الشعب لا يريد التغيير
كاظم فنجان الحمامي
أثبتت صناديق الاقتراع أننا مأسورون إلى ثقافات ماضوية منغلقة أشد ما يكون الانغلاق, وأننا نرفض التغيير جملة وتفصيلاً, وأن أزمتنا الموروثة كامنة في وعينا الثابت المنغلق, وأن نظامنا العقلي يتقاطع تماماً مع التوجهات الديمقراطية, فظهر لنا وكأننا نتعاطى الجرعات السلطوية ونتآلف معها, وربما نتسامح معها إلى أقصى حدود التعايش, ولا نرضى عنها بديلاً.
فعلى الرغم من نداءات المؤسسات الدينية, وتوجهاتها الصريحة نحو التغيير, وعلى الرغم من اشتراك الكيانات السياسية نفسها في التلويح بشعارات التغيير, إلا أن واقع مجتمعنا المنغلق يؤكد أنه لا يزال عشائري المنزع, طائفي الهوى, طغياني الرؤية, فمن العبث دغدغة مشاعر هذه الجماهير الحائرة, بوصفها أنها تعيش زمن الاستحقاق الديمقراطي, أو بذريعة أنها خاضت سلسلة من الجولات الانتخابية.
هذا هو واقعنا الجماهيري الذي ينبغي الاعتراف به, حتى لا نقع في مطبات الانتكاسات المتكررة, ولا يجوز لنا أن نمنح الوعي الجماهيري شهادات الجدارة, التي لا يستحقها في الممارسات الديمقراطية, لمجرد أننا خضنا سلسلة من الجولات الانتخابية المتعثرة.
كنا نأمل أن ننجح في تحريك أبسط أدوات التغيير والتفعيل, وكنا نقول: أن أول خطوات التغيير تستلزم الاستغناء عن العناصر القديمة, وتستوجب إصلاح مكونات قواعد التنظيمات الحزبية الساعية للتغيير, ومن ثم تحولها نحو استبدال المشاريع والخطط السياسية, بما يضمن تجاوز كبوات التجارب القديمة, التي لم تحرز أي نجاح في المراحل الماضية, ولم يكن لها أي دور يُذكر في تحسين أحوالنا وترميم أوضاعنا, ولم ترتق بمستوانا نحو الأفضل.
وكنا نأمل أن تتفاعل أدوات التغيير في تحقيق الإصلاح الذاتي من الداخل باستبعاد البيادق الضعيفة ؟, واستبدال الوجوه القابعة منذ سنوات في متاحف الجمود والركود. لكننا فقدنا الأمل قبل ظهور النتائج عندما علمنا بأن معظم الأسماء المدرجة على قوائم الترشيح ما هي إلا استنساخ مكرر للأقنعة المُستهلكة, وأن معظمها ستظهر من جديد على مسرح الأحداث وهي ترتدي الجلباب نفسه, وتحمل الفكر نفسه, وتسير على المسار نفسه, فمن أين يأتي التغيير في ظل القوالب المتناظرة, التي ورثناها من المحاولات السياسية المتعثرة ؟, وما قيمة التغيير إذا كنا ندور في حلقة مغلقة ؟.
نحن شعب يقف دائما خلف القائد الضرورة. شعب تحركنا العشوائية. تتحكم بنا العواطف الطائفية والقبلية والمناطقية والمهنية. شعب لا يحترم قواعد الحوار, ولا نحسن قواعد الاختيار, فكيف نحترم قواعد التغيير الديمقراطي نحو الأفضل ؟. كنا نأمل أن ترسم لنا صناديق الاقتراع صورة مشرقة لمستقبلنا المجهول باعتبارها الخطوة الصحيحة للبدء بالتغيير الجذري, وأن لا نكتفي بترديد الشعارات الببغاوية, ثم نقول لأنفسنا: أننا نجحنا في تجربتنا الديمقراطية. لكننا اكتشفنا أن الكيانات التي صنعت الكبوات وارتكبت الهفوات وتخصصت في التراجعات مازالت موجودة بيننا, ومازالت تعزف على الوتر النشاز, وتريد تطبيق تجاربها الفاشلة, وربما تسعى لعرض أفلام الكوابيس القديمة المرعبة على الشاشة العراقية المصبوغة بلون الجزع.
ختاما نقول: ربما نستطيع التكهن بسلوك تجمعاتنا العشائرية, بيد أن ما لا نستطيع فهمه, ولم نكن نتوقعه أن العاطلين والبائسين والمحرومين والساكنين في بيوت التنك, وربات البيوت الطيبات, والباحثين في مكبات القمامة يرفضون التغيير !!!؟؟.
كاظم فنجان الحمامي
أثبتت صناديق الاقتراع أننا مأسورون إلى ثقافات ماضوية منغلقة أشد ما يكون الانغلاق, وأننا نرفض التغيير جملة وتفصيلاً, وأن أزمتنا الموروثة كامنة في وعينا الثابت المنغلق, وأن نظامنا العقلي يتقاطع تماماً مع التوجهات الديمقراطية, فظهر لنا وكأننا نتعاطى الجرعات السلطوية ونتآلف معها, وربما نتسامح معها إلى أقصى حدود التعايش, ولا نرضى عنها بديلاً.
فعلى الرغم من نداءات المؤسسات الدينية, وتوجهاتها الصريحة نحو التغيير, وعلى الرغم من اشتراك الكيانات السياسية نفسها في التلويح بشعارات التغيير, إلا أن واقع مجتمعنا المنغلق يؤكد أنه لا يزال عشائري المنزع, طائفي الهوى, طغياني الرؤية, فمن العبث دغدغة مشاعر هذه الجماهير الحائرة, بوصفها أنها تعيش زمن الاستحقاق الديمقراطي, أو بذريعة أنها خاضت سلسلة من الجولات الانتخابية.
هذا هو واقعنا الجماهيري الذي ينبغي الاعتراف به, حتى لا نقع في مطبات الانتكاسات المتكررة, ولا يجوز لنا أن نمنح الوعي الجماهيري شهادات الجدارة, التي لا يستحقها في الممارسات الديمقراطية, لمجرد أننا خضنا سلسلة من الجولات الانتخابية المتعثرة.
كنا نأمل أن ننجح في تحريك أبسط أدوات التغيير والتفعيل, وكنا نقول: أن أول خطوات التغيير تستلزم الاستغناء عن العناصر القديمة, وتستوجب إصلاح مكونات قواعد التنظيمات الحزبية الساعية للتغيير, ومن ثم تحولها نحو استبدال المشاريع والخطط السياسية, بما يضمن تجاوز كبوات التجارب القديمة, التي لم تحرز أي نجاح في المراحل الماضية, ولم يكن لها أي دور يُذكر في تحسين أحوالنا وترميم أوضاعنا, ولم ترتق بمستوانا نحو الأفضل.
وكنا نأمل أن تتفاعل أدوات التغيير في تحقيق الإصلاح الذاتي من الداخل باستبعاد البيادق الضعيفة ؟, واستبدال الوجوه القابعة منذ سنوات في متاحف الجمود والركود. لكننا فقدنا الأمل قبل ظهور النتائج عندما علمنا بأن معظم الأسماء المدرجة على قوائم الترشيح ما هي إلا استنساخ مكرر للأقنعة المُستهلكة, وأن معظمها ستظهر من جديد على مسرح الأحداث وهي ترتدي الجلباب نفسه, وتحمل الفكر نفسه, وتسير على المسار نفسه, فمن أين يأتي التغيير في ظل القوالب المتناظرة, التي ورثناها من المحاولات السياسية المتعثرة ؟, وما قيمة التغيير إذا كنا ندور في حلقة مغلقة ؟.
نحن شعب يقف دائما خلف القائد الضرورة. شعب تحركنا العشوائية. تتحكم بنا العواطف الطائفية والقبلية والمناطقية والمهنية. شعب لا يحترم قواعد الحوار, ولا نحسن قواعد الاختيار, فكيف نحترم قواعد التغيير الديمقراطي نحو الأفضل ؟. كنا نأمل أن ترسم لنا صناديق الاقتراع صورة مشرقة لمستقبلنا المجهول باعتبارها الخطوة الصحيحة للبدء بالتغيير الجذري, وأن لا نكتفي بترديد الشعارات الببغاوية, ثم نقول لأنفسنا: أننا نجحنا في تجربتنا الديمقراطية. لكننا اكتشفنا أن الكيانات التي صنعت الكبوات وارتكبت الهفوات وتخصصت في التراجعات مازالت موجودة بيننا, ومازالت تعزف على الوتر النشاز, وتريد تطبيق تجاربها الفاشلة, وربما تسعى لعرض أفلام الكوابيس القديمة المرعبة على الشاشة العراقية المصبوغة بلون الجزع.
ختاما نقول: ربما نستطيع التكهن بسلوك تجمعاتنا العشائرية, بيد أن ما لا نستطيع فهمه, ولم نكن نتوقعه أن العاطلين والبائسين والمحرومين والساكنين في بيوت التنك, وربات البيوت الطيبات, والباحثين في مكبات القمامة يرفضون التغيير !!!؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق