السبت، 4 أكتوبر 2014

الهوية السردية بين الخصوصية والكونية-د زهير الخويلدي

الهوية السردية بين الخصوصية والكونية
18 اغسطس (آب) 2014 23:00 | 0 تعليق

لوحة للتشكيلي المغربي محمد المنصوري الإدريسي - (أرشيفية)

"إن الذات تبحث عن هويتها على مستوى الحياة بأسرها"[1]
لا يتعلق الأمر في هذا المجال الفلسفي بالبحث في هوية الأشياء فذلك يرتبط بمفهوم الجوهر الذي يعني وجود نواة خالصة لا تتغير يجب معرفتها والتعبير عنها بلغة المفهوم بل يقتصر على هوية الأشخاص والتعرف على وجودهم التاريخي ومختلف التغيرات التي تحصل لهم في حياتهم اليومية والإمساك ببعض من ملامحهم العامة واستحضار مفاهيم الفرد والذات والشخص. كما لا يقتصر الأمر أيضا على هوية فردية معزولة ويطرحها الكوجيتو التأسيسي للعالم بالاعتماد على نفسه وبالانطلاق من الصفر عبر عود على بدء بل يشمل الهوية الجماعية المشتركة التي تتحدد باللغة والدين والعرق والثقافة والتاريخ والمصير والتي تتطلب معالجة جدلية بين الأنا والآخر والبحث عن شروط التواصل بين الخصوصيات والكونية قصد الوصول إلى إثبات الإنية من منظور الغيرية عن طريق الاعتراف والاندماج ضمن هوية مركبة كوكبية.
ما ينبغي الانتباه إليه منذ الوهلة الأولى أننا نعاني أزمة هوية وفقدان بوصلة نتيجة صعوبة التوفيق بين الأصالة والحداثة.
لكن اذا كان الأمر بهذه البساطة والوضوح لماذا نستدعي مفهوم الهوية السردية؟ وماذا سيضيف إلى جدلية الخصوصية والكونية؟ وهل يساعد على التفكير في المفارقات والصعوبات التي يثيرها التناقض بينهما ؟ وكيف تحافظ الهوية السردية على مطلب إثبات الذات وبلوغ الإنية والانفتاح على الغير والكيان في العالم؟ ماهو دور السرد في تشكيل هذه الهوية؟ وبأي معنى يستدعي التخييل والزمانية ويستحضر شذرات من الإتيقا والشعرية ويربط بين الفعل والتراجيديا ويدفع بالتي هي أحسن كل من حيل التاريخ وعنف الكلي؟
ما ينبغي الانتباه إليه منذ الوهلة الأولى أننا نعاني أزمة هوية وفقدان بوصلة نتيجة صعوبة التوفيق بين الأصالة والحداثة وتعذر تحقيق التزامن والتعاصر بين الميراث العائد بقوة في ثوب سلفي تقليدي والعولمة الضاغطة من جميع الجهات في ثوب اختراقي استقطابي. لقد أنتج هذا الوضع المتفجر إلى تشكل شيزوفرنية مقيتة داخل الذات إذ نعيش المعايير الأداتية التي جاءت بها العولمة للتواصل فيما بيننا في حياتنا اليومية ونعيش قيم التراث ونحكي قصصه ونعظم سردياته في مخيالنا وذاكرتنا وعالمنا الداخلي.
ينقد بول ريكور الهوية الشخصية ويشخص النقص في غياب البعد الزمني الخاص بالذات وذلك حينما يتم تعريف الشخص من منظور التطابق والعددية في الإرجاع المحدد للهويةidem.
من هنا يظهر لنا أن مطلب إثبات الذات والبحث عن الهوية قصد الدفاع عليها وتحقيق استمراريتها هو ورطة لأي مفكر عقلاني يشتغل على القيم الكونية وينبذ الخطاب الأبولوجي الافتخاري ويتضح كذلك أن التساؤل نفسه عن الهوية من نحن؟ ومن نكون؟ هو هوس مرضي ونزعة نكوصية بلغة علمية نفسية وبالتالي يكون طرح مشكل الهوية هو معالجة مشكل زائف أو مغلوط لا يؤدي إلى أي قرار وأي اكتشاف جديد بل يبعدنا عن معالجة القضايا الجادة وطرح المشاكل الحقيقية التي تتعلق بالإنسان من حيث هو إنسان كوني وليس من حيث هو شخص بعينه ينتمي إلى مجتمع معين ويتميز عن غيره بخصوصية ثقافية محددة. فهل يمكننا مفهوم الهوية السردية من تجاوز أزمة الهوية في حضارة إقرأ ؟ والى أي مدى نقدر على استخدامه كمعول نظري واتيقي للمعالجة الاستعصاءات التي يعاني منها الأفراد الناطقون بلغة الضاد؟ وما المقصود أولا بالهوية بصفة عامة؟ ولماذا ربط ريكور بين الهوية والسرد؟ وما الفرق بين الكوجيتو والذات؟ وماهي الصلة بين سرد الهوية والوعي بالتاريخ؟ وهل الهوية هي ما يهمنا في الحياة؟
 ينقد بول ريكور الهوية الشخصية ويشخص النقص في غياب البعد الزمني الخاص بالذات وذلك حينما يتم تعريف الشخص من منظور التطابق والعددية في الإرجاع المحدد للهويةidem  وبالتالي لم يتم أخذ بعين الاعتبار البعد التاريخي للشخص الذي نتكلم عنه وانتمائه إلى محيط ثقافي وسياق اجتماعي وزمانية وجود ولم يقع تناول الهوية من زاوية متعددة ديناميكية ما يشرع لذلك سرد الذات للغير وسرد الغير لذاتنا ipse.
على هذا النحو يقترح ريكور لتدارك التغافل عن تمفصل الهوية الشخصية ضمن البعد الزمني للوجود الإنساني أن يتم تعويض هذا النقص بإعادة الاعتبار للنظرية السردية من زاوية مساهتمها في تشكيل الذات.  وبالتالي يلعب الخيال وليس التاريخ دورا بارزا في هذا التشكيل، اذ أن الهوية السردية التي نرها حين يروي أحدهم قصة حياته أو تروي مجموعة معينة ذاكرة ماضيها أو يروي القاص حكاية يلعب فيها الخيال الدور الأول وليس الوقائع التاريخية ولاسيما أنه هو الذي يتيح للذات فهم نفسها بطريقة أفضل.
والحق أن الذات تتكلم اللغة وحبلى بالكلام ، كما أن اللغة ليست بنية ثابتة ومعطى جامد ولا مجرد نسق مغلق من الرموز والعلامات.
في هذا السياق يعرف ريكور الهوية العينية بأنها الهوية المطابقة التي لا تتغير مع الزمن وتحافظ على نفس الخصائص والعناصر البسيطة الأولى وتقترب من مفهوم الجوهر الثابت عند أرسطو وتحافظ على ذاتها رغم كل التقلبات وتبقى هي عينها وكأنها في حالة سكون وجمود وتشكلت مرة واحدة والى الأبد وكانت ديمومته الزمنية هي ميزتها القصوى والوحدانية والتطابق والتماثل مع نفسها والتشابه التكراري.
غير أن هذا التصور الثبوتي للهوية يعاني من مشاكل في حالة وجود مسافة زمنية بسبب النمو والشيخوخة وحينما يتحول عامل الزمن إلى تباعد واختلاف وتنوع وبالتالي ضياع المرجعية وتتغير الثوابت وهذا يفرض الخروج من الذات نحو ملاقاة العالم والاتصال بالأغيار والقطع مع الاستمرار وتحريك السواكن.
أما الهوية الذاتية فهو لا تؤمن بأن الحقيقة تبقى ولا تقف عند الجوهر والطبع وبدايات التشكل ولا تتجمد في الزمان وتحن إلى الأصل وإنما تعيش الزمن وتتطور معه وتؤمن بالكثرة في المراجع والتنوع في المصادر وتنهل من مختلف الحقول وتعول أساسا على المكون اللغوي والتجربة اللغوية في اثبات الذات.
والحق أن الذات تتكلم اللغة وحبلى بالكلام ، كما أن اللغة ليست بنية ثابتة ومعطى جامد ولا مجرد نسق مغلق من الرموز والعلامات وإنما هي تجربة حية وعالم متغير ويتكلمها أشخاص تتراوح حياتهم بين الممارسة والمعاناة وبين الفعل والعذاب ويمتلكون قدرة على الكلام والسرد وعلى الالتزام الاتيقي.
" انه ليس هناك من قصة محايدة أخلاقيا. ان الأدب عبارة عن مختبر واسع تجري فيه التقديرات والتقييمات وأحكام الاستحسان والادانة، وهناك تستخدم السردية كحقل تمهيدي للأخلاق."[2]
انه ليس هناك من قصة محايدة أخلاقيا. ان الأدب عبارة عن مختبر واسع تجري فيه التقديرات والتقييمات وأحكام الاستحسان والادانة، وهناك تستخدم السردية كحقل تمهيدي للأخلاق.
في الواقع ان الهوية الشخصية هي المكان المحبذ الذي يحتد فيه التناقض بين  الهوية العينية والهوية الذاتية ولذلك أي تجاهل من طرف الهوية الإنسانية للنظرية السردية يمنعها من تحقيق انتصار في هذه المواجهة وحينما تتجمد الهوية العينية عند الطبع فإنها تجعل الهوية الذاتية منحصرة في قطب المحافظة على الذات وتؤدي ديمومة الطبع إلى تغطية المطابق للمتغير وحجب الذاتي للعيني والفشل الذريع في سرد الذات.
والحق أن الطبعة حسب ريكور هو طبيعة جامدة ومنظور لامتناه لم يختره الإنسان بل هو لاإرادي مطلق يشبه اللاوعي وطريقة في الوجود تؤثر على انفتاح الشخص على عالم الأفكار ويرتبط بالوجود في الحياة التي تمثله الولادة ويمثل مجموعة العلامات المميزة التي تسمح بالتعرف على هوية فرد على أنه هو عينه وبعبارة أخرى الطبع هو " الطبقة من وجودنا التي لا نستطيع أن نغيرها ولكن علينا أن نرضى بها".
تدور بين الهوية العينية والهوية الذاتية مواجهة مباشرة لا تجد تحققها وتجسدها إلا من خلال مفهوم الهوية السردية الذي يرد على التناقضات والمفارقات التي تقع فيها الهوية الشخصية ويؤسس جدلية العين والغير.
هكذا يكشف ريكور عن الطابع العلائقي للهوية ويبين أن حياة البشر تصبح أسهل للقراءة وأمتع حين تؤول حسب الحكايات التي يرويها الناس عن تجاربهم وقابلية هذه التجارب للفهم عبر تحبيك التاريخ والخيال.
في هذا الإطار تمثل الهوية القصصية إجابة شعرية السرد على التباسية الزمان ومحاولة من الذات الساردة تعقل الزمانية المنفلتة من عقال السردية وردم الهوة التي يتركها التأمل في التشقق بين زمان النفس الفردية وزمان العالم أو في التصدع القائم بين الزمان الفنومينولوجي والزمان الكسمولوجي[3].
التناقض الذي تقع فيه الهوية الشخصية ناتج عن افتراض وجود ذات متطابقة بالرغم من تعدد حالاتها عبر الزمان.
الهوية السردية هي الوحدة الهشة الناتجة عن تقاطع التاريخ والقصص وتتشكل حينما يتم تخصيص هوية محددة لفرد أو لجماعة عن طريق السرد ومن خلال إيجاد جواب عن سؤال من فعل هذا؟ برواية قصة.
" وتفهم كلمة "هوية" هنا بمعنى المقولة العملية. ويعني الإتيان على ذكر هوية فرد أو جماعة الجواب عن السؤال: من فعل ذلك؟  أو من هو الفاعل أو المؤلف؟...وما الذي يسوغ اعتبار فاعل فعل ما، هو الفعل الذي يعزى لاسم علم...، هو نفسه من تمتد حياته من الميلاد إلى الموت؟ للجواب عن ذلك لابد من سرد."[4]
التناقض الذي تقع فيه الهوية الشخصية ناتج عن افتراض وجود ذات متطابقة بالرغم من تعدد حالاتها عبر الزمان سببه اعتبار الهوية الصورية هي الهوية الجوهرية للإنسان وإهمال البعد المتحرك والزمني للذات.
لقد جانب هيوم الصواب ومن بعده نيتشه حينما اعتبرا الذات المتطابقة مجرد وهم جوهري وأكدا على التعدد في القوى المتدافعة والرغبات المتصارعة والكثرة في الدوافع والخيارات التي تتكون منها الهوية.
اذا تمكن الفرد من الوعي بالتاريخ والمعرفة الذاتية بواسطة السرد فإن الجماعة تحافظ على بقائها وتمسك تاريخها الفعلي وتشغل ذاكرتها.
إذا نظرنا إلى الهوية من زاوية التطابق والجوهر والدوام فإننا نلغي ذاتية الذات وما تتميز به من كثرة وتغير وتبدل وانفتاح على الآخر وعلى العالم ويمكن إعادة تصويرها من خلال تأليفات شعرية للنص السردي وبواسطة حبك القصة الخيالية الحقيقية التي ترويها الذات عن نفسها عبر بنية زمانية ديناميكية.
والحق أن الذات تعرف نفسها أكثر حينما تمارس وتتعذب وتتعلم أكثر من تجاربها عبر قص حياتها الممتحنة بالمعاناة وتجعل من الحكاية وسيلة للتطهر وفرصة لصقل النفس والدفاع عن الذات وتطهيرها. 
كما تناول ريكور الهوية الجماعية إلى جانب الهوية الفردية في إطار الربط الفلسفي بين السرد والذات حيث تتحول حياة المجموعة إلى نسيج سردي يشترك الأفراد في حياكته عبر إعادة تصوير تجاربهم .
" ومما يدل على فائدة فكرة الهوية الفردية أنها يمكن أن تنطبق على الجماعة كما تنطبق على الفرد"[5]
اذا تمكن الفرد من الوعي بالتاريخ والمعرفة الذاتية بواسطة السرد فإن الجماعة تحافظ على بقائها وتمسك تاريخها الفعلي وتشغل ذاكرتها من خلال الاستغراق في القص وعن طريق هويتها السردية. وبالتالي توجد علاقة دائرية بين الذات والسرد اذ " تتعرف الذوات على ذاتها في القصص التي ترويها عنها"[6] وتمثل الحكايات شهادة على الأحداث التأسيسية الكبرى في تاريخ المجموعة وتعكس السرديات طبيعة الشعب وتحافظ على هويته و تكون الجماعة التاريخية قد استمدت هويتها من تلقي النصوص التي أنتجتها.
أضف إلى ذلك يحقق سرد التجارب الفردية نوعا من التماسك الذاتي ويتخطى التجارب المتنافرة والتواريخ الصغرى التي عاشتها الذات نحو قصة متماسكة وتاريخ واحد وقوة حياة وتسمح بالانهماك مع الذات وتحصين الهوية. لكن" هذا الزخم لا يتحول الى فعل الا عبر قرار يقول فيه كل شخص : ها أنذا"[7].
ليست الهوية السردية بالهوية الساكنة التي لا تترك ندوبا وتماما كما يمكن تأليف حبكات من موضوع واحد للأحداث العرضية نفسها.
بناء على ذلك توفر الهوية السردية حلا شعريا لمعضلة الدائرة الهرمينوطيقية لإعادة تشكيل الزمان من خلال السرد وتتكون الفعالية السردية من الحبك والمحاكاة وتتعلق بالبنية الرمزية للفعل التي تظهرها حكايات سابقة وتحيل إلى السمات ما قبل السردية التي تتصل بالرغبة، وبالتالي تنبع الهوية القصصية من إعادة تشكيل سرد سابق بسرد لاحق ومن تصويب لامتناه للفعل عبر تنويعات خيالية وتأليف حبكات[8].
غاية المراد من اعتماد مفهوم قصصي للهوية هو البحث عن بنية للتجربة الإنسانية قادرة على استيعاب التاريخ والخيال والقصص في علاقة تمازج وتقاطع سواء تعلق الأمر بكائن فردي أو جماعة ثقافية. وبالتالي يتحول فهم الذات إلى عملية تأويل تتشابك فيها الأنماط السردية والقصص الخيالية كوسائط.
" ليست الهوية السردية بالهوية الساكنة التي لا تترك ندوبا وتماما كما يمكن تأليف حبكات من موضوع واحد للأحداث العرضية نفسها كذلك من الممكن دائما نسج الحبكات المختلفة بل المتعارضة عن حيواتنا"[9]
غير أن ريكور يكشف عن محدودية الحل الذي توفره الهوية السردية لالتباسية الزمانية ويرى أن الهوية السردية تعيش حركية غير مستقرة وتثابر على الابتكار ولكنها تنقض نفسها وتزيد من حيرة الإنسان وتعجز عن استنفاذ مطلب البقاء الذاتي للذات وتدفعها إلى التجريب في عالم غريب عنه وتخلخل التماسك الداخلي للذات وتصير مشكلا بدل أن تكون حلا وبالرغم من أن الهوية السردية مقولة عملية إلا أنها تبحر في الخيال أكثر من الإرادة وتخفق إستراتيجية الإقناع وينقصها الشعور بالعدالة وتفقد الحياد الأخلاقي[10].
لكن هل يمكن رسم صورة حقيقية عن الذات بكتابة السيرة الذاتية والكشف عن المكون التاريخي للنحن؟
الانسان ليس وسيطا كائنا بين الملاك والأبله، بل هو وسط بينه وبين ذاته من ناحية أولى وفعل وجوده يعني القيام بإنجاز عدة توسطات بين الطبع والاحترام.
من نافل القول أن رؤية الإنسان لهويته يصطبغ بالتناهي واللاّعصمة واللاّاكتمال واللاّتناسب بين الكوني والخصوصي ولذلك يسعى ريكور إلى تشييد عدة جسور ووسائط بين الطبع المتناهي والفعل اللاّتناهي ويحاول تحقيق المصالحة بين العناصر التكوينية للطبيعة البشرية المتنافرة وتثبيت التوسطات الهشة.
الانسان ليس وسيطا كائنا بين الملاك والأبله، بل هو وسط بينه وبين ذاته من ناحية أولى وفعل وجوده يعني القيام بإنجاز عدة توسطات بين الطبع والاحترام . على هذا النحو " يجب الاعتقاد أن كل القيم هي مفتوحة لكل البشر، ولكن من جهة خاصة بكل منهم بهذا المعنى يكون كل واحد انسانا."[11] لكن كيف يكون الإنسان - كما يرى بول ريكور -  من حيث هو إنسان بسيطا في حيويته ومعقدا في إنسانيته؟
لقد تناول بول ريكور مفهوم الهوية بمختلف أبعاده الإشكالية وبيّن أزمة الهوية وخطابها الاقصائي ورفضها لحق الاختلاف ووقوعها في نزعة «فردوسية الأنا وشيطانية الآخر» وإضافة إلى ذلك فرق بين التعريف بالهوية كهوية عينية والاشتغال عليها كهوية ذاتية وربطها بالهوية السردية وصولا إلى العلاقة التفاهمية مع العرق والملّة التي ينتمي إليها الفرد دون إقصاء للآخر أو الشعور بالتفوق على الآخر.
جملة القول أن ثبت الهوية هو مسار طويل تتبعه الذات من الرغبة في الاعتراف ومحاولة انتزاعه من الآخر والظفر به بالتوافق مع القيم الكونية ومنح الغيرية حق الضيافة والإقامة الوجودية في قلب الهوية. لكن ماهي الآليات الضرورية من أجل بناء هوية سردية عربية؟ وكيف تدمج الغيرية وتحقق البعد الكوني؟
المصادر:
ريكور ( بول)، فلسفة الارادة، الانسان الخطاء، ترجمة عدنان نجيب الدين، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، بيروت، الطبعة الأولى، 2003.
ريكور ( بول) ، الذات عينها كآخر، ترجمة جورج زيناتي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2005.
ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، ترجمة سعيد الغانمي، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، الطبعة الأولى، 2006.
كاتب فلسفي

[1] ريكور ( بول) ، الذات عينها كآخر، ترجمة جورج زيناتي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2005. ص252.
[2] ريكور ( بول) ، الذات عينها كآخر، مصدر مذكور، صص.252-253.
[3] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، ترجمة سعيد الغانمي، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، الطبعة الأولى، 2006. ص367.
[4] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، مصدر مذكور، صص.370-371.
[5] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، مصدر مذكور، ص.372.
[6] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، مصدر مذكور، ص.373.
[7][7] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، مصدر مذكور، ص.375.
[8] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، مصدر مذكور، ص.374.
[9] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، مصدر مذكور، ص.374.
[10] ريكور ( بول)، الزمان والسرد، الزمان المروي، مصدر مذكور، ص.375.
[11] ريكور ( بول)، فلسفة الارادة، الانسان الخطاء، ترجمة عدنان نجيب الدين، المركز الثقافي العربي، الدالبيضاء، بيروت، الطبعة الأولى، 2003. ص.104.

ليست هناك تعليقات: