قصص قصيرة جدا ً
عادل كامل
[1] سر
سأل التمثال النحات، بعد ان أنجزه:
ـ لماذا ألصقتني وأضعت ملامحي وحولتني إلى اثر...؟
أجاب النحات بصوت هاديء:
ـ ليس لدي ّ مأوى أتوارى فيه سواك!
فقال التمثال:
ـ فضحت سرك!
ـ بل أنا هو من أخفى سرك! فمنذ الآن لا أنا ابحث عنك، ولا أنت تبحث عني، فكل منا لن يرى الآخر بعد اليوم!
[2] استغاثة
ـ استغث...!
ـ كي تعيد ما سلب مني، وما خسرته...، لتمد بعمري، كي أر ما لم أره من ....؟
ـ بل كي أمنحك الضوء...!
ـ جميل، جميل حقا ً، كي أرى ان الظلمات، وحدها بلا حدود، وكي أدرك، مرة أخرى، أنني لا اقدر على عمل شيء!
[3] خوف
ـ لماذا لم تعد تخاف مني...؟
ـ من أنت؟
ـ الم تعرفني..؟
ـ وهل أنا مضطر للخوف من ..، من...، من اسمه لا يقترن بالكلمات، ولا بالمسافات، ولا بالأنوار ...؟!
ـ أحسنت؟
ـ على م َ هذا الإحسان...، وأنت تراني لم اعد أخاف حتى من الذين دمروا حياتي ...، فهل تطلب ان أخاف من الذي ليس هو بالنور، ولا بالمسافة، ولا بالكلمة التي تذهب مع الريح!
[4] سؤال
سألت المرأة زوجها الكاتب:
ـ اخبرني، انك قبل نصف قرن، وعدتني باختيار مهنة غير محنة الكتابة...، التي لم تكسب منها إلا المرارات، والشتائم، والخسائر...، ولكنك لم تفعل...؟
ـ في الواقع، كان اختياري لها، مثل اختياري لك ِ!
ـ لكنك طالما اعترفت لي ان عصر الكتابة في طريقه إلى الزوال؟
ـ كما هو عصر الرجال!
ـ تقصد .. زماننا؟
ـ وهل لديك قدرة على عزل لا حافات الظلمات عن هذا القليل من الضوء؟
[5] رجاء
ذهب إلى (الموت) وطلب منه:
ـ أرجوك، اعتقد انك تأخرت كثيرا ً...
ابتسم الموت وسأله باستغراب:
ـ ما شأني أنا..؟
فقال بصوت خفيض مرتجف:
ـ لم يستجب الرب لطلبي، وأنا ارجوه ان يأخذني!
قال الموت:
ـ إن لم يستجب الخالق لطلبك، فهل استطيع ان أحقق لك ما لم يحققه؟
ـ ولكني، كما تعلم، وفي يوم ما من الأيام، سأموت!
ـ غريب أمرك، فما الداعي إلى هذا الاستعجال..؟
ـ كي اكف عن رؤيتك، فلا أجد أحدا ً يفزعني!
ـ يا شيطان، فهمت الآن سر طلبك مني!
ـ ماذا فهمت؟
ـ ان تسلبني سلطتي!
[6] عبوة ناسفة
عندما اكتشف وجود عبوة ناسفة زرعت بجوار نافذة غرفته، أبى ان يخبر أحدا ً بها، ولا حتى السلطات الأمنية، بل انتظر غروب الشمس، كي يذهب إلى المكان الذي طالما كان بؤرة للقاء المسلحين، واخبرهم بأنه قد يكون غير مرغوب به...، أو انه ارتكب خطأ ما، فانا ـ قال لهم ـ ليس لدي ّ ما اعترض عليه، وبإمكانكم إجراء الحساب معي بعيدا ً عن الآخرين، في ظلمات هذا الليل.
ابتسم كبيرهم وسأله:
ـ ولكن قل لنا لماذا لم تخبر السلطات ...؟
أجاب من غير تردد:
ـ بل لم اخبر حتى الله!
[7] انتخابات
ـ هل أدليت بصوتك؟
ـ نعم.
ـ من انتخبت؟
ـ الله!
ـ غريب، هل تنتخب من لا علاقة له بهذا الأمر.
ـ وأنت من انتخبت؟
ـ الشيطان!
ـ غريب...؟
ـ ما الغريب وهو المسؤول عنها!
8/5/2014
عادل كامل
[1] سر
سأل التمثال النحات، بعد ان أنجزه:
ـ لماذا ألصقتني وأضعت ملامحي وحولتني إلى اثر...؟
أجاب النحات بصوت هاديء:
ـ ليس لدي ّ مأوى أتوارى فيه سواك!
فقال التمثال:
ـ فضحت سرك!
ـ بل أنا هو من أخفى سرك! فمنذ الآن لا أنا ابحث عنك، ولا أنت تبحث عني، فكل منا لن يرى الآخر بعد اليوم!
[2] استغاثة
ـ استغث...!
ـ كي تعيد ما سلب مني، وما خسرته...، لتمد بعمري، كي أر ما لم أره من ....؟
ـ بل كي أمنحك الضوء...!
ـ جميل، جميل حقا ً، كي أرى ان الظلمات، وحدها بلا حدود، وكي أدرك، مرة أخرى، أنني لا اقدر على عمل شيء!
[3] خوف
ـ لماذا لم تعد تخاف مني...؟
ـ من أنت؟
ـ الم تعرفني..؟
ـ وهل أنا مضطر للخوف من ..، من...، من اسمه لا يقترن بالكلمات، ولا بالمسافات، ولا بالأنوار ...؟!
ـ أحسنت؟
ـ على م َ هذا الإحسان...، وأنت تراني لم اعد أخاف حتى من الذين دمروا حياتي ...، فهل تطلب ان أخاف من الذي ليس هو بالنور، ولا بالمسافة، ولا بالكلمة التي تذهب مع الريح!
[4] سؤال
سألت المرأة زوجها الكاتب:
ـ اخبرني، انك قبل نصف قرن، وعدتني باختيار مهنة غير محنة الكتابة...، التي لم تكسب منها إلا المرارات، والشتائم، والخسائر...، ولكنك لم تفعل...؟
ـ في الواقع، كان اختياري لها، مثل اختياري لك ِ!
ـ لكنك طالما اعترفت لي ان عصر الكتابة في طريقه إلى الزوال؟
ـ كما هو عصر الرجال!
ـ تقصد .. زماننا؟
ـ وهل لديك قدرة على عزل لا حافات الظلمات عن هذا القليل من الضوء؟
[5] رجاء
ذهب إلى (الموت) وطلب منه:
ـ أرجوك، اعتقد انك تأخرت كثيرا ً...
ابتسم الموت وسأله باستغراب:
ـ ما شأني أنا..؟
فقال بصوت خفيض مرتجف:
ـ لم يستجب الرب لطلبي، وأنا ارجوه ان يأخذني!
قال الموت:
ـ إن لم يستجب الخالق لطلبك، فهل استطيع ان أحقق لك ما لم يحققه؟
ـ ولكني، كما تعلم، وفي يوم ما من الأيام، سأموت!
ـ غريب أمرك، فما الداعي إلى هذا الاستعجال..؟
ـ كي اكف عن رؤيتك، فلا أجد أحدا ً يفزعني!
ـ يا شيطان، فهمت الآن سر طلبك مني!
ـ ماذا فهمت؟
ـ ان تسلبني سلطتي!
[6] عبوة ناسفة
عندما اكتشف وجود عبوة ناسفة زرعت بجوار نافذة غرفته، أبى ان يخبر أحدا ً بها، ولا حتى السلطات الأمنية، بل انتظر غروب الشمس، كي يذهب إلى المكان الذي طالما كان بؤرة للقاء المسلحين، واخبرهم بأنه قد يكون غير مرغوب به...، أو انه ارتكب خطأ ما، فانا ـ قال لهم ـ ليس لدي ّ ما اعترض عليه، وبإمكانكم إجراء الحساب معي بعيدا ً عن الآخرين، في ظلمات هذا الليل.
ابتسم كبيرهم وسأله:
ـ ولكن قل لنا لماذا لم تخبر السلطات ...؟
أجاب من غير تردد:
ـ بل لم اخبر حتى الله!
[7] انتخابات
ـ هل أدليت بصوتك؟
ـ نعم.
ـ من انتخبت؟
ـ الله!
ـ غريب، هل تنتخب من لا علاقة له بهذا الأمر.
ـ وأنت من انتخبت؟
ـ الشيطان!
ـ غريب...؟
ـ ما الغريب وهو المسؤول عنها!
8/5/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق