الثلاثاء، 26 مايو 2015

في المكتبة العربية- "دار الغاوون" تُصدر أربع مسرحيات لفاضل سوداني وديواناً لحسن البياتي



في المكتبة العربية

"دار الغاوون" تُصدر أربع مسرحيات لفاضل سوداني وديواناً لحسن البياتي
 إ


صدر لدى "دار الغاوون" كتاب ضمَّ أربع مسرحيات للكاتب والمخرج العراقي المعروف فاضل سوداني. المسرحيات هي على التوالي: "الرحلة الضوئية"، "النزهة أو النار المتوحشة"، "أغاني جلجامش"، "النزهات الخيالية".
يقول الناقد عبد الرحمن بن زيدان في دراسة عن الكتاب بعنوان "دراما الصورة وتنظيم فوضى العالم في مسرح فاضل سوداني": "حينما يورِّط فاضل سوداني مسرحه في إبداع الرؤية التراجيدية للعالم، وحين يتخلّص من ورطة اللحظة التي يتفاعل معها، ويتأثّر بها، لإجلاء هذه الرؤية، فهذا يعني أنه يختار السفر في متخيّله وفي واقعه ليتبنّى المرفوض والمُهمَّش والمهرَّب من الرؤية من أجل استعادة التوازن للواقع المختلّ، ومن أجل إعادة نور الحياة إلى ظلمة الأمكنة والأزمنة التي عاش فيها وغادرها مضطرّاً. ورطة الكتابة  عنده  اختيار يصطفيه زمن الإبداع كي يضع الكاتب أمام أسئلته الوجودية، ويجعل الوجود بكل معانيه، وبكل غموضه، وبكل وضوحه، وحقيقته، وعبثيته ماثلاً أمام الاختيارات الصعبة، أو الممكنة أمامه، بها يقترب من الصعب، وبها يَفكّ لُغز الغموض، ومنها ينسج من لُبس كل المعاني الدرامية الممكنة؛ كتابة الكتابة التي تبني زمن المواجهة بين فعل اختيار شعرية الورطة استجابة إلى نداء الواقع في الذات، أو استجابة إلى ما تولّده هذه الورطة من متعة تنبع من دفق إبداع هذا الكاتب بعدما تجمّعت لديه كل المؤشرات التي تدفع به كي يقول قوله درامياً".
الكتاب الذي يحمل على غلافه لوحة لفان غوغ يُخصِّص مسرحيته الأولى عن هذا الفنان الهولندي الكبير، وهي المسرحية التي يحمل الكتاب عنوانها: "الرحلة الضوئية" مع عنوان فرعي يقول: "طقس بصري عن وجد الفنان فان كوخ". وكانت هذه المسرحية قد تُرجمت إلى الدانمركية، وأخرجها سوداني نفسه على أحد مسارح كوبنهاكن («تيرا نوفا تياتر») مع ممثّلين دانمركيين محترفين، وأخرجها باللغة العربية مع ممثّلين عرب وسويديين، وتُرجمت إلى الإنكليزية في جامعة عبد المالك السعدي في مدينة تطوان بالمغرب.
من مسرحية "أغاني جلجامش" نقتطف:
المهرّج الأول: (إلى المهرّج الثاني) لكنك لست إنساناً ما دمت لا تعي أنك إنسان.
المهرّج الثاني: كيف؟
المهرّج الأول: أنت مهرّج ومهنتك البكاء والضحك...
الممثّل الثاني: البكاء على أحزانك والضحك لإدخال السرور إلى قلوب الملوك.
المهرّج الأول: ولا تصبح إنساناً إلا إذا كففت عن هذا.
الممثّل الأول: (يضحك) وإذا تركت هذه المهنة تموت جوعاً.
الممثّل الرابع: أو تموت بالطاعون.
(ضحك متواصل من الفرقة)
المهرّج الثاني: إني ولدت إنساناً كبقيّة البشر.
الممثّل الثالث: ألم أقل لكم بأنه لم يتقن مهنته بعد.
المهرّج الأول: لقد ولدتَ إنساناً، لكنك الآن مهرّج وستموت مهرّجاً.
الممثّلة الأولى: وكذلك الفحّام يولد إنساناً ويموت فحّاماً.
وفاضل سوداني الذي يُعتبر أحد أهم المسرحيين العرب، من مواليد ميسان بالعراق العام 1945. يحمل دكتوراه في الإخراج والعلوم المسرحية. عمل مخرجاً مسرحياً وممثّلاً لسنوات طويلة في العديد من المسرحيات العربية والعالمية. صدرت مسرحيته «الصقر» العام 1993. ويعيش في الدانمارك منذ العام 1991.
"سِفر الحالات" لحسن البياتي
وأصدرت "دار الغاوون" قبل أيام ديوان "سِفر الحالات" للشاعر العراقي حسن البياتي والذي تضمّ مؤلفاته العديد من الدواوين إضافة إلى كتب مختلفة في التأليف والترجمة، فضلاً عن عشرات البحوث المؤلَّفة والمترجمة في حقول إبداعية وثقافية شتّى.
الديوان الذي يتألف من 37 قصيدة وقطعة، يفرد مساحة كبيرة لرثاء العراق والدمار الإنساني الذي حلّ فيه، لذلك أتى غنائياً في معظمه:
"شجَنٌ أنْ ترتوي من دمنا نارُ الشتاتِ،
شجن أن يستحيل العمر دمعاً في المآقي،
شجن أكبر أنّا لا نرى وجه العراقِ
غير حلْم يتراءى، في حياءٍ،
عبرَ أسفار السباتِ
أو سحاب يتوارى، بعد حين،
طيَّ أمواج الفراتِ!".
وفي قصيدة بعنوان "الخوف" نقرأ:
"يا مطراً أسودَ مشحوناً بألوان من العذابْ
أما سئمتَ تُزهق الحقول والسهول والهضاب
وتطبق الخناقْ
على رقابنا التي
طوّقها العناء؟!
متى تكفُّ وابل الشقاء
عن أرضنا، وتهجر العراق؟!".
وحسن البياتي من مواليد محافظة ديالى بالعراق العام 1930. حصل على ليسانس شرف في اللغة العربية وآدابها - دار المعلّمين العالية - بغداد العام 1955، وعلى دكتوراه فلسفة في اللغة والأدب - جامعة موسكو العام 1965. فقدَ بصره في شباط 1999 أثناء عمله أستاذاً في جامعة حضرموت باليمن. يقيم منذ العام 2001 في لندن.
____________________________________________

ليست هناك تعليقات: