الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

سلافا حجازي ثورة قلب في فنجان مكسور-ابراهيم ابراهيم


مبدعون
سلافا حجازي ثورة قلب في فنجان مكسور
ابراهيم ابراهيم 

     قد تكون سلافا حجازي اسم من الأسماء في لغة من لغات البشر لا يحمل سوى دلالة انثى في معناه الدلالي لكن تفاصيل خارطتها و قراءة فنجانها فيما بعد أو قبل لحظة الشمس تظهر لك عمقاً إنسانياً أكثر من مساحة عشق أو وطن يمكن للمرء أن يحلم به. 
نعم العالم قرية صغيرة و المسمى بالافتراضي " الفيسبوك " قرية أصغر، و تحية الصباح و المساء بين أقصى الجنوب البعيد و أقصى الشمال الابعد تَعبرُ حالاتنا النفسية ببرودة تشبه نسمات الياسمينة التي راقصت طفولتنا وهكذا كانت أمسيتي مع خطوط و ظلال و في بعض الاحيان الوان المنتشرة في الحقول المحيطة بالفيسبوك.

 كائن بشري مغاير و عملية ولادة مسلحة تديرها حركات قلم سلافا حجازي بالابيض و الاسود خطوط ناقمة و مستاءة كما توحي خلفية الباهتة في انحناءاتها على أشياء لا ترغب بها القلوب الصغيرة التي تشبه قلبها، تلك الخطوط التي تمتد إلى ما بعد خطها الاصلي لتُعَبِر سلافا عن لحظة صمت مخيفة تنتمي و ينتمي إليها دمشقها التي هي نفسها بدأت تفوح برائحة الرصاص بدلاً من بردى و ياسمينها، الكائن الممتد هو ليس انثى و هو ليس رجلاً لكن ايحاء لكائن بشري يتمتع بصمت لا يشبه صمت سلافا و أشيائها الجميلة الي تحاصرها في ظل الصخب القاهر. لا تنسى شفافية الفنانة بياض الامل الممدد عبر بقع تحيط بالسكاكين و القنابل و الرصاصات كي تحلم بالعودة قليلاً إلى صباحات القهوة الدمشقية.

هل للمرء حقيقتان تشبها بعضهما البعض مع فارق الممارسات و معالجة المَشاهد الايحائية التي تعبر عن أرشبف تنهداته أو رقصات مشاعره تجاه الامتدادات الروحية اللامتناهية التي تباغت سلافا حجازي في لحظات اللالون و اللا عالم و اللا حدود لخيالاتها .. لا مسافات ممتدة طويلة بين سلافا و زوايا التحديد الحسي في حركات التي تحمل من العناوين ما يكفي لكل واحد تحميلها كيفما يشاء.

 تراقص الاسئلة ريشتها الرصاصية ليحاصر الاسود الابيض القادم و بعنوان مسلسل جديد عن وطن مربوط من قلب سلافا إلى شفاه الصغير الذي بات يخجل من صدر أمه و يتركه ليلعب لعبة الوطن... مَنْ يقتل مَنْ..؟؟ مشاعرها تجاور الازقة التي هاجرت دمشق بالاسود و تركت الاحمر الدامي يلون وجوه القادمين مع طيور الاغتراب لتسكن في رعب مسدس كاتم للحب و العشق و الوطن.. نعم سلافا ثائرة مغايرة تفعل كل شيء من أجل دُمَّر و الزبداني وحلب وحماه و حمص إلا الرصاصات و الفلسفات..!!! 
تبقى التوافذ الخشبية في أحيائها المهاجرة و مواعيد القهوة دمشق.. دمشق...دمشق و الباقي أصابع لم يبق منها سوى واحدة.. لترسم بكائها بالحناء و قليل من الالوان.. حجازي هذه تلغي بعض ما تعودنا عليه من أن الانتقال من التشكيل إلى التصوير إلى الرسم المخطط بالابيض والاسود تتطلب استعداد الذائقة الجمالية لمجسمات اللون و الفكرة حسب توحي الزوايا و النظر.. النقطة لدى سلافا لوحة مليئة بالاشياء قد لا يراه المرء للوهلة الاولى.

..   
و اللحظات التي تلي العيون تكبر تلك الأشياء و تتمدد إلى مساحات عشق تكفي كل عشاق الارض. ما الفرق مثلاً في أن تسمع فيروز و تتألم من سطوة الموسيقى و الصوت و بين أن تتألم بموسيقى مرسومة بالألوان، مفروشة الألم بتفاصيله و أنت تراقب القادم. سلافا لم تعرف نوع الموسيقى التي تعزفها لكنها المؤكد أنها الموسيقى و هذا أجمل ما في تنهداتها و المؤكد أنها تخترق الجراح الإنساني لكنها تباغتك بأن جدائل فتاة سورية صغيرة معلقة بحبل غسيل شائك لا بد أن تنشف و يلبسها القادمون من بعدها هو فستان واحد فقط لكنه أبيض يشبه قلبها. 
  




ليست هناك تعليقات: