الثلاثاء، 21 يوليو 2015

الذكرى السادسة و الاربعون لرحيل العالم العراقي العالمي (عبد الجبار عبد الله)- د. وريا عمر أمين




الذكرى السادسة و الاربعون لرحيل العالم العراقي العالمي (عبد الجبار عبد الله)

                                د. وريا عمر أمين
عبد الجبار عبد الله(1911 – 1969) عالم فيزياء عالمي وفلكي عراقي عالمي ، وثاني رئيس لـجامعة بغداد . ولد في قلعة  صالح بمحافظة  ميسان (العمارة)  لعائلة عراقية من الطائفة المندائية وتوفى  خارج العراق وهو في الثامنة و الخمسين من عمره.
       أكمل دراسته الابتدائية  و المتوسطة في العمارة ثم انتقل الى بغداد ليواصل دراسته في الاعدادية المركزية (1928 – 1930) ، ثم انتقل إلى بيروت والولايات المتحدة الأمريكية لاكمال دراسته الجامعية و حصل على شهادة D.Ss  في الفيزياء من معهد MIT وهي شهادة علمية لا تمنح الا للعلماء العظماء. وهو واحد من أربعة طلبة فقط في العالم الذين تتلمذوا على يد ألبرت أينشتاين. عاد الى العراق و شغل منصب رئيس هيئة الطاقة الذرية العراقية عام 1958 ثم اصبح رئيسا لجامعة بغداد عام 1959الى عام 1963  حيث أقيل من منصبه وأعتقل. غادر العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد مضايقات له وإتهامه بالانتماء إلى تيارات يسارية  وهو ما كان محظوراً آنذاك.

 

       وبالنظر الى  مستوى عبد الجبار عبدالله  العلمي المتفوق تعاقدت معه الجامعة الامريكية التي تخرج فيها ليكون احد تدريسيها في قسم الارصاد الجوي للسنوات 1946 حتى 1949  وبمرتبة استاذ مساعد.. اشترك مع العالم الالماني (فون براون) في اكتشاف  اسرار القنبلة الذرية في منتصف اربعينات القرن الماضي و تطوير علم و هندسة الصواريخ .. وما يؤكد ذلك اختياره وخمسة من المتميزين خلال مدة الدراسة العليا في الولايات المتحدة للعمل في مكان سري للغاية لمدة سنة ونصف السنة اثناء الحرب العالمية الثانية.. وكان نتيجة ذلك ان الرئيس الامريكي (هاري ترومان)  قلده بـ (مفتاح العلم)  الذي كان يمنح لكبار العلماء المتميزين في عطاءاتهم العلمية.
       احتل العالم الكبير عبدالجبار عبدالله مكانته الطبيعية بين مشاهير العلماء في العالم و دخل اسمه في اكبر المعاجم العلمية العالمية.كرس كل حياته و طاقاته الابداعية و مؤهلاته الاكاديمية و سمعته العلمية العالية النادرة في سبيل رقي شعبه و رفع اسم وطنه ، الذي نبذه و اجبره ان يرحل بعيدا عنه.
        كان عبدالجبار عبد الله يجيد إضافة إلى العربية والآرامية اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية.  له العديد من النظريات العلمية وخصوصاً في مجال الأنواء الجوية حيث ينسب له الفضل الكبير في العديد من الأعمال الخاصة بفرع الأعاصير والزوابع من فيزياء الجو. وكانت انجازاته العلمية و الثقافية كبيرة في حقل اختصاصه حيث جمع بين فيزياء الجو و الرياضيات العالية جدا.نشر اكثر من ثلاثين بحثا عالميا في المجلات العلمية الكبرى المرموقة في امريكا و اوروبا باللغة الانكليزية و له العديد من المؤلفات في مجال الفيزياء والعلوم باللغة العربية.
توفي عبد الجبار عبد الله في اليوم التاسع من تموز عام 1969 في الولايات المتحدة الامريكية . نقل جثمانه الى العراق و في 13 تموز جرى له تشيع مهيب الى مثواه الاخير في مقبرة عائلته في ابي غريب بناء على وصيته.

ليست هناك تعليقات: