الكتب الأولى... وغيرها!
عادل كامل
• هناك عدد من الناس، وبعد سنوات من انتهاء دراستهم، يحتفظون بكتبهم المدرسية: القراءة/ أو الجغرافية/ أو الحساب..الخ وهم يشعرون ـ عند تذكرها ـ بلذّة استعادة تلك السنوات: السنة الأولى في المدرسة.. واستذكار عدد من المعلمين.. وبعض المشاهد المرافقة لها: البرد أو الطريق الترابي أو عاصفة ترابية..
• تلك الكتب، بعد سنوات طويلة، تجعل الماضي أكثر قرباً، بل وكأنه حدث: قبل برهة! وليس قبل سنوات. فهي لا تحافظ على نظام المدرسة ـ والأسرة التعليمية فحسب، بل على التفاصيل التي رافقتها: المكان والزمان مع عدد من الصور والرموز والعلامات.. وهو الذي يجعل هؤلاء الناس يتذكرون أسماء مدارسهم في المراحل الأولى، أكثر من تذكرهم للمراحل اللاحقة..
• فكم ـ هو ـ عدد هؤلاء الناس...؟ وأية كتب مكثت معهم .. وأي معلم رسخ في الذاكرة أكثر من سواه...أسئلة جديرة بلفت النظر لدراسات يقوم بها علماء في الحقل المعرفي.
• لكن الذي لفت نظري.. وأنا أتذكر أقدم الكتب التي اقتنيتها، وأقدم الرسومات، ودفاتر الإنشاء.. وغير ذلك، أني شاهدت ـ وبعيدا ً التعميم ـ أن هناك عددا ً من الناس ـ بعد الانتهاء من الدراسة، في مراحله المتأخرة ـ من قام بالتخلي لا عن كتب الماضي، بل عن كتب الحاضر: وتخلص منها أو تركها للريح..؟
• فلم يعد [ الكتاب] ضرورة ! ولم يعد الكتاب مصدرا ً من مصادر المعلومات أو المعرفة أو تجديدها.. في عالم لا مكان فيه لغير المتعلمين...!!
• إنها مفارقة لا تكمن بين من يتذكر، ويواصل تطوير معرفته وثقافته .. وبين من يهمل، ويتخلى، وينقطع عن ماضيه فحسب، بل عن حاضره.. وعن العلاقة مع زمن ينمو، بحلقاته، ويصعب تفكيكه الى أجزاء متناثرة. . أو التخلي عن بعض حلقات هذا الزمن: زمن حب المعرفة، وما رافقها من أوراق وكتب وذكريات لا تجعل الحياة محض استهلاك وأرباح وزوالات!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق