فانا انتظر أن تنهشني مخالب القطط، أو تمزقني أنيابها، فالأسباب وإن تعددت، لكن نهايتها كانت قد وضعت قبل ولادتي...، فلِم َ الخوف من كائنات لديها مهمات لا ترد، ولا يمكن تجنبها..؟
ـ ولكن لماذا لم تجد وسيلة ما للنجاة؟
ـ أقسم لك أني كلما تخلصت من سبب، انبثق الآخر، وعندما لم تعد هناك أسباب تكفي للبقاء على قيد الحياة، لم تعد لدي ّ فرصة انتظار أن أتعفن في حفرتي، أو بين أنياب هذه المفترسات الوقحة! وكما تراني ـ الآن ـ بعد أن تعبت من الترحيب بالقطط، والتصفيق لها، وتمجيدها، والتغني بعظمتها، وإنشاد أعذب الأناشيد لها....، أموت ولكن في ّ سؤال مازال يعذبني: أذا كان مجد القطط قد شيد على هزائمنا، فان هذا النصر لم يترك لنا، ولي أنا خاصة، حتى فرصة للآسف...، مادام نصرهم قد شيد على مصائر لا تساوي شيئا ً يذكر! فانا الآن اهتف: مرحا بالموت، مرحا بالهزيمة، لان هذا النصر هو الذي لا يساوي شيئا ً يذكر أيضا ً!
[4] أوامر
سألت النعجة القصاب قبل أن يشرع بذبحها:
ـ أنت تفعل هذا بي، وكأنك لا ترى السكين التي تقترب من عنقك ..!
أجاب القصاب بصوت مرتفع، من غير اكتراث:
ـ بل أراها!
ـ ولا ترتجف، ولا تخاف؟
ـ لا...، لأن من سيذبحني، هو الذي أمرني، أيتها النعجة البلهاء، بذبحك!
ـ وتقول هذا بزهو....، وفخر، ومن غير خجل؟
ـ وهل ابقوا لنا شيئا ً نخجل منه؟
ضحكت النعجة، وهي تقرب رقبتها من السكين، وقالت:
ـ تقصد...، لم يتركوا للخجل شيئا ً لم يفعله، أو شيئا ً يستحق أن يذكر...؟
[5] عدالة
بعد أن بذل أقصى ما يمتلك من حيلة، ووساطة، وجهد، نجح بالمرور عبر ممرات تقود إلى مكتب سكرتارية السيد المدير، فتوقف برهة، أمام ثور بدا له صنع من الحجر، مستفسرا ً منه عن الدرب الذي يفضي إلى المكتب، فلم يبد الثور استجابة إلا بحركة فهم منها أن يتقدم إلى الأمام...، فمشى، مترنحا ً، وقد دب ّ التعب في مفاصل قوائمه النحيلة، إنما لم يبرك، بل بدأ يدب، خطوة تتبعها أخرى، من ثم بدأ بالزحف، حتى بلغ ممرا ً يقف عند بابه نمر اسود، فاستفسر عن مكتب سعادة المدير، فأومأ له، بحركة مبهمة، لكنها صريحة، بالتقدم إلى الأمام...، حتى وصل إلى فسحة يقف فيها دب قرأ في ملامحه السماحة، والشفافية، فتجمد الصوت في حنجرته، بانتظار فرصة تتاح له بتقديم طلبه إلى سعادة المدير. وأخيرا ً لم يعد يمتلك قدرة الوقوف، فبرك، وترك رأسه يستقر فوق صخرة شعر بخشونة ملمسها، إنما بدأ يرى حلما ً ود لو لم يفق منه...
ـ تفضل...
ـ سيدي، لدي ّ طلب بسيط...، بسيط جدا ً...
ـ قلت .. تفضل... أيها الحمار الطيب..
ـ ولكني أود أن اعرض طلبي على سعادة المدير شخصيا ً!
ـ أخبرتك ....، انه مشغول، فهات ما لديك...
ـ ليس لدي ّ ..
وصمت، فسأله الآخر:
ـ ماذا تقصد بـ: ليس لدي ّ...؟
تقدم منه، وأزاح الجلد:
ـ سيدي، لم يبق في ّ إلا هذا الهيكل...، فخفت أن أموت، ويراني السيد المدير، عاريا ً...، فماذا أقول له؟
ضحك مسؤول مكتب السكرتارية، وسأله:
ـ هل بذلت كل هذا الجهد، كي تزعج سعادته، وتربكه، بطلب لا معنى له؟
ـ اخبر من...إذا ً..؟
ـ لا داعي لإخبار احد...، فانا أعدك وعدا ً صادقا ً بعدم محاسبتك أبدا ً!
انشرح حتى بدأ بالبكاء:
ـ أتبكي؟
ـ كنت أخاف العقاب، والآن بدأت لا احتمل هذه الحرية!
ـ أكنت تخاف من العقاب، لأنهم لم يبقوا لك إلا العظام؟
ـ نعم، سيدي، لأنني لا استطيع أن أوشي بمن سلبني كل الأشياء ولم يبقوا لي إلا هذا الهيكل، وأنا أخشى أن يكون مشكلة، ومعضلة، بعد موتي!
ـ حسنا ً، أيها الحمار المسكين، اذهب إلى ...
وأومأ له الذهاب باتجاه ممر مفتوح:
ـ اذهب وتبرع بما تبقى منك ..، بعدها، تكون حصلت على الحرية...!
ـ أيطلقون سراحي..
ـ ستكون طليقا ً...، ومن غير ذنوب، مثلما ولدت...!
ـ آ ...، حمدا ً للرب، الآن فقط حصلت على الطمأنينة، فانا استطيع أن اهتف: عاشت العدالة!
صرخ فيه بصوت حاد:
ـ أغلق فمك!
ـ سيدي، لماذا لا تدعني ابتهج، وأعلن أفراحي، بعد أن لم يعد لدي ّ شيئا ً يسرق؟
ـ والعدالة التي حصلت عليها، أيها الحمار؟
ـ أوه....، ولكن كيف أموت من غيرها؟
[6] السبع والضفدعة
اقتربت الضفدعة من قفص السبع، فرأته يحدق في عينيها، بشرود وبلا مبالاة، فسألته:
ـ أأنت نادم على مثل هذه النهاية..، يا سيدي السبع؟
بابتسامة صامتة أجاب:
ـ لا حدود لندمي!
ـ غريب؟
فقال لها:
ـ بالفعل أنا نادم على أني لم اترك لنفسي ندما ً اندم عليه!
قهقهة الضفدعة بصوت مرتفع، فقال لها:
ـ ما المضحك في كلماتي، يا سعادة الضفدعة؟
فقالت وهي تفكر:
ـ تذكرت السيدة التي كانت تستغفر لهؤلاء الذين كانوا يمضون أوقاتهم في الاستغفار ...!
ـ تقصدين... لهؤلاء الذين يتظاهرون بالتوبة، والاسترحام، وطلب المغفرة؟
ـ لا ... بل للذين هم أصلا ً بلا ذنوب!
ـ لم افهم قصدك ...؟
فقالت برزانة:
ـ فانا الآن استغفر لك لأنك لم ترتكب عملا ً تندم عليه....، وها أنت تعلن بصراحة عن ندمك...، لأنك تدرك لا جدوى هذا الندم...، مثلما تدرك لا جدوى استغفار هؤلاء الذين يتسترون بقبعات المنتصرين، وليس لمن يستغفر لاستغفاراتهم أيضا ً!
ـ لِم َ كل هذا الغموض ...، أتخافين من سبع يحتضر وهو سجين داخل قفصه وقد أعرب عن ندمه لأنه لا يمتلك ندما ً يندم عليه!
ـ أجل...، يا رفيقي...، طالما قلت لنفسي: لا تخشين الجلاد عندما يهزم، ويذل، ويزول مجده...، بل عليك أن تخشين هؤلاء الأذلاء العبيد الممحوين عندما يتوهمون أنهم صاروا قادة، وقدوة لنا في هذه المزبلة!
ـ آ ....، الآن فهمت، كم أنت ظريفة، وحكيمة، يا رفيقتي في هذه الدنيا الفانية؟
فسألته بتعجب:
ـ وماذا فهمت؟
ـ إن سعادتك لم تترك لي حتى فرصة للندم على شيء اندم عليه!
20/5/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق