قصة قصيرة
اللعب على الحب!
بلقيس الدوسكي
اعتكفت في بيتها وانقطعت عن
زيارة معارفها وصديقاتها لفترة طويلة من الزمن، حتى بدأ الأصدقاء المقربين
يتهامسون عنها، للتعرف على أسباب غيابها عنهم.
ـ ألا تعرفين يا بهيجة لماذا انقطعت عنا نرجس؟
ـ ربما سمعت كلمة عابرة ومنحتها تفسيرا ً جارحا ً.
ـ هي حساسة.
ـ لماذا لا نبادر ونزورها...؟
ـ ليس إلى هذا الحد، فهي رقيقة القلب.
ـ إذا ً، لنتصل بها هاتفيا ً أولا ً.
ـ لا بأس.
ـ نعم..
ـ أنا صديقة بهيجة..
ـ أهلا ً بك.
ـ ما هذا الانقطاع الطويل يا نرجس...؟
ـ لكل أمر سببه.
ـ هل بدرت منا إساءة بحقك..؟
ـ ربما!
ـ ما هي بالضبط يا عزيزتي..؟
ـ لا وقت للحديث عن أشياء مضت..
ـ إذا ً، سنزورك الآن.
ـ لتكن الزيارة في وقت آخر.
ـ لم أتوقع منك ِ هذا الرد يا نرجس.
ـ لكل منا توقعاته.
ـ وأخيرا ً..؟
ـ مع السلامة!
غلقت ُ الهاتف بوجه بهيجة لأنني
لا أريد ان اسمع صوتها ولا أحب زيارتها، كيف انسي لعبتها الخبيثة التي جرحت مشاعري
وأدمت قلبي..! إنها امرأة لعوب.
ـ من ..؟
ـ أنا أسعد.
ـ ماذا تريد..؟
ـ أحسك منفعلة.
ـ انفعال مشروع..
ـ اسمعيني أرجوك.
ـ لعبة جديدة..؟
ـ لا أبدا ً، وإنما أردت ان أوضح لك ِ بعض الأمور.
ـ الأمور واضحة كلها.
ـ ولكن..
ـ أتمنى لك السعادة مع بهيجة.
ـ اللعنة على بهيجة!
ـ لا تلعن حبيبتك يا اسعد.
ـ لا حبيبة لي سواك.
ـ أنا امقت المجاملة على حساب الحقيقة.
ـ لقد خدعتني بهيجة يا عزيزتي نرجس.
ـ وأنا ضحية خداع الاثنين...، أنت وهي.
ـ دعيني أحدثك عنها.
ـ حدّث غيري، فانا لا أحب الحديث عن الخداع.
غلقت الهاتف بوجهه لأنه ـ كما
اتضح لي ـ إنسان مراوغ ويتسم بالطمع والخداع والجشع المادي.
ـ ماذا بك يا اسعد ..؟
ـ بي هموم الدنيا كلها.
ـ ما الذي حدث؟
ـ خسرت نرجس بإغراءات بهيجة.
ـ كيف ..؟
ـ كنت أحب نرجس حبا ًعنيفا ً وكانت تبادلني الحب نفسه..؟
ـ ولماذا خسرتها..؟
ـ أغرتني بهيجة بالمال لاشتري سيارة حديثة، ثم سرقتني من نرجس.
ـ وماذا حصل..؟
ـ لا بهيجة ولا السيارة ولا نرجس!
ـ لو كان حبك لنرجس حبا ً صادقا ً لضربت بكل إغراءات بهيجة عرض الحائط.
وبصراحة انك تستحق هذه النتيجة المرة.
ـ كما تقول، حتى نرجس كرهتني وغلقت الهاتف بوجهي.
ـ لها الحق، فأنت البادي والبادي اظلم.
ـ ماذا افعل..؟
ـ لن ينفعك اللعب على الحب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق