الثلاثاء، 19 مايو 2015

إصدارات لا .. يا شيخ-رواية لـ سعيد حبيب


إصدارات
لا .. يا شيخ

رواية لـ سعيد حبيب
 

  عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة،  صدرت رواية " لا .. يا شيخ" للكاتب الصحفي "سعيد حبيب" في 148 صفحة من القطع المتوسط ، تصميم الغلاف: إسلام الشماع
"لا .. يا شيخ" هي الرواية الأولى لـ"سعيد حبيب" والتي استوحاها من قصة حقيقية، وتتناول حياة شقيقين الأول ملتزم دينيًا والآخر عابث؛ غير ملتزم؛ تحركه رغباته.
الرواية تقدم صورة مغايرة عن عالم الملتزمين دينيًا، حيث يستند سعيد حبيب في روايته على معايشته عن قرب لهذا العالم، فوالده هو الدكتور كمال السعيد حبيب أحد رموز الحركة الإسلامية في مصر، فبطل الرواية "منصور" الشاب الملتزم دينيًا الذي يغمر زوجته بحبه، ويمطرها بكلمات الغزل؛ يتم اعتقاله بموجب قانون الطوارئ لإجباره على العمل مرشدًا لأحد ضباط المباحث.
هذه الصور المغايرة يرسمها "فتحي" الشقيق العابث من خلال أحداث الرواية؛ قائلاً:
(هو دا عيب التليفزيون والمسلسلات والأفلام.. دول ناس عاديين جدًا كل حاجة حلال عندهم إلا اللي قال عليه ربنا حرام.. ملتزمين شوية بيصلوا ويصوموا ويزكوا ويتفسحوا ويحبوا ويتحبوا وبياكلوا كل حاجة إلا الحرام وبيشربوا كل حاجة إلا الحرام وبيتفرجوا على التليفزيون ويروحوا سينما ويسافروا برة. طب دا أنا اخويا منصور دكتور حب زميلته واتجوزها عمري ما شفت اتنين بيحبوا بعض كده بس مش حب بوسة ونغمض ويالا وجنينة الأسماك وكوبري الزمالك وتحت بير السلم أو ابقى تعالي بالليل وأنا أوريك الويل لا، حب بتاع رحمة ومودة وخلفة عيال حب يدوم مش حب لف وارجع تاني. ومشفتشاتنين أسعد منهم لغاية ما الحكومة قفشته. بس المصيبة أننا بنقعد نتفرج على التلفزيون كده ونصدق أي حاجة غلط.)

تستعرض الرواية أيضًا قانون الطوارئ وظاهرة الاعتقال المتكرر، وبحسب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فإن الاعتقال المتكرر يمثل أحد التطبيقات الشاذة لإساءة السلطات الأمنية استعمال صلاحيتها الاستثنائية بموجب المادة الثالثة من قانون الطوارئ والتي تجيز لها اعتقال الأشخاص المشتبه فيهم أو الخطرين على الأمن والنظام العام. وتؤكد المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن الاعتقال المتكرر أخذ طابع الظاهرة العامة المطردة وذلك بالنظر لكثافة أعداد المعتقلين بشكل متكرر من ناحية، وتعمل السلطات الأمنية على إعادة اعتقالهم بموجب قرارات إدارية جديدة بمجرد حصولهم على أحكام نهائية بالإفراج عنهم من ناحية أخرى.

( تتمنى لو كنت تاجر مخدرات أو حتى قاتل أو متهم في قضية قلب نظام الحكم؛ على الأقل كنت ستعرف التهمة الموجهة إليك والعقوبة التي تنتظرك..
تتذكر المرة التي قلت فيها لحمدي بك:
- سيادتك أنا دكتور.. مش مسجون جنائي.. أنا مسجون سياسي وليا حقوقي.
أجاب بشراسة بدائية:
- دا عند أمك، يا روح أمك.. انت هنا مش داخل بتصريح ومحدش يعرف عنك حاجةني ممكن أموتك دلوقتي عادي.. لأنك مش عندي ومحدش حيسألني عنك وعلشان تصدق أنا حاحكيلك القصة في حاجه اسمها الاعتقال المتكرر يعني إيه بقى؟ يعني المادة الثالثة من قانون الطوارئ تجيز اعتقال الأشخاص المشتبه فيهم أو الخطرين على الأمن والنظام العام ودا رأي أو وجهة نظر وأنا ممكن أقول أنك خطر على الأمن والنظام العام بمزاج أمي، المهم حضرتك بعد ما باعتقلك حتتظلم وبعد ما تتظلم حاطلع قرار جديد من وزارة الداخلية بتاريخ لاحق لتاريخ الإفراج عنك.. وممكن القرارات دي تطلع لمدة عشرين سنة عادي.. بمزاجي.. وعلشان إحنا كويسين وقلبنا رهيف ساعتها حنبلغ أهلك علشان يجولك زيارات وحنقعدك مع بقية المساجين وحتعيش حياتك بقى في السجن كأنه بيتك.. أتمنى تكون فهمت؟..
ترتبك لأن كلامه منطقي فأنت بلا تهمة.. أنت معتقل بموجب قانون الطوارئ ولا أحد يسأل.!)

لم ينس حبيب أن يستعرض في روايته أزمة العنف والعنف المضاد، حيث يقول على لسان "منصور" بطل الرواية:
( ... نشأة فكر التكفير الذي ترفضه تمامًا لا تختلف كثيرا عن المناخ الذي تعيش فيه ولا علاقة لها بأي تأصيل ديني، إنها فكرة نفسيه جاءت نتيجة العنف والتعذيب الشديد، وبدأت بأسئلة منطقية:
هل من الممكن أن يكون ذلك العسكري الذي يواظب على ضربي بالخيرزانة تارة وبالسوط يع تارة أخرى مسلمًا؟
هل الضابط الذي أمره بأن يفعل ذلك مسلم؟
هل الحكومة التي وضعت هذه القوانين حكومة مسلمة؟
هل العنف الذي يتقنون ممارسته مع أهالي المعتقلين من الإسلام؟
ولماذا يندهشون إذا تم الرد عليه بعنف مماثل..
القضية برمتها تتحول إلى ثأر وليس عمل إرهابي. إنه عنف وعنف مضاد ليس أكثر من ذلك، لكن الناس لا تعرف ذلك؛ هي تعتقد أن العنف مجاني وأنه يمارس من قبل جماعة من البدائيين يطلقون لحاهم ويرتدون جلابيب قصيرة ويمارسون العنف لمجرد العنف.
إذا عرفت أن زوجتك تم تهديدها بهتك العرض أمامك وأنت معلق كالشاه المذبوحة ماذا ستفعل؟
دعك من أن أول قرار ستتخذه هو أن تطلقها وإن كانت روحك في يدها لأنك انكسرت أمها مثل كوب من البلور رديء الصنع، لكن ستصبح قضيتك الشخصية هي أن تنتقم.. الانتقام يصبح قضية حياتك مهما كلفك ذلك من فاتورة.. ستصبح.. "بايعها")!!!

سعيد حبيب في روايته الأولى يكشف لنا صورًا ومشاهد من واقع الصراع الأمني في المجتمع المصري، في لغة سهلة بسيطة، لكنها مرسومة بدقة وعناية.


ليست هناك تعليقات: