الجمعة، 3 أكتوبر 2014

المرأةُ ذاتُها-أحمد الحلي

المرأةُ  ذاتُها

أحمد الحلي

*امرأةٌ من مطرْ
تهطلُ عليكَ
فيُزهِرُ في جَدبِكَ
الجوريُّ والبنفسجُ
وإن استحلَ قطْرُها
في بعضِ الأحيان
قَطرانا !

* امرأةٌ من ضبابْ
  لن تُبصِرَ عيناكَ
  من خلاله شيئاً
  وتبقى خطاكَ
  في ذات المكانِ تدور
  بانتظار أفقٍ يلوحْ

* امرأةٌ  من رحيق
  يُصبحُ لونُ
  كرياتِ دمِي الحمراء
  بنفسجياً
  لمقدَمِها
  ويتموسقُ الحجرْ !

* امرأةٌ  من عسَلْ
  لو حازت النحلاتُ
  قطرةً من شهدِها
  لاعتزلتِ الحقولَ
  واكتفتْ بها زاداً  للأبدْ !

* امرأةٌ من زجاج
  كلمتانِ منكَ
  إحداهما
  تطيرُ بها
  لأعلى الغيمِ
 وأخرى  تتهشّمْ !

* امرأةُ من دُخان
  يتلوّى أمامَ ناظريكَ
  مُقهقهاً
  ولن تُمسِكَ
  يداكَ منه شيئاً !

* امرأةٌ  من غَزَلْ
  لو أُتيحَ لصاحبِ  بثينةَ
  أو ابنِ أبي ربيعةَ أو ابنِ الأحنفِ
  أن يَحظوا
  بنظرةٍ رِضىً منها
  لتخلّوا عن عشيقاتهم  فوراً
  ونبذوا ما قالوه  فيهنَّ !

*امرأةٌ من نبيذْ
 تبقى قبلَتُها
 معتّقةً في دمي
 أرشفُ منها فأثملُ
 وأثملُ
 فتنسكِبُ  عليَّ
 جِرارُ المسكِ والعنبرْ

* امرأةٌ من رياح
 تصفو
 فتهبُّ عليكَ
 نسائمُ الحقولْ
 وتتكدّرُ
 فتورثُ عينيكَ
 الرمدْ !

* امرأةٌ من شغف
يتوجّبُ عليكَ
أن تنتظرَ طويلاً
قبلَ أنْ تستشعرَ
أنَّ لحظتَها قد حانتْ
عندَها ستُدرِكُ
أنكَ على وشكِ الصعودِ
إلى القَمَرْ !

امرأةٌ  من لهَبْ
يزدادُ أوارُهُ 
زرقةً  فاخضراراً
كلّما التهمَ جزءاً منكَ
بيدَ أنكَ مهما  تآكلتَ
لنْ تقولَ ؛
" يا نارُ كوني برداً ...." !






*امرأةٌ من هديلْ
يُشجيكَ منها
أنكَ كلّمَا
عدتَ إلى المَنزلِ
وقد اعتصرتْ فؤادَكَ
همومٌ وهمومْ
ألفيتَها وهي تترنّمُ ؛
" علّموني على حبك * "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* علّموني على حبك ؛ أغنية لفيروز

ليست هناك تعليقات: