السبت، 18 أكتوبر 2014

جائزة نوبل الدموية- د. وريا عمر أمين

جائزة نوبل الدموية









                                                       د. وريا عمر أمين

       تتجه أنظار العالم في هذه الأيام إلى السويد حيث يتم إعلان أسماء الفائزين بجوائز نوبل في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والاقتصاد و السلام . ويستقطب الإعلان عن جوائز نوبل كل عام اهتماماً واسعاً نظراً لأهمية الجائزة عالمياً باعتبارها أرقى جائزة يمكن الحصول عليها في هذه المجالات.
.الفريد نوبل (1833 – 1896) كان مهندسا و مخترعا و كيميائيا سويديا . اخترع الديناميت سنة 1867. وهي مادة تدميرية شديدة الانفجار يستخدم في إحداث التفجيرات الهائلة في المناجم و مقالع الحجارة و لشق القنوات و الطرق .و لكن و مع الأسف الشديد استخدم أيضا في الحروب للتدمير الشامل و القتل الجماعي و سبب الكثير من الكوارث للبشرية جمعاء.
     في عام 1888 توفي لودفيج شقيق ألفرد نوبل أثناء زيارة إلى مدينة (كان) الفرنسية ونشرت صحيفة فرنسية   نعيا لألفرد نوبل عن طريق الخطأ، مستهلا بجملة "مات تاجر الموت" و أضافت، "الدكتور ألفرد نوبل، الذي أصبح ثريا من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أي وقت مضى، توفي بالأمس."
      شعر نوبل بخيبة أمل مما قرأه و ارتابه القلق بشأن ذكراه بعد موته بنظر الناس. وأدرك بان البشرية سوف تعاني الويل و إلى الأبد بسبب اختراعه هذا.. أصيب بالاكتئاب و الشعور بالذنب الشديد.
      وفي 27 تشرين الثاني 1895و تعويضا لما ارتكبه من ذنب و إثم بحق البشرية، وقع نوبل وصيته الأخيرة مكرسا الجزء الأكبر من تركته التي بلغت مئات الملايين من الدولارات لتأسيس جوائز نوبل تمنح سنويا لمن يقدم خدمات جليلة للإنسانية و يبعد شبح الحروب دون تميز جنس الفائز.



        تمنح الثلاثة الجوائز الأولى في العلوم الطبيعية و الكيمياء و العلوم الطبية أو علم وظائف الانسجة وتمنح الجائزة الرابعة للأعمال الأدبية والجائزة الخامسة تمنح للشخص أو المجتمع الذي يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولي، كالحد من الجيوش، أو اخماد الحروب وحل النزاعات الدولية و في إنشاء أو تعزيز مؤتمرات السلام.
وفي عام 1968، قام البنك السويدي باستحداث جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية.
    مُنحت أول جائزة نوبل عام 1901 للفيزيائي فيلهلم كونراد رونتجن، الذي اكتشف الأشعة السينية التي تستخدم كل يوم في مراكز الرعاية الصحية حول العالم. وخلال 113 سنة الماضية و حتى العام 2013,   منحت 856 جائزة نوبل لعلماء وكتاب وسياسيين واقتصاديين وباحثين وغيرهم ممن حققوا انجازات أو اكتشافات ذات أهمية عظيمة في مجالاتهم ، كان توزيعها (791 رجلا و 44 امرأة و 21 منظمة).  ويذكر أن قيمة جائزة نوبل تبلغ 1.5 مليون دولار، أو 1.1 مليون يورو، بالإضافة إلى ميداليات فخر وشهادات يتسلمها الفائزون من يد ملك السويد في احتفال رسمي ضخم تقام في ستكهولم يوم 10 كانون الأول ، هو يوم وفاة  الفريد نوبل ،.من كل عام بعد أن تُعلن أسماء الفائزين في شهر تشرين الأول من العام نفسه من قِبل اللجان المختلفة والمعنية في تحديد الفائزين .أما جائزة نوبل للسلام فتُقدم في أوسلو، عاصمة النرويج، في اليوم نفسه.
من غرائب جائزة نوبل
1 - لماذا لم يحصل اديسون على النوبل
       يـُعـَد توماس إديسون (1847 – 1931) امريكي ، اكثر المخترعين إنتاجا في التاريخ ، ويمتلك (1093) براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلا عن العديد من براءات الاختراع في وفرنسا و ألمانيا. كان له العديد من الاختراعات في مجال الاتصالات على وجه الخصوص. كان لها أثرا كبيرا على البشرية حول العالم، مثل  جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي و المصباح الكهربائي المتوهج ومسجل الاقتراع الآلي والبطارية الكهربائية للسيارة والطاقة الكهربائية ومسجل الموسيقى والصور المتحرك وغيرها الكثير.
      في عام 1915 رشح كل من (توماس أديسون) و (نيكولاي تيسلة) الذي كان عالما كبيرا مرموقا له اكثر من 300 براءة اختراع،  لنيل جائزة نوبل. الغريب ان اية واحدة منهما لم يحصل على الجائزة.علما ان اديسون كان يستحق 100 جائزة نوبل وليست واحدة. لماذا لم يحصل اديسون على الجائزة ؟ سؤال و الى الان لا جواب له  بالرغم من مرور(99) عاما على ذلك.
2 -  غاندي و جائزة نوبل
في السنوات  1937 – 1938 -1939 – 1947  وفي عام   1948 و قبل ايام من مقتله، لنيل جائزة نوبل في السلام. مع ذلك لم يشمل بها بالرغم من كونه اعظم داعية سلام في التاريخ. سؤال كبير و محير.
3 -  عائلة من ثلاثة افراد ،  حصدت  اربعة جوائز نوبل.
      ماري سكلودوفسكا كوري)  1867 - 1934) عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد . اكتسبت الجنسية الفرنسية .عرفت بأحاثها في مجال النشاط الإشعاعي. وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين وفي مجالين مختلفين ، مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء حيث اكتشفت مع زوجها بيار كوري عنصري البولونيوم والراديوم وحصلا مشاركةً على جائزة نوبل عام 1903  في الفيزياء، كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها، وفي عام 1935 فازت ابنتهما إيرين جوليو-كوري  أيضًا  على جائزة نوبل في الكيمياء.بذلك حصدت هذه العائلة المتكونة من ثلاث افراد ..اربعة جوائز نوبل.        
4 -  الذين رفضوا جائزة نوبل.
الذين رفضوا جائزة نوبل هم ثلاثة على امتداد تاريخ جائزة نوبل.
 الكاتب الايرلندي الساخر جورج برنارد شو اول من رفضها عام 1925. قال عنه (ان جائزة نوبل تشبه طوق النجاة الذي يلقى لشخص بعد ان يكون ذلك الشخص قد وصل الى الشاطىء). كما سخر من مؤسس الجائزة الفريد نوبل الذي جمع ثروة طائلة بسبب اختراعه الديناميت قائلا (انني اغفر لنوبل انه اخترع الديناميت و لكنني لا اغفر له انه انشأ جائزة نوبل).
الكاتب الثاني الذي رفض الجائزة هو الشاعر و الروائي الروسي بوريس باسترناك صاحب رواية «دكتور زيفاغو» الشهيرة، والتي كانت سببا رئيسيا في منحه الجائزة عام 1958، وكانت اسباب رفضه الجائزة مختلفة تماما عن اسباب برنارد شو، فمن المعروف على نطاق واسع انه رفضها بسبب ضغط السلطات السوفياتية.
وظلت هذه الرواية ممنوعة من النشر في الاتحاد السوفياتي حتى وصول ميخائيل غورباتشوف الى الحكم عام 1988، الذي سمح بنشرها في ظل سياسة البريسترويكا.
    وقد يكون باسترناك من الكتاب القلة، او في الحقيقة هو الكاتب الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل عن رواية واحدة، كما ذكرت لجنة الجائزة حينها «ان سبب منح باسترناك الجائزة يتمثل في القيمة الفنية لرواية دكتور زيفاغو».
الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر هو الفائز الثالث للجائزة الذي رفضها  عام 1964. وكان رفضه منسجما تماما مع افكاره الوجودية التي كان يدعو اليها.حيث كان يرفض دائما التكريم بسبب من عنده و اخلاصه لنفسه و لافكاره.
5 – سرقة جائزة نوبل.
      تعرضت جائزة نوبل للسلام لعام 1934 للسرقة أثناء عملية سطو في مدينة نيوكاسل شمال شرقي   إنجلترا . عندما استهدف اللصوص، مقر عمدة المدينة، الذي وصلوا إليه عبر نفق يوجد بأسفل المبنى الكبير وسرقوا منه مجموعة من المقتنيات الأثرية. وكان من بين الأشياء المسروقة "ميدالية مصنوعة من الذهب لجائزة نوبل للسلام لعام 1934"،  التي منحت لآرثر هندرسون، وزير خارجية بريطانيا قبيل الحرب العالمية الثانية، جزاء له على جهوده الدبلوماسية التي كانت تهدف إلى تخفيف التوتر والسباق المحموم الذي كان جاريا نحو التسلح في أوروبا.
 6 – بيع  جوائز نوبل
          بيعت إحدى جوائز نوبل للسلام، يعود تاريخها إلى عام 1936، في أحد المزادات بمدينة بالتيمور الأميركية، بمليون و16 ألف دولار أميركي.هذه هي ثاني جوائز نوبل للسلام التي يتم عرضها للبيع، بعد أن كانت جائزة أخرى يعود تاريخها إلى عام 1903 قد بيعت في عام 1985 مقابل 17 ألف دولار. وتعود الجائزة المباعة أخيرا إلى وزير الخارجية الأرجنتيني، "كارلوس سافيدرا لاماس"، الذي كان أول شخص من أميركا اللاتينية ينال هذا التكريم عام 1936.

7 - هتلر تم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام في عام 1939م.
8 - جوزيف ستالين تم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام مرتين مرة في 1945م و مرة في 1948م على الرغم من ان نظامه قتل اكثر من ثلاثة ملايين شخص.
9 - تشرشل فاز بجايزة نوبل في الأدب عام 1953وهو لم يكتب في حياته اي عمل أدبي سوى مذكراته فقط التي لا تعد من الأعمال الأدبية التي يمنح عليها جائزة بحجم نوبل.  الغريب ان تشرشل حصل على الجائزة  في الوقت الذي كان يوقع على امر البدء بانتاج القنبلة الهيدروجينية.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

اكثر من رائع الموقع المحترم
Name forex trading

غير معرف يقول...

ان ممن رفضو جائزة نوبل قد يكونوا لهم رائي اخر تجاه هذه الجائزة و قد يكونوا محقيين في هذا
تحياتي موقع
منتديات