الجمعة، 4 يوليو 2014

جسدُكِ قيثارتي-أحمد الحلي

جسدُكِ قيثارتي
أحمد الحلي
1
تمرّين، والوقتُ خريفْ
بمحاذةِ أدغالٍ بريةٍ
فيلتبسُ الأمرُ على غصونِها
تُحِسّ بدفءِ الربيعِ
يسري في عروقِها
ثم يلتبسُ الأمرُ عليها
كرّةً أخرى
فيتبرعمُ فيها
جوريٌّ و ليلكْ !
2
هل لي أن أُشبّهَ جسدَكِ
الماثلَ ، بكل أبّهتِهِ أمامي الآنَ
بمائدةٍ ملكيّة ؟
أتسللُ إليها خِلسةً
فأُشبِعُ نهمي
بكل ما لذَّ وطابْ
ثمَّ أتوارى قبلَ
أن يلتئمَ شمْلُ المدعوّين
كما لو كنتُ ظِلّا  !


هل لي أن أشبّههُ بسفينة
اختطفها قرصانٌ
يعلمُ أن بداخِلِها
لؤلؤةً
لم يُبصرْ مثلَها أحدٌ
من قبلُ قطُّ
فاعتزل البحرَ
واختار أن يتوارى بها
في إحدى جزرِ الله
المنسيّة ؟

هل لي أن أشبّهُهُ
ببابٍ  موشّى
بطلاسمَ وتعاويذَ
تنفتحُ
على أسرار الملكوتْ ؟

هل لي أنْ أشبهه
بشجرةِ نارنجٍ
تنفتح على مشارف
غابة ؟

هل لي أن أشبّهه بوطنٍ
لا يقطنه سواي؟

أو بجواز سفرٍ
يُعطيني تأشيرةَ الدخولِ
إلى عوالمَ سحريةٍ وأسطورية

هل لي أن أشبّهه
بمركبةٍ فضائية
تطيرُ بي
لأقصى المجرّات
نخترق  معاً حاجزَ الزمنِ
تتيحُ لي أن أكون شاهداً
على اندثارِ أكوانٍ
وولادةِ أخرى
ثم تحققُ لي أمنيتي
بأن أستحيلَ قمراً
أدورَ جذِلاً لبعض الوقتِ
حول كويكبٍ أختارُه !

هل لي أن أشبّهه
بخمرةٍ معتّقة
أرشفها  ببطءٍ
ويبقى لساني عالقاً
لأمدٍ طويلٍ
بموطنِ الشهوةِ منها
فيدخلُ  كلانا
في طور التلاشي
أصيرُ أنا محضَ خيالٍ
وأنتِ مجرّدَ فِكرة !

هل لي أن أُشبّهه
بنافورة ملذّاتٍ غرائبية
أصلُ إليها ظمآناً
بعد مسافاتٍ ضوئية
فأشربُ منها وأشربُ
أراني وقد ازددتُ عطشاً
وأرى ذاتي ،
وقد تفجّرَ فيها
جنونُ الشبقِ !


ليست هناك تعليقات: