بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

عادل كامل/ الوثن السابع -أعياد ومتاهات]




الأوثان
[أعياد ومتاهات]


عادل كامل/ الوثن السابع               

[1]
اصطحب الخرائب مزارات للوردة: هياكل غفلة، وبراءات تراب. ليس للعتمة استثمارات ولا للفجر               فوائد             قبل أن يكون ليل وقبل أن يكون كلام وهب القفل حكمته: قبل أن يكون بحر وقبل أن تكون كلمات وهبتني حكمة هذا الصفاء.


[2]
        ما الذي يصاغ باليد .. ما الذي تسعى إليه المطارق: هي الأقوام تطيبت بالطيب وأعلنت مباهاتها أعياد: ينتزعون منك الغفلة مثلما كأنها جواهر، ويناصفوك براءة المنحدرات: أيا يا قوّامون على العماء لنيل سبيل المبنى، ما من سكن لساكنه، وما هذه البرية لأحد: العرش فطنة برق، والمثوى تذكارات مناديل: فإلى أي القلوب سلواك وقد أخلت المسالك ممراتها للمتاهات.



[3]
        تلك إذا ً جمرات النذر: المطرقة تصاغ بالمطارق. واليد باطلة بنشوة التطهر: أتسكن فينا لوعة المباح: السارية توجتها النياشين، والروح بمناديلها ترفرف فوق الودائع.
        أية مدن هذه التي جمعتنا إليها: أي معبد هذا الذي بابه كل الأبواب: لا تؤخذ النجمة بالمسافة، ولا النطق بالأفعال، فينا جمرات يتبادلن خطابات الرسل: ملكات يجمّعن الأتباع رهائن، وفي كل امتداد فضاءات المدّون للمحو مسلات متاهة.

[4]
        باستئذان المنسيات، هي اليد قطفتها الحدائق، فإلى أية صخرة تنحدر الظلال: يا للقلب الأكثر صخبا  من رفات، بماذا جاءت بذرتك والزاد وفير، القبر فوق الماء عنوان
 


  

 
                                            لنتجاهل عنوانات
الدخان: إني مثلك اختلي إلى الكواكب.
 ارقد مع ظل في          الأنوار
  
                         واكتفي بزمردة
 

 
                       تدور في الأكوان.
[5]
 



        بدا القلب ينحدر/ عاليا عاليا / تلك هي لذات  الرمال: لا أخطاء للعذارى، ولا أحزان للمتوج بالأحزان، هذه هي سارية الضوء ..ماذا كنت تريد بهذه الشجرة  
 

 
      ضـاع الضـائع ضياعـاً: هذا هو كوخي، ومعي الفقراء يتنـزهون على القلائد.

[6]
        انفرطت في تجمعها الجواهر: ليس من اصداء ليس سوى البرق فوق البرق والموائد موزعة بين الحدائق. أيها الوثن ألا تغادر ألا ترسم لنا نداءات المناديل، فبمن أراك تبصر، جبروت الماء فيك خطابات أعياد .. أم الموتى فيك بيانات تذكر؟ إني انقسم إلى قارات عتمة، ادفن بالبلاغات عواصفي، ثم  استوي بالنياشين مدافن.
[7]
        الذين يبدلون المطرزات بالمطرزات هم بامتلاك الليل أشقاء الوردة: لا احد يرث الرمال

                                    إني اجمع أسلافي ككواكب
منثورات وبهبات الريح انثر ياقوتي

                                 هو ذا
كله يتجزأ في سلالات مبهمات معلومات. أيها البستاني إليك الدعاء: النار اشتعلت في البذرة، فلا تغلق بابي بالوعد، ولا تمنحني الدار متاهات جمرة.

لا تمس غصن اليقين؛ فالكلام فينا خطابات             قتلى. هذا الفتى جمع ظله للرحيل، توازن مع الخيط ،               ثم فكك سـره

        هبني اليد التي بها اكف عن النطق: ضجاتي أعياد نبيلات منسيات، ومدافني ساعات مدفونات قبل النطق وقبل الدفن: هبني نبلك للنزول لكي لا يأخذني الماء. هبني نشوة الميت قبل الدفن وبعد قيام الساعة.

[8]
 



        تجمّع المنسيون فينا إشارات: أيها الظل لملم جراحك فهي الودائع: الغابة فينا قلائد منثورات                 والنار نوقدها خواتم حكمة: تنتهي فواصل الفصول بمحو، أم هي الأنعام تدور دورتها فينا تطلع بذرة ولا تختتم إلا بجمرات. 

[9]
        ليس من خاتم للنداء: الأنوار استظلت بالأنوار واليد آخذتها متاهات الحكمة: هذه للريح داري وتلك            بالمفاتيح للأطلال فتحت: فأرى بين الغرقى ظلي ،               أيتها النفس اخرجي متاهة إلى الأرض، القلائد يتنزهن            بلا أوامر، ومن أحبته نفسي تجمع رماد: يا قلب                  ما للساعات صرّن منافٍ نتقاسمها بالعهد تذكارات،               وما لهذا  المزار كلما كاشفناه اخرج لنا مزار.
خـذ مني طـرق الاستـدلال ودعني في مناجاة الغيب: هذه الروح نازعتنا اوخرها بأولها، مثلما اختلط الفجر علينا بالفجر. فلا كوخ للضال مأوى، ولا للتيه اكتمال الأعياد.
[10]
أي يا وردة اكتبي فوق الورد: هذا الأثر أزال الأثر، وهذا الاسم محا الأسماء: وهذه النرجسة خرجت من هذا النرجس، فدوّن يا حفار تاريخ الاكتفاء: الأرض مرآة وأسماء أعلنت ساريتها. ويا يد لا تنقسمي، من تجمّع تفرق. هذا حبيبي قلائده الليل والفجر عترته. من ذا تطور للنشور ومن ذا خرج قبيل الإنشاد. هذا معبدي تزّين بالقيامة وعندي الأعياد نذور. فمن ذا سبقني اليّ: من مد لي بالنور عون، ومن شاطرني الجنة كفاف الرمال.
        وكان يمسك بالنور يدله عليّ. وكنت بعصاي أرعى انكسار القبائل .. وكنت من لا أراه كان لا يراني ‍! فلا تصغ إن كل من لا يسمع لا نداء له. فتعال احصد ليلك، ابذر بذرتك، فما كواكب العتمة إلا أساس الجدار.
                لا وردة داخل الوردة : الجراح جمعت في سلال الهدايا ، والأعراس استئناف مواعيد. كل مذنبة بذنبها احتفاء براءات، وهذا عيدي وقد أغلقت من حوله الأعياد.
[11]
 



        يأخذنا من ثمار الأحلام وينفينا إلينا: هذا ملكوت  النفس بالرمل يقيم الأسحار: ويا لروحي من مرآة تصدعت   قبل            التكون: أيتها الأشكال أني أعرفك، افتح الباب وأغادر: الأسرى في المنفى يزرعون حصادي، وأنا منذ البدء وزعت البيادر. 

[12]
        وهي سلالم الجهات ولا مدرج لنا سوى المنفى: فبأي سؤال تسأل المواقيت بالذنوب عن الكواكب. اشتاقت لك نفسي في بريتك .. وتاقت روحي لفضاء مدافنك. فتعال ناصفني الهدوء، يا كوكبي، ما من لبن أو زرع: عندي الأعناب فهات كتاب الأحداق : تاه من عليها باليقين وانا أمسكت بحبل العتمة: تعال شاهد هودج الجرح العرش ثم خذ صكوك الإقامة. من فتح ودخل غادر، وأنا مازلت أقيم في دار الغفران. تاق المشتاق لغائبه، أما من سلوى للمشتاق غير الغياب: هي الأصداء تبادلنا نياشين أيامنا، تارة لك الطبل، وتارة لك المدى كتمانات أبواق.
[13]
        وليس للحكمة ينابيع صخرة: كلاهما فيّ انطفاءات: الذي أعطانا الدخان أغوانا بالثمار. قلائدي انفرطت وانا أسرني  الظل: الجسد كما بعد الجسد مناديل مخاطبات، وأوامر غابات: الميتون الطيبون ينظرون برفق للدهور وللأيام، وأنا أقيم لخرزاتي الأعياد.

[14]
        يد من غابت لتطلع منها اليد. النور تكوّر على النور والقلائد تخرج من القلائد خرزات مبهمات من تحت الرمل.  اقرأ النطق باب. والأسماء قوارير، والنفس تغيب فيها النفس: كل ينفي نفسه ولا يستدل. وكيف صارت الأنوار بقايا لبقايا والروح قفل لمزار. تعال أني اجمع ثماري مناديل مباركات ملمومات مستورات بكاءات منتشيات خاشعات نائحات معزولات مهجورات مفجوعات وفرحات مثل متاهات عند الباب.


[15]
        اهو الصائغ صاغ قرارات الماء أم البحر اكتفى بالقرار: كلانا أيها اللون اللا مسمى تواريخ كنسوة يجلسن يطرزن الجراحات: ليس لدىّ ما أعلنه وليس لدي ما أدوّنه فوق المحو: الفضاء حل محل الفضاء. والكوكب الطارق جلد القلب أخذنا كدس رماد، ويقولون جاء أجمل فتى فتيان النار يلملم انطفاءات عباءات الغانيات الملكات البكاءات المجهولات. ويقولون غادر وبيده حفنة أسرار. وأقول الفضاء استبدل بفضاء والكواكب المبهمات مازلن كنسوة ذقن لحن النبع يخطفن الأبصار. وما خطفت الروح، إنما وردة الهواء زينتنا كعروس أعياد. لا تتركيني إذا جئت اليّ، ولا تأخذني إذا غادرتني .. هي الأضواء أبجديات عتمة .. وما الغابات إلا شوك نقيم له المتاهة في القلب. هذا معبدي ادخلوه سكارى فما من صحو يتبعه إلا صحو، كالموت استراحة وما العمر إلا بروج مرحات كمرضعات آخذهن الرضع. ولا تقاسمني ما وهبت الريح وما وهبت: أنا رمادك فوق الممحوين أكوّن العهد.


[16]
        وهن العظم المطوق بحمامات الفضة؛ ألا يا ذرية الدورات انعمي علينا بالتذكر، فأنا صرت أعمى القبائل، ويدي فوق الأطلال كياقوت فوق جمر. وطلع من الطلع عبق الأنساب: طوفانات مكتوبات فوق الرمل: موتى يتشبثون بالبيارق، ونسوة المدن يتشبثن ببقايا الليل. هذه فضائل كشف الأسرار وهذه زينة الكتمانات تحت البرق. دار النادل دورته ودارت الأنوار: كل يجذب بعضه والبعض فيّ غريق. ألا أيها الكلام مالك تجرجرنا تتركنا تلعنا وما لنا عليك سؤال: القلب باليقين اختطاف، والروح بالكواكب مسرة.

[17]
        صنع من الشق بحراً وجاء بالسفين: أوقف الكلام عند ظل وقال أنا مبين. قالت الصخرة أنا لم ألد وما فيّ غريب. قال الطارق باب الطرق اخرج يا من في الصوت حجارتي والناس أناشيد، ووردة البرية طوق غوايات كل بساريته متاهة ويقين، فتعال الىّ نغادر براري التائهين.

[18]
        هو الليل بعض بقايا أعراس؛ يا ياقوت الفجر ماذا لديك: المرضعة وضعت مرضعها والبحر بالاستذكارات أمين. هي النفس كلما خرجت شيّدت معبدها، كالعرش في منفى المنفيين. وما كنا نطالع في الغيب ألواحنا، إنما الآمال فوق الآمال اخترعت مزار المفقودين. وما تكورت النفس، إنما السفر بالوعد إلى حين: هذا هو بالقلب العشق تباهى، وبالكتمان اختتم دار اليقين.

[19]
        تمهل، هذه ليست خطاك: تضادات الصخرة أو إتلاف الريح بالريح: تمّهل: ليس للمطرقة يد بالطرق: ليس للسحب دوافع الريح، أكثر فأكثر القلائد ينابيع، والماء فاض باليقين: تمهل: الشمس بذرة عند البذار، الخاتم جمرة في نواة: تمهل:  تم استحضار أرواح المدن الأولى، مثل قلب ترك للفضاء. تمهل أيها الراقص تمهل: الثمار أنضجها الوعد، وبالكرامات لملمنا بقايا العهود.

[20]
        هو النور أخذنا أم القلب وهب الحدائق المعجزات: لم تدخل الحرب بعد ابتهالات النشوة، ولا استسلم              السيف ليد تائهة في الريح: تقدم تقدم هذه              عنوانات البيـارق وتلك مـدونات المخـطوطات التالفات.
 
لغات تبتكر هزائم الإشارة، وترتفع، مثل مجد،                مع غبار الاحتمالات: اني امنح العشب لون المداولة، وأغادر          
قبل اكتمال نضج المتاهات.

[21]
        للصخرة الأولى أولت ولاءها؛ تعطرت وتزينت وتجملت ثم أفاقت لنا بخاتم الرماد. أعادت لغيبتها غيبتنا وما علمت: خيط بالامتدادات تساوى، كجسر بين جسور: لا ظلمة في الظلمة ولا توهجات في النور: فإذا أنت شغلتك بيارق الرفيف، فانا شغلت بما قبلها: إنما هي الأفلاك آخذتنا بغفلتنا، وبصداها ما كان هناك صوت. لا يأتيك من فيك، فالمنادي شغلته المشاغل، والمنادي بالمناديل يجمل البرق، أنا لم أكن قبل اليوم دوّاراً بفلكها، ولا هي أمسكت بمفاتيح الغياب. كل في بذرته انطفاء، وكل في مثواه اكتفاء.

[22]
        أنا نطقت بنطقي وقلت هذا اكتفاء: هذه ذرية الأشجار، وتلك مصنفات الجوائز: أيها الموقد أي السلالات عبرت: المدن تدثرت فاندثرت، فمن ذا بالريح يدق بئر الغيب. وما خطبي عما في الغيب. عظامنا في القاع تناثرت، مربعاتنا بالنقاط والفواصل بالمطرزات عند الخالات والعمات المجهولات: هذا الياقوت حجاب: ولا أبصر ما أرى. وما جف حبر المبهم فوق المخطوطات المحتجبات. كأن الصوت بدل ما فيه ومحا ما فينا. وكأنّ الحمامات المطوقات بالأطواق صرن طليقان بأطواقهن: هن النسوة الرطبات الأرحام تزّين بصخرتهن ثم سحبن النور إليهن واحتجبن بنا. وهذه دورة القبائل، وهذا هو القلب  في الفضاء: يا نسوة الاستقبال أنا عدنا من رمل انكسارات البوادي، لم نمش فوق سراط، لهونا بالنوادر ودوّنا الكبائر، صنعنا الأسواق، شيدنا بيت الصلصال للنسوة المرحات الروميات الكرجيات الفارسيات واللائي جئت مع البحر النسوة الهنديات واللائي خلعن حزام العفة اللائي بلا نار أو جنة بنسوة البدو والبربريات البيضاوات المتعففات وبسواهن من كتب الجبل والسهل لندوّن بالدم الشائخ مخطوطات أسرار الصغائر. أيها السراط تباهى اني أكثر استقامة.
***
        تعالي اليّ كنذر يستر ما بينهما: يا عروسي أنت اقامات المغادر. ضعي الحد على الحد ولا تدعينا نغادر. بالباطل جاء الفصل، وبالصمت ندوّن إعلانات المهاجر: من سفر إلى سفر تخترع البيانات، ومن سفر إلى سفر بالحبر. نكشط ما دوّن في المحاجر. ولا نر فيك إلا من ولي وتولى، عبس وآفاق أيتها الثمرة هذه سلال المرضعات، وهذا ما أخرجته لنا المدافن.

[23]
        في العمق، يتكون الليل، خال من البيانات: نشوة طلق في العالم الأسفل، ونحو الأعالي، مرة بعد مرة، لا تروى الرواية كأنها استعادات: هذه الصخرة لها انعطافات، كذلك الظل الذي يأتي به الرعد. أينما تكون سنكرر أغلاط العرش، ونطرز بجلد الممحوين أوراق مخطوطاتنا التالفات.

[24]
        تاقت روحي لصائغها: للدار التي دار بها المفتاح وللدار التي بها أمسكت الدرب: تاقت روحي لرمال قلائدها وللدخان الذي خرج منه الجسد: لثرثرات  الفجر مع الرعاة: لبرق يعلن بدء المواسم، لهمسات تأخذني إلى القارات: تاقت روحي لمن أراه ولا أراه لمن يراني ولا يراني، للرقص فوق صفحات الفضاء، وتاقت روحي لهذا ألتوق الذي غافلني، وحجب عني آخر الأصداء.
[25]
        هو النور إذا، عبر المودات، يدور دورته: الموسم غير المسمى للرمل، للغرقى السعداء؛ هكذا تبدأ ذرية البرق، وتأخذ الجسور بالوساطة: صخب الكراسي وسط سكينة المناديل: أنا الزائر لا اصطحب معي صكوك الإقامة، ولا أتعجل الرحيل. هو ذا القطار خلع قراه ليوزع نذوره،  ويتآخى مع قرع المسافات: هكذا الكلمات تختتم بنقطة.
[26]
 



        هكذا كتم  الرمل لذة التندر: الوعد                بالاستفاضة           تقدم على مهل: ظل البرق محاه البرق. قلائد حبيبي منثورات كأنما الغابات لا تحمل إلا لامبالاة النار. امن كلام صعب يحصل خارج هذا الكلام: تفيض الينابيع بالنذور، والذبائح مستلذات بالنعمة. يا قلب لن انشد طويلا، لكأني جئت بدعوات الاستثناء. أيتها الوردة اكتمي سلالاتك، يكفي اني أبصرت بالذي لا يبصر. 

[27]
        ومرة ثانية يطرق الطارق بالمطرقة: لا يدخل إلا من تاه بها: أغناه الدار بطول الأعياد، تكرارات المودات المنتظرات لصق الأوامر: إذا كنت ترغب بالسفر أقم في ظلك: هنا الظل مخطوطة استعادة: الجد محا الأب والأخير جاء بأبناء البيادر: كل كتاب لا يحمل نورك عتمة: يا قلب العاشق أليس هذا كله احتفال بالنسيان.


[28]
        وتدخل قوافل البركات بالغرقى: الفصول آنستنا  والحروب زودتنا بذاكرة الدخان: وتدخل الأصداء الدار بلا قفل يدور، ها هي ينابيع الياقوت وأثقال الحدائق يتنـزهان فوق  مخطوطات العمر: امرأة لم يبق منها إلا  هذا النهار. ولا احد عنده معجزة  أن يبصر في الشمس الأولى: كل يغيب إذا آفاق، وكل بمسافاته.

[29]
        ليلة عيد، هي ليلة الكلمات عند نذورها بينما    يتوارى، مشهد تكوّن الكلمات: اني أبصر بالذي لا أراه: آمالي تتكون كصائغ سحره سحره، ثم لا احد هناك.
***
        من أين آتيت ستأتي، كل راحلٍ سيتتبع خطاه: فما انكدرت إلا مصنفاتها، وما سيرت إلا أثقالها، وما عطلت إلا ساعاتها، ولا تحشر إلا من غيبتها، يتبين ليلها من نهارها. لا اقسم إلا بمن تنفس،  يوم يكون النداء كل من ناداها، ألا ترى كيف تكوّن الماء: العاصفة بمن عصفت، والمؤودة لا تسأل عما يفعلون: الدورة دارت، الباب خلعت، فلا ترجع إلا النفس التي امتحنت، لا قدمت ولا الأرحام ما أنجبت. أفلا تكتمل الدورة، تجرجر الفصول، يوم لا تبغي إلا ترابها، سكينة ما قبلها وما بعدها.

[30]
        اهو الخاتم كتم أسرار البيانات أم عتمة البرق رفعت رايات الدلالة: حبيبي قال لي الوردة مزار. قل ماذا ننشد لحدائق التذكر.  حبيبي خاطبني، فتاه التائه، غرق بمواسم الحصاد، ثم استدلت  السارية بانتشاءات الغرقى: هو ذا يأخذني بخاتمه كأسم تطرزه اللائي هجرهن الرطب: يأخذني الىّ، ويقفل الفضاء بأصداء المطارق.

[31]
         المطارق تدوّن تاريخها: بلا مبالاة .. بلا مبالاة .. تتنزه لصق عنوانات المسرة. المرأة التي فتحت باب الماء اختطفها البرق: وذبائح النذور تدوّن محوها تذكارات أوثان.

[32]
        إنما ليس لليد أكثر من مسافة الضوء ما بين الأضداد: كل عنده الباب ذريعة، وأنا عندي القفل فضاء: هو ذا بابي استدل به لنياشين الملكات اللائي متن مسمومات بداء الوعد. وهذا بساطي عيد: يا تراب ذريتنا المرأة التي أحب تخط بأنوارها تاريخ أضرحتنا: فاستدل بالذي استدل بي. أيتها القطارات هاك قرانا وساطة للغزلان. وليس ابعد من اليد استحالة للمعجزات: هنا أيها القلب ضع نورسك، تآخى مع الحشائش، ودعني أتكوّن مع الرياح.

[33]
        غوايات عشاق: هو ذا النثر يرفرف استضاءات واهنة الإشارة: لا حبيب لديّ إلا الذي استعاد مكانات النجوم عند ترتيب خفايا الأيام: ليلاً  غادرني معي اليّ وفتح القفل: هو ذا دربك. فأمسكت بضريح خالٍ ومحوت التدوين. هذا عهدي إليك ثمار قيامة، لا عاد لا ثمود ولا العهد إلا والقيامة باب. أيها الشرك علمني المسرة، أيها الميت علمني الكلام. قال من أحب قل البحر آتانا بنوارسه، قلت آخذنا البحر مع البحر بغفلة إليه فالنوارس قلائد غرقى: لا تكتم عليّ أني كتمت عليك الشمس.
[34]
        آنسني الذي غاب عني: هذا حضوره: كأن العرش لملم بقاياه، وكأن الحطابات احتطبن ثمار آخرتهن. ثم آفاق فيّ الطارق: هذا سبيلي خذه: هذه رايتي دلالة .
        آنسني الذي فتح قفل الريح، أغواني بمراتب الفصول: وزع مناضد الأفلاك، كأن الذي لا أبصره آتاني: يا كاتب كتاب الموتى دوّن محو الفضاءات: المراعي للنذور، والمدن للمباهاة.
[35]
        نتقاسم زاد الرجاء: محنة الورقة مع الورقة، والماء مع الكلام . نتقاسم زاد الترجي: الجذر الذي صار قيامة، والعيد الذي بالقفل أضاء.
        وتقول من له نفسي تراب قل الأعياد قلائد. يا قلب قل محونا ما كتبنا، وامض: هذا برق الوداع.
***
شاطرني كتمانات الغابة وأكتم عليّ الغياب.
[36]
        استضاف البرق ظلال التراب: مخطوطات النوافذ لصق اليد: الجبال العارية فوق شراشف ومياه الرقص عند انتصاف التجمد.
        واستضاف النور عتمة الثمار: الذات ممحوة بصحبة المارة، أخيرا، في المدى المؤجل، تستفيق العوائل اثر صخور النداء: الميتون خارج شواهدهم، كالسوسن بلا خطابات الاستدلال. انه احتفال الزيارة: أيها الوالد البكاء اكتم .. أما من فضائح مستباحة، أم الاكتفاء بالدفن إشارة أوراق.
        واستضافني الحبيب خالٍ من النذور، صافٍ كعيد مطرز بقلائد الرطب: انه التراب الذي أغوانا بالمفاتيح، فعقدنا العقد وتركناه للسابلة، لا منج من ليل الدار سوى الدار: ميتون تحت البرق، ميتات يخطبن الود، وفي الوادي يزدهر النرجس. يا لأطياف روحي، تعالي اليّ، لملمي جراحي، فانا حديقة، والغرقى الغرباء تركوا خيامهم باتجاه الرمال: ليس للباب قفل: ولا الرياح لها آمر: كل بعتمته بيان، وكل الخرائط إقامة. تعال خذني رقية هدهد، أودعني غابة للورقة. الأيام سلالم سلاسل وسلام إلى حين، والليل بسر الرطب يعلن بدء المواسم.
***
 



        لم أخذ منها إلا ما تركته: نياشين               ومطرزات            ساعات  وثكنات وترقيات ومدافن أوراق: كل بما غادر: أنبياء يتنـزهون بلا جوازات سفر: عراة إلا مني. أيها الكبرياء هذه هي مرارة الرماد. 

[37]
        أتانا البرق أم أتانا الوعد: كل التوبات مناديل مطوقات، والموتى، بما لا يسمى،  يستأنسون الدوران: الجسد الغامض كف عن المناداة، والعتبات ابتعدت عن استطالات الدار: حبيبي أخذني حيث لا يعرف، الكوكب تهاوى  وسائد مصالحات: هذه قبائلي انكسارات لذات غافيات: هذه رمالي بوابات امتحان. يا جند النهار اخرجوا من كتماناتكم، الفرق تآخت انشقت كأنها بدلت المسار .. وأنت يا ثمرتي أتدعيني اطوي مسافاتي بالمسافات.

[38]
        هو التراب سوانا مخطوطة، وكراسٍ للممرات: هذا منامي خالٍ إلا من خبز وتين ورميم أحلام: ألا أيها الداخل كوخ المناداة تعلم إن الصحو غفلة، والمزارات دخان: تعال اليّ إذا الأنوار رحلت، والمدافن بعثرت، الكتمانات أباحت: أنا عندك خرزة تسليات، وأنا عندك مخطوطات دفن.

[39]
        الم تر انها أفاقت على غير عهد، الحطابة حبلت بقيامتها والآخرة اضاءات الدرب، ألا أيها التائه هذا القلب ليس بدليل، ولا المناديل مصالحات عرش.
***
        هي أخذت إليها عرشها، كنحالة في مملكة النحل وقالت إنا ما شيدنا هذا إلا كبساط ثمار: أيتها الميتة إنا موتى وما كان بيننا إلا العهد: تدور بنا الأفلاك وندور بها عرافون بمن يزور هذا المهد وما كان الكتاب إلا كتاب غيبتنا هذا النور آتانا محض غيب: اطرقي بابي، المدن لديّ كف فوق كف، والمتنـزهات نقاط: ليس لدينا إنذارات شكوى وليس لدينا طبول للقرع . قلت لقلب اسكن حجرتك : يا روح لا تعذب خلجان الاستراحة .. الصحف غبار والبيادر مدافن.

[40]
 



        ليس من صلح للذرات المتآخيات لصق الساعات الغافيات: لا أزمنة بعد أزمنة المناديل: كل بتعويذته عيد، وكل عيد بغيابه قيامة. تعالي اليّ يا آلهة المعادن، المدن الثمرات أسرى عند الأسرى: تعالي اليّ الضوء حجبني عن قديسات الضوء : تعالي نتصالح كعروش مخطوطات لصق الرأس .        [ كل قبر خالٍ مني وهم]              أيها المزار أجئت بنياشين الاستضافة، أنا غادرت حجارتي، والمثوى مخطوطات شك. تعال اليّ بيقين الإشارة، صوتي أهرامات رماد، وقلبي محنة هجرة. 

[41]
        وتأتي الموجة بالبحر، والغريق بالكتاب: دوران  الكواكب بالخاتم والأسرار اباحات طرقات مدونات، يا نفس لا أحد يزكيها إلا من تاه بها: الصخرة النائحة لصق البيانات، والأوامر المستباحة: القلب الذهبي الذي ضاع، والأيام المنتظرات بمحاذاة المكافآت: هذا أنا مزار لمفتاح لم يفتح إلا هذا القفل: هذا أنا نشيدك بلا أسباب.

[42]
        تتغنى بأسرار عدتها: الصخرة المنثلمة والسيف النائم فوق الغبار: تتغنى بعيد حنائها: الموجة ذات السيادة، والأولاد الرعاة لصق الانارات: هي الحرب أخيرا بين الأنوار: تفكك الخاتم، الفجر غادر الاستحالات. تتغنى بأساورها وحيدة مع الليل: هديل الكواكب في غابات الأسرى: امرأة الإنجاب والثانية الأقل صبراً بانتظار الانحناءات: المدن آخذة بالزحف على حساب الكلمات، الرمال الأقل لمعاناً في قبور الأمراء: يا نفس كلت اليد عن الرؤيا، لا أحلام ينقشها النقاش، ولا بيارق للفلك، وتتغنى بأسرار عدتها: وردة فوق وردة من اجل الغياب.

[43]
        من طوق من .. يا طوق الحمامة: لا احد أنبأ الأنباء بعروس الياقوت .. ولا بحر بمحاذاة السواحل: الرمال كونتنا أخذتنا، هذه أساور الفجر، وهذه مدافن الكلام: تعالي نتقاسم اليقين: وتعالي باستئذانات الاستحالة. هذه الشمس قاسمتني عتمتي، وهذا الليل بمناديله اخترع الإقامة. تعالي كالماء يدور دورته، ومعي غادرني إليك مباهاة استضافة.

[44]
        كونتنا وغابت: رجاءات التذكر. أيها الرمل أين كوكبي، أين سارية الريح، هذا الدخان وسائد حرب، وهذه المطرزات مصالحات أزقة: فبأي الآمال تكتم آمالك: هي عروس ياقوت في أسرة غربتنا، لا تقلب الثمرة إذا نضجت، فالموت تاج الفقراء.

[45]
        أهدتك ثمارها وغيبتك: الأعوام النائمات  لصق المناشير: النسوة اللائي طرزن الحكمة واخترعن وشايات الضوء، تلك التي بذلتها عبّدت مسارات الماء، والأخرى الأقل حنكة، إذ غيبت الكوكب واخترعته. وثالثة مهدت لمصالحات القلائد. أيها الولد الذهبي تاه العيد بين الأعياد، فكل بها من صاغها. وهذه هي المطارق تطرق أبواب من هجرها. تاه الذي اخترعها: هذا هو الشرق تحت الفضاء، السيف فوق السيف ذريعة، والحبيب للحبيب نسيان.

[46]
        تعالي نتقاسم ما لا نملك من زاد، أو نتطهر بدخانات الماء: تعالي استذكار منافٍ أو بوابات نار: الفتى الذهبي امسك بالمزار. أيها الغائب هذه ثمار أعوامنا محنيات الإنارة: وهذه هي الصباحات مزارات مؤجلات: ألا أيتها المرضعة أنبئينا بجبل الأثقال، يوم تفترق الأجساد عن الأجساد، وتضع كل نفس أطواقها. تعالي برداء الوهم طرزي جدران السواقي: عن هذا الرمل أزيحي محو الأسماء، وعن هذا الشرق أزيلي وهن الأيام: هذه خلاصات الدخان: الساعات المؤودات المنثلمات، وهذه هي ممرات الرمال  كواكب منشغلات، وأعياد بلا أقفال منغلقات.

[47]
        تبارك الليل بسره، وتباركنا بعلانية الغبار: أيتها الأشجار هذه مفاتيحي: نوافذ مشرعات للكلمات: لا تدخل في مأوى لا تخرج منه الأيام: هي بعض اقامات، نرتبها موائد حجارة، مثلما الكلام يزيح الكلام: وما هي إلا أمواج مسمومات كالنسوة المرات شرعن شرائعهن رايات: حضرن وغبن وما أبصرنا طريق: أيتها المطوقة طوقينا بالرفيف، العمر لا يحتمل مطوقات: صحبي أخذتهم القارات، وذاكرتي غدت         انتقالات: هي الثمار المكتنـزات أغوتنا بصمتها، وأنا         أضعت مكاني بين المنحدرات: لا تأخذ الأيام                   إلا يقينها: والرطب أشهى من الوعد ..فبأي الاستضاءات      تضاء الخواتم المنطفئات فوق المزارات. العهد                     ختم عهده بالفضاءات.
[48]
        كونيني بادية أسفار: تذكارات ياقوتات  لصق      أسحار العرافات المدفونات فوق الكف :                          هذه يدي  مخطوطات
       
              تحت الأمطار :
 


  

 
              وتمحو الأمطار ثمار لوعتها : مناف لصق            مناف :

المعادن ، هي أيضاً، أناشيد خرزات : فضاءات مطرزات بالرجاء : ثم أقول تسلى يا قلب هذه مناديل التفحات اليانعات: هذا هو جفاف النذور .

[49]
يتشكل الوعد رمادات وعقابات وكمادات وعود: من جنات الرمان إلى انهار الياقوت: ضجر الضجر من الرأس، من اللائي شيدن أبناء الأشجار. وكل بمحوه ذاكرة، وكل الأسماء أساور هو الطارق آخذنا بالسلالات، شيد لنا مزارات النفي، وأباح لنا شرائع التدوين: ألا يا نور قلبي لا تنعطف، المقامات سؤال، والدفن إضاءة: ولدان مخلدون بمخطوطات الترجي، ونسوة قائمات على الطرق: كل بمنفاه هاتف، من منجد هذا المنجد، البراري، كلمات والأنعام قوافل، فبأي المسارات اختارك المسار: أيها المحب هذه هي السواحل نعم أنعام ومدونات عروش. ألا أيها الغصن لا تدعني انفرد، حبيبي أخذني إلىّ وشيّد  أوراق البلابل، غرّد كأني أعياده، وكأن غياب الراحل إقامة. ألا أيها المغادر بماذا تسعى والرمال آخذتك بها. الليل تاج عروس. والكائنات البكاءات العصابات الخرزات الكمادات هن السلوى يوم لا سلوى غيرهن عند الميلاد وعند الجنائن: لا احد يكتب مخطوطاته إلا بما تقدم: العمر دوائر، والنفس شراع.

[50]
        لك المطرزات مدن مباهاة ، ولك العذوبات آلهة يد عند الليل ومفاتيح لطيور سماويات: البرق أباح ثمار أسوار عظامنا وانتشى بالغبار، وأسرى القلب مع الأيام مسارات: والمفاتيح أوثان مدن: هذه هي الفضة سجادات منبسطات لصائغها، خيوط تلملم نجوم ناثرها ومكورها، وكنوز من له اليد مع اليد: هذه عروس الخيط أفاضت بنعيم هجرتها: فبأي رداء ندخلها وبأي كفن نغادر آبنوس هيكلها: من أعالي الغيمة حتى سجادات الظل، شيّدنا بناءات الرطب، وأقمنا للغائب الانتظار، أقمنا الجدران نوافذ رسائل، وسكبنا زاد الفضة شراشف من ذهب. ألا أيتها الحائكة غواياتنا تمهلي بشد الخيط، العابرون أمواج، والبحر غريق فوق القلائد.

[51]
        يلملم الزمرد عاشقيه وزائريه: ها هي  أفلاكه الخفية بساطات منثورات معطرات مطهرات وبالنعيم مبجلات: وها هي اليد ممحوة فوق السجاد وبالقرابين تكتمل النداءات. هذه هي دخانات الخاتم وخرزات الاستضافة، تكرارات الموجة المنكسرة عند الأشواق: وباب الغفران قبيل النجاة: إنا بها ما شططنا وإنما أغوانا فيها طارقها وكاتمها: أيها الثمر أما من منج، ويا قلب العاصفة أما من سلام ؟ - : آمالي تدوّرت تكوّرت انبسطت وأقامت لنا هذه الأوثان: كل بساريته عهد، وكل بأيامه قيامة. ألا أيها الشجر حرك بنا خفايا التكوين: تلك هي الأرحام ممرات سابلة، واليد كتاب تحت النار.

[52]
        بخفايا المودات صنعنا بساط ممراتنا: أيها الدار در بقفلك وناولنا سجاياك، شغلنا الطارق ولم يشغلنا الباب: ها هو الزائر يخترع الكلام: الولد الذهبي انثلمت مطارقه فما غادر عرش الثبات. لكل ضلاله، لكل النائحات سبيل: أيها العشاق أنا هبات فضائل وأنا أطواق حمامات. يا روحي أتعبني الترجي الاستذكار فخذي رسائلي سجايا أدغال. لا وردة  إلا والقلب صانعها صائغها وفانيها. ولا بحر إلا أنت موجته وغريقه، ولا قلب خالٍ منها: تعالي بمزار ضعيه إلى جانب المزار: الخوذة فيالق تذكر .. المناديل مخطوطات ممحوات بتواريخ نساء: أيها المعدن العذب هات لنا من يروي الحكايات.
[53]
        بجمراتكن بسطت بساطي وبالقلائد حكت أسواركن وخرجت نسياً منسيا. بمياهكن وعاداتكن ونسلكن سويت بعض أيام الإقامة. فغادرتكن بثياب نذوركن إلى براري بعض أيام الإقامة . فغادرتكن بثياب نذوركن  إلى براري حطاباتكن وطاهراتكن وأقمت أعيادي  خالٍ من حبالكن وطلقكن وأمراض الفجر: أيها الوجع هل ادعوك امرأة: العرش دار علينا بفصوله فلهونا بكن. وما سجدنا لوثن عدا وثنكن مزار الثمار فوق سواحلكن ودياركن وخرائبكن ثم أقمنا الأعياد فاتحة ختامكن وغفرانكن. وشيدنا بالخرز معابدكن وكهوفكن أناشيد وداعكن ولقائكن حتى تدور دورتكن ونتقاسم ثماركن وبركاتكن ومدافنكن. هو ذا الجرح لا يصاغ إلا بأناملكن وأحزانكن ومسراتكن من أعلى سواد الصوت حتى انتصاف عذوبتكن. الكل مباهاة إلى حين مثل رطبكن وبلوطكن واناملكن موجات تلملم خيوط حكاياتكن وأسفاركن وأسراركن كأنا بركة ماء مختومة بدمائكن ولعناتكن  ونوارسكن .. لتعرى المعرة عن جبل ولتبدأ أزمنة الأدغال بفاتحة منكن لا يدور بها المفتاح ولا داع فيها إلا معكن لكن وحتى سلام آخر مواسمكن.
[54]
        هو المزار أخذنا والمتاهة باحت لنا بخفايا الدار: كل مجرور بفعلته، وكل فعل هو خاتمة اللا أفعال؛ الدنيا مؤجلة  بفصولها، والكلام فطنة أرحام.

[55]
        بأي المتاهات أقمنا يا أفعال لا تكتم إلا فاعلها: هن أخيرا سيقمن لنا الخيام ويضربن لنا العملة [ وكل المصابيح نياشين عبور ] : وهن سيفرشن السجدات عتبات عبور: أيتها الحشائش ازرعي الدخان لنا دورة، وابسطي لنا الأرض مأوى: هي القارات أخذتنا، والأرحام لملمتنا: هي الأجساد بذراتها أعياد، والعابر بالأناشيد متاهة.

[56]
        آنسني قدري  كرماد مواقد، والجسد محنة، فبأي المصابيح تُنار الأنطفاءات: يا من غادرني خذ المخطوطات مفاتيح كتمانات عشرتنا: ويا من معي الأطواق حمامات شتويات مدثرات بالمعاطف: وما هي إلا تركات أوراق، خزانات الجمر المستأنسات بداء العظمة: ملكات الأسواق، المدثرات بفضاء الفاقة: أيها الجبل هذا قدري فلنذهب إلى صحراء نعمتنا، كل بياقوته ميزان، وكل بساريته آخرة.

[57]
        أخذني البرق سارية: هذا هو الشعر لا وظائف له إلا الإضاءات المنكسرات فوق الرذاذ: أيتها الخفايا أدلينا عليك إنا أدلة: لا مكان أضاع المكان، والفراغ مشغول بنفسه. أيتها المرأة المصاغة من الثمار لي عندك نبأ: ألا اخبري نفسي بالهلاك: ولك منا زيتونات الخواتم، عقيق الآثام الماجدات بلصق المتاحف مثلما  القلائد ساجدات لأرباب النعمة.

[58]
        ونقاسمك زاد ما لديك من بركات التراب: النار لهم عصيان والجنات لنا معابر: والكلام ضاق بما فيه، فتعالي خذينا منا إليك، ومنك إلينا تباريح نجاة: وأين تذهب الروح المعصومة، وأين يكون للكلام جلال الكلام: هذه القرون خوالٍ إلا من شوائبها، المدن المدفونة تحت المحن، والأخرى المضافة لها بالنسيان.
        وأقاسمك المحذورات تبدلات إقامة: العمر المزور بالحبيبات، والأيام الكاملات العدة، وبالسنوات الفائضات عن الحاجة. أيتها المزارات من منا سيدون الفضة المنسكبة في حقائب اللصوص: تعالي اليّ مثل نشوة غياب، الإقامة جسر، والراحل  كامل الجلال .



[59]
        الغيمة حمامة أشجار، والمخطوطات تذكارات نياشين. ألا أيها الطارق أنا مطرقتك: يد الليل مع العروس. ألا أيها الباب لا تدر باستقامة الفضاء، دع للنوافذ حريات الهواء: هذا قلبي مخطوطات لمخطوطة وهذه أصابعي تجّمع غرقاي: اليد بما بذرت، الفلك بما دارت: هذه حمامتي حمامة ضاعت بين الحمامات، أعطني صمتي أعطيك كل الأصوات. الجدول بخجله، والنار بهاتف من يهتف فيها: القلب ودائع، والمحنة بقايا زاد.

[60]
        لك السماءات استضافة، ولي التراب مؤجلات: تلك مواعيد الأيام، وتلك مواقيت الساعة: فمن ذا يمدني بزمن الثمار: أيتها الرياح تعالي بالسحب اليّ تعالي بالأسماء: الممحوات يرقدن ضاجات بالمواعيد، ويطرقن ضمن المطارق: هو التضاد يقع خلف الودائع، مثلي، في انثلامات الرأس: تعالي اليّ سحابة بمفاتيح لا افتح بها أو أغلق باب الدخان، تعالي بالنذر الدنيا ودائع والأيام مخطوطات رماد: هذه حماماتي يطوقن الليل بليل ويفتحن لنا السر: لك المدى جهنمات معمولات بالعاج، ولك المدى جهنمات مزورات معمولات بالتراب.

[61]
        امسك الليل مفاتيحه فدخلنا: لا تفتح بابك أيها القلب ألا لهذا الطارق وما هذا إلا صنو المسافات: غرباء لصق الظلال، مثلي، بلا ألقاب ولا حسنات ولا عكازات: ادخلوا مخطوطتي قبل أن تأخذنا المدافن  إلى الفراغات: لدينا عروسات الجن وأسحار المناحات: الدوى لا يسمع إلا بالاستبصار: أيتها الأرملة ادخلي  كل هذا التكور فضاء، ولا يبدل الفراغ إلا بالفراغ.
[62]
        هنّ النسوة جلسن يرتبن غبار المخطوطات: هن العرافات المسمومات بغيوم مطارقنا: تلك هي البيادر أعدت لها، فيا حطابات هذا مرقد التذكر: وهنا خاتمة النسيانات: قبل اليوم ختم علىّ الخاتم فصوله .. قال تريث، وقال الفصل ادخل لا تمح الأسماء أولها، فكل زوال تذكار .

[63]
        وأفاقت الجراحات ندية، مثلما الأحلام تتنـزه مهجورة ترتب أوراق الغيوم: حكايات النسوة اللائي تركن وحيدات: أيها القلب ادعوك لوليمة الليل: لدى البارود زاد والخنادق كتابات مؤجلة: وترتفع الدخانات منائر؛ هي اليد انسحبت إلى مثواها تائهة بلا تذكارات. والنذور بيارق. أيها الوطن الذي اسمه الأسماء، وحدنا الرماد لا أنت بعيد لكي أزورك ولا أنت لديّ قبلةً. هذه حدائقي فضاءات أشواق، وهذه خرائبي سجادات ملونات مطرزات بنداءات البرق: هي الحرب جمعت المزارات؛ لملمت أغصان التذكر، ووزعتنا تذكارات قبائل.

[64]
        ولي عند الغائب قلائد نسيانات، أساور ونياشين أفراح، ولي  عنده تفاحات بلون الفجر، ولي عنده مصابيح إقامة: ألا أيتها الحرب بأي النداءات أدوّن: صخبك اللمّاع: تاج حبيبي فضة، والفجر خطبني لحبيبي، وحبيبي عني غاب: ما أشهى قبلة تدّون في الدفاتر .. وما أعذب الأيام التي تمحى بالأيام: أنا ممرات الموت جرجرتني إليها أعياد بنات ونسوة مثقلات بالنذور: وكلي محنة ياقوت، وخيالات مجروحات بالخيال. ألا أيتها الروح لم يبق  لدينا باب أو مفتاح. خذينا إليك ثمرة واقفلي بقفلك علينا الاستعادات: ما عادت النفس مشغولة بتوقها، ولا المسافات بالمسافات، كل بغايته غاية، والممرات متاهة بين الممرات.

[65]
        لتذكارات المنسيات احتفالات ورود: ممرات معلومات للبيارق البهية، تلك هي يد السوسن في الوادي، وهي المدينة أقفلت ليلها: لا خاتم ينازعك الخاتم. ولا أفعال تجرجر أسماءها.  وبأحلام النائم تفتح البذور دورتها: فصل يعقبه حرسه المزخرف، ومخطوطات ليست بحاجة إلى تعويذات.

[66]
        أي نور  أضاء، إذاً، هيكل الليل المتدفق: المخطوطات تأخذ مفاتيحها وتغادر: هكذا النفس تدور دورتها: أيتها الفصول لنجتمع مودات احتياط : هذه المدن، كالنسوة لا يمتلكن إلا الغربال.

[67]
        وتتفتح الصخرة  عن هاوية أعياد، عن يد تدلنا على اليد. ليس للقطارات محطات ترجي، غادرت المواكب بأعراس الموتى: والأسماء بدلت بالأسماء، جردت، فامسك بها من لم يرها، محي خطاه وبالرمال أقام الأعياد.

[68]
        هي ابتهالات مدثرة بالأمطار، إذا، وبفصل آخر للخدمات: الكتابة لغايات مندثرة: أيها الظل اسحب عضويتك منا، أو دعنا نخط فوق الأوراق نشوتنا الطاعنة بالسن: الأرامل اللائي أنجبن هذا الدوى الأليف .. برفيف خواتم  محكومة الأثر، ببينات يقطفن البراءة تعويذات لماعات: هذه موسيقى لشيء ما، معلن كفجر، ومجروح التضرعات: ليس الغصن هو الذي اشتبكت عنده اندثارات، إنما الأدغال توحدت بالجذور.
[69]
        ليس بلا قلائد شيدت مزارها باتجاه الغيوم، إنما كحقول  سيمحوها الدخان، لملمت غرقاها بركات أبنوسية: انها استئنافات بالسوسن وغرف محاكاة بالانثلامات: أيها الليل لن تعثر على مصباح خالٍ منك: هنا، ما بين الأوراق، تكمن عظام أمراء، ومرة بعد أخرى، تغرق اليد تواريخ الصفحات: هكذا في المشهد الثانوي خلف الشاشات، تجمع رتب الموتى، نجمة اثر نجمة، كعقيد مسترخ لتاج الموت: نجمع بلذة الخبز الأسود، وفرة الهبات، وإنما ليس من مقبرة أكثر سعة من هذه الابتهالات، وليس من فرح محاك أكثر من هذه الدقة.

[70]
        ما الذي أخذته  الريح سوى المطارق: اليد الأولى المتوحدة معها: لا المطرقة ولا الريح إنما الأمطار في بدء حصاد الموتى: الفتى اليانع وكسل القلب والأسلحة المصدأة: إنما أيضا ليس للغفران مسالك، هنا، عدا نقل ما تبقى من البيانات: وعود اليد للأكثر بهجة، وتندر: السيول التي جرفت المدَّون والأخبار المنهوبة: سبايا بالعباءات مبرقعات، والكلام المجمع على شكل زقورات، ومعابر، فإذا سئل من داخلها  ماذا عن المعاول، قال اشتدت واشتد ساعدها، فتكور ما في الأرحام، وانثنت هامات صائغها، فتساقط الرطب  وماس الأرض. والحطابات بالتحطيب انشغلن، والكلمات بالكلمات خمدن: لا أخ لأخٍ فيها، وما في القبور صار قلائد منهوبات، ولا عروس لبعلها، والمراعي خلت من راعيها: إلا أيتها الساعات المباركات، وضعنا النذور على النذور أمام طهر أرضك، فما أخصب الماء، ولا النار قالت كفانا اشتعال: ويوم لا زانٍ فيه ولا قبائل للادعاءات، ويوم لا السماء تمحو ما تحتها ولا الأرض تزهو بما فقدت، تخرج من الوردة غيابات الأضاحي، ويقول من صاغها يا ليتنا كنا التراب.

[71]
        وحصدنا تذكارات البيادر، لملمنا أضواء نوافذنا، واعددنا للفصول  نذور الرغبات: أكان هذا للإقامة وعد .. أكان هذا للرجاء سلام ؟ - : هي البيارق جمعتنا فتية ونثرتنا إعلانات .. وهي القطارات مرت بالقرى، وسارت في خطاها المسافات. كل قال لا تحجب اسمك عني، الأسماء تذكر بالأسماء، ولا ظاهر للصوت .. لقد كانت أسوارنا  نوافذ، وكانت لنا أعياد فأين هي الأعياد .. كل بأبوابه يجمع مفاتيح غيبتها. وكانت لنا الأقمار مناديل مواساة: غير مجد أن تذهب أو تأتي، وليس كل وقوف حيرة، نادى المنادي إلا أيتها الرمال المتعبات الواهنات أما للنفس من رداء: كل بما لا يرى يقول، وكل من رأى كتم سره.

[72]
لا تبدل الرغبة بالرغبات، ولا تحجب الكلمة بالكلمات: هو النداء نادى مناديه: إنما الأمواج عبرت ساريتها، والفلك حطت عند سواحلها: اهو الظل كتم نفسه وكشف بما فيه .. أم هو النور حجب عنا أنواره: النفس بما لم تبصر أيتها الساعات الشائخات لغروب البوادي، الروح تاقت لمزارها: العين لا ترى والجوارح خائبات بالصحو وقد أسكرهن الفضاء.



[73]
تتبع السلالم أم تتبعنا هناك حشائش في الرمال: سيكون الارتفاع موازٍ لعدد القلائد، للصخب في كتمان الثمار: وهذه النذور لمن لم آزره، وهذا المزار باب لمثواي: الفضاء  خلاق الدغل والبلابل، التراب الأقل تمكنا من الغفلة، الماء بما أعاد من تشظيات، والنار وقد استحالت منحدرات للبيادر.

[74]
        ليس من دعائم للغربالات السود، ليس سوى هذا المدى؛ الباب المنقط بإشارات التوقف: الضوء المتكاتف بصحبة بقايا الاستدارات: ليس سوى مزارات مضبابات بفصول قمرية: أيتها الشمس هل أنت الحجاب ؟ - : سأجلس اقرع صخرة أزهاري حتى تعاد المسافات إلى المسافات، والجميع إلى المتاهة.



[75]
        ما الذي دفع بالقافلة للتستر بطابوقات الأرامل ؟ ما الذي جمّع الأمطار فوق كف  النار؟  ما الذي وزّع القبائل إلى أقصاها في التندر .. إنما هذا كله لا يماثل المطرقة أمام الأثر؛ ولا سكين الروح المنشغلة بفخامة الهياكل. لم يندرس الراحل ولا كفت عطاءات النذور: جرى الأمر كأن التواقيع ابتهالات أعياد، وكأن البحر لا يقهقه إلا عالياً تحت يد مطارق القبور الفخمة  كل هذا الحصاد وثمة بذرة لا تجهل انها تبشر بهلاهل الأعياد.

[76]
        وضعت مدوناتها بقايا اصداء: اكتمالات فضاءات الدار. أقامت مزارها نخلات يظللن تموجات الصوت: ووهبت خزائنها المعصومات للأمطار: ليس أكثر حكمة من ذلك: البرية النائمة خلفها تحرسها بلا أتعاب والمدن ضاجة بإعلان إلغاء الأصوات: قط لم تنشغل إلا بنجومها الذابلة: بورود لم تزل تأتي أخبارها من الخنادق .. قط لم تر أن العواصف  عصفت، ولا الزلازل زلزلت .. بسطت يدها للتراب وبأعلى الكتمانات باحت بما لا تريد .. شيّدت لضحكاتها مزارات ولنجومها أرغفة ضوء .. ودوّنت فوق الماء ما تريد وما لا تريد.
[77]
        وغاب الغائب غيبة الحضور. لا أنت للباب ولا المفتاح لدينا عبور: امتدت المسافات بالمسافات أنوار منطفئات وبرق حضور: أيتها المرضعات اللائي حبلن  بأعراس  الرمل ضعن قلائدكن عند العتبة، عترة النسل ينابيع صخور. ويا أيتها الساعات الشائخات ما من قارع للمسافات.. وما من أمطار للكروم: خلت المدافن من حاميها. والمخطوطات من النور. احضر حاضرها للحضور.

[78]
        ومن منا تجمع أكثر: مناديل الحشمة أم عباءات الدخان: من منا سّرح وعوده للسلام .. ومن منا مع رماد الفجر تدثر: أيتها الساعات الزانيات لا منجٍ من بحر لملم غرقاه:  لا منج لنار خرجت من غابتها: هذه جهنم تربعت تخرّز خرزها للبنات المنسيات .. فبأي صوت تنادي .. ومع من دفنت مع الغبار .. أيها الوعد لست إلا قفل الذرات المجنونات الفتيات الصاخبات تلملنا للمحو وتجمعنا انفراطات.

[79]
        وتنهض الحجارة تقف في طابور النسيان: من آذاك أيها الفجر: الوردة أمسكت بأعياد الوادي .. والتراب احتطب أسراه. هذا هو الدوى كأنه كوّن الأرض كأنه انهيار الثمرة .. وكأن من في الأرحام دوّن الغفران لنا أناشيد. أيها الثمر  المشتهى لا تجرح هذا النسيم، هذا عيد الماء، الموتى هبطوا باصطحاب حرسهم، والنسوة  الغافيات يزّغردن بكتمانات بيارق الليل: أيها القاتل أنت الوحيد الذي خسرك الجمال، وأنا الوحيد الذي لم يلق القبض عليّ. الجمال، أيها الموت، كيف هو شكل التفتح.

[80]
        كقفل تجّمع الليل في الأحداق، فحملنا وثننا عبر الانثلامات: أيها النور توارى، تكفينا سنواتك العجاف: ستأتي الأمطار بالبيادر .. وأسلحة الدخان بالدخان. وتكفينا ذئاب بريتنا، لا نريد سوى هذه النار. من صفر إلى صفر، هو الهواء غربالات مدفونات .. وهو النور وساطة بين الترجيات: إلا أيها القلب توارى  بسر الغنائم، وليأخذ منك التراب ما تبقى من التراب، ليست هي بالحرب وليست هي بالياقوت: هذه اشد المطارق طرقاً فوق الطارق .. وهذه أمطار تطهر الأمطار: الم تر كيف تكوّرت الساعات وعاد السؤال إلى السؤال. هذه الزمردات فضحتنا بالكرامات. وهذه اليد ما زالت تمسك بأسرار البيانات.

[81]
        واستحال البحر، مثلما الدوى الصاعق إلى نقاط : طرز المناديل باحتفالات ثانية: كأن منازلات النار أعدت للأغصان عدا، فبأي الحبال اعتصمت يا من اعتصمت: الداران في مجرى الافتراق ولكن البصر كليل، ومن رأى امسك بالفضاء. هذه الساحات بعض حكايات غافلات، وهذه الأجساد ساعات راقدات يتصفحن مدوّنات الغبار: وهذا عشقنا ولعبنا ومسارنا بناءات زقورات، غادرنا الفيروز تاركاً ياقوتة: فلكل القلائد دعوات. ونداولها، هوامش البيان جراحات فضيات لصق الثمار: إنما الزلزال خرج من مأواه: مسافات تحاك وارى تطويها  المسافات .. فأي خاتم ينجدك وأي حبيب يهديك الأمطار .. إنما الحبيبات دفاتر محصنات لا يمسهن إلا الأطهار.
[82]
        قديس هو المأوى الذي أوانا، كعرش ثمار: وليس في الذرة إلا كواكب ويد تتلمس يد: لا تغضب علىّ فكل مغادرة تقرب. وبالرحيل تورق هوامش الكرامات. أيتها الساعات النائمات قرين أجزاء الفتى: هذا الوثن المدفون مع الغرقى، الأعشاب رتبّن المدفن  فالعاشق كل الحدائق:  ولا عتمة في الخاتم ولا ريب أن الراقد آفاق .. وما كان الرقاد سوى رحلة: يا امرأة البرية والماء قربي الكلمات للنار، فالمنازل ذكرى، والعاصفة فجوات.

[83]
        العاصفة فجوات، كماءٍ كوّن لنا الحكاية، ثم محانا بالحكايات: نتلذذ بها، نترك تناسلنا خيمة، نرقد لصقها متاهات. ثم تأتي المطرقة فتطرق: هدا المتوحد بوحدته لصق النسيانات. الم تر أنا قلنا مضى وتدثر .. تزين وتبارك بالماء. الم تر إنا ما قسمناها إلا درجات: هذا السوسن  فضيحة، ولهو الخواتم أوثان: يا من مضى بسرها إليها لن تعود لنا إلا بما سنأتيك بها مطرزة بالأسرار. وما الظل صاغه صائغ، وما الجسور تشيدها مسافات: كل ما عليها ثمرة، صارت ثمار، وكل ما عليها أطلال، صارت دار.

[84]
        أنت طلبت مودتها، يا من بحت بسر الدار: فيا بيارق عودي إلى مستقرك، الخيبات آمال إنما من بسطها سيزلزلها، ويأخذ من اليد ما تغنت به  الأفكار: وكل برضاه راضٍ، هذه عروش مودتنا وهذه مدافننا تتبادل الأكفان: التيجان رمال والقلب غبار:  ويا أيتها الملكات المدثرات ما بينهما لا ندعوه مسافة .. إن الفواصل حلقات في الدوران. هو النبض باقٍ بعد أن جمعنا الحصاد وبعد أن نثرنا البذار.

[85]
        ليس بينهما احتكام، الذي دار دورته، أو قطرة الندى فوق الماء: كلاهما نداء، وليس أكثر من هذا طرافة، إنهما معا لا ونعم تتبعهما الظلال: صلاة ما قبل الدوى، وصلاة قبيل الانهيار: إنا نرقد في الضدين، وبنهرين نجري. تاجه النهار والليل وما بينهما، وليس لقلبه مكان.

[86]
        يا وثني طاوعني على المغادرة، أما من سبيل: بي شوق للراقد فيّ، لا يصغي اليّ، إنما قلائده سورتنا بالأسوار: يا أشجار روحي أأصابك الكبر، أم أني سبقت عهدي بزوال الزوال: خرجت روحي تتنزه فضاعت، ثم أضاعني الدليل: ثم تلد الثمرة بنـزف الريح هذا الشكّل بالرهائن، وهذا الحرف المنكسر برفقه الرايات: وليس لدينا دليل القفل: وردة تكتم ملذات  الصواعق، وساعات منحنيات يرقبن مرور القوافل. تحرك قليلاً لكي لا تطاردك الغابة، ولا تتجمد لكي تغادرك الريح.

[87]
        وتبدلت الدار، وتبدل حاميها: كل أخذته مودته إليه  وعند البئر خلعنا ظلال خواتمنا. لا تقرع طبلك يا طبال دع الماء يأخذ مجراه أو دع المجرى يسرنا بزواله: عروسي أخذها من فيّ وغادر: أيتها العتبات هل مرت بك الأنعام، ويا مأوى ألغدك تقام هذه الولائم .. رحل من امسك بها، واحتشدت الساعات لصق الساعات جنازات فارغات: مخطوطات ندوّن فيها تاريخ الغد وأيام الهجرة: صفحات سود ورايات بيض ملحقات بطوابير القسمة: أيتها المزارات لا تطرقي بابي، يدي تكورت بأدغالها، وروحي مع الدخان عقدت عزمها. لا دقة مضافة ولا دقة هالكة، هي المطارق بعض أناشيد صائغها: أيها الذاهب إلىّ جرجر مسافتك وبالغضب رفقاً فانا معك حتى قيام الأعياد.
[88]
         امسك الليل رنين مارته، وزعنا هدايا مطعمات بالقير زودنا بتوقعاته: هي الرمال تنحاز لها اضطراراً، ليس للأسباب أسباب، عدا تصفيات النذور. وكتب كاتم خزائنها إنا اجتزنا ستار الستر، لا فضائح عد الماء أثار الفتنة. لا الدار تعد الريح ولا ما في الغيب امسك سره. يا تراب أقدام النور أين تركت خطاك ؟ - : أصحاب التوقيعات بك سائلون، وبك راغبون، وبك حفنة قتلة. فتعال أعط بصري استقرار الوسائل، وأوقد في الأطراف حكمة السواحل.
[89]
        الذي أخذته معك تركته، فالدار لدينا سؤال: سنقيم خيمتنا ونحفظ بها الثمار: ونغادر مثلك، هذه عروسي أصابها الكبر .. وفتاها تاه. الأعراس مصادفات والدفن احتفال.
ولم تترك لنا إلا ما أخذته، سراب الملذات وحكمة الأخبار.
        ولم تترك لنا ما سنترك، لك فضاء  البراري  ولنا انغلاق الأبواب: المدن العجوزات المتصابيات يرقدن تحت انهيار الأسئلة. جاءتنا النار بثمار مبتورات الأطراف، وانتزع الفجر منا كتاب المواقد. هي السلالم مدافن لا يرتقيها إلا من تاه، ومن امسك بها كان أولها، فلا تبدل الأسماء نوايا الأسماء. النور ختم الكتاب بدورته وما الكلام سوى غطاء كلام.

[90]
        أبايع نفسي بثمن رضاها : هذا مدفني حدائق بيضاء ، وهذا أنا تركت للريح بوابات التندر . روحي اشتاقت لرحلتها: لا أراه هذا الذي يريد .. ولا يراني هذا الذي طلبته نفسي . تبارك من سواها ، فالقلوب مرايا امتحانات ، والدار موزعة على فواصل.
[91]
        لأي إقامة بايعناك، ولأي رحيل قدمت لنا الأضاحي: اشتبكت أيامنا وتداخلت السنين بالسنين: لك ما وهبتنا ولنا الفضاء. لا نأخذ إلا ما فاض منها: هذه موائد الأعراس وهذه حدائق الأحبة: التاج أزاح التاج، والآتي لا يكتم سره.

[92]
        وتقول  البذرة ما خطب  الأشجار .. ويقول الطائر ما سر صدى الغيمة .. وتقول ظلال الكف من ذا دوّن من ذا غاب: أنت تركت وصاياك مخطوطات لماعات مزركشات مع الغبار، مثلما لم ادع أصابعي تأخذني لك لسلالمها: وما هي إلا هاوية نقلب فيها أشكال الرجاء: النسوة المسرورات ليس لديهن مسرة، والمدوّن فوق الرمل تخلت عنه الأصداء: هذه هي أيام معدودات مزركشات يدخلن ويخرجن كساعات هرمات ثم نوقد عتمتنا حتى الفجر: تعال أقم في وردتنا: فمن أعلنها تاه. وما المسرات إلا موجات تجري بما حملت. فما أنت بمغادر، الدار أخذتنا إليها، وبها للمزارات أقمنا، وما أنت إلا مهاجر، وتلك هي الأيام المؤجلات المختومات بالمصائر.
[93]
        يتبادلان النطق مثلما شغلهما الفراغ: لليابسة أيام وللماء أيام، وما خلع الشكل ظله. هي استرجاعات ونسيانات دوّنت في دفاتر عكاظ. لا كاسب فيها ولا ندم على خسران: الذي جاء بالثمار اخذ الشجرة. ثم تعود حكايات اللحد إلى المهد، ومن المزارات إلى المتاهة، لا ينج منها إلا من فتح لها، نذر لها المعابد والأطلال. هو القلب أضاء سبيل النداء، استقامت المستقيمات، وغاب من أحياها: هذا عيد الكف عند الأعياد، وهذا تراب من قدس سره: من المتاهات إلى المزار، ومن الأشجار إلى السواحل: رحالون صالحون وأفاقون طيبون تبادلوا ادوار المسافات: سلاما لها حتى اكتمال الثمار، وسلاماً عليها باختتام الأدوار.

[94]
        دعانا لوليمة كواكبه: أأنتم مخلدون كما القوس والراية: الم تر ماذا فعل الغبار: لكم دورتكم ولي صراط المتاهات: ودعانا لأنفسنا قلادات منفرطات: ثم طهرنا .. فك الباب، بلا أفعال زكانا: الم تر  ماذا فعلت الجمرة، لكم مدنكم ولنا الأوثان: أتذهب أفعال اليد كما أخذت الصحف أطياف القلب: خذونا إذا ياقوت  ذبح، فان لم ننج من رامينا أتيناكم كالفجر يجرجر أذيال الفجر: وكل بخطابه بيان: الخاسر من تاه، والكاسب تشهى حرائق الماء.

[95]
        بينهما، جرجرنا صمت  الدوى المبشر بالمسرات وجرجرنا الذي مهد لنا غابات النار: فلم القلب عصى أمر طاعته، وغدا، مثل مثال لا يخترع إلا الأشكال: ها أني اصطحب أغنيات العتمة والنور، وابعد ابعد بين صمتين، أكّون مشاهد التكوين.

[96]
        وستعود العربات الملكيات إلى الحدائق، نسوة الأمس اللائي لعبن بمحاذاة النوافذ، يعدن برداء التندرات. ملكيات وشمطاوات مصطحبات كلابهن ذات الدم البارد. مثلما هي الفصول في المشاكسات. نرتقي السلالم حتى الثمالة: هي الأعياد الأولى المتوجة بتاج الشك، عاقٍ وعظامه فضة، الذي اخترع عربات جمع الأطياف. عاق مثل نذور المتاهة، الذي ذكرنا بالذكرى، وأقامتا في الكتاب.

[97]
         كتبت أم كتمت أناشيد صداك أنت تركت ما أخذت، وأخذت ما تركت: هذه متاهات المفاتيح، وهذه هي طبقات المدن: ولا اليد أخذت ما أعطت، ولا أعطت ما أخذت. هذه موازين الأنعام مع التراب .. وهذه هي المرتفعات بوابات انثلام: أتتضرع في مثواك خشية الغاشية، أم النفس اضطربت لرطب الغانية.
        كتمت أم كتبت الساعات المهملات برفاتهن تدثرن. لا تين يقّدم للغرباء ولا زيتون: هذه هي الأنوار عكازات هرمات ينسجن خطابات الدخان، يسار القلب استبدلناه وغرقانا ما تركناهم سواحل: تقدمت أم تراجعت الأصداء روت، الألواح كشطت، والصائغ صاغ المحو: وقع طبلك طبلك غير سامع، وأقم أوثانك ما من عابد: البذور للبذار، وما في السفن إلا يأخذها إلا الربان: كل نفس بما كابدت اليوم اكتمل الفضاء، يوم لا يتقدم فيها ما تأخر، ويوم تعود الصفحات إلى الصفحات: إنا أخرجنا الكلام كنبات للعهد شاهد، والصمت مآثر: فما كان عليك أن تقسم بالرمال، وبالأنعام أنت جاحد: والنفس بما حفظت، عملت  بما كسبت، الم تر ما في البيادر، لكم  سلواكم ولي من المتاهات بشائر.

[98]
        ليس لي أكثر من أعياد فوق الكف، مجرجرة نحو الياقوت. بعيداً عن ضوضاء المستحدثات، هكذا إلى الخلف، تتكون زنابق مضافة، بحكمة نادرة، تأخذ مدى البدائل، كأن لا احد قفل الفضاء بغوايات العجوزات اللماعات، لأن الالتباسات بالفصول يخيطن ممزقات الغيم. هي الأمطار لم تكن قط أليفة. أو يانعة الطلعة، لكنها أكثر تقدماً، كلما كان للأمر حواشٍ وشروحات: انه الكلام المسموح بالفواصل، بلا نقاط، نحو هواياته المسموح بها، هنا، وهناك، لكن بلا تمنيات الحجارة.

  
[99]
        لا ناج أو منج منها: هذه .. هي .. إشارات لا شارات سلفت. فإذا فتح الفاتح ودفع لنا بالنور ادخل هذه هي الأسماء، وبالأمس كأن من عليها نهض، وغادرها لحين مذاق الردة، وما أدراك كيف دارت .. كشطت المسافات، كور من سواها: لا منج أو ناجٍ إن ابتلاها أو غادرها. الفرات أنبتها، وعلى المدى هذه مدافن من زرعها ومن أفناها: هناك البلور لمن تاه، الشائخات لذوي العزم، والساعات الرميم هياكل عن محاها. يا من  في الجب إن شئت تسلى .. لا ناجٍ من نعيمها ولا من ذنوبها: يتساءلون عن الرماد، عم يتساءل من أشعلها: أفلا تر يوم تنكسر الأوثان، يوم السوسن يغلق بابه، لا وادٍ لمرضعة مأوى، ولا للرايات قبائل: يوم تحشر العنوانات مع الحواشي، لا ذنب لمن بشر بها، هذا شاءته الألواح، وما أدراك يوم يرى الأعمى فيخلعه ترابه. الحصاد حصد بذارته، والثكلى ثكلت بسلواها: بيانات محكمات لا يراها إلا من اختتمها.

  
[100]
        ثم تنهض في مداها الأخير: فصوص الدورة بلذات مكتومات الحواشي، عانسات يشعلن بخور التآلف: حافات عذابات المشهد: أكثر مطاوعة من رغبات: هذا فتاك فتى لم نعثر عليه مع الماء، ولا أرضعته بالبرية حطابات ليل: المخطوطات يلدّن أيضا: لا جسر بين وعدين. الريح حفنة أوامر .. وبئر القلب أفاضت بالمغادرات: أعذب ماؤك يا فرات أم شيوخ طرقنا أغلقوا علينا الباب. ونخترع بالأنوار الشائخات فوق الموائد ن لصق الأجداد، باستثناء رفيف رفات مداعبات التصابي: ليس أكثر من مراجعات  لفك طلسمات سم الأفعى، وتنهدات صمت الحرف المجر جرا ً، والشمس وما أدراك ما ضحاها والليل إذا انشطر، هي الصواعق إذا سئلت من أخفاها الماء كفنها، يوم توحدت العناصر، لا نياشين لمن رآها أو رواها: وما جئنا بنص لكتاب أو حرفنا هوامش من دحاها: هذه البرية لها ليل بالأصفاد يحرسها. فما أنا بمنجد لمن ودعها، أو أخفاها: الأرض زلزلت فأخرجت بلواها، وما هي الأيام إلا ساعات منسيات الأكفان: الغارات جمع جموع مكسورات الجناح. فأنذرت القبائل، لا ناج من غبارها. كل ما عليها غَبَرَ .. الغبش آخر ما في البيدر: جاء الطارق يبعثر أطلالها، فوصفت الصافة، انقسمنا بالجمع وتآخينا برمالها؛ ثم أقمنا للكراسي ولائم الصلح: فعم يتساءل من فجرها: يا من قاسمني خبز الموت، ما أنا بمغادر  ولا أنا للمزارات بزائر، إني أزيّن موتي بالزيتون والرطب، لا اترك ما تركوا، كتبت علينا الخيمة بالبرق كتاب الرمل، عظامنا رميم، ومزاراتنا قيامة.
31/12/1993


ليست هناك تعليقات: