القاعدة..أم...الاستثناء .. !
عادل كامل
·
في الصحافة، كما في المنتديات
الثقافية، أو في المقاهي الأدبية، يحدث أحيانا ً أن تتيح بعض الحالات، لعدد من [الأشخاص]
مسؤوليات الإشراف، أو التنسيق، أو التوجيه في مجالات تسهم بتحديد صلاحيات لها صلة
بجانب من جوانب الثقافة .. وتحدث، كما قلت [أحيانا] أن تنقلب
المعادلات...كأن يصبح النادل المتحدث الأول! أو العكس..! وقد يكلف المحرر، أو من
لا علاقة له بالتحرير، والكتابة، المسؤول الأول...
·
ولا ضرورة لذكر الأمثلة، في
بلدان تنتمي إلى ما يسمى بالعالم [الثالث]: فهي ترسم مشهدا لإيذاء الثقافة
وليس إلى العكس.. ولا ضرورة أيضا ً لذكر الأسماء ـ: لان الثقافة، كما تعلمنا، هي
ثمرة روافد لا تحصى، وعملية البناء الثقافي تبقى متصلة بالواقع الاجتماعي والنفسي
والمعرفي في مجموع تحولاته ومصائره.. وليس محض ازدهار لعدد من الآراء والمواقف
الشخصية أو الانحيازات أو الأمزجة...الخ
·
وتتيح لطلاب المعرفة، وكل متابع
دقيق، وهو يفكك التاريخ الثقافي للقرن الماضي، في حدود واقعنا، تمييز أي الأدوار
لا يمكن إغفالها، في المجالين: الايجابي أو السلبي..مادامت الثقافة هي مرآة
المجتمع وسجله الزاخر بالعلامات والرموز والتشفيرات... فالمؤسسة الثقافية تتطلب
وعيا ً يوازي أهدافها ..لأنها ستمثل الصيرورة الكلية لمجموع التفاعلات والإبداعات
والاختلافات والمتضادات، بعيدا عن الأحادية...
·
ألا توضح مكتبة [أشور
بانيبال] بكنوزها الفريدة أنها لم تكن أقدم مكتبة متكاملة في العالم، بل من
أكثر المكتبات دقة في عمل المؤسسة وأهدافها الحضارية. فقد حفظت لنا المسار الدقيق
للمنجز السومري والاكدي والبابلي والكلداني ..الخ عبر الملاحم والفنون وعلوم
الكيمياء والرياضيات والفلك.. إلى جانب
الرقم الموثقة للحياة اليومية في أندر تفاصيلها ...
·
فهل استطعنا، عبر القرن الماضي،
أن ننجز ما تم انجازه قبل أكثر من [27] قرناً ؟ من العمل المنظم ومن الخبرة ومن الحرص.. فقد
تأسست بتضافر أفضل العناصر وأكثرها كفاءة وإخلاصا في النظر إلى الثقافة بصفتها
جزءا من حضارة، شاملة، تكاملت فيها عناصر الإبداع .. ومن القيم النبيلة، إن كانت
أخلاقية أو جمالية أو تقنية، في هذا الحقل الذي يستحق أن يكون إضاءة لجهود تحرص أن
لا تزول بزوال المتغيرات، وان تبقى شديدة الصلة بالأبعاد الاجتماعية والثقافية
والحضارية...؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق