السبت، 9 مايو 2015

تبادل ألماني - عربي لصحفيي الصفحات الثقافية:-الثقافة ودورها في دعم الديموقراطية



تبادل ألماني - عربي لصحفيي الصفحات الثقافية:
الثقافة ودورها في دعم الديموقراطية




الصفحات الثقافية في الصحف العربية بحاجة ضرورية إلى تجديد.




بقلم مارتينا صبرا
ترجمة يوسف حجازي




 تبادل الخبرات بين صحفيي صفحات ثقافية ألمان وعرب هو هدف المشروع الذي تنظمه مؤسسة هاينريش بول حاليا. أربعة صحفيين من مصر ولبنان والمغرب وفلسطين زاروا ألمانيا في شهر آب/أغسطس الماضي. وسيسافر في المقابل أربعة صحفيين ألمان إلى بيروت ورام الله والإسكندرية ومراكش. تقرير مارتينا صبرا.

أنجز الصحفيون الأربعة الشباب، القادمون من مصر ولبنان والمغرب وفلسطين، برنامج عمل مكثف، دام خمسة وعشرين يوما. إلتقوا زملاء لهم، تعرفوا على وسائط الإعلام الناطقة بالعربية في المانيا، زاروا مشاريع ثقافية، شاركوا في مؤتمر، وسمعوا الكثير عن التاريخ الألماني.

الشاعر المغربي الشاب، مراسل الصفحة الثقافية لصحيفة عربية كبيرة، وعضو هيئة تحرير الجريدة الثقافية المستقلة "زوايا"، ياسين عدنان يقول: "كانت زيارة معسكر الإعتقال في زاكسنهاوزن مهمة جداً بالنسبة لي. إعتدنا في المغرب على أن نرى رابطاً ما بين الإبادة النازية والصراع في الشرق الأوسط ومعاناة الفلسطينيين. هنا اتضح لي أن هذا ليس سوى أحد الأبعاد وحسب".

ويضيف ياسين عدنان، بأنه تمنى لو كان هناك مزيد من الوقت كي يتعمق في مثل هذه المواضيع. "لم يكن لدينا الوقت الكافي لنقوم بأبحاثنا الخاصة. وكانت لدي الرغبة لمعرفة المزيد عن عمل زميلتي في جريدة "برلينرتسايتونغ"، التي ستزوروني في الخريف المقبل في المغرب".

ووافقه زميله الفلسطيني نجوان رشيد الرأي: يحتاج صحفيو الصفحات الثقافية الفلسطينيين للدعم بشكل ملِّح: "نواجه مشاكل كبيرة في التواصل بسبب منع التجوال، وحواجز التفتيش وبسبب الجدار. الفنانون والجمهور ومحررو الصفحات الثقافية لا يستطيعون الوصول واللقاء في كثير من الأحيان. ويتم إفتتاح معارض لا يزورها أحد. لكن ثمة نقص في الوعي أيضاً، في هيئات التحرير قبل أي مكان آخر. ولا يمكن التحدث، عندنا في فلسطين، عن تقارير إخبارية ثقافية". الكلمة كبيرة، يقولها ممتعضاً.

دور الثقافة في عملية الدمقرطة

عليا ريان، الأخصائية في تاريخ الفن والعلوم السياسية، التي نظمت –اللقاء التبادلي العربي الألماني بين صحفيي الصفحات الثقافية– في مؤسسة هاينريش بوِل، على قناعة تامة بأن عرض التقارير الثقافية النقدية يساعد على نشر ثقافة سياسية ديمقراطية.

الفنانون في العالم العربي، هم حالياً الأكثر قدرة على تسمية المعضلات المجتمعية بمسمياتها، حسب رأي ريان: "المجموعات المحلية، التي تُعنى بشؤون المجتمع وتناقش المعضلات، على عكس الدولة، تثير إهتمامنا. هذه الوظيفة التي يقوم بها الإعلام في ألمانيا وأوروبا، يقوم بها الفنانون إلى حد ما في العالم العربي. يلعب صحفيو الصفحات الثقافية دورا هاما، إذ أن لديهم الإمكانية لنشر الأفكار النقدية على نطاق واسع".

هل يشكل الصحفيُّون المختصون في شؤون الثقافة محركا لرأي عام نقدي؟ هذا ما لم يوافق عليه المشاركون بلا شروط، في المؤتمر الذي عقد في إطار التبادل الصحفي في برلين، تحت عنوان "الإعلام، الفن والمجتمع المدني".

فقد احتج الصحفي راينر ماير على إزدياد التقارير الثقافية الإخبارية التجارية في المانيا، في حقل السينما والفنون التشكيلية وبالأخص الأدب: تزداد مراجعات الكتب في الصحافة، ليس بسبب جودة الكتب، بل لأن دُور النشر تضع الإعلانات في الصحف في ذات الفترة الزمنية، وكثير من الصحفيين لا يقرأون الكتب التي ينصحون بها، بل ينسخون الإعلانات الصحفية التي توزعها دور النشر، بدواعي ضيق الوقت أو الكسل.

ويؤكد أكثم سليمان، مراسل محطة الجزيرة في ألمانيا، أن الشروط في العالم العربي أكثر تعقيداً: ثلث العرب لا يجيدون القراءة والكتابة، عدد نسخ الصحف المطبوعة ضئيل، و بسبب إرتفاع الأسعار لا يستطع حتى المتعلمون شراء الصحف، ناهيك عن الكتب.

الفضائيات العربية والثقافة

وينتقد ياسين عدنان الفضائيات العربية، لإعتقادها بأنه يمكنها بشكل أو بآخر أن تستغني عن البرامج والتقارير الثقافية. "بدلاً من ذلك، تغرقنا وسائط الإعلام البصرية السمعية بالسياسة"، كما يقول الصحفي المغربي محتجاً، ويضيف "بيد أننا لسنا كائنات سياسية وحسب، بل بشر لنا إهتماماتنا ذات المناحي والثقافات المتعددة ".

وتحتد الأزمة من خلال مفهوم غامض للثقافة، يميل للمحافظة، وخصوصاً في الإعلام العربي المطبوع، بحسب ياسين عدنان. بينما تتناول الصحافة المغربية الناطقة بالفرنسية الإتجاهات الجديدة وثقافة الشباب المغاربية، مثل الهيب هوب وبريك دانس، ترفض الصحافة الناطقة بالعربية هذا التطور المُستلْهَم من العولمة، بإعتباره إستيراد ثقافي غربي، بالرغم من أن مغني الهيب هوب المغاربة، يؤدون أغانيهم بالعربية.

اليوم كما في السابق، يهيمن الشعر والموسيقى التقليدية والمقالات المطوَّلة التي تتناول الأسئلة النظرية على الحيز الأكبر من الصفحات الثقافية العربية، بحسب ياسين عدنان.

نلاحظ، على الرغم من كل ما سبق، بدايات جدية مهنية حديثة لتقديم الأخبار الثقافية. نشرات مستقلة على نحو مجلة "زوايا" التي تصدر في بيروت تنشر مقالات عن مستجدات الثقافة العربية والغربية.

ويزداد باضطراد عدد الفنانين الذين يستخدمون الشبكة والهواتف الجوالة كي يحققوا إشهاراً ذاتياً وليرفعوا من وتيرة الضغط على وسائل الإعلام السائدة. أقصر الطرق للوصول إلى الجمهور العريض، يمر أيضاً في العالم العربي عبر وسيط الإعلام السائد –التلفزيون: "لذا يجب أن يتجاوز إهتمامنا وسائط الإعلام غير الرسمية والشبكة"، كما يقول المغربي ياسين عدنان. "وسائط الإعلام العربية الرسمية تحتاج أيضاً للتجديد".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات: