السبت، 4 أكتوبر 2014

نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم محمد الخضر حسين-


نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم محمد الخضر حسين
أثار كتاب «الإسلام وأصول الحكم» ﻟ «علي عبد الرازق» جدلًا واسعًا في أوساط المفكرين من المثقفين والسياسيين وعلماء الأزهر آنذاك؛ فانبرى بعض المؤيدين والمعارضين يتناولون أفكاره بالنقض والتحليل، كلٌّ يبحث عن غايته. وكان من أوائل هؤلاء «محمد الخضر حسين»، الذي مَثَّلَ التيار الإسلامي والسياسي السائد في تلك الفترة، وأكد الدعائم الثابتة للفكر السياسي الإسلامي الممتدة جذورها إلى العهد النبوي. وقد بدا للخضر أن الكتاب يحتوي على الكثير من المغالطات التي تنكرها الشريعة والتاريخ؛ فتناول أفكار الكتاب مُفنِّدًا لها بالأدلة؛ فاعترض على إنكاره نظرية الخلافة مؤكدًا أنها من دعائم النظام السياسي الإسلامي الذي أرساه الرسول، كما رفض فكرة أن الإسلام جاء كدِين بلا دولة؛ فساق العديد من البراهين من القرآن والسنة والتاريخ. إن الكتاب حلقة في إطار صراع الأفكار والمعتقدات في تلك الفترة.
تحميل هذا الكتاب مجانًا 
عن المؤلف
محمد الخضر حسين: فقيه، وعالم لغوي، ومصلح ديني، ورائد من رواد الوسطية والتجديد في القرن الرابع عشر الهجري، أحد كبار شيوخ الجامع الأزهر.

ولد بقرية «نفطة» التونسية عام ١٢٩٣ﻫ/١٨٦٧م في رحاب أسرةٍ تَعْتَلِي عرش العلم وتلبسُ حُلَّةَ العراقة وكرم النسبِ والشرف، تلك الأسرة التي كانت علامةً فارقةً في تاريخِ نبوغه الفكري؛ فقد تأثر الكاتبُ بأبيه، وبخاله السيد «محمد المكي بن عزوز» الذي كان من كبار العلماء وكان يحتلُ مكانةً ساميةً في الدولة العثمانية، وقد ذكر الكاتبُ أن والدته لقنته مع إخوانه كتاب «الكفراوي» في النحو، و«السفطي» في الفقه المالكي. وانتقل مع أسرته إلى العاصمة التونسية؛ فتلقى تعليمه الابتدائي، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بجامع الزيتونة، وأظهر نبوغًا واقتدارًا في جميع المراحل العلمية؛ فتعلم العلوم العربية والشرعية، ودرس علوم التفسيرِ، والحديث، والفقه، والبيان على يد علماء أفذاذ مثل: الشيخ عمر بن الشيخ، والشيخ محمد النجار.

نال محمد الخضر حسين شهادة التخرج «التطويع» من جامع الزيتونة عام ١٨٩٨م وعَقِبَ تخرجه منه أنشأ مجلة «السياسة العظمى» عام ١٩٠٢م، وكانت أول مجلةٍ عربية أدبية علمية في شمال أفريقيا، وقد أسهمت هذه المجلة في نشر الوجه المشرق للإسلام، كما أسهمت في إجلاء مساوئ الاستعمار؛ ولكنها سرعان ما توقفت نتيجةً لتولي الشيخ محمد مهنة القضاء التي لم يمكُث فيها إلا قليلًا، حيث بعدها عاد إلى تونس للتدريسِ بالجامع الأعظم. ثم رحل إلى دمشق، وعُيِّنَ مدرسًا في الجامعة السلطانية، ثم سافر إلى إسطنبول واتصل بأنور باشا وزير الحربية، فاختاره محررًا عربيًّا بالوزارة، وأخيرًا حطَّ رحاله في مدينة القاهرة واشتغل بالبحثِ وكتابة المقالات. وعمل محررًا في القسم الأدبي بدار الكتب المصرية، ثم حصل على الشهادة العالمية من الأزهر الشريف، واتجه إلى تأسيس الجمعيات الإسلامية؛ فاشتركَ مع جماعة الغيورين على الإسلام في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وقد أثرى الشيخُ ساحة الفكر الأدبي والإسلامي بالعديدِ من المؤلفات منها: «نقض كتاب في الشعر الجاهلي»، و«نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم»، و«الخيال في الشعر العربي». وقد توفي الشيخ عام ١٩٥٨م، ودفن بجوار صديقه أحمد تيمور 

ليست هناك تعليقات: