السبت، 1 أكتوبر 2016

كتاب للصحفي الباكستاني أحمد رشيد:-توماس بيرتلاين ترجمة: رائد الباش


كتاب للصحفي الباكستاني أحمد رشيد:
"انزلاق إلى فوضى التطرّف"

توماس بيرتلاين
ترجمة: رائد الباش


في كتابه الجديد الذي صدر بعنوان "انزلاق إلى الفوضى - كيف تتم خسارة الحرب على المتطرِّفين الإسلامويين في باكستان وأفغانستان ووسط آسيا" يوضح الكاتب والصحفي الباكستاني، أحمد رشيد أنَّ المنطقة ما تزال بعد سبعة أعوام من سقوط حركة طالبان بعيدة عن الاستقرار وأنه لا سلام في أفغانستان من دون باكستان. توماس بيرتلاين يستعرض هذا الكتاب.



: لا يمكن إحلال السلام في أفغانستان من دون إشراك باكستان - يتَّضح هذا لكلِّ من يقرأ كتاب أحمد رشيد. وتعتبر الضغوطات والعزلة وسائل خاطئة من أجل كسب باكستان لا تنتهي في أفغانستان قائمة المشكلات، من مخدِّرات وتمرّدات وحكومة ضعيفة. ولكن كيف وصلت الحال إلى ما هي عليه؟ يحمِّل الكثير في أفغانستان الجارة باكستان مسؤولية ذلك، وفي المقابل يحمِّل معظم الباكستانيين الولايات المتَّحدة الأمريكية والرئيس المدعوم من قبل الأمريكان، حميد كرزاي المسؤولية.

ويكاد لا يوجد خبير يستطيع تقييم جميع جوانب هذا الوضع الفوضوي بشكل جيِّد مثل أحمد رشيد. وهذا الصحفي والكاتب الباكستاني الذي اشتهر بكتابه حول طالبان لا يعتبر خبيرًا فقط في شؤون إسلام أباد وكابول وواشنطن؛ بل يعرف أيضًا الدول المجاورة في وسط آسيا مثل أوزبكستان. وهو يثبت قبل كلِّ شيء بكتابه الجديد أنَّه محلِّل يفكِّر بوضوح ومن دون تحيّز على الإطلاق.

نقد حاد لإدارة بوش

وأحمد رشيد لا يخفي أنَّه يؤيِّد الاجتياح الذي تم في أفغانستان من أجل تجريد طالبان من سلطتهم. غير أنَّه يبيِّن أنَّ كلَّ شيء تقريبًا سار بعد ذلك باتِّجاه منحرف. وينتقد بصورة خاصة إدارة جورج دبليو بوش التي أهملت تمامًا وبسذاجتها غير المحدود بناء المؤسسات في أفغانستان ما بعد الحرب، أي "بناء الوطن".

وكذلك لا يسلم حميد كرزاي الذي يقدِّمه أحمد رشيد على أنَّه صديق شخصي من النقد؛ إذ يصفه أحمد رشيد بأنَّه رئيس ضعيف دائمًا ما يكون متردِّدًا، بالإضافة إلى أنَّ أمراء الحرب يغرِّرون به.

والأكثر إثارة في كتابه هو الجزء الذي يلقي فيه الضوء على الدور الباكستاني الذي كثر الجدال حوله في الأعوام الأخيرة. وأحمد رشيد يصف وصفًا دقيقًا التلاعب المزدوج لدى الرئيس الأسبق برويز مشرف الذي عاملته واشنطن على أنَّه حليف لا غنى عنه في "الحرب على الإرهاب" (وهذا خطأ فادح آخر).

تحالفات مشؤومة


شرائح واسعة من الشعب الباكستاني انتقدوا سياسة حكومة مشرف المستبد - أيضًا بسبب تعاونها مع الولايات المتَّحدة الأمريكية في "الحرب على الإرهاب" وهكذا فهو يشير إلى أنَّ الكثير من رجال المخابرات الباكستانيين وأشباه العسكريين كانوا بعد اجتياح الولايات المتَّحدة لأفغانستان يقدِّمون يد العون لحليفهم السابق، أي الطالبان - على سبيل المثال عندما حاصر تحالف الشمال في نهاية عام 2001 قندوز. ويصل أحمد رشيد بناءً على اتِّصالاته مع بعض من رجال المخابرات الباكستانيين السابقين إلى نتيجة مفادها أنَّ الدعم الباكستاني لحركة الطالبان الأفغانية استمرّ من دون انقطاع، وتحديدًا بمساعدة منظومة جديدة تعمل بصورة شبه سرية.

لا سلام في أفغانستان من دون باكستان


رجال مخابرات باكستان وأشباه العسكريين كانوا يتعاونون مع حليفهم السابق، أي طالبان - على سبيل المثال عندما حاصر تحالف الشمال في نهاية عام 2001 ويثبت أحمد رشيد أيضًا بمثال عكسي مقنع أنَّ الجيش الباكستاني تنازل وبمحض إرادته لحركة الطالبان عن سيطرته على المناطق القبلية المستقلة المتاخمة لأفغانستان؛ حيث كان الجيش الباكستاني يقمع في بلوشستان في الوقت نفسه المتمرِّدين القوميين بغاية العنف وبشكل فعّال. والفرق بين القوميين في بلوشستان والطالبان هو أنَّ البلوشستانيين ليسوا إسلامويين، كما أنَّ إسلام أباد تعتبرهم موالين للهند مثل حكومة الرئيس حميد كرزاي في كابول.

ولا يمكن إحلال السلام في أفغانستان من دون إشراك باكستان - ويتَّضح هذا لكلِّ من يقرأ كتاب أحمد رشيد. وكذلك تعتبر الضغوطات والعزلة وسائل خاطئة من أجل كسب باكستان. فلا بدّ من حمل مصالح باكستان الأمنية محمل الجدّ. ويعقد أحمد رشيد كلَّ الآمال على الديمقراطية، كما أنَّه يعارض بشدّة أساليب الدول البوليسية على غرار ما يجري في غوانتانامو في محاربة الإرهاب.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




ليست هناك تعليقات: