كرنفال الذاكرة.......... وصخب الألوان
نجاح المصري زهران
اليوم زارني أول المناخ
بريشة الدفء ، يدفع تأويلات الدائرة بارتواء
ذراتي ، كنت أحاذي سطوع الأمس على
ظلال البيوت المسكونة بحبات الفلك . تحدثت
قليلا مع جارتي
المثقفة برسوم الفنجان ،لكن النجم همس معترضا
لتُـعدل خطط الأشباح عما رأته من استنشاق انسان ،
وقلت له أن هذه الصور
تسلقت القصيدة، مبحوحة بشظايا الأرض ودوار
الشمس ،
واللغة المسكونة بنقاط البدايات لم تلق
سوى وردة حممتها الشمس تركض خلف كلمات من زغب . وكنت كلما اعترض يغويني الضباب للسير
في حفر حُفظت الأرواح بداخلها وتهيأ لي أن بعضها تثاءب من تجربة العتمة بخلايا النوم
، لأرى ما كشفته الحجارة من راحة الوجه المذاب بمزاج البقاء .
والآن وقد خُيل لي أن شجرة التين ابتلعت
في عروقها مقهى كلما مرّ
عليها طير قدمت له بعضا من خمرتها المذابة
بحباتها العسلية ، ازددتُ فضولا بين تلك
الحمامات البريّة التي تُسبح لله ولا تعلن
للفضاء عملها الصغير في ملحمة السرّْ
المتواصل لشحذ القش للأعشاش . هناك حيث
تركت الرياح سفح الجبل للعصافير الآمنة ولم تنتبه لقنص البندقية . ولم أفهم لمَ........
لم يهرب من ذعره بِرفعة العيش . ..؟
وما زلت أُقلب تلك الوسوسة لأشجار حاذت
الينابيع ومرايا الماء في وقت لا يشيخ بمهلة الصبر .وتلك الفزاعة التي آوتها الأرصفة
ولم تهتم لها الغيمة المدججة بأنخاب البرق . تراهن على اتكاء الأثير بسراديب الورق
وما سمعته عن انشغال الندى بثياب الورد ومدار المجرات وما أهدت القصيدة في قبوها لحبات
القمح من شبع وفطام .
ربما أسرفت قليلا في دهشة الأسماء على يديّ
وما سعل الليل على ضفاف السؤال ، يبكي منحدرا بين ظلمات الإجابة ورمية النرد لقمة ذابت
بملاحم الحاجة لدمع عزيز على النايات .
سلام عيك أيها العقل من دحرجة العصف بأثداء
المدن ، سلام على النجمة بأعالي الحنين قبل الاستسلام وبعد الوجع .
سلام على ارتداد الدمن عثرات الألم ، سلام
عليكِ أيتها الألعاب الطفولية بأفراح النور وساعاتك المنسية بالكِبَر.
عدت قليلا الى زقاق يديّ! فرأيت الألوان
تُذاب بنسيان الماء في الانكسارات ، وذلك الحنين المشطوب بمنحدرات اصفرت به كيمياء
المحاولة .وتلك الجمرة التي تلكأت
طير كهولتي ، تأرجح مع السلاحف المسالمة
لكني لم أرزق بقرصة العاشق من الألوان .
عايشت كل أغاني الشغف في محار مصلوب بلعاب
البحر، والأحلام التي أصدرت حفيف الفَراش قبل السقوط ، رفعت ذراتي القطنية لخفة وزنها
وعصرتها على اللون الهارب الى البياض ، فلم أجد هناك أنسجة لأحاسيس اللعب ولا البرق
المتعب من أعصابنا .
يسيل من لجاجة خاصرة لا تفقه الصبر .
آه أي ريح هذه في جعلتنا نحتسي انزلاقاتنا
بفن الرسم ، مقعد على الفجر على
أزهار الشرفة في التلاشي ، على الساعة الخامسة
الا ربع منسية على ينبوع مبتور
الارتواء للإشراق والتوق شر مستطاب بعقارب
الذاكرة ترضع التكرار من زند الاشتعال لحظة تمد يدك نحو الشهب واللهاث سنَّ النهار
إثر الشمس ، ليخط مياسم المصابيح
وخيل لي أن النهر تعجل الذهاب خوف الجلبة
على دموعه فهناك امرأة تخرج من الرجوع الى كف الأمومة لترجما تهجئي الحبر بـأنفاس الأبدية
،
تهدهد ذبذبات السرير لطفلها
الانقلابية ، وتعلق بين جفنيه كل ألوان
الحب ، والسرّ ونصف السمّر وقصة البوصلة
وحكايات لعبت بحروف الحلم والشفاء .جلست
أراقب شرارة طائعة
تجمع النبض بالألوان
هناك شبح مررّ الدجى
للزجاج وراهن الشاعر على مكنونات صدره ،
لكنه تقهقر بأقصوصة
الأبواب والبقاء وأمسك بوهج الشعر ليعيد
النوافذ من استعادة الغبار في منتصف البحر
واللون والرهان
هناك كنت
أهادن المنارات
والمنافي وزنزانات السجن والسجان، ولسان
الأسطورة في الكرنفال
لتنضج الطحالب المريرة
بكرنفال الذاكرة وصخب الألوان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق