بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

لمناسبة الأول من أيار أدوات التحرر ..-عادل كامل

لمناسبة الأول من أيار
أدوات التحرر ..
عادل كامل
       عندما يضع المتابع حقيقة وجود أكثر من ملياري إنسان يعيشون تحت خط الفقر، في عالمنا المكون من سبعة مليارات إنسان، وان الموت جوعا ً ـ بحسب منظمة الأغذية والزراعة ـ يؤثر حاليا ً على أكثر من مليار شخص، أو يمكن القول افتراضيا ً إن (1) من (6) من الذين يعيشون على الكوكب يموتون جوعا ً. وقد ذكر أمين عام الأمم المتحدة إن الجوع وحده يقتل (17) ألف طفل يوميا ً! وعندما نتوقف عند رؤية واقعنا العربي، ونشاهد ملايين المشردين، المهاجرين، النازحين، والمهجرين قسرا ً من ديارهم، ومن بلدانهم، ندرك كأن قوة ما غامضة مازالت تتحدى توفر ابسط مستلزمات حقوق (الإنسان)، وليس حقوق المرأة حسب.
      فان التساؤلات المستندة إلى الوثائق، والأرقام، والإحصاءات، لا يمكن عزلها عن الواقع الذي أفضى إلى هذه النتائج: الواقع الذي ولد فيه اله جديد (اله النفط)، يسند تعاليم الآلهة القديمة، في جعل هذه البلدان، ترتد إلى عصور ما قبل الزراعة، استنادا ً إلى حقيقة إن معظم هذه البلدان تستورد  ضروريات الحياة الأساسية، اليومية،  مع إنها تتمتع بـ: الأرض/ المياه/ الشمس/ والأيدي العاملة.
    الأمر الذي أدى إلى تراجع الوضع (الإنساني)، وحقوق الإنسان، وحرياته، إلى درجة تكاد تجعل الأمل: وهما ً!
     لأن الظلم الموزع على: الرجل، المرأة، الطفل، يستند إلى مجتمع لا ينتج (حياته/ مصيره)، والى مجتمع (رث) محكوم بغياب شروط الأسس الأولية للحياة...   فالمجتمعات تقاس بما تنتج، وعمليات الإنتاج  تبقى مقترنة بأدوات الإنتاج، الأمر الذي يجعل المأساة اشد مرارة!  فهل ثمة معجزة بإمكانها أن تستبدل مفهوم (النمل) البشري، إلى كائنات تتمتع بالحريات...؟ وأية إرادة أو قوة أو حكمة بإمكانها صناعة (عقول) قادرة على قراءة الحياة قراءة حضارية..؟
    إن النضال من اجل حقوق المرأة يعني النضال من اجل وجود أدوات التحرر، وفي مجتمعات مازالت تعيش في عصر: جمع القوت، وفي زمن هبات الإله الجديد(النفط)!  فهل ثمة حرية من غير تنمية، ومن غير إرادة حقيقية يمتلكها الإنسان في تقرير مصيره، وفي عالم تهمين عليه آليات: الربح ـ الاستهلاك ـ الاندثار...؟
     وهل باستطاعة المرأة وحدها أن تخطوا خطوات حقيقية من غير قراءة النظام العالمي المحكوم بأدوات قسمت السكان إلى: ما تحت الحقوق ـ والى: ما فوقها...؟
    سؤال يقود إلى تحفيز العقول بالتحرر من خرافات العصور المظلمة، نحو عالم تستطيع المرأة أن تقول فيه: إن حريتها هي استبدال التعسف، عامة، وفي بلدانها خاصة، والواقع على الجميع، بعالم لا يتكون من ملياري إنسان يعيشون اقل بكثير من حياة الحيوان في المحميات ـ والحدائق؟!

ليست هناك تعليقات: