قصة قصيرة
الكتاب المفقود
بلقيس الدوسكي
بحث كثيرا ً عن مسودات الكتاب الأسود الذي ينوي طبعه، والذي سهر الليالي الطوال في تأليفه، ولكن من غير جدوى، حيث لا يتذكر أين وضعها، أو ربما تكون قد سرقت ...؟
ان الكتاب الأسود يتحدث عن مرحلة عاشها مع جدته التي بلغت الثمانين من العمر، وكانت تروي له الحكايات الأسطورية، وجعلت منه طفلا ً خرافيا ً! وبعد رحيل جدته استعاد أساطيرها وراح يدونها حتى بلغت المئات من الصفحات، وأطلق عليها عنوان: الكتاب الأسود.
كانت أساطير جدته مرعبة، ومن هذه الأساطير واحدة تحكي:
ـ ان ابنة الجيران طلبت منه ان يعيرها كتابا ً عن السحر، فأعارها الكتاب وطلب منها ان تعيده له خلال يومين. لكنها ماتت في اليوم الثاني، فسار مع المشيعين إلى مثواها الأخير، وظل يبكي عليها ليل نهار لأنه كان يحبها حبا ً عميقا ً.
وفي إحدى الليالي الحالكة الظلام، وكانت في تلك الليلة عاصفة هوجاء مخيفة أسقطت الكثير من الأشجار وهدمت الكثير من الدور، وكان الشاب يجلس في غرفته المظلمة، وإذا أحس بيد ٍ تمسك به...
دبّ الرعب في قلبه وقال وهو يرتعش خوفا ً:
ـ من أنت..؟
ـ أنا حبيبتك الراحلة، أنا وردة!
ـ وردة...؟ كيف خرجت من قبرك...؟
ـ جئت أعيد الكتاب لك. فانا لن أخون الأمانة، ثم ان حبي إليك هو الذي أعاد لي الحياة!
ـ لكنني لم أرك ِ.
ـ ستراني في ذات يوم.
ثم اختفت فجأة واختفى صوتها في العتمة، فخرج كالمجنون وراح يجوب شوارع المدينة المظلمة.
ـ أين أنت ِ يا حبيبتي وردة..؟
جاء الصوت عبر الظلام:
ـ سأعود إلى قبري!
وفي اليوم الثاني بدأ في كتابة أساطير جدته المخيفة التي عقدته منذ الطفولة، واسماه: الكتاب الأسود. وعندما فقده، ظل يصرخ بصوت رهيب:
ـ أين مسودات هذا الكتاب، من سرقها، وأين اختفت؟!
الكتاب المفقود
بلقيس الدوسكي
بحث كثيرا ً عن مسودات الكتاب الأسود الذي ينوي طبعه، والذي سهر الليالي الطوال في تأليفه، ولكن من غير جدوى، حيث لا يتذكر أين وضعها، أو ربما تكون قد سرقت ...؟
ان الكتاب الأسود يتحدث عن مرحلة عاشها مع جدته التي بلغت الثمانين من العمر، وكانت تروي له الحكايات الأسطورية، وجعلت منه طفلا ً خرافيا ً! وبعد رحيل جدته استعاد أساطيرها وراح يدونها حتى بلغت المئات من الصفحات، وأطلق عليها عنوان: الكتاب الأسود.
كانت أساطير جدته مرعبة، ومن هذه الأساطير واحدة تحكي:
ـ ان ابنة الجيران طلبت منه ان يعيرها كتابا ً عن السحر، فأعارها الكتاب وطلب منها ان تعيده له خلال يومين. لكنها ماتت في اليوم الثاني، فسار مع المشيعين إلى مثواها الأخير، وظل يبكي عليها ليل نهار لأنه كان يحبها حبا ً عميقا ً.
وفي إحدى الليالي الحالكة الظلام، وكانت في تلك الليلة عاصفة هوجاء مخيفة أسقطت الكثير من الأشجار وهدمت الكثير من الدور، وكان الشاب يجلس في غرفته المظلمة، وإذا أحس بيد ٍ تمسك به...
دبّ الرعب في قلبه وقال وهو يرتعش خوفا ً:
ـ من أنت..؟
ـ أنا حبيبتك الراحلة، أنا وردة!
ـ وردة...؟ كيف خرجت من قبرك...؟
ـ جئت أعيد الكتاب لك. فانا لن أخون الأمانة، ثم ان حبي إليك هو الذي أعاد لي الحياة!
ـ لكنني لم أرك ِ.
ـ ستراني في ذات يوم.
ثم اختفت فجأة واختفى صوتها في العتمة، فخرج كالمجنون وراح يجوب شوارع المدينة المظلمة.
ـ أين أنت ِ يا حبيبتي وردة..؟
جاء الصوت عبر الظلام:
ـ سأعود إلى قبري!
وفي اليوم الثاني بدأ في كتابة أساطير جدته المخيفة التي عقدته منذ الطفولة، واسماه: الكتاب الأسود. وعندما فقده، ظل يصرخ بصوت رهيب:
ـ أين مسودات هذا الكتاب، من سرقها، وأين اختفت؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق