الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

غالب هلسا يسرد حكاية موت تأجل الإعلان عنه- د. فيصل دراج*

غالب هلسا يسرد حكاية موت تأجل الإعلان عنه

 د. فيصل دراج*

احتفى غالب هلسا في روايته "سلطانة" ، التي تستعيد أيام الشباب ، بشكلين من الخلق: الذات الكاتبة التي تخلق أنثى خصيبة تذهب إلى المستقبل ، و "النظرية الثورية" التي تضمن خلق مجتمع عادل ، لا انحراف فيه. اقترب ، في الحالين ، من فكرة "الانبثاق" ، التي تطلق إنساناً نجيباً ، يصاحب التاريخ ويساعده ، على تغيير مجراه. كان في الأفق نظرية ماركسية ، تقنع نصيرها بأنه يجسّد الصواب ، وأن الصواب الذي يؤمن به يأخذ بيده إلى الانتصار.

عاد الروائي في آخر رواياته :"الروائيون" ـ 1989 ـ إلى "النظرية الصائبة" ، منتقلا من "عمّان منتصف القرن العشرين" ، إلى قاهرة ما قبل حرب حزيران ـ 1967 ـ وبعدها. كان الروائي ، في زمن الكتابة ، يقترب من شيخوخته والحلم الماركسي قد اعتلّ منذ زمن وأصبحت التجربة كلها ، قابلة للتقويم. ولأنّ الماضي أكثر الأزمنة وضوحاً ، ترك الروائي الحاضر مع تداعيه وعاد إلى الماضي ، سارداً حكاية موت تأجّل الإعلان عنه. لا موقع ، في زمن الماركسي المكتهل ، لأنثى خصيبة ولا لكتاب يجمع بين الصواب والانتصار. تنفتح نهاية الرواية على موت صريح ، بعيداً عن زمن "سلطانة" ، الذي كلّما اعوجّ أسعفه جمال دائم الحضور.

وضع هلسا في عمله الأخير خطاباً أيديولوجياً مباشراً ، يشرح مآل "نخبة شيوعية مصرية" تألقت ، زمناً ، وسقطت سريعاً في موت بطيء. جاء الموت من سلطة مستبدة ، تواجه التنوّع السياسي بالسجون والجلادين ، ومن خطاب سلطوي تلفيقي يقول شيئاً ويفعل غيره ، ومن "عوالم المثقفين" التي تحتمل الطهر والبراءة والمساومة المرتبكة والحسبان الدنيوي. قابل الروائي بين شيوعيين يؤمنون بقوة الأفكار وبالإرادة الإنسانية المقاتلة وسلطة تدمي الأفكار والكتب وتكرّم الجلاّدين معلناً ، في النهاية ، عن انتصار السجون ومكتبات الظلامّ. استبدلت رواية "الروائيون" بـ "سلطانة" الأنثى المشبعة برموز الخصب والانبعاث ، امرأة لا هالة لها ، تنوس بين الدأب النظيف وخفة قاتمة تقترب من الدعارة.

يغيب حضور "الأم" المتواتر ، ولا يتبقى لها إلا حضور ومضي ، يلمع سريعاً ويحاصره الظلام: "برز وجه الأم ، فجأة ، صارماً ، أبيض ، مؤطراً بمنديل وشعر أسودين. عيناها سوداوان ، واسعتان ، .... منذ زمن بعيد لم يتذكرها ، فما الذي جاء بها صارمة ، تحمل إليه اللوم والإدانة". كانت "الأم" ، في زمن مضى ، تفصل بين الطهر والدنس ، وتهزم الأخير ، وكان "الصبي" نقياً ، وكان الطرفان رمزين من رموز الثورة والأمان.

استدعى "الشيوعي المهزوم" وجه أمه مستجيراً بنقاء مفقود ، ومحتجاً على مآل لا يليق بنظرية أرادت توليد التاريخ من جديد. أعلن ، غاضباً عن انفصال رمزي عن حاضنة انتمى إليها طويلاً ، وعن رغبة بعودة زمن غنائي لن يعود. سأل المثقف المغترب الموت حلاً منعته عنه الحياة. قدم السارد الشيوعي خطاباً يتهم "الأرواح المفككة" ، وصاغه بأدوات فنية تجعل التفكك أكثر وضوحاً. كان السارد الرومانسي ، في زمن شيوعية واعدة ، مرتبطاً بشكل فني عضوي ، يلتبس بسارد عليم ، لا ينفصل عن شخصياته ولا تنفصل شخصياته عنه ، ويسوسها مطمئناً إلى أفق مفتوح. فهو من شخصياته وشخصياته منه ، و "الأنا الهائلة" تحتضن الطرفين.

لا شيء من هذا في زمن احتضار الحلم الشيوعي ، الذي سرده غالب هلسا ورحل. فالأنا الرسولية الخالقة لا موقع لها ، والمخلوقات الجميلة أطياف أو ما يشبه الأطياف ، والمستقبل هو الحاضر السائر إلى التداعي. ولهذا يغيب ضمير المتكلم ويهيمن ضمير الغائب ، فلا وضوح ولا يقين ولا اتصال ، وما كان موحّداً ، تنطقه "أنا خالقة" وتنطق من خلاله ، تحوّل إلى شظايا بشرية ، تخاف الوجوه وتلتمس الأقنعة. انطوى زمن الوعي الرومانسي وانطوى معه الشكل الفني العضوي ، في نبرته الغنائية ، وأخذ مكانيهما شكل فني قلق أقرب إلى "التقرير الصحفي" ، يلتفت إلى نثار النهار ولا يعبأ بملامح الوجوه. كأنّ الراحل الجميل الذي أراد في "الروائيون" تقديم رواية وشهادة ، جعل من الشكل الفني مرجعاً لـ "المضمون" ومضاعفة له. أملى الشكل ، الذي يوحي بالتفكك ، حواراً مترهلاً ، يحيل على شخصيات فارقت زمناً حالماً كثيفاً ودخلت ، واجفة مغلوبة ، إلى زمن وجهه قناع وقناعه واهن يميل إلى السقوط.

أنتج هلسا ، المثقف القلق ، شكلاً فنياً مخلخلاً ، يحيل على مناضلين مغلوبين ، اطمأنوا إلى "بعض الحقائق" ، أو لم يطمئنوا إلى شيء واطمأنوا ، في الحالين ، إلى قدرة السلطة على ابتلاع ما خارجها. فبعد خروج الشيوعيين من السجن بدوا ، كما تقول الرواية ، غرباء عن مجتمعهم ، هو لم يفتقدهم حين اعتقلوا ، كما لو كانت ثنائية القهر والإعلام السلطوية قادرة على إلغاء عقود من الكفاح. أفضى جدل الهزيمة والإلغاء الذاتي إلى شخصيات مفرغة ، تعترف بما لا تقتنع به وتقتنع بما لا تستطيع التصريح عنه ، وتنظر إلى أكثر من اتجاه في آن. اكتفى الروائي ، وهو يعاين شخصيات يكتسحها التداعي ، بوصف الشخصيات من خارجها ، قامات واهنة الملامح ـ باستثناء فترة السجن ـ وضعها الاغتراب خارج ذاتها ودفعها الوهم خارج نظريتها ، وشدتها المساومة إلى خارج طبقتها المفترضة. وإذا كان لـ "الكتاب" سلطة وهالة في زمن "سلطانة" ، فهو مرجع الحلم والثورة ، فلا حضور له في زمن الخيبة غير المتوقعة. وضع هلسا في روايته سياق كتابتها ، أواخر الثمانينات الماضية ، قائلاً بما لم يقله صنع الله إبراهيم وشريف حتاته ، اللذان سبقاه إلى موضوع "السجن والشيوعيين" ، في "نجمة أغسطس" و "العين ذات الجفن المعدنية". دفع الروائي ، الذي عاش التجربة وشهد عليها ، بغضبه المحبط إلى تخومه الأخيرة ، ورأى في الانتحار حلاً وحيداً للمثقف الرومانسي.

أعلنت عناوين الفصول الروائية الثلاثة ، بشكل مستقيم ، عن رحلة بطولية متوجّة بالخسارة. سرد السجن" ، وهو عنوان الفصل الأول ، اللقاء بين مثقف مناضل وجلاّد أمّي ، وأعقبه فصل "عالم الأوهام الجميلة" ، الذي رصد ما لا يعطبه السجن وتعطبه الأوهام الذاتية وتلاه فصل "الجحيم" ، الذي تأمل هزيمة تكاثرت إلى هزائم. أفصحت العناوين عن دلالة مواضيعها ، واختصرت أزمنة الشخصيات المختلفة إلى زمن خارجي عقيم ، حيث الفرد يدور حول ذاته ويصل إلى لامكان ، ويتبادل مع غيره قشور الكلام وينسى الكلام. فبعد أن كانت الشخصية في السجن واضحة الشكل ، محددة الملامح واللغة ، أصبحت بعده سديمية الشكل فقيرة الكلام. رصد هلسا ، بموهبة مخادعة ، العلاقة بين "الحرية" وتجلّي الملامح ، وبين السجن الخارجي الكبير واندثار الوجوه.

رسم الروائي عطب الإنسان في النظام القمعي بشكلين: الثنائيات العاطفية التي يبنيها الحب ويهدمها الجلاد ، إذ لكل سجين حب ينتظره ، ولكل عاشقة مسجون تحنّ إليه. بيد أن تجربة السجن تزيح الأمور الطبيعية عن مواقعها ، تبذر فيها عطباً ، يكاثره الخروج من السجن وعدم الخروج منه أيضاً. كأن السجن يعطب القلب ويفرج عن أرواح شاردة الاتجاه. فما كان قبل السجن لا يعود كما كان بعده. وواقع الأمر أن هلسا ، الذي كان يقترب من ستيناته ، قرأ في مأساة الشيوعيين المصريين مأساة الوجود في ذاته ، حيث الحالم يرى إلى "رابية" وينتهي إلى "زنزانة". وطّد الروائي قوله بـ "تكرارية الصورة ، التي تختصر الأيام المتواترة إلى يوم وحيد فقير المعنى ، كما لو كانت أزمنة الحياة في تعدديتها سقطت في زمن سلطوي ، يسبقه السجن ويتلوه.

مزج هلسا ، وكما فعل دائماً ، بين السيرة الذاتية وسيرة جماعية. كتب ما عاشه في زمن ، وكتب إحساساً بالفجيعة صدمه في زمن لاحق. استعار من "سلطانه" ثنائية الطهر والدنس ، وتأمل بها "عادلين" نزل عليهم ظلم كبير. وإذا كان الطهر ، في زمن الصوت الرومانسي ، يلتبس بأمومة واسعة الحضور ، فإن الطاهر في زمن الخيبة ينتهي إلى الانتحار. اقترب الروائي وهو يقترب من أيامه الأخيرة من القول" الرشيد: "الأكثر علواً هم الأشدّ سقوطاً" ، موزعاً العلوّ على المناضل الأخلاقي والسقوط على "بقايا المثقفين". ولعل إحساسه بالفجيعة اللصيق برومانسية لم تنطفئ ، دفعه إلى تعرية الشخصية الشيوعية من نقائها المفترض ، فالبعض يعاقر الخمر يومياً وآخر يدفعه" شذوذه" إلى مساومة السلطة الأمنية ، وثالث يقول بماركسية تخلط بين حرية السلوك والبغاء. وسواء مارس "الشيوعيون" ما يمارسه غيرهم من البشر ، أو تمسكوا بطهرانية حاسمة ليست غريبة عن بعضهم ، فقد أراد الرومانسي المهزوم أن يرجم "رفاقاً" هزموه حين خذلوا قضيتهم.

دافع الماركسي المهزوم ، وهو صورة عن المثقف الرومانسي بامتياز ، عن صورته الإيجابية مرتين: مرة أولى عن طريق السلب ، حين رحل عن عالم الدنس وسار مع كتبه إلى قبره الأخير ، ومرة ثانية عن طريق الإيجاب حين ترك وراءه "مناضلة" تتابع ما آمنت به من دون اضطراب. ملاحظتان تثيرهما رواية هلسا في هذا المجال: تنتسب المناضلة المتمسكة بقضيتها إلى القاع الاجتماعي ، جاءت من بيئة معدمة وعلّمها الشيوعيون القراءة والكتابة ، كما لو أن الروائي يرجم المثقفين المحترفين والنخبة القائدة ويعفّ عن غيرهما. أمّا الأمر الثاني فيمس "البطل الإيجابي" القديم ، الذي كان يقوده التاريخ المتخيّل إلى نصر منتظر ، قبل أن يسوقه انقشاع الأحلام إلى موت طوعي.

عبّر السارد الطهراني ، رمزياً ، عن تشاؤمه الشديد بأكثر من طريقة: لا يعيش الشيوعيون العلاقات الأسرية ، كأنهم لا يعرفون العائلة ولا يرغبون بتأسيسها ، يرتبطون وينتظرون ويتطلعون ويقبضون على الفراغ. والمعنى ملتبس ، يحيل في وجه منه إلى هشاشة وجودهم ، ويكشف وجه آخر عن قدر مأساوي. فعلى الذاهبين إلى المدينة الفاضلة أن يكتفوا بأطيافها. تغيب العائلة ويغيب معها ، لزوماً ، النسل ، أو الاستمرارية البيولوجية ، باستثناء المرأة "الفقيرة الأصول" ، التي أنجبت بنتاً. كأن الشيوعيين الذين يريدون إنجاب الثورة لا ينجبون ، أو أن السلطة القامعة تمنعهم عن الإنجاب وهي تمنععنهم شروط الحياة العادية.

هل هزم الشيوعيون أنفسهم قبل الأوان أم هزمتهم السلطة قبل الأوان وبعده؟ لا جواب يحمل برهاناً قاطعاً. بيد أن الأكيد أن الأحزاب تعيش بالسياسة وأن الاستبداد المتوارث يعيش بقتل السياسة. تمر رواية "الروائيون" على صورة "السياسة السلطوية" مرات أربع: "الخطيب الاشتراكي الرسمي" الذي يدافع عن "اشتراكية حقة" تساوي بين اختلاف الرأي والخيانة ، و"ضابط المخابرات الصعيدي" الذي يخفي جهله بمسدسه ويحوّل التعذيب إلى "مدرسة وطنية" ، والرئيس جمال عبد الناصر ، الذي اشترى بعض الشوعيين بحفنة من الجنيهات ، بعد خروجهم من السجن لا قبله ، وسلطة ما بعد عبد الناصر التي حوّلت "الفولكلور الصعيدي" إلى نظرية ثقافية. وكما تبني السلطة القهرية سياسة شكلانية فوق أشلاء السياسة الحقيقية ، تُواجه الثقافة بفولكلور ثقافي سلطوي ، يدمر الثقافة والفولكلور معاً. ولهذا يحاور "المخبر" المثقف الحزبي ليصبح "مخبراً" آخر.

ما هي وجوه المأساة في مسار مثقف شيوعي خادعه الطريق؟ الوجوه كما مرّ عليها هلسا تباعاً هي: السجن ، خيانة المنهج ، فقدان العائلة ، غياب الاستمرارية البيولوجية ، أو احتمال غيابها ، و"إيمانية الوعي الكتبي". يحيل الوجه الأخير ، كما نعلم ، إلى بهجة المعرفة المنفتحة على الكون والتاريخ ، التي إن تحزّبت تحوّلت إلى معرفة إيمانية مكتفية بنفسها ، لا تحفل كثيراً بالكون والتاريخ. وبسبب جمالية المعرفة ، التي تبدأ بالكتب وتنتهي بها ، تحتفي شخصيات هلسا بالكتب ، فالمرأة التي تجاوزت جهلها تحلم بتأليف كتاب ، والمثقف الطهراني يحاول أن ينقذ نفسه بالكتابة ، والفتاة التائهة تقرأ شيئاً في علم الجمال. إذا كان إيمان المثقف الملتزم من "إيمانية وعيه الكتبي" ، فما الذي يتبقى له إذا سقط في منتصف الطريق؟ قد يقع الوعي الواقعي على جواب لا مفاجآت فيه ـ فالكتب وجه أبدي من وجوه الخليقة ـ على خلاف الوعي الموغل في رومانسيته ، الذي ينتحر أو يعود إلى وضع ما قبل القراءة
أنتج هلسا نموذجاً شيوعياً تراجيدياً ، يحلم بالثورة ودفء العائلة ، ويريد أن يجمع بين المفاهيم النظرية ووقائع الحياة البسيطة. حين يتذكر الطهراني زمن "ما قبل ـ السياسة" يقول : "هذه هي فكرة إيهاب. فكرته المنسية ولكنها تعيش في داخله بعمق ، عن البيت: مكان تزول فيه الأوجاع ، ويمنحك ، ماذا؟ ماذا تسمي ذلك؟ أجل. يمنحك الحماية. مكان مكتظ بالأمهات ونساء غامضات ، مغويات ، يبرقن في العتمة.... بيت نصف مستشفى ونصف قلعة". يصوغ المهزوم بلغة دافئة أطياف الطفولة والبيت الآمن ، بعد أن فقد اتجاه المستقبل ، ويتمنى أن يرى تفاصيل الحياة ، بعد أن خذل الكتب وخذلته الكتب: "عندما يكتشف الإنسان أن كل تفاصيل الحياة المجانية والمهملة قد تحوّلت إلى ثروة حقيقية ، عندما تصبح هذه التفاصيل أجزاء في كلية ذات معنى". ينطوي الحنين إلى البيت ، كما بهجة اكتشاف تفاصيل الحياة ، على وجهين: وجه الهزيمة ووجه أشد ثقلاً عنوانه مأساوية الوجود الإنساني الذي لا يروض أبداً ، ذلك أن للمثقف الرومانسي موقعاً ما في جميع الأزمنة ، مثلما أن في جميع الأزمنة ما يغتصب موقع المثقف ويطرده خارجاً.

أدرج غالب ، بين شخوص روايته ، شخصية روائي تخلّى عن حلم الرواية وآثر الانتحار. والدلالة واضحة: لا موقع للكتابة الروائية في مجتمع مقموع ، أو: لا موقع للعمل الروائي المتعدد الأصوات في مجتمع يسوسه صوت وحيد يلغي السياسة. والنتيجة النهائية ، شاءها كاتب "الروائيون" أو لم يشأها ، هي التالية: لا أفق للمشروع الشيوعي ، وهو مشروع متعدد الأصوات ، في مجتمع لا سياسة فيه ، لأن هذا المشروع ، رغم مستوياته المتنوعة ، رواية كبرى. ولهذا دعا غالب روايته بـ "الروائيون" وجعل من كل شيوعي روائياً بالقوة ، ووضع سر الشيوعيين جميعاً في مآل الشيوعي المنتحر. أغلق الروائي ، رمزياً ، دفاتر الحركة الشيوعية المصرية ، ووضعه في زمن محدد هو بداية الحقبة الساداتية. اشتق.
هلسا دلالة النظام الناصري من استحالة الكتابة الروائية (لا رواية بلا ديمقراطية) ، وقرأ معنى المشروع الشيوعي المصري في كتابة روائية مستحيلة. كأنه يقول: لا يفسّر أفول الحركة الشيوعية المصرية ، في شكلها القديم ، بأخطاء الشيوعيين المتعددة ، بل بدور الدولة البوليسية في تحطيم الثقافة والسياسة وإلغاء شروط الإبداع الروائي الجماعي. قدّم هلسا اجتهاداً روائياً ، قابلا للرفض أو الدحض أو القبول ، دون أن تمنع عنه الاحتمالات الثلاثة صدقاً أخلاقياً لا شبهة فيه.

* ناقد ومفكر فلسطيني


ليست هناك تعليقات: