الأحد، 19 يوليو 2015

أليف شفق -وقواعد العشق الاربعون

أليف شفق (بالتركية Elif Şafak) (ولدت عام 1971 في ستراسبورغ) هي روائية تركية تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، وقد ترجمت أعمالها إلى ما يزيد على ثلاثين لغة.
نشأتها وحياتها
ولدت أليف بيلغين في ستراسبورغ لوالدين هما الفيلسوف نوري بيلغين وشفق أتيمان التي أصبحت دبلوماسية فيما بعد. انفصل والدها عندما كان عمرها عامًا واحدًا فربتها أمها. وتقول الكاتبة إن نشأتها في عائلة لا تحكمها القوانين الذكورية التقليدية كان له كبير الأثر على كتابتها. وتستخدم الكاتبة اسمها الأول واسم أمها كاسم أدبي توقع بها أعمالها.
أمضت طفولتها وصباها متنقلة بين مدريد وعمان وكولونيا قبل أن تعود إلى تركيا، وهاجرت إلى الولايات المتحدة لتواصل دراستها أولاً، ثم بعد ذلك لتشغل منصب أستاذة محاضرة في مادة الدراسات والأجناس في جامعة أريزونا.
تحمل شفق شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الشرق الأوسط التقنية في تركيا كما تحمل شهادة الماجستير في “الجندر والدراسات النسوية” والدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة ذاتها. نالت عن أطروحتها لنيل الماجستير في موضوع الإسلام، والنساء، والتصوف، جائزةً من “معهد علماء الاجتماع”.
تزوجت سنة 2005 من الصحافي التركي أيوب كان وأنجبت منه طفلين. أسمت ابنتها زيلدا على اسم زيلدا فيتزجرالد، وأسمت ابنها على اسم الزاهر، بطل إحدى قصص بورخيس .
صوفية
‏قالت إليف شفق : "لقد اعتاد محي الدين بن عربي أن يقول سأبحث عن دين الحب أينما كان حتي لو كان عند اليهود أو النصاري أو المسلمين،إن الأصوليين يتبعون دين الخوف فتكون سياستهم التخويف ،إن الصوفي المسلم يتبع دين الحب تماما مثل ما قال إبن عربي لا يوجد دين أرقي من دين الحب ، إن روايتي قواعد العشق الأربعون تعرض نظرة ثاقبة علي الفلسفة القديمة القائمة علي وحدة جميع الأديان والشعوب"
إن عقيدة ابن عربي قائمة على وحدة الوجود؛ فقال عن الله "فالعالم صورته وهو روح العالم المدبر له فهو الإنسان الأكبر " وقال "فشهادته إنسان وغيبه إله مثل أبي يزيد حين قال "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني "وعبرت إليف شفق عن ذلك فقالت " فالله لا يقبع في السماوات العالية بل يقبع في داخل كل منا لذلك فهو لا يتخلي عنا فكيف له أن يتخلي عن نفسه، إن جهنم تقبع هنا والآن وكذلك الجنة " ،و قال جلال الدين الرومي " فما دام الخالق قد قال يد الله فوق أيديهم قد أعلن أن أيدينا هي يديه ".
أعمالها الأدبية
نُشر لها 12 كتاب ثمانية منها روايات باللغتين التركية والإنجليزية. صدرت روايتها الأخيرة The Forty Rules of Love أي (قواعد العشق الأربعون) في الولايات المتحدة الأمريكية في شباط 2010 كما صدرت في المملكة المتحدة عن دار النشر بينغوين في حزيران 2010. وقد بيعت من الكتاب 550,000 فأصبح بذلك الكتاب الأكثر مبيعًا في تركيا. كما أن شفك هي من بين الكتاب الأكثر مبيعًا في إيطاليا وفرنسا وبلغاريا.
حصلت روايتها الأولى Pinhan (أي الصوفي) على جائزة رومي لأفضل عمل أدبي في تركيا عام 1998. أما روايتها الثانية Şehrin Aynaları (أي مرايا المدينة) فتتطرق إلى التصوف عند المسلمين واليهود في خلفية بحر متوسطية في القرن السابع عشر. وحصلت روايتها Mahrem (أي النظرة العميقة) على جائزة اتحاد الكتاب التركيين عام 2000. وحققت روايتها التالية Bit Palas (أي قصر البرغوث) أعلى مبيعات في تركيا، وتبعها كتاب Med-Cezir (أي المد والجزر) وتناقش فيه قضايا حول مكانة المرأة والرجل والجنس والذهن والأدب.
في عام 2006 أصدرت رواية The Bastard of Istanbul (لقيطة اسطنبول) باللغة الإنجليزية وحققت أعلى المبيعات في تركيا. وتعرض شفق في هذه الرواية -بين قضايا أخرى- لقضية الأرمن، وقد أدى هذا إلى ملاحقتها قضائيًا في تركيا بحسب الفقرة 301 من القانون التركي إلا أن التهم أسقطت عنها فيما بعد.
أما روايتها القادمة فتتعلق بتجربة عائلة مهاجرة في لندن في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين.
وعام 2009 أصدرت رواية " The Forty Rules of Love " أي ( قواعد العشق الأربعون ) وترجمها للعربية في عام 2012 خالد الجبيلي عن دار طوى، حيث نجد لوحات متعددة لشخصيات من زمنين مختلفين الأول من خلال شخصية إيلا وعائلتها الذين يعيشون في ولاية ماساشوستس في الزمن الحاضر والعام 2008 تحديداً ، والثاني في القرن الثالث عشر ميلادي حيث يلتقي الدرويش الذاهل والطواف الشمس التبريزي بتوأمه الروحي مولانا جلال الدين الرومي.اعتمدت الرواية على تعدد الأصوات السردية بحيث يتناوب أبطال وشخصيات الرواية في سرد الأحداث في 500 صفحة تقع ضمن 5 أجزاء (التراب، الماء، الهواء، النار،العدم)
أدب قصصي
قالت إليف شفق إن النساء هن أعظم من يروي القصص ،لم انشأ في أسرة تقليدية ذات نظام أبوي ، وذلك جعلني أكثر استقلالية وأتاح لي فرصة القيام بأشياء كثيرة ربما منعت منها مثيلاتي ممن عاشوا تحت سلطة الأب "، ألقت الضوء علي جريمة الشرف في روايتها شرف وتناولت حرية المرأة وشرف العائلة،قالت إليف شفق لا يوجد حب بدون حرية، وفي رواية النظرة تناولت فكرة أن جسد المرأة ملك لها وانها تبحث عن أستقلاليته بعيدا عن نظرة المجتمع وكذلك نظرة الله لها ; حين حدثت الخطيئة ارادت أن تصل الفتاة إلي السماء لتسأل الله لماذا لم يغمض عينيه حتي لا يراها أثناء حدوث الخطيئة ؟، دافعت إليف شفق عن زليخة فهي تري أن من يهاجم الأديبة كمن يطارد شبح زليخة فقالت"إن الأصولين الذين يتبعون دين الخوف يتهمون زورا زليخة أنها زوجة مدللة ارادت أن تخون زوجها مع النبي يوسف وأنها أتهمته أنه حاول اغتصابها فألقي به في السجن ذلك بسبب فهم الاصوليين لظاهر القرآن فقط،لكن الصوفي يفهم باطن القرآن لذلك يري زليخة إنسانة وقعت في الحب لا أكثر من ذلك ولا أقل.
إن الهجوم علي المرأة إذا كتبت عن الجنس قد جعل كثير من الأديبات لا تجرأ علي الكتابة عن الجنس والاثارة الجنسية إلا بعد أن تتقدم في السن ، قالت إليف شفق لن انتظر حتي تصيبني الشيخوخة كي أتجرأ علي الكتابة عن الجنس بل سأكمل من حيث انتهي تراثنا سأكتب عن الشهوة الجنسية وإشتهاء المماثل وسأمزج ذلك بروياتي عن الصوفية"، ولما وجه إلي إليف شفق سؤال عن حركة تحرير المثليين محبي الشذوذ الجنسي لاسيما بعد أن أصبح من حق الإنسان أن يتزوج زواج مثلي ردت إليف شفق فقالت "كان من الممكن أن أحب فتاة أو أحب فتي في بداية حياتي،لكن ما كان يشغل بالي هو ماذا يسمي الناس علاقتي بفتاة أو فتي،لقد كانوا ينظرون إلي ذلك كما لو كان شيئا خاطئا لذا تعلمت ألا أتحدث عن ذلك فأحتفظ به سرا،و أن أدفن أسراري في مكان عميق بداخلي ، بين الأتراك وألاكراد اليساريين شعرت انه يجب علي الإنسان أن يختار بين أن يكون شاذ جنسيا أو يكون له علاقة مع الجنس الآخر،إن ذلك اختيار زائف فاني قادرة علي أن أحب من كلا الجنسين وروايتي القادمة ربما تكون عن أستاذ جامعي وسيم مثلي الجنس يعيش في النرويج ، إن الأصوليون يتهمون المتحولين جنسيا أو المثليين جنسيا بالأنحراف،ألا يعلم هؤلاء المتشددين أن المثليين جنسيا متدينون جدا لاسيما في إسطانبول"

ليست هناك تعليقات: