بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الاثنين، 14 يوليو 2014

بين سرقتين.. «عمارة يعقوبيان» و«عزازيل»!-*خليل قنديل

بين سرقتين.. «عمارة يعقوبيان» و«عزازيل»!


*خليل قنديل


إن ما أثاره الكاتب التونسي المقيم في القاهرة كمال العيادي، أخيراً، في الصحف المصرية والعربية حول سرقة بعض الأعمال الابداعية العربية والمتمثلة بعملين إبداعيين، الاول هو رواية «عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني، والثاني رواية «عزازيل» للروائي المصري يوسف زيدان يعتبر بحق فضيحة للثقافة العربية على المستوى القطري والعالمي، حيث يسوق العيادي المثال تلو المثال كي يؤكد عملية السطو التاريخية هذه!
يقول العيادي في أحد مقالاته بهذا الخصوص «إن نجم علاء الأسواني بدأ بالانحدار بشكل مرعب ومؤسف خلال السنوات الثلاث الاخيرة بسبب قيامه بخطأ قاتل، وهو أنه استمر في الكتابة والنشر رغم انه يعرف أن الغرب تبنى مخطوط عباس الاسواني والده الساخر الجميل ولم يتعدَ دوره أنه يجمل بعض الأسطر للتضليل، فتحول المخطوط بقدرة قادر من عمل إبداعي لوالده يتناول فيه عمق المجتمع المصري من خلال زاوية مسكوت عنها، موضحاً أن الاهتمام العالمي بالرواية يجيء على خلفية اهتمام الرواية بأملاك اليهود في مصر. وقد أشار العيادي الى أن الأسواني وبعد الشهرة التي نالتها رواية «عمارة يعقوبيان» كتب روايتين، الأولى كانت «شيكاغو»، والثانية كانت رواية «نادي السيارات»، وفي هذين العملين تكشفت ركاكة المستوى الإبداعي عند الأسواني.

وفي المقال ذاته أوضح العيادي أن رواية «عزازيل» رواية قام بسرقتها يوسف زيدان عن رواية إنجليزية قديمة ومهملة لروائي إنجليزي كتبها عام 1853، وترجمها الى العربية عزت زكي باسم «هابيشيا»، ونشرتها دار الشرق والغرب في الستينات، والتي تتكون شخصياتها الرئيسة من بطل الرواية، وهو راهب من وادي النطرون.

وتدور أحداث الرواية حول العنف الذي ساد في أواخر القرن الخامس الميلادي، والإشكالية التي صنعتها الفيلسوفة المصرية ذات الأصول اليونانية «هيباتيا» في ذاك الزمان.

والحق يقال إن رائحة السرقة فاحت من العملين لحظة صدورهما، وكانت الثقافة العربية تهجس بكل هذا، لكن ما من أحد استطاع أن يجاهر بمثل هذه الكارثة الثقافية وإيضاح طبيعة السرقة في العملين إلى هذا الحد! لكنها ما من شك ستكون هذه الحالة علامة فارقة في الثقافة العربية، حيث سيتم التأريخ لعملين استحقا أفضل الجوائز العربية والعالمية، فضلاً عن الترجمات التي حصلت عليها هذه الأعمال.

وهذا بالطبع يكشف عن حالة الغباء المتأصلة في الثقافة العربية، حيث لا تتم الأسئلة عن أصل المضامين الكتابية وإلا ما معنى أن تحصل مثل هذه الأعمال الأدبية على كل هذا الاحتفاء من دون أن يخطر ببال مثقفينا السؤال عن أصل هذه الكتابة ومدى اللصوصية الكامنة خلفها!

ونحن قبل كل هذا نعترف بأن حضارات كاملة سرقت وتم نهبها، لكن المهم هنا هو فردية الحادثة وقسوة اللصوصية فيها، وهذا بالطبع يقودنا إلى تقديم كل الشكر للناقد التونسي كمال العيادي، وإلى كل حراس الثقافة العربية والعالمية الذين ظلوا يقفون للصوص بالمرصاد.
_______

*الإمارات اليوم

ليست هناك تعليقات: