محمد قريش ..
نصوص تلقائية متروكة إلى الآخر !!
د.شوقي الموسوي
مابين القراءة والفهم في حدود المشهد التشكيلي المُعاصر في العراق مابعد الحرب ، تواجدت أبجديات الثقافة البصرية المحتفلة بالتأويل والتدليل والتحليل والتركيب والتي اهتمت بانتاج الاسئلة النبيلة من خلال اقتراح تكوينات بصرية ذات منحى تجريبي ، من قبل الفنان المعاصر في العراق بشكل عام وفناني المهجر بشكل خاص ... قبل أيام أشتبكت الذائقة البصرية مع نتاجات الفنان التشكيلي العراقي محمد قريش المغترب في هولندا والذي قدم معرضه الشخصي على أروقة صالون أكد للفنون ببغداد وبواقع 30 عملاً فنيا وبمختلف الاحجام والتقنيات ...حيث قدم الفنان تجربته الفنية ذات النزعة التجريدية الخالصة والمتوشحة بتقنيات طباعية عالية الحساسية والتعبير..احتفلت تكويناته بالتلقائية الانية وايضاً بالاثر وجمالياته بفعل عمليات التحزيز والتسطيح والترميز والاختزال والتجريد على أرضياته الطلائية ذات العجينة الكثيفة ، فاقترح خطوط وأشكال غير منتظمة وخربشات تقترب من الذاتية الآنية بعيداً عن سلطة العقل لاجل الامساك بالاطياف .هذه التجربة تعد مكملة لتجارب الفنان السابقة لما لها من منهجية تجريدية خالصة في البحث والتنقيب عن ماورائية المرئي وكوامن وطاقات الاثر ومايحويه من جماليات تقنية تسمح لذهن التلقي من ان تسيح فوق الواقع في عوالم الصمت الجميل عوالم ملؤها السلام والاحلام .الفنان محمد قريش القادم من عزلته الاوربية من هولندا جاء الى وطنه يستنشق بعضاً من الذكريات من ألوان وملامح لامكنة أختفت بفعل الاحتلال وأزمنة جديدة تفتح الحوار مع الماضي فتنتج نصوصاً تشتغل على فعل التناص والتفوق على الواقع لاتلتزم بالمعنى الموضوعي بقدر احتفالها بالذاتية والفردانية الخالصة واحتوائها على الافكار والجماليات المتراكمة في ذهن التلقي ليترك الفنان مسالة تأويل مشاهده التصويرية الى الآخر ليصير المتلقي مشاركاً في العملية الابداعية بعد ان كان مستهلكاً في الامس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق